البديل يكسب!

[{*B*A*T*M*A*N*}]

غريب يا شعب مصر!!! دائما يُحب البديل ومن يفكر فى هذه القضية ويُركّز فيها سيرى العجب، ففى مصر فقط ترى المريض الذى تظهر عليه كل علامات المرض العضوى، ويحتاج لطبيب متخصص للأسف يترك الطبيب، ويذهب لبائع عطاره يسمى نفسه على سبيل الشياكة دكتور أعشاب تلك المهنة التى لم نعرف لها أصل ولم نعرف لها شهادات علمية، ولكنها دجل ونصب وتسوء حالة المريض ويصر على البديل، فيذهب لبعض مدعى الشعوذة فتسوء حالته أكثر فيقول أخلّص ضميرى ويذهب إلى الطبيب الأصلى، ولكن بعد فوات الأوان!!!! أما البديل الآخر والذى ظهر منذ فترة، ولكنه أصبح أكثر وجودا وانتشارا بعد الثورة هو الشيخ البديل من السادة المهندسين والأطباء والمحامين وغيرهم الذين يحملون شهادات لا علاقة لها بالدراسة الدينية المتخصصة، وكثير من هؤلاء هم أصحاب الفتاوى المثيرة والمواضيع الأكثر إثارة، وهم متخصصون فى الهجوم على من يختلفون معهم فى الرأى بداية من الشتائم حتى التكفير، وهنا فقط أتساءل لماذا نحن دائما نبحث على البديل ولماذا تحول هؤلاء إلى رجال دعوة وتركوا مهنتهم التى تخصصوا فيها وقضوا فيه عمرهم؟ هل لأن مصر ينقُصها علماء دين متخصصين وهى بلد الأزهر الشريف الذى خرّج للعالم علماء نحبهم ونحترمهم ونقدّر لهم جرأتهم فى الحق ودفاعهم عن الإسلام، أمثال الشيوخ العظام أمثال المراغى وشلتوت والباقورى والشعراوى ومحمد الغزالى وآخرين كثيرين،، وأستطيع أن أعدد مئات من العلماء الأزهريين الحاليين الذين فاض الله عليهم بالعلم والتقوى والأهم عفة اللسان فلم نر أحداً منهم مُتلبسا بسب أحد أو قذف أحد وهذا قطعاً لا يمنعهم عن قول الحق، ولكنهم يسلكون مسلك الكلمة الطيبة صدقة. وهل من صالح أمتنا الإسلامية، ومن صالح مصر أن نُهيل التراب على هؤلاء العلماء الأجّلاء الآن.... وهل لا يوجد بين الآلاف الذين يتخرجون من الأزهر بكل مستوياته حتى الدكتوراه علماء أجّلاء أتقياء نأمنهم على ديننا ودنيانا وهم الدارسون الفاهمون لأصول الفقه والعقيدة.... ولماذا لا يكون هؤلاء هم الأكثر وجودا فى القنوات التليفزيونيه ولماذا لا نرى هؤلاء فى القنوات الدينية الخاصة هل هؤلاء أقل كفاءة من الشيوخ البدائل أم أنها مقصورة على مالكيها ومن يوافقهم الرأى فقط ؟؟؟؟ أم أن ظهورهوم مرفوض فقط لأنهم يتبعون الأزهر أم لأن الأزهر أحد مؤسسات الدولة الظالمة، فإن صح ذلك فى الماضى هل يصح بعد الثورة!!

أم أن الهجوم على الأزهر وعلمائه خطة مقصودة من أجل إضعاف هيبة الأزهر والنيل من علمائه لصالح البديل الجديد!!!! أو أن يكون ذلك جزءا من خطة تشمل إضعاف كل مؤسسات الدولة كالجيش والشرطة والقضاء !!! ولصالح من يتم ذلك ولماذا يصُمت علماء الأزهر الشرفاء أمام هذه الهجمة المنظمة ضدهم..... إنهم مطالبون قبل الآخرين أن يدافعوا عن أنفسهم، وعن صحيح الدين ليس بالصراخ فى الفضائيات بل بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة والتى نظن أنهم أهل لها وليستيقيظ المصريون من غفوتهم وليعلموا أن الخلافات والصراعات القائمة الآن بين المتناحرين لن نجنى من ورائها إلا الندم وأى ندم..
​