الأرملة

علي هادي

بيلساني ماجستير

إنضم
Feb 9, 2010
المشاركات
820
مستوى التفاعل
10
المطرح
العراق - بغداد
الأرملة



مضت سنوات على موت الرجل .. بقيت الارملة تبكي زوجها .. تذرف الدموع كلما مر من جانبها رجل , كلما زارها رجل ..

اعتادت طريقا لم تغيره , عند ذهابها الى مقر عملها , تجتاز الحي عبر صف من المحال التجارية المغلقة صباحا وصولا الى الشارع الرئيسي حيث موقف الباصات .

و في طريقها يظل ذهنها مشغولا بمشاهد و تصورات قديمة تشتر الذكريات , تنبثق من جديد فتعيد التفكير بها يظل خيالها يلوكها و يلوكها , انها ذكريات تجمعها بالرجل الذي مات منذ سنوات .

و في صبح من الصباحات .. نظرت الارملة الى الحشود الواقفة و الراكبة من رجال و نساء و أطفال ..

فجأة تلاشوا جميعا ليبقى رجل واحد فقط .. رجل له سمرة الرجل الذي مات منذ سنوات .. زارته بنظرة و زارها بنظرات .. و في لحظة خطرة تمنته لنفسها .

و منذ تلك اللحظة .. أخذت الارملة تجتاز طريقا غير طريها الذي اعتادته .....

طريقا لا يساعدها على استرجاع الذي كان .

و منذ تلك اللحظة راحت الارملة تستجدي الدمع من عينيها .... لكن الدمع لم ينزل ...

و صفا فكرها تماما .....
 
أعلى