الاشتراكية باشليه مرجحة للفوز في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في تشيلي

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
احتلت الرئيسة الاشتراكية السابقة ميشيل باشليه الصدارة وبفارق كبير في نتائج الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في تشيلي، لكنها ستتواجه مع مرشحة الائتلاف اليميني ايفلين ماتيه في الدورة الثانية بسبب عدم حصولها على نسبة ال50 % من الاصوات التي تجنبها هذه الدورة الثانية.
فبعد فرز 99,93% من بطاقات التصويت نالت باشليه (62 عاما) 46,67% من الاصوات مقابل 25,1% لمنافستها ماتيه (60 عاما)، ما يحتم اجراء دورة ثانية في 15 كانون الاول/ديسمبر بحسب الهيئة الانتخابية. وهذه المنافسة النسائية امر غير مسبوق في تاريخ تشيلي.
واكدت باشليه ان فريقها "كان يعلم ان تحقيق فوز من الدورة الاولى امر معقد". وقالت بعد الاقتراع ""قمنا بجهد كبير وكنا قريبين جدا من الهدف".
وكانت باشليه، الطبيبة البالغة من العمر 62 عاما والتي اصبحت في 2006 اول امرأة تراس هذا البلد الواقع في اميركا الجنوبية، تحظى بشعبية كبيرة منذ انتهاء ولايتها الرئاسية الاولى في 2010. وفي تلك الاونة منعها الدستور من الترشح لولاية ثانية متتالية.
اما ايفلين ماتيه التي حصلت على ترشيح الائتلاف اليميني في وقت متأخر فاحدثت مفاجأة بتجاوزها نسبة ال14 وال21% التي اعلنتها معاهد استطلاعات الرأي. وقالت في مقر قيادة حملتها لدى اعلان النتائج "سنفوز في الدورة الثانية".
وراى المحلل السياسي مارسيلو ميلا لوكالة فرانس برس "ان اليمين حقق فوزا معنويا" لان التوقعات جاءت ضعيفة جدا بشأن قدرة ماتيه على الحصول على حد ادنى من التأييد داخل الائتلاف الانتخابي.
وقال الجامعي كريستوبال بيلوليو من ناحيته "ان ذلك يوفر لهم (اعضاء الائتلاف) المساحة ويسمح لهم بالخسارة بشكل لائق" في كانون الاول/ديسمبر المقبل.
وقد حل الاشتراكي السابق ماركو انريكيز-اومينامي في المرتبة الثالثة بحصوله على 10,93% من الاصوات، متقدما على الخبير الاقتصادي ورجل الاعمال فرنكو باريسي الذي كان نصيبه 10,13% من الاصوات. ولم يتجاوز اي من المرشحين الخمسة الاخرين نسبة 3% من الاصوات.
الا ان قدرة الرئيسة المقبلة على المناورة ومدى الاصلاحات الموعودة يتوقفان على نتيجة الانتخابات التشريعية التي تجري في دورة اولى وكذلك انتخابات مجلس الشيوخ الجزئية التي جرت ايضا الاحد.
وتفيد الارقام الاولية التي نشرت الاثنين ان ائتلاف "الغالبية الجديدة" لا يحظى سوى بغالبية مطلقة ضئيلة في مجلسي البرلمان.
وهذا التقدم البسيط سيسمح لباشليه في حال انتخابها بتنفيذ جزء من برنامجها لكن قد يبدو غير كاف للقيام بمراجعة للدستور والقانون الانتخابي اللذين تريد باشليه القيام بهما ويتطلبان غالبية ثلاثة اخماس.
وقبل اعلان الارقام الرسمية اليوم قدر الرئيس سيباستيان بينييرا نسبة مشاركة الناخبين المقدر عددهم بحوالى 13,5 مليون ناخب، ب56%.
ورغم كونهما على طرفي النقيض في السياسة فان المرشحتين للرئاسة تعرفان بعضهما منذ الطفولة. فعندما كانت ميشيل باشليه في السادسة من عمرها وايفلين ماتيه في الرابعة كانتا تلتقيان في قاعدة سيرو مورينو الجوية في انتوفاغاستا بشمال تشيلي حيث كانت عائلتاهما متجاورتين وتربط بين والديهما صداقة متينة.
لكن الانقلاب العسكري الذي نفذه اوغستو بينوشيه على الرئيس الاشتراكي سلفادور اللندي في 11 ايلول/سبتمر 1973 قلب حياتهما رأسا على عقب. فالبرتو باشليه عذب حتى الموت لولائه للرئيس المخلوع. من جهته كان فرناندو ماتيه في عداد الطغمة العسكرية الحاكمة حتى اصبح مسؤولا عن مكان اعتقال صديقه.
وقد وعدت باشليه المدعومة من ائتلاف واسع، "الغالبية الجديدة"، يضم الشيوعيين والديمقراطيين-المسيحيين ومختلف التيارات الاشتراكية، خلال حملتها الانتخابية بتحقيق تطلعات بلد مختلف عن ذلك الذي تركته في 2010 لتتولى مهامها كمديرة تنفيذية لشؤون النساء في الامم المتحدة.
ووعدت الرئيسة السابقة بالشروع في الايام المئة الاولى من انتخابها في تنفيذ برنامج طموح للاصلاحات.
ويتضمن هذا البرنامج مراجعة لدستور 1980 الموروث عن النظام الدكتاتوري وزيادة الضريبة المفروضة على الشركات بهدف تمويل اعادة تنظيم النظام التربوي لارساء تعليم عام نوعي وتحسين النظام الصحي والخدمات العامة.
وفي هذا المجتمع التشيلي المحافظ جدا تعتزم باشليه تشريع الاجهاض المحظور في تشيلي حتى لغايات طبية، وفتح النقاش حول زواج مثليي الجنس.
اما ماتيه فلا تنوي من جهتها اجراء "تغييرات عميقة" في المجتمع التشيلي. ومشروعها الليبرالي المندرج في اطار استمرارية سياسة حكومة سيباستيان بينييرا، يدعو الى ضبط التهرب الضريبي بشكل افضل واعادة توزيع الثروات.
 
أعلى