الأبراج الإدارية في الكويت تنتظر تحركا حكوميا لإنقاذها

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
الكويت 15 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - تنتظر الشركات
المطورة لعقارات المكاتب الإدارية في الكويت تحركا حكوميا لإنقاذها​
من الركود الذي يعاني منه هذا القطاع بعد أن امتلأت العاصمة​
بالأبراج العملاقة التي تبحث دون جدوى عمن يستأجرها.​
ووجدت كثير من الشركات العقارية نفسها في مأزق بعد أن بدأت​
بناء أبراج إدارية ضخمة في العاصمة بشكل خاص وعلى امتداد الطريق​
الساحلي لتواكب الانفتاح الذي وعدت به الدولة عقب الإطاحة بصدام​
حسين وزوال الخطر العراقي لكن الانفتاح لم يتحقق. ثم جاءت الأزمة​
المالية العالمية لتزيد الأمر تعقيدا.​
وبينما خرج العقار الاستثماري الذي يتكون عادة من شقق سكنية​
بشكل سريع من تداعيات الأزمة واسترد عافيته لا يزال العقار الإداري​
يئن تحت وطأتها في ظل سعي كثير من الشركات الخاصة التي بنيت هذه​
الأبراج من أجلها لتقليص مصاريفها والتخلص من بعض موظفيها.​
وقال توفيق الجراح رئيس اتحاد الشركات العقارية الكويتية​
لرويترز إن إجمالي المعروض من مساحات المباني الإدارية يبلغ 817​
ألف متر مربع في كل مناطق الكويت وتبلغ نسبة المستأجر من هذه​
المساحة 59 في المئة فقط.​
وأضاف الجراح أن نسبة الإشغال في الكويت العاصمة التي تستأثر​
بالنصيب الأكبر من العقارات الإدارية تبلغ 55 في المئة فقط ويبلغ​
متوسط سعر إيجار المتر داخلها 6.9 دينار (24.6 دولار) شهريا.​
وقال نايف العوضي الرئيس التنفيذي لشركة المزايا القابضة إن​
هناك بنوكا استحوذت على بعض العقارات التي تمتلكها شركات عقارية​
وأفراد بعد أن عجز هؤلاء عن سداد أقساط البنوك بسبب ضعف التدفقات​
المالية وهو ما لم يكونوا يتوقعونه عند إنشاء هذه المباني.​
وهبطت أسعار الإيجار من مستوى 13 و14 دينارا للمتر شهريا في​
سنة 2008 إلى أن وصلت حاليا إلى خمسة وستة دنانير للمتر بسبب ضعف​
الطلب.​
وقال محمد الهاجري الرئيس السابق لاتحاد سماسرة العقار إن بعض​
المباني التي تطل على الخليج عرضت للإيجار بأسعار تصل إلى 26​
دينارا للمتر شهريا قبل اندلاع الأزمة العالمية وهي تعرض حاليا​
بمبالغ تقل عن 18 دينارا للمتر.​
وأثار تصريح لوزير المالية نايف الحجرف الشهر الماضي بشأن تدخل​
الحكومة لإنقاذ القطاع العقاري موجة من التفاؤل المشوب بالحذر​
لدى الشركات المطورة لهذه المكاتب بل ولدى البنوك المقرضة لهذه​
الشركات أيضا.​
وقال وزير المالية في سبتمبر ايلول الماضي إن حالة الجمود التي​
يعاني منها القطاع العقاري وهو ثاني أكبر قطاع اقتصادي بعد البورصة​
"غير مبررة" مؤكدا أن وزارة المالية ستقوم بإجراء مسح كامل لجميع​
المباني لا سيما تلك الموجودة داخل مدينة الكويت لتوفير احتياجات​
وزارات الدولة وكياناتها المختلفة من المكاتب والمساحات الايجارية.​
جاءت تصريحات الحجرف عقب لقاءين عقدهما أمير الكويت مع الفريق​
الحكومي المكلف بإصلاح الاقتصاد والمكون إلى جانب وزير المالية من​
وزير التجارة والصناعة ومحافظ البنك المركزي ومدير الهيئة العامة​
للاستثمار وهي الصندوق السيادي لدولة الكويت وهو ما أعطى هذه​
التصريحات أهمية بالغة.​
لكن هذه لم تكن المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة دعمها​
للقطاع العقاري. فقد سبق ذلك إعلان الهيئة العامة للاستثمار في سنة​
2011 إنشاء محفظة عقارية برأسمال مليار دينار للاستثمار في السوق​
المحلية وأسندت إدارة المحفظة لبيت التمويل الكويتي لكن لم يظهر​
أثر ملموس لها ولم تعلن منذ بدء عملها إبرام أية صفقة.​
وقال الجراح والعوضي إنهما لمسا بالفعل خلال الفترة الماضية​
"جدية" من الحكومة في السعي لاستئجار عقارات من شركات خاصة في​
العاصمة.​
وقالت وزيرة التجارة والصناعة السابقة أماني بورسلي إن أي تحرك​
حكومي لدعم القطاع العقاري يجب أن يكون ضمن حزمة من الإجراءات​
الأخرى الهادفة لتحريك كل قطاعات الاقتصاد وليس قطاع بعينه.​
واعتبرت بورسلي أن أية خطوات لا تندرج ضمن "خطة واضحة ومنظور​
شامل لكل القطاعات.. يمكن (فقط) أن تحفز القطاع العقاري" لكنها لن​
تكون كافية لحل المشكلة من جذورها.​
وقال العوضي إن احتياجات الوزارات والجهات الحكومية من المكاتب​
كبيرة وستحل جزءا من المشكلة لكنه دعا أيضا إلى حل أعمق لمشاكل​
القطاع الخاص بعيدا عن فكرة "تفضل الحكومة بعقود على الشركات."​
لكن الجراح اعتبر أن تحفيز قطاع العقار يمكن أن يكون بداية لحل​
مشكلات باقي القطاعات لأن الخطوة الحكومية ستؤدي لرفع نسب الإشغال​
في المباني وزيادة التدفقات النقدية للشركات وبالتالي ارتفاع قيم​
هذه الأصول وهو ما سيحرر المخصصات الاحترازية التي تحتفظ بها​
البنوك بسبب تراجع قيم الأصول.​
ويعد تراجع قيم الأصول العقارية إحدى المشكلات الجذرية التي​
تواجهها الشركات والبنوك الكويتية حيث لجأ كثير من البنوك لتجنيب​
مخصصات احترازية بشكل غير مسبوق خلال الفترات المالية الماضية نظرا​
لعدم كفاية ما لديها من ضمانات مقابل القروض.​
ودعت بورسلي الحكومة لاستئجار كل المساحات غير المشغولة من هذه​
العقارات لمدة سنتين حتى يسترد القطاع العقاري عافيته وتنهض​
الشركات على قدميها. غير أنها قالت إن احتياجات الحكومة الحقيقية​
قد لا تشغل سوى عشرة بالمئة من المساحات المعروضة.​
وقال العوضي إن استئجار الحكومة لهذه المباني أمر جيد للشركات​
على المدى القريب لكنه قد يكون مضرا بجودة الأصول وبالتالي بقيمها​
على المدى البعيد نظرا لأن العقود الحكومية تكون عادة طويلة الأمد​
وثابتة القيمة كما أنه يكثر تردد المواطنين على الهيئات الحكومية​
وهو ما يمثل استهلاكا أكبر للمرافق والخدمات في هذه المباني.​
وقال محمد الهاجري إن هذه المجمعات ما بنيت إلا لتتحمل أكبر​
ضغط ممكن لتردد المواطنين عليها لأنها صممت لتكون شركات ومكاتب​
وليس عمارات سكنية.​
وتساءلت بورسلي عن المعايير التي ستختار الحكومة بناء عليها​
المباني التي تحتاج إليها داعية لوضع معايير واضحة ومحددة تطمئن​
الشركات إليها.​
وتعيش الكويت حاليا أزمة سياسية كبيرة بين الحكومة والمعارضة​
بسبب القانون الذي ستجري على أساسه الانتخابات المقبلة بعد أن تم​
حل البرلمان الأسبوع الماضي وهو ما جعل أوساطا اقتصادية تتخوف من​
تراجع الحكومة عن تنفيذ إصلاحاتها الاقتصادية الموعودة.​
وأبدت بورسلي تخوفها من أن تتراجع أولوية إنقاذ القطاع العقاري​
وإصلاح الاقتصاد تدريجيا مع الزمن لاسيما مع انشغال المؤسسات​
المسؤولة عن الإصلاح بالعديد من الملفات الأخرى المهمة.
 
أعلى