الأمير أحمد في اختبار «الحج» يستكمل مسيرة النجاح في الملفات الداخلية

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
منذ تعيينه وزيرا للداخلية في منتصف حزيران "يونيو" الماضي، عكف الأمير أحمد بن عبد العزيز على مباشرة المهمات الكثيرة للوزارة الكبيرة في السعودية، وبالأمس باشر فعليا إدارة الملف الأبرز للوزارة وهو إدارة الحشود المليونية القاصدة بيت الله الحرام في موسم حج هذا العام.
وترأس الأمير أحمد بن عبد العزيز اجتماع لجنة الحج العليا، التي أديرت خلال نحو 35 عاما من الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - باقتدار تام، غير أن غيابه هذا العام جعل الجميع يستشعر صعوبة الملفات التي كان يديرها الأمير الراحل، إلا أن الستين يوما السابقة أثبتت أن من يخلفون أسلافهم في السعودية قادرون دوما على ملء أدوارهم.​
نحو شهرين فقط للأمير أحمد بن عبد العزيز على كرسي وزارة الداخلية، غير أنهما مليئان بالتحديات والصعوبات والاختبارات الحقيقية التي تحصل عادة في أعوام طويلة، إلا أن خبرة الرجل المتمرس في وزارة الداخلية كنائب لوزير استثنائي كالأمير نايف امتدت زمالتهما معا نحو ثلاثين عاما، أكسبت الوزير الجديد خبرات الوزير القديم لتضفي الخبرة على الرغبة والتصميم عند وزير الداخلية الجديد ليكون البلد دوما كما يحبه أبناؤه.​
وظل النجاح الكبير في إدارة الشؤون الداخلية للسعودية هو حديث السعوديين وعزاؤهم بعد وفاة الأمير نايف، إذ ينظرون إلى التعامل بحزم مع المستهترين بأمن البلاد على أنه دليل على أن أمن البلاد والعباد يظل خطا أحمر لا يتلاشى بغياب شخصية أو وفاة شخص، وإنما عمل مؤسساتي ضخم يقوم به رجال أمن مخلصون يترأسهم الأمير أحمد، وهو وزير عرف تفاصيل العمل الدقيقة في ظل عقود ثرية من خبرة العمل.​
وتبدو التصريحات الأخيرة للأمير أحمد شاهدا آخر على ثبات السياسة السعودية وتطورها بما يتلاءم مع التطورات الدولية والإقليمية، فتعامل وزارة الداخلية مع الحجاج القادمين من سورية حيث الأزمة فيها تزداد اشتعالا سيكون تعاملا نظاميا مشوبا بالرحمة والرعاية لاعتبارات الوضع الإنساني فيها، وهو الأمر الذي سيطبق على اللاجئين السوريين في تركيا والأردن.​
فيما يرفض الأمير أحمد - كما كان سلفه - أية محاولة لتحويل الصبغة الدينية للحج إلى صبغة سياسية يتم فيها استغلال الموسم الديني للزج بشعارات سياسية أو بث الفتنة في أوساط الحجاج والزائرين، مشيرا إلى أن الهدف العام للمنظمين هو فقط أن تتيسر سبل الحج وأن يقضي الحجاج شعائرهم بكل يسر وسهولة، وهو الأمر الذي تسعى فيه الحكومة السعودية إلى رفع الطاقة الاستيعابية للحجاج، كما يؤكد الأمير أحمد بعد اجتماعه مع أعضاء لجنة الحج العليا لتدارس السبل الكفيلة بتحقيق الغايات.​
وفي نظرة تدرك مقاصد الحج السامية في التشريع الإسلامي يشير الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى أن أسعار حملات الحج يجب أن تبنى على واقع، ليضيف: "نحن نوصي بعدم تصنيف حملات الحج إلى درجات مختلفة كخمس نجوم أو أربع نجوم أو غيرها، فيجب أن يكون الحجاج على مستوى واحد على صعيد واحد وملبس واحد في مكان واحد، تذكيرا بيوم الحشر سعيا إلى طاعة الله سبحانه وتعالى وطلبا لمغفرته ورحمته، وكل ما يتعرض له الحاج من مشقة وتعب فله - إن شاء الله - زيادة في الأجر لأن الحاج ليس في رحلة سياحية بل دينية، والحاج الذي يستطيع أن يدفع لراحته فالأفضل له أن يدفع ثلاثة أرباع ما ينفقه في الحج صدقة في سبيل الله وستحفظ له في الآخرة - إن شاء الله - ويكتفي بالربع أو أقل حتى يلمس الحياة الصعبة التي يمكن أن يعيشها الآخرون".​
ملف الحج الذي بدأ وزير الداخلية منذ الأمس مباشرة مهامه الفعلية انتظارا لموسم ديني ترقبه السعودية، هو الملف الأخير الذي ينتظر أن يحقق فيه الوزير أحمد بن عبد العزيز النجاح ذاته الذي شارك في صنعه خلال مواسم الحج السابقة، حيث النجاح بشهادة الجميع كان كاملا خصوصا في الأعوام القليلة الماضية، إلا أن آمال السعوديين ومعهم ملايين المسلمين تتعلق بالخالق - عز وجل - لتحقيق النجاح الكامل في إدارة الحشود المليونية وفي استقرار يسود أجواءهم في بلاد الحرمين الشريفين حيث الدعوات الصادقة المنطلقة من منابر الأئمة لولاة الأمر بالتوفيق والسداد.
 
أعلى