الإبراهيمي في دمشق.. وتركيا توجه نداء رسميا لوقف إطلاق النار في عيد الأضحى

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
بالتزامن مع وصول الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، يوم أمس، إلى دمشق للبحث مع السلطات السورية في وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، كل الأطراف المتنازعة في سوريا إلى ضرورة تقديم الدعم لمبادرة وقف إطلاق النار التي تساندها تركيا في فترة عيد الأضحى، متمنيا إطالة أمد هذه الفترة لوقف نزف مزيد من دماء الأبرياء على أثر القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام السوري.
وقال أوغلو «إنني أوجه هذا النداء رسميا باسم تركيا»، مضيفا أنه سيجري اتصالات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «ومن الممكن الإعلان المشترك عن عملية وقف إطلاق النار بعد أن أجرى العربي اتصالاته مع الدول العربية التي أعربت عن تقديم دعمها لهذه المبادرة، إضافة إلى إعلان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ووزير خارجيته علي أكبر صالحي موافقتهما ودعمهما لهذه المبادرة».​
وأكد أوغلو أنه عقد استشارات ثلاثية مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي ونبيل العربي في إسطنبول حول هذه المبادرة وتم التوصل لاتفاق مبدئي، منوها بأن الإبراهيمي توصل هو الآخر لاتفاق مع الأمم المتحدة. وقال أوغلو إن موقف بلاده واضح من الأحداث الجارية في سوريا «ولو أتيحت لنا الفرصة من الممكن أن نكرس كل الجهود على مدار الساعة لهم لعدم إراقة دمائهم على أيادي النظام السوري»، مضيفا أن «تركيا ستقدم مزيدا من المساعدات الإنسانية لأشقائنا السوريين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك».​
وردّ الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي على تصريحات أوغلو، معتبرا أن «هناك تناقضا بين تصريحات الحكومة التركية وما تقوم به»، مضيفا «نحن نريد التهدئة، ليس كرمى لعيون أحد بل لأننا نريد تهدئة الوضع للوصول إلى حل عبر الحوار». وتمنى مقدسي «النجاح للمبعوث الأممي - العربي الأخضر الإبراهيمي، لأن نجاح هذا الرجل نجاح لسوريا».​
وتنتظر قيادة الجيش السوري الحر أن تُطرح عليها رسميا مبادرة الإبراهيمي لوقف إطلاق النار، في ظل تأكيد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي أنه لا شيء رسميا عُرض عليهم حتى الساعة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كي نعطي موقفا من المبادرة ننتظر أن نرى ماذا ستكون تفاصيلها، علما بأننا نتمنى على الإبراهيمي أن يطرح وقفا دائما لإطلاق النار وليس فقط وقفا للقتل خلال فترة عيد الأضحى».​
واعتبر الكردي أن «الكلمة اليوم في هذا الموضوع هي للطرف الأقوى والذي يمتلك الترسانة العسكرية التي تفتك بالبشر والحجر وبالتالي للنظام، فهل سيلتزم بالهدنة وهو من خرق كل عمليات وقف إطلاق النار في وقت سابق؟» وأضاف «نحن بشكل عام نرحّب بأي مسعى يضع حدا لعمليات القتل، لكننا كذلك نتطلع إلى أن تكون هذه المساعي جدية وتترافق مع ضمانات».​
وكان الإبراهيمي وصل ظهر يوم أمس إلى مطار دمشق، حيث كان في استقباله نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وقال خالد المصري، المتحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق، إن الإبراهيمي وصل إلى دمشق يوم الجمعة، وإنه سيجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح السبت. لكنه لم يقل ما إذا كان الإبراهيمي سيلتقي مع الرئيس السوري أم لا.​
وقال الإبراهيمي للصحافيين لدى وصوله إنه سيبحث مع المسؤولين السوريين وقف إطلاق النار والمسألة السورية بشكل عام. وأضاف أنه سيبحث المسألة السورية مع الحكومة والأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني.​
وكان المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي قال إن الموفد الدولي سيلتقي الأسد في وقت «قريب جدا جدا»، لكن «ليس السبت». وكان الإبراهيمي اعتبر الخميس ومن عمّان أن اقتراحه وقفا لإطلاق النار في عيد الأضحى الذي يبدأ في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قد يشكل منطلقا لعملية سياسية تضع حدا للنزاع السوري المستمر منذ 20 شهرا.​
وأعلن الإبراهيمي أنه «في حال تم وقف القتال وتنفيذ هدنة أعتقد أننا سنستطيع أن نبني عليه هدنة حقيقية لوقف إطلاق النار ولعملية سياسية تساعد السوريين على حل مشاكلهم وإعادة بناء سوريا الجديدة التي يتطلع إليها شعبها».​
كما بحث رئيس الوزراء السوري المنشق الدكتور رياض حجاب، خلال لقائه في عمّان مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، آخر مستجدات الأوضاع في سوريا وتطورها على الصعيد الداخلي والدولي. وقال المكتب الإعلامي للدكتور رياض حجاب بالعاصمة الأردنية، في بيان صحافي أمس الجمعة، إن الإبراهيمي الذي زار الأردن وضع حجاب في نتائج جولته الدولية والعربية وآخر ما وصلت إليه جهوده الرامية إلى وقف آلة القتل في سوريا. كما بحث الطرفان جميع الجهود والسبل المؤدية إلى تجنيب سوريا وشعبها مزيدا من الويلات وسفك الدماء.​
على صعيد آخر، ذكر المكتب الإعلامي أن الدكتور حجاب التقى مؤخرا الضباط السوريين المنشقين عن النظام السوري في الأردن وأطلعهم على نتائج جولته الأخيرة في عدد من الدول الصديقة للشعب السوري، شارحا المواقف الدولية من الأزمة السورية، ومستعرضا معهم العمل الثوري بشقيه السياسي والعسكري.​
وطلب الدكتور حجاب منهم تكثيف جهودهم من خلال اتصالاتهم المباشرة مع الداخل، للإسراع بالعمل على توحيد تشكيلات الجيش السوري الحر في جسم عسكري موحد، وهو ما من شأنه التسريع بإسقاط النظام السوري ووضع الخطط اللازمة لمرحلة ما بعد زوال النظام.​
وفي نهاية لقائه، كلف الدكتور حجاب العميد الطيار أسعد الزعبي بمهام رئيس لجنة إدارة شؤون العسكريين المنشقين الموجودين في الأردن خلفا للواء محمد الحاج علي، كما كلف العميد فايز المجاريش بمهام نائب رئيس اللجنة، وخمسة عمداء آخرين أعضاء فيها.​
يشار إلى أن عدد الضباط والعسكريين المنشقين الموجودين في الأردن أكثر من ثلاثة آلاف عسكري من مختلف الرتب، حيث يقيم الأردن مخيما خاصا في منطقة منشية العليان القريبة من مدينة المفرق شمال شرقي عمان.​
وكان حجاب قد ظهر في أول نشاط سياسي في السادس من الشهر الحالي عندما التقى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان، حيث جرى بحث تطورات الأوضاع على الساحة السورية، حيث أكد حجاب عمق وتميز العلاقات التي تربط الشعبين الأردني والسوري، وأهمية الدور الأردني في خدمة أمته، معبرا عن تقديره للملك عبد الله الثاني وحكمته وسعيه للوصول إلى حل سياسي يحقن الدماء ويلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري.
 
أعلى