اطفال في مدن الصفيح في اوغندا يخوضون مسابقات دولية في الشطرنج

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تجلس فيونا موتيس في قاعة ذات ضوء خافت في ضاحية العاصمة الاوغندية كمبالا وتحدق برقعة الشطرنج وتفكر مليا في الخطوة التالية التي ستقوم بها.
وتقول هذه الفتاة ذات الستة عشر عاما "لقد غيرت الشطرنج حياتي، كنت أعيش من دون أمل، أما اليوم فلدي أمل، بامكاني ان أصبح معلمة كبيرة"، وهو اللقب الأعلى رتبة في الشطرنج.
وعلى الرغم من الامل الذي تعيشه هذه الفتاة الاوغندية، الا ان طريق مستقبلها لم يتضح لها بعد. فقد توفي والدها بعد اصابته بمرض نقص المناعة البشرية المكتسب (ايدز) بينما كانت في الثالثة من عمرها.
وعاشت حياة قاسية في ضواحي كمبالا قبل ان تجوب العالم من سيبيريا الى السودان للمشاركة في مسابقات الشطرنج.
وتروي هذه الفتاة قائلة "لم تكن والدتي قادرة على دفع ايجار المنزل ونفقات الدراسة، فطردنا من منزلنا وانا في السادسة من عمري، وصرنا ننام في الشارع".
لكن لعبة الشطرنج غيرت مسار حياتها.
ففي سن الثانية عشرة، تمكنت فيونا من تصدر بطولة اوغندا في الشطرنج للاناث دون العشرين عاما. وهي ما زالت حتى اليوم تتقدم اللاعبين واللاعبات في هذه الفئة العمرية. وهي الاوغندية الاولى التي ترشح للحصول على لقب معلم في الشطرنج في فئة الاناث.
وقد صدر كتاب عن صعود نجمها في عالم الشطرنج، واشترت استوديوهات ديزني حقوق قصتها لاعداد فيلم عنها على ما يبدو.
ومنذ سن التاسعة، اعتادت فيونا مرافقة شقيقها الى نادي الشطرنج، لكنها لم تكن تفعل ذلك حبا بالشطرنج، بل بطبق الحلوى الذي كان يوزع هناك مجانا.
وتقول "بعد ذلك تساءلت +ما هي لعبة الشطرنج هذه؟+"، وكان هذا السؤال فاتحة للكشف عن موهبة كبيرة ومثابرة جعلتها تتغلب على خصومها.
وبدأت بعد ذلك بتعلم اللعبة على يد روبرت كاتندي الذي اصبح اليوم مدربها، وهو لاعب كرة قدم سابق اراد ان يعلم اطفال الشوارع لعبة الشطرنج لتنمية مهاراتهم العقلية.
ويذكر هذا الرجل ان لعبة الشطرنج كانت مجهولة تماما لدى هؤلاء الاطفال، اذ انها كانت حكرا على المدارس التي تضم النخبة الاجتماعية في البلاد، لكن تجاوب الاطفال الفقراء معها كان فوريا.
وبالنسبة الى اطفال يبحثون يوميا عن لقمة عيشهم وعن مكان ينامون فيه، تكتسب لعبة الشطرنج اهمية كبرى في تنمية مهاراتهم وثقتهم في أنفسهم، بحسب ما يرى روبرت كاتندي.
ويقول "انها ليست مجرد لعبة، انها طريقة لتحسين حياة الناس".
ويضيف "في هذه اللعبة يواجه الشخص تحديات، وعليه ان يختار الخطوة الفضلى... إنه تمرين على الانضباط".
بدأ النادي خطواته الاولى في الهواء الطلق، وكانت احجار الشطرنج عبارة عن اغطية زجاجات.
اما اليوم فهو يضم 63 عضوا، من بينهم اطفال في الرابعة من العمر.
ومن بين اعضاء النادي مايكل تاليموا البالغ من العمر 11 عاما والذي يتمدد على بطنه ويفكر مليا في الخطوة التي يريد ان يقوم بها بينما يضع اصبعه على أحد الأحجار.. ولم يكن لهذا الفتى قبل لعبة الشطرنج ما يملأ الفراغ في حياته، على غرار معظم زملائه.
ويقول "كنت امضي وقتي لا افعل شيئا، الى ان جاءني صديق واقنعني بتعلم الشطرنج" قبل عامين.
ومنذ ذلك الحين، يواظب على اللعب يوميا، ويحلم بان يحقق نجاحا مثل فيونا موتيسي.
ويقول "انا سعيد جدا لان صديقتنا وصلت الى هذا المستوى، اتمنى ان اصل بدوري الى مستوى مماثل".
 
أعلى