استمرار المعارك في افريقيا الوسطى ومفاوضات مرتقبة الجمعة في تشاد

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
رفض المتمردون في افريقيا الوسطى الخميس الانسحاب من المدن التي يسيطرون عليها منذ عشرة ايام في شمال ووسط البلاد تلبية لطلب الامم المتحدة، لكن تشاد اعلنت عن بدء مفاوضات الجمعة بين المتمردين وحكومة بانغي.
وقد استمرت المعارك الخميس واستولى تحالف سيليكا على باتنغافو على بعد 300 كلم الى شمال بانغي العاصمة لكنه خسر مدينة كابو بعد ان استعادها الجيش على بعد 60 كلم الى شمال باتنغافو التي سقطت في ايدي المتمردين الثلاثاء، بحسب مصادر عسكرية من افريقيا الوسطى.​
وفي وقت دعا فيه مجلس الامن الدولي المتمردين الى وقف الاعمال العدائية، اعلن عن اجراء اول مفاوضات الجمعة بين المتمردين الذين حملوا مجددا السلاح في 10 كانون الاول/ديسمبر للمطالبة بتطبيق اتفاقات السلام، وحكومة الرئيس فرنسوا بوزيزي.​
وستجري هذه المحادثات التي يطالب بها المتمردون في تشاد المجاورة التي تقول انها تقوم بدور الوسيط في الازمة مع انها ارسلت جنودا هذا الاسبوع الى افريقيا الوسطى تلبية لطلب حليفها الرئيس بوزيزي.​
وصرح وزير الاعلام التشادي حسن سيلا بكاري ان "مفاوضات مقررة" الجمعة، و"قد طلب منا المتنازعون الاضطلاع بدور لتسهيل" التفاوض.​
واعلنت تشاد التي يرأسها ادريس ديبي الذي ساعد بوزيزي على الوصول الى الحكم في 2003 وسبق وتدخل في 2010 ضد المتمردين، ان جنودها الذين ارسلوا الثلاثاء الى افريقيا الوسطى انتشروا كقوة فصل.​
وستستقبل نجامينا في الوقت نفسه الجمعة قمة لرؤساء دول المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب افريقيا لبحث هذه الازمة. ولم تتوافر اي معلومات مساء الخميس حول المشاركين في هذه الاجتماعات او مكانها بالتحديد.​
وقال مصدر في درك بوكا الخميس ان "المتمردين استولوا على باتنغافو (15 الى 20 الف نسمة) حوالى الساعة 11,00 (10,00 ت غ) ويتقدمون نحو بوكا" على بعد 280 كلم الى شمال بانغي.​
واضاف المصدر نفسه ان الدرك غادروا هذه المدينة التي تعد نحو 10 الاف نسمة والتي لا تدافع عنها قوات افريقيا الوسطى المسلحة.​
من جهته استعاد الجيش النظامي مدينة كابو التي سقطت امس بعد "معارك طاحنة" بحسب مصدر عسكري من افريقيا الوسطى.​
وبحسب هذا المصدر، فان "القوات المسلحة في افريقيا الوسطى اعادة تشكيل صفوفها بدون تعزيزات وشنت هجوما مضادا. وتميزت المعارك بعنفها. وتغلب الجيش في نهاية المطاف واستعاد السيطرة على كامل المدينة مرغما المتمردين على التقهقر".​
واضاف هذا العسكري ان "ثلاثة عناصر من الجيش واثنين من المتمردين قتلوا اثناء المعارك"، مؤكدا ان "السكان الذين لجأوا الى الادغال بدأوا العودة الى منازلهم".​
ومن الصعب تقدير عدد المتمردين وحجم المعارك، لكن من الواضح ان الفريقين يخوضان ايضا معركة اعلامية يحاول فيها كل طرف تضخيم انتصاراته. والمدن المعنية تقع بغالبيتها على طرق غير معبدة، ومدن لا تصلها الكهرباء وحيث الادارة يقل او ينعدم وجودها.​
وقد طلب مجلس الامن الدولي في بيان الاربعاء في نيويورك من المتمردين ان "يضعوا حدا للاعمال العدائية وان ينسحبوا من المدن التي استولوا عليها ويوقفوا زحفهم" الى بانغي، داعيا في الوقت نفسه الى حوار سياسي.​
ورفض احد قادة سيليكا ميشال دجوتوديا الانسحاب من المدن التي يسيطرون عليها قبل بدء حوار لكنه نفى ان يكون لدى التحالف نية في الاستيلاء على العاصمة.​
وقال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "اخذنا علما بقرار مجلس الامن الدولي لكننا لن ننسحب من المواقع الحالية على الارض طالما لم يجر حوار صادق مع السلطة".​
واضاف "لا نسعى الى الحكم. نريد الاعتراف بحقوقنا وايجاد اجوبة لمطالبنا ليحكم الرئيس بوزيزي بشكل مختلف".​
ودان مجلس الامن ايضا انتهاكات حقوق الانسان فيما تحدث سكان من مدينة بريا الغنية بالمناجم في منطقة تحتوي ثروات من الماس ويسيطر عليها المتمردون، الخميس عن اغتيال وعمليات خطف وابتزاز.​
وتعد افريقيا الوسطى التي يقدر عدد سكانها بخمسة ملايين نسمة من افقر البلدان في العالم، وقد انخرطت منذ 2007 في عملية سلام بعد سنوات من عدم الاستقرار وحركات تمرد عديدة وعصيان عسكري وانقلابات مزقت نسيجها الاقتصادي ومنعتها من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية.​
 
أعلى