الإنسان... متكيّف!


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

الإنسان كائن متكيف لديه القابلية على التأقلم مع التغير، كحاله في الجو الحار المشمس حين يتعرق جسده كي لا يتعرض للجفاف أو غيره.
نؤصل كلمة التكيف في اللغة أي صار على كيفية معينة أو اندمج في الشيء وتآلف معه، كتعريفه بأنه عملية موافقة الإنسان لنفسه مع الأحوال والأوضاع الجديدة، كما يتأقلم الطالب مع الوضع الجديد في كل عام دراسي بتغير زملاء صفه ومعلميه، ومثلما يتواءم الوالدان مع وجود أول طفل في حياتيهما يأخذ جُل اهتمامهما ومهامهما.
تكيفنا إما أن يكون هبة من الله وفعلا لا إراديا كتعرق الجسم في الجو الحار، أو يكون بفعل إرادة ووعي من الإنسان ذاته، كتأقلم الوالدين مع حياة الطفل الجديد أو محاولة الإنسان للتأقلم مع العوائق وصولاً لهدفه وغايته.
قد يقول قائل بأن التكيف هو تنازل الإنسان واستسلامه ورضاه بالواقع، هو فعلاً رضى لكنه ليس بتلك السلبية بل الرضا مرحلة من مراحل التكيف، وإن لم يتكيف الإنسان مع ما يمر به سيكون ساخطاً غير متقبل للواقع، ذاك مما سيؤثر على علاقاته وعمله أو حتى على صحته ونفسيته.
عملية التكيف كبقية العمليات تحتاج لأدوات ووسائل تتم بها، الاقتناع بالعملية والرغبة الصادقة على التكيف هي أولى الخطوات، نحتاج لإقناع عقولنا أن التكيف هو الأصلح لنا ولمن حولنا، الأصدقاء وتشجيعهم من أهم الأدوات المطلوبة نحتاجهم حين تثبط العزيمة وتقل الإرادة، ومما يساعد على تحمل الضغوط والعوائق تذكر الغاية والهدف من تلك العملية، وأن بذلك يتحقق التطور والرقي الإنساني.
نتكيف كما تكيف النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مع واقع قريش وعقلياتهم و طرق تفكيرهم، نتقبل كما قبِل الصحابة ديناً وعقيدةً جديدةً تخالف ما كانوا يعتقدونه تماماً، نتأقلم كي نكمل حياتنا، نتواءم مع من حولنا لأننا في النهاية كائن اجتماعي لا يستطيع العيش من دون المجتمع وتغيراته.
 
أعلى