الأسد اتصل بعون مهنّئاً بالسلامة و«حزب الله» اعتبر محاولة الاغتيال «منعطفاً»


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

تحوّل إطلاق النار على موكب وهمي لزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون خلال عودته من زيارة لمنطقة جزين (الجنوب) «حزورة» امنية وسياسية وسط صعوبة تبيان «الخيط الابيض من الأسود» في هذا التطور الذي راوحت قراءته بين حدّيْ اعتباره من عون وفريق «8 آذار»، «محاولة اغتيال» وبين وصفه من خصومه بأنه «فيلم انتخابي».
فبعد نحو 48 ساعة على اعلان تعرُّض احدى سيارات الموكب الوهمي لعون لـ «رصاصة» أصابتها وقال فريق عون انها أطلقت أثناء مرور الموكب بمحاذاة «جامع بهاء الدين الحريري» في صيدا، زاد الالتباس حول هذا الحادث الذي يبقى «العامل الحسّي» الوحيد فيه هو الرصاصة التي استُخرجت من السيارة (اكس 5) والتي لم يبرز اي دليل على مكان تعرضها لإطلاق النار، باعتبار انها خضعت للمعاينة من الاجهزة الامنية بعد ساعات من «العملية» وفي دارة عون في الرابية، كما ان كاميرات المراقبة في محيط المكان الذي قيل ان الحادث وقع فيه مساء السبت لم تلحظ مرور ايّ مواكب.
وعلى وقع الدلالات السياسية التي اكتسبتها التقارير عن ان الرئيس السوري بشار الاسد اتصل بعون مهنئاً بالسلامة، بعدما كان الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي اجروا اتصالات مماثلة، بدا واضحاً «شد الحبال» بين فريقيْ «8 آذار» و «14 آذار» حيال هذا التطور الذي رأت اوساط المعارضة انه في سياق «خطة دعائية» لتعويم زعيم «التيار الحر» انتخابياً ومحاولة وضع «14 آذار» في دائرة الاتهام السياسي، أي على «قدم المساواة» مع النظام السوري وبعض حلفائه في لبنان وتحييد الانظار عن ملف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، مستغربة في الوقت نفسه زجّ اسم «مسجد بهاء الدين الحريري» ومعاودة احياء لعبة «الفزاعة السنية» بوجه المسيحيين.
في المقابل اندفع أفرقاء «8 آذار» الى اعتبار «محاولة الاغتيال» منعطفاً «وما قبلها ليس كما بعدها، وهي رسالة كبيرة سنتعامل معها، ولا يظنّ أحد أنها قد حدثت وستمرّ وهذه جريمة سياسية يجب التفتيش عن مرتكبها في الطبقة السياسية التي تحرّض».
وفيما قلَب هذا الحادث أولويات «الاجندة» اللبنانية التي يبقى «ضابط إيقاعها» الفعلي مرتبطاً بتطورات الازمة السورية وتشظياتها المحلية، امكن اختصار التطورات المتصلة بإطلاق النار على الموكب الوهمي لعون بالآتي:
اعلان وزير الداخلية مروان شربل «أنَّ الرصاصة التي اخترقت الباب الخلفي للسيارة من الجهة اليمنى واستقرت في الباب الامامي انتزعتها الادلة الجنائية وأرسلتها إلى المختبر ونرجح أن تكون من نوع (كلاشنيكوف) ما يعني انها اطلقت من سلاح فردي».
ما نُقل عن مصدر أمني ان ما حصل لا يرقى الى محاولة اغتيال، ذلك ان السيارة التي يركبها العماد عون كما معظم المسؤولين، مصفحة لا يخترقها الرصاص، وان سيارات المواكب كثيرة وتالياً من الصعب تحديد السيارة التي فيها المسؤول، وهو ما لاقته مصادر عسكرية لفتت الى «ان محاولة اغتيال شخصية بحجم عون، لا يمكن عملياً ان تتمّ من خلال إطلاق نار على موكب مؤلف من سيارات مصفحة».
ما كَشف عن ان العماد عون استخدم في زيارته لجزين نحو 70 سيّارة وزّعت على 10 مواكب بمعدل 7 سيارات في كل منها، بينها 9 مواكب وهمية.
تأكيد أن الكاميرات الموجودة في «جامع بهاء الدين الحريري» والمؤسسات التجارية القريبة لم تسجل مرور موكب ولا إطلاق نار، كما لم يعثر على أي آثار لرصاص فارغ في المنطقة التي شملها المسح، مع اعلان ان العناصر الأمنية، من قوى أمن وجيش التي كانت منتشرة في المكان والأماكن المرشحة بأن يمر فيها موكب عون، لم تسجل بدورها إطلاق نار.
وفي هذه الاثناء، وفيما رفض النائب أحمد فتفت (من كتلة الحريري) اتهامات النائب نبيل نقولا بأن تيار «المستقبل» هو الذي يقف وراء إطلاق النار على موكب عون وقال: «هذا الكلام معيب»، دان نائب «حزب الله» نواف الموسوي «الاعتداء الهادف إلى اغتيال الزعيم الوطني الكبير الجنرال ميشال عون، والذي أتى ليستكمل حملة الاغتيال السياسي والمعنوي التي تشن عليه وعلى تياره ومؤيديه ومحبيه»، لافتا إلى «أن البعض في لبنان ومن ورائه الإدارة الأميركية لا يحتمل ان يكون في لبنان أشخاص أحرار وزعامات كبرى وإرادة مستقلة على النحو الذي يعبر عنه قادة فريقنا السياسي».
وأشار الموسوي إلى «سعي الإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين الى اغتيال الجنرال عون سياسيا من خلال قانون الانتخاب الذي يحجم من قاعدته الانتخابية ويقلص من تمثيلها في المجلس النيابي»، مؤكدا «لن نسمح لأحد بأن يتيح للمجرمين والقتلة بأن يفلتوا من الملاحقة والعقاب عبر تمييع محاولة الاغتيال». وقال «انها منعطف في تاريخ لبنان وما قبلها ليس كما بعدها، وأنها رسالة كبيرة قد فهمناها جيدا وسنتعامل معها، ولا يظنن أحد أنها قد حدثت وستمر».
 
أعلى