الأسد: رقم الـ 70 ألف قتيل ليس واقعياً ويهدف إلى دفع أجندة التدخل العسكري


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان رقم الـ 70 الف قتيل الذين يقال انهم سقطوا في سورية لا وجود له في الواقع بل هو جزء من «الواقع الافتراضي» الذي يريد الغرب خلقه لدفع أجندته في التدخل العسكري»، وابدى استعداده للحوار مع المعارضة والمسلحين بعد ان يلقوا السلاح.
وقال الاسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية اجرتها معه في دمشق الصحافية هلا جابر ونشرت امس ان قواته تحارب تنظيم «القاعدة» الذي يقوم «بالقتل، وقطع الرؤوس، والتعذيب ومنع الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم»، مقدما بلاده على انها «المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة»، ومضيفا: «كنا أول من تصدى لأولئك الإرهابيين في المنطقة.
وردا على سؤال قال الرئيس السوري، ان ما «يمس الجيش الحر ليس كياناً كما يريد الغرب للناس ان يعتقدوا بل يتكون من مئات المجموعات التي ليس لديها قيادة ولا تراتبية... لكننا نعرف أن قيادتها الحقيقية هي تلك البلدان التي تموّلها وترسل لها الأسلحة، وهي بشكل رئيسي تركيا وقطر والسعودية».
واعتبر انه «إذا أرادت الأطراف الخارجية فعلاً المساعدة في هذه العملية، ينبغي أن تضغط على تلك البلدان للتوقف عن تزويد أولئك الإرهابيين بالمال والسلاح. وبالنتيجة فإننا، كأي دولة ذات سيادة، لن نتفاوض مع الإرهابيين».
وقال الرئيس السوري: «هذا لا يعني أنه في بداية الصراع لم يكن هناك تحركات عفوية. كان هناك أشخاص يريدون إحداث تغيير في سورية، وقد أقررتُ بذلك علناً عدة مرات».
وعن الوصف الذي يطقله على وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يعرفه الاسد جيدا والذي طالبه بالتنحي، قال الأسد: «أنا أفضّل وصف السياسات وليس الأشخاص. وبكل الأحوال ما زال من المبكر الحكم عليه، ورسالتي واضحة، وهي أن يفهم ما قلته الآن، ورسالتي ليست فقط لكيري بل لكل من يريد التحدث عن الأزمة السورية، وهي أن السوريين وحدهم هم الذين يمكن أن يقولوا للرئيس ابقَ أو ارحل ولا أحد غيرهم».
واتهم الاسد بريطانيا بالسعي الى عسكرة المشكلة السورية وتسليح من وصفهم بـ «الارهابيين»، وقال ان «مشكلة حكومة كاميرون أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة. وكيف يمكن توقُّع أن نطلب من بريطانيا أن تلعب دورا في حين أنها مصممة على عسكرة المشكلة؟ كيف يمكن أن نطلب منهم أن يلعبوا دوراً في جعل الوضع أفضل وأكثر استقراراً، وكيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف، في حين أنهم يريدون إرسال المعدات العسكرية للإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟».
وعن اعلان وزير خارجيته وليد المعلم الاستعداد للحوار حتى مع من يحملون السلاح، رد الرئيس السوري: «ما قاله كان واضحاً جداً. أننا مستعدون للتفاوض مع أي شخص، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلّمون سلاحهم. لن نتعامل مع الإرهابيين المصممين على الاستمرار في حمل السلاح».
وعن تحميله مسؤولية مقتل ما يقرب من 70 الف شخص وتهجير 3 ملايين اخرين، قال الاسد: «ينبغي أن نطرح أسئلة أكثر أهمية في ظل الوضع على الأرض والذي يجعل من المستحيل الحصول على أجوبة دقيقة، وأول هذه الأسئلة هو كيف تم التحقق من هذه الأرقام؟ وما هي نسبة المقاتلين الأجانب فيها؟ وما عدد المقاتلين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاماً؟ وكم عدد المدنيين النساء والأطفال الأبرياء؟»
واوضح: «نعلم جميعاً كيف تم التلاعب بعدد القتلى والضحايا في الماضي لتمهيد الطريق للتدخل الإنساني في عدد من الدول. ونذكر هنا أن الحكومة الليبية أعلنت أخيراً أنه كان هناك مبالغة كبيرة في عدد الأشخاص الذين كانوا قد قتلوا قبل غزو ليبيا، قالوا إن 5000 شخص قتلوا من كل جانب في حين أن الأرقام التي كان يتم الحديث عنها في ذلك الوقت كانت بعشرات الآلاف.
وتابع: «أقول ببساطة إن هذا الرقم لا وجود له في الواقع. إنه جزء من الواقع الافتراضي الذي يريدون خلقه لدفع أجندتهم في التدخل العسكري تحت عنوان التدخل الإنساني».
واوضح: «لا نستطيع التحدث عن الأرقام دون التحدّث عن الأسماء، الناس الذين قتلوا لهم أسماء. ثانياً، لماذا قُتل هؤلاء؟ أين وكيف قتلوا؟ من قتلهم؟ عصابات مسلحة، مجموعات إرهابية، مجرمون، مختطِفون، الجيش، من؟»
واضاف إن «افتراض أن طرفاً واحداً مسؤول عن ذلك أمر مناف للعقل والمنطق».
وقال الرئيس السوري «عندما نقول بأننا نحارب القاعدة، فإننا نعني بأن المجموعة الإرهابية الرئيسية والأكثر خطورة هي القاعدة»، مضيفا ان هناك «طيفا من المجموعات يتسع ليشمل صغار المجرمين، ومهربي المخدرات، ومجموعات تقتل وتخطف من أجل المال فقط إضافة إلى المرتزقة والمسلحين».
واشار ان «دور القاعدة في سورية كدورها في كل مكان من هذا العالم: القتل، وقطع الرؤوس، والتعذيب ومنع الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم. لأن أيديولوجيا القاعدة تزدهر حيث يسود الجهل».
وتابع: «نحن لسنا قلقين على الأقليات، بل ينبغي أن نقلق على غالبية الشعب السوري المعتدل بطبيعته والتي ستصبح أقلية إذا لم نحارب هذا التطرف - وعندها ستتوقف سورية عن الوجود. وإذا كان هناك قلق على سورية بهذا المعنى، ينبغي الشعور بالقلق على الشرق الأوسط، لأننا المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة».
وتابع: «كنا أول من تصدى لأولئك الإرهابيين في المنطقة في السبعينات، أولئك الذين كانوا يرتدون عباءة الإسلام».
واوضح: «قلت مراراً إن سورية هي بمثابة خط تماس جغرافياً وسياسياً، واجتماعياً، وأيديولوجياً، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الأوسط». وسأل: «هل الوضع أفضل في ليبيا اليوم؟ في مالي؟ في تونس؟ في مصر؟ إن أي تدخل لن يجعل الأمور أفضل، بل سيجعلها أسوأ. وعندما يتزعزع استقرار هذه المنطقة، فإن أوروبا والولايات المتحدة والمتواطئين الآخرين سيدفعون الثمن عاجلاً أو آجلاً».
وعما اذا كان سيرد على الغارة الاسرائيلية الاخيرة، قال الاسد: «لقد ردّت سورية في كل مرة، لكن بطريقتها، وليس بالمثل. والإسرائيليون وحدهم يعرفون ما نقصده، أي كيف كان ردّنا».
وردا على سؤال عما يمكن ان يقوله كأب، لصبي شاهدته الصحافية في مخيم بالاردن وكان قد فقد ذراعه وساقه في هجوم صاروخي في الحراك في درعا حيث قُتل خمسة أطفال من أسرته، سأل الاسد: «ما اسم ذلك الصبي؟ وهل هو صبي سوري؟» ثم اضاف: «كأب لدي أطفال صغار، أعرف معنى أن يتعرض الأطفال للأذى من شيء بسيط، فكيف إذا تعرض لأذى كبير أو إذا فقد المرء طفلاً، إنه أسوأ شيء يمكن لأي عائلة أن تواجهه».
واذا كان يسمع الانفجارات في دمشق عندما يستلقي في سريره في الليل؟ قال: «أنا أرى الأمور بشكل مختلف تماماً. هل يمكن لأي شخص أن يكون آمناً شخصياً أو أن تكون عائلته آمنة إذا كان البلد في خطر؟ إذا لم يكن البلد آمناً، لا يمكن أن يكون الفرد آمناً. لذلك، وبدلاً من أن تشعر بالقلق على نفسك أو عائلتك ينبغي القلق على كل مواطن وكل عائلة في بلدك. إنها علاقة متبادلة».
وعن الاسلحة الكيماوية، اجاب: «كل ما ذُكر في ما يتعلق بالأسلحة الكيماوية في سورية في وسائل الإعلام أو في أحاديث السياسيين لا يعدو كونه تخمينات، نحن لم نناقش، ولن نناقش أبداً، مسائل تتعلق بأسلحتنا مع أحد»، مضيفا: «ما ينبغي للعالم أن يقلق بشأنه الآن هو وصول المواد الكيماوية إلى أيدي الإرهابيين، وقد تم نشر مقاطع فيديو تظهر اختبار مواد سامة على حيوانات أمام الكاميرا وتهديدات للسوريين بأنهم سيموتون بنفس الطريقة. لقد تبادلنا هذه المقاطع مع بلدان أخرى، وهذا ما ينبغي للعالم أن يركّز عليه بدلاً من فبركة عناوين مضللة حول الأسلحة الكيماوية السورية لتبرير أي تدخل في سورية».
وعن دور «حزب الله» و«إيران» وروسيا؟ قال الاسد: «حزب الله، وإيران وروسيا يدعمون الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب.. دور روسيا بنّاء جداً، ودور إيران داعم جداً ودور حزب الله هو الدفاع عن لبنان وليس الدفاع عن سورية. نحن بلد عدد سكانه 23 مليون نسمة ولدينا جيش وطني وقوات شرطة قوية، لسنا بحاجة إلى مقاتلين أجانب يدافعون عن بلدنا».
اضاف: «السؤال الذي ينبغي أن يُطرح هو حول دور البلدان الأخرى قطر، وتركيا والسعودية، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة - التي تدعم الإرهاب في سورية بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً».
وعما اذا كان يعتقد أنه يمكن التوصل إلى تسوية تفاوضية يظل بموجبها رئيساً، اجاب الاسد: «هذا السؤال يعكس ما يتم تداوله في وسائل الإعلام الغربية حول شخصنة المشكلة برمتها، والإيحاء بأن الصراع برمته يتعلق بالرئيس ومستقبله. إذا كانت هذه الحجة صحيحة، فإن رحيلي سيوقف القتال. من الواضح أن هذا مناف للعقل والمنطق، والسوابق الحديثة العهد في ليبيا، واليمن، ومصر تشهد على ذلك».
وتابع: «كيف يمكنهم أن يبرروا أي تدخل لهم في المستقبل؟ هم لا يستطيعون ولذلك فإنهم يركزون على تحميل المسؤولية للرئيس ويدفعون من أجل رحيله والتشكيك في مصداقيته وما إذا كان يعيش في فقاعة أم لا وما إذا كان منفصلاً عن الواقع أم لا. وهكذا فإن محور الصراع يصبح الرئيس».
وعن دعوة بعض المسؤولين الأجانب لمحاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب امام المحكمة الجنائية الدولية، قال: «السؤال الذي ينبغي طرحه هو: هل سيحاكمون القادة البريطانيين والأميركيين الذين هاجموا العراق عام 2003 وتسببوا بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، ناهيك عن الأيتام والمشوهين والمعاقين؟ هل سيحاكمون الأميركيين والفرنسيين وغيرهم ممن هاجموا ليبيا دون قرار من الأمم المتحدة في العام الماضي، وتسببوا أيضاً في مقتل مئات أو ربما آلاف الأشخاص؟ هم لن يفعلوا ذلك».
واضاف: «تعرفين أن إرسال المرتزقة إلى أي بلد يعتبر جريمة حرب طبقاً لمبادئ نورمبرغ وطبقاً لميثاق لندن للعام 1945، وبناء عليه هل سيحيلون أردوغان إلى هذه المحكمة لأنه أرسل المرتزقة إلى سورية؟ وهل سيفعلون الشيء ذاته مع القطريين والسعوديين؟ جوابي مختصر جداً وهو أنه عندما يدافع الناس عن بلادهم فإنهم لا يأخذون في الاعتبار أي أمر آخر».
وعما اذا كان يفكر في امكانية العيش في المنفى، قال الاسد: «الأمر لا يتعلق بالرئيس. ما من مواطن أو شخص وطني يمكن أن يفكر بالعيش خارج بلاده».
وعن مدى الصدمة التي تسبب بها الانفجار الذي أودى بحياة بعض كبار ضباطه، بمن فيهم صهره آصف شوكت، اوضح الاسد: أنت تذكرين صهري، لكن هذه ليست مسألة عائلية، فعندما يتم اغتيال مسؤولين رفيعي المستوى فإن المسألة مسألة وطنية وليست عائلية. إن جريمة كتلك تجعلنا أكثر تصميماً على محاربة الإرهاب. الأمر لا يتعلق بالمشاعر بقدر ما يتعلق بما ينبغي فعله».
 
أعلى