الإبراهيمي استخدم ذخيرته الديبلوماسية لإفهام الأسد أن تنظيم نقل السلطة... الخيار الأسلم


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة على ملف حل الازمة السورية أن المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي تمنى على الرئيس بشار الأسد في لقائه الأول معه في 15 سبتمبر الماضي أن «يلجأ إلى الخيار الذي ينهي المأساة بأقل قدر من التكاليف... أو بالتوقف عند الثمن المدفوع حاليا والاكتفاء به حرصا على سورية الوطن والشعب».
وذكرت المصادر أن الإبراهيمي كان صريحا مع الأسد في أن الشعب السوري يريد التغيير الشامل ولن يكتفي بمصطلحات الإصلاح «خصوصا بعد كل ما مر عليه من مآس ومحن وقتلى وجرحى ومشوهين ومعتقلين ومهجرين»، وان هناك إرادة إقليمية ودولية عامة تتقاطع مع إرادة الشعب السوري، مشيرا إلى أن الدول التي ما زالت تدعم النظام «انما تفعل ذلك لأهداف تتعلق بها لا لأهداف تتعلق بمصلحة سورية والسوريين».
واوضحت المصادر أن الأسد قدم للإبراهيمي مطالعة سريعة تؤكد ما كان المسؤولون السوريون أبلغوه للموفد الدولي خصوصا لجهة أن سورية تخوض معركة شرسة، وان الضحايا الذين سقطوا في صفوف الجيش السوري والأجهزة الامنية يشكلون نصف العدد العام للضحايا «الذين سقط كثيرون منهم برصاص العصابات الإرهابية»، مشيرا إلى أن الحملة الإعلامية المصاحبة «لا تقل ضراوة عن الحرب الإرهابية التي تخاض ضدنا».
وأضافت المصادر أن الأسد قال للإبراهيمي أن النظام في سورية هو من يحمي الدولة والمجتمع من الانزلاق إلى الحرب الأهلية، قائلا أن «مجازر موثقة لدينا استهدفت مواطنين من طوائف معينة لكننا لم نبرزها ولم نسمح لوسائل الإعلام الرسمية بالحديث عنها كي لا نؤجج المشاعر الطائفية»، متهما دولا مثل السعودية وقطر وتركيا وغيرها بالعمل على خلق فتنة طائفية وهدم الدولة وتقسيم المجتمع».
وأكد الأسد للإبراهيمي انه لا يستطيع التوقف الآن عن محاربة «الإرهابيين»، طالبا اليه أن يمارس ضغطا على الدول التي تدعم هؤلاء كي يتوقفوا عن دعمهم «وكلما استقرت الأمور وهدأت حركة المسلحين الإرهابيين كلما كان الحل السياسي اقرب فلا يوجد رئيس يرضى بأن يموت الناس بهذه الطريقة أو يسعد بالتفرج على بلده يتهدم».
وكشفت المصادر أن الإبراهيمي قال للأسد انه «وسيط نزيه» ويقول الامور «كما هي»، مشيرا إلى أن القادة الكبار «هم الذين يعرفون أن السلطة لا تساوي الدم المسفوك»، ومقترحا البدء بالتفكير بالتغيير الشامل كمخرج وحيد للازمة قائلا ان الحل «إما أن يأتي الآن وبطريقة سلمية رغم كل الاثمان العظيمة التي دفعتها سورية من شعبها وجيشها ومدنها وقراها واما أن يتأخر ما يعني المزيد من انهار الدم المفتوحة والمزيد من التعقيدات والمزيد من تخصيب الفتنة الطائفية والتقاتل المذهبي والحرب الاهلية لا سمح الله».
واشارت المصادر إلى أن الإبراهيمي «استخدم ما في جعبته من ذخيرة ديبلوماسية لافهام الأسد أن تنظيم نقل السلطة هو الخيار الأسلم حاليا، وان التفاوض على ترتيب سورية الجديدة «هو الاهم كي لا تعيش سورية المقبلة المرحلة نفسها التي عاشها العراق بعد الاحتلال الأميركي، من أزمات طائفية وتهجير».
وختمت المصادر أن «قول الأمور كما هي» لم يعجب طبعا القيادة السورية «وهو ما يفسر قصر مدة اللقاء اذ معروف أن الأسد يمكن أن يجتمع مع سياسي لبناني من الدرجة العاشرة لاربع ساعات بينما لم يتجاوز لقاء الإبراهيمي الدقائق الخمسين»، كذلك يفسر التصريحات التي ادلى بها الإبراهيمي من جهة والحملة التي شنتها شخصيات سورية موالية للنظام على الإبراهيمي متهمة إياه بأنه «اتى لتنفيذ أجندة خارجية لا لحل الازمة».
 
أعلى