اسبانيا تسيطر وتهزم فرنسا ببطولة اوروبا لكن الكرة الجميلة غائبة

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
في منتصف الشوط الثاني من اللقاء الذي انتهى بفوز اسبانيا 2-صفر على فرنسا في دور الثمانية غب بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 اطلقت بعض الجماهير صفارات الاستهجان ازاء ما اعتبروه أداء مملا بلا طعم من الفريقين.

واعتبر بعض الحضور انهم دفعوا اموالا وتحملوا عناء الحضور الى الاستاد لمشاهدة اثنين من أقوى فرق القارة الاوروبية لكن بدلا من ذلك شاهدوا مباراة بلا روح واداء غير مقنع.

لقد كانت طريقة اللعب الاسبانية التي لا يلعب العنصر الجمالي ولا الابداع دورا كبيرا فيها السبب في خروج صفارات الاستهجان فقد كان عشاق الكرة يتوقعون مباراة أكثر امتاعا في ظل وجود المنتخب الاسباني المهيمن على كرة القدم العالمية خلال السنوات الاربع الماضية في الملعب.

وسيطرت اسبانيا على اللعب من خلال تمريراتها المتقنة الى الخلف والاطراف ثم احيانا الى الامام لكن لم تكن النية في معظم الاوقات تشكيل تهديد على مرمى فرنسا ونجحت هذه الاستراتيجية في منح اسبانيا بطاقة الصعود لقبل النهائي ومواجهة البرتغال يوم الاربعاء.

واحتفظت اسبانيا بنظافة شباكها في 11 مباراة وسكن مرماها ثلاثة اهداف فقط في اخر 14 مباراة في بطولات اوروبا وكأس العالم ولا يمكن التشكيك في فعالية خططها.

لكن كانت هناك خيبة امل كون المنتخب الاسباني يسعى الى ثلاثية غير مسبوقة بضم لقب البطولة المقامة في بولندا واوكرانيا حاليا الى لقبي كأس العالم 2010 وبطولة اوروبا 2008.

ويروق لمؤيدي خطة لعب اسبانيا القائمة على التمريرات المتقنة الحديث عن فائدتها لكن بات الاستحواذ يستخدم لاسباب دفاعية وسلبية.

وفي اوقات كثيرة من المباراة كانت اسبانيا تحتفظ بالكرة ليس بغرض بناء هجمات لكن لمجرد حرمان المنافس منها أو - مثلما بدا في الشوط الثاني امام فرنسا - لاستهلاك الوقت.

ويلعب برشلونة بطريقة مشابهة لكنها تتسم بتبادل الكرة بشكل سريع بالقرب من منطقة الجزاء في ظل وجود الارجنتيني المبدع ليونيل ميسي الذي يعطي الفريق اللمسة الاخيرة القاتلة وعند المقارنة نجد ان اسبانيا تطبق الخطة بطريقة سلبية.

وفي مباراة فرنسا لم يلعب المدرب ديل بوسكي بمهاجم صريح مرة اخرى وبخلاف محاولات سيسك فابريجاس لعب دور المهاجم - وهو ما لم ينجح فيه في ظل وقوعه كثيرا في مصيدة التسلل - فان اسلوب اسبانيا كان اللعب بستة من لاعبي الوسط أمام اربعة مدافعين.

ولم يكن هناك مجال للدهشة ان اسبانيا كانت تستحوذ على الكرة ثم عندما تصل الى مرحلة تمرير الكرة للاعب في منطقة الجزاء كانت تتراجع وتبدأ الهجمة من جديد.

وسيكون من الرائع أن نرى ما اذا كانت البرتغال - التي على عكس فرنسا تستطيع شن هجمات مرتدة فعالة في ظل وجود الجناحين كريستيانو رونالدو وناني - استغلال سرعتها في الهجمات المرتدة وشق دفاع اسبانيا.

واذا نجحت اسبانيا في اجتياز الاختبار الصعب امام البرتغال فانها قد تواجه في النهائي المنتخب الالماني الذي أظهر أنه من الممكن اللعب بتمريرات دقيقة وبسرعة وفي نفس الوقت بنوايا هجومية.
 
أعلى