الأوبرا.. و"أبو إصبع"؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أغرب من ملابسات أزمة جامعة النيل، رد فعل الدكتور زويل، لم نسمع منه كلمة ترد الروح، ولا عرفنا له رأياً "يبل الريق".

غياب الدكتور مقلق، اختفاء حائز نوبل فجأة ليس سهلاً، حائزو نوبل بيننا قليلون، آمالنا فيما بشروا به لم تتحقق بعد، قلقنا عليهم أكبر من أزمة جامعة النيل.

فقط يظهر الدكتور زويل نطمئن، إما عن أحوال طلبة جامعة النيل، وأساتذة جامعة النيل فلهم رب كريم، ما تضيق إلا ما تفرج، المهم الدكتور زويل لا أسكت الله له صوتاً، الدكتور حسه بالدنيا صمته فى الأزمة يقتلنا.

لماذا لم ينفِ الدكتور حتى الآن معرفته بأبعاد القصة عندما تسلم جامعة النيل؟ لماذا لم يخرج ليقول بالفم المليان إنه يسعى لعودة طلبتها لدراستهم، وأساتذتها لمحاضراتهم، وأنه اقترب من الحل؟.

نعرف أن الدكتور زويل "ما يتوصاش"، كلامه وحواراته كانت ملء السمع والأبصار والأفئدة فى المناسبات، تصريحاته للصحافة والفضائيات "جلجلت" احتفالاً بإطلاق مدينة العلوم، لماذا لم يلعلع كلامه بعدما "ضّلمت" قاعات محاضرات جامعة النيل؟

ضربتنا البلبلة، بعضهم قال: نوبل تزيد قساوة القلوب، آخرون قالوا: ليس شرطاً، هناك من غير أصحاب نوبل قست قلوبهم أيضاً، عندك الدكتور فاروق الباز مثلاً، كلامه للصحافة العالمية عن ممر التنمية قبل يناير بشرنا بنخيل وأعناب وانهار فى الصحراء الغربية، كان العائق نظام مبارك لم يحب النابهين، انتظرنا ممر نخيل وأعناب مما تشتهون بعد يناير، لم يأتِ الدكتور فاروق.

لما "استعوقوه"، بعث بأوراق المشروع وقال: نفذوا أنتم، ثم لا حس ولا خبر، لا نرغب فى أفكار علمائنا فى الخارج فقط، لدى علمائنا فى الداخل أفكار أيضا، نريد من زويل والباز والذين مثلهم "سيستم عمل" وأساليب تنفيذ.

يعلمون أن عيوبنا فى الإدارة، من قال إننا بلا أفكار؟ إدارة براءات الاختراع فى شارع قصر العينى مكدسة بمشاريع شباب واختراعات باحثين، قضيتنا التنفيذ وطرق التخطيط.

لم يخطر ببالنا ألا يعلم علماؤنا بالخارج، صحيح فوق كل ذى علم عليم، لكن مش كده، ثم إن مشكلتنا التمويل أيضا، تصورنا أن يأتى زويل والباز وآخرون بنفوذهم أموالاً ومنح دولية، علماؤنا فى الخارج ذائعو الصيت، دلالهم على الرؤساء والملوك والحكومات والدول لا يضاهى، لذلك صدمتنا إعلانات التبرع لجامعة زويل، كما أحبطنا إطلاق اسمه على مدينة العلوم.

فى أوروبا نادراً ما يخلدون أسماء الأعلام فى حياتهم، الأسماء ليست مهمة، العبرة بما تفعله الأسماء، وما يقدمه أصحاب الأسماء، رائد زراعة الكلى العالمى الدكتور محمد غنيم مازال يرفض إطلاق اسمه على مركز المنصورة الدولى، لكن دكتور زويل وافق على تسمية المدينة باسمه، وترك طلبتها فى الشارع.

هل تقوم ثورة تكنولوجيا فى بلد يحول طلابه إلى عواطلية عمداً؟ هل تنجو من ظلام الأمية دولة تصنع من دكاترة جامعاتها "معتادى تظاهر" وكتبة "عرائض" كعب دائر على مكاتب الوزراء والمسئولين؟

لن يحدث.. حتى ولو منحنا الفريد نوبل نفسه، ألف رحمة ونور عليه، ميدان الأوبرا.. و"أبو أصبع" فوق البيعة.
 
أعلى