الأمل لم يَمت، ما دام تيري مع تشيلسي

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
لا يختلف اثنان على أن قائد تشيلسي "جون تيري" يعتبر شخصية مثيرة للجدل، لكن على أرض الملعب تبقى قيمته الكبيرة سواء مع ناديه أو مع منتخب بلاده رغم كثرة مشاكله الشخصية التي يُثير بها الرأي العام البريطاني، وكلنا نتذكر أن آخر تلك المشاكل هي قضيته العنصرية مع مواطنه ومدافع كوينز بارك رينجرز "أنطون فرديناند"، تلك القضية التي سيتم النُطق فيها يوم التاسع مع يوليو المُقبل.

جون تيري لم يكن مُثيراً في بداياته كما هو الأمر في آخر موسمين، فمنذ أن فضحته الصحافة الإنجليزية بعلاقته الجنسية مع صديقة زميله السابق في تشيلسي "واين بريدج" فانيسا برونسيل- وهو يتخبط في حياته الشخصية، لكن المدهش أنه لم يفقد رونقه داخل المستطيل الأخضر وإن كان تعرض لهزة بسيطة في بداية هذا الموسم، لكنه سرعان ما أسكت كل المشككين بصلابته وبقيادته للبلوز للترشح للدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي والدور ربع النهائي لدوري الأبطال على حساب نابولي الإيطالي.

بداية تيري هذا الموسم لم تكن جيدة، فهو لم ولن ينسى أنه كان السبب وراء الخسارة أمام آرسنال في ستامفورد بريديج بنتيجة 5/3 عندما سقط على الأرض وترك روبنهود يتلاعب بتشيك ويضع هدف قتل الديربي، ثم تفجرت مشاكله بعد ذلك عندما اتهم بالعنصرية من قبل الشقيق الأصغر لريو فرديناند، وهي المشكلة التي أدت لرحيل كابيلو من تدريب المنتخب الإنجليزي لرفضه نزع شارة القيادة من جون بأمر من الاتحاد.

لكن مع مطلع هذا العام، انتفض الأسد واستعاد هيبته المفقودة إلا أن تعرضه لإصابة أبعدته عن الملاعب إلى أن تولى دي ماتيو قيادة الفريق وحقق معه نتائج أكثر من جيدة سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، ومن هنا أعلن تيري التحدي وظهرت خبرته في الأوقات المناسبة.

إحصائيات تيري في عام 2012 تقول، أنه كلما لعب في خط الدفاع تشيلسي لا تستقبل الشباك سوى هدف كل سبعة أشواط، وفي آخر 9 مباريات لتشيلسي لم تستقبل شباكه سوى لهدفين فقط، كما أنه اسم تيري بات مقترناً بانتصار تشيلسي، ويكفي أن المباراة الوحيدة التي خسرها البلوز مع دي ماتيو كانت أمام مان سيتي وفي غياب تيري.

والأمر الغريب أن دفاع تشيلسي يتعرض لهزة عندما يشارك الثنائي "جاري كاهيل ودافيد لويز"، لكن عندما يلعب تيري رفقة أي منهما يعود الانضباط والاتزان للدفاع والأهم من ذلك أن من يلعب معه يتفجر دائماً، ويكفي أن كاهيل بدأ يستقر كلما شاهد قائده السابق في المنتخب بجواره، ونفس الشيء بالنسبة لدافيد لويز الذي تألق بشدة في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري الأبطال أمام بنفيكا على ملعبه.

وهذا لا يعني أن تيري وحده يعتبر المسؤول عن عودة انتصارات تشيلسي، لأن الفضل يعود للمدرب دي ماتيو ولخبرة الكبار "دروجبا، توريس، لامبارد وأشلي كول"، فهؤلاء النجوم انتشلوا الفريق من براثن الضياع وأعادوه مرة أخرى لمكانته الطبيعية على الأقل على المستوى الأوروبي بالاقتراب من الدور نصف النهائي.

قبل عودة دي ماتيو كان تشيلسي على بعد نقاط من الصعب تعويضها مع رابع الترتيب العام آنذاك آرسنال-، لكن بعد حصوله على مهمة تدريب الفريق وتعافي تيري من إصابته وصل الفارق الآن مع الرابع حالياً توتنهام- أربعة نقاط فقط وكان بالإمكان أن تتقلص بنقطة لولا انتهاء مباراة الأسبوع الماضي بالتعادل السلبي على ملعب ستامفور بريدج.

وفي الوقت الحالي، أصبح في حكم المؤكد أن يشارك تيري في مباراة أستون فيلا وفي مباراة بنفيكا المقرر لها الأربعاء المُقبل وبعد ذلك سيكون أمامه الفرصة للعب في مباراتي ويجان وفولهام، ولو استمرت انتصارات تشيلسي مع تيري أتوقع أن ينهي الموسم في المركز الرابع وربما الثالث لأن التأهل للدور نصف النهائي لدوري الأبطال سيكون بمثابة الدافع الذي سيساعد اللاعبين على تحقيق الانتصارات في المباريات الثماني المتبقية من عمر الموسم.

مع احترامي الكامل لتوتنهام الذي قدم عروضاً خيالية هذا الموسم، لكن تشيلسي يملك شخصية البطل- القادر على العودة في الوقت المناسب، وكما فرط الديك اللندني في تسع نقاط كاملة كانت تفرقه عن آرسنال قبل أقل من 5 أسابيع، فلا أجد استحالة في تفريطه لأربع نقاط تفرقه عن تشيلسي في الوقت الحالي.

وأتوقع أن يصل الصراع إلى ذروته على المركز الثالث بين آرسنال وتشيلسي خاصة عندما يتقابلا في الأسبوع الـ36 على ملعب الإيماريتس، فتلك المواجهة سيكون لها حسابات أخرى لأن الضيوف لديهم الرغبة الحقيقية في رد هزيمة الدور الأول، ونفس الأمر بالنسبة لأصحاب الأرض الذين استعادوا نغمة الانتصارات وتغلبوا أخيراً على الصعاب وأصبحوا بالفعل فريق لا يخسر بسهولة، ووقتها سيكون الحوار بين فان بيرسي رجل المدفعحية هذا العام..وجون تيري قائد ثورة التصحيح في تشيلسي.
 
أعلى