البلطجة هذا الواقع المخيف

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
مسلسلات رمضان قدمت بالصوت والصورة مشهداً للمجتمع المصرى مخيفاً. كما لو أننا أى كل المصريين كنا فى ثبات عميق مدة ستين عاماً ثم صحونا على مشهد مفزع عكسته مسلسلات رمضان. هل هذا المشهد هو واقعنا اليوم، أم أن هناك تضخيماً للبلطجة فى أعمال فنية تدعو للقلق العميق وتنذر بمجتمع شرس إن لم يكن قد تبلور بعد. وسوف أقسم هذه المسلسلات إلى مسلسلات الإثارة والبطولة: ناجى عطا الله. فى هذا المسلسل الذى شد الجمهور المصرى، عدد من النقاط التى تقلل من قيمته الفنية ومنها أنه بعد السطو على بنك ليومى والبديهى أنه ولابد أن تتعقب أجهزة الأمن الإسرائيلية ناجى وفرقته، إلا أن الفرقة تعاملت باستخفاف وظهرت كما لو أنها قاهرة الجميع، فى الوقت الذى تعقبت سيارة سيارتهم طوال الطريق من سوريا إلى بغداد ولم يتشكك أحد فى هذه السيارة، واستمرت الفرقة مستخفة بأجهزة الأمن الإسرائيلية فى كل مقطع من المسلسل... عجبى.

من مسلسلات الجريمة: مع سبق الإصرار - رقم مجهول - البلطجى - ومبروك جالك قلق: لا يمكن أن نغرس فى عقول الشباب السلوك المفسد والإجرامى للمحامى كما حدث فى «مع سبق الإصرار»، وليس من المعقول ولا المقبول ارتكاب جريمة ثم يدان فيها آخر، نعم هو يستحق الإدانة فيما سبقها من جرائم، ولكن أن تترافع محامية مرتكبة الجرم ضد آخر وتنجح فى أن ينال أقصى العقوبة! هذا أمر عجيب ويغرس مثلا سيئاً للشباب وهم فى بداية حياتهم العملية. أستغرب أن نقابة المحامين لم تنتفض ضد هذه السلوكيات التى تابعناها على الشاشة الصغيرة طوال 30 يوماً وتعاد الآن من جديد. وفى «رقم مجهول» أيضاً شكل مذرى للمحاماة. وفى البلطجى معان ومفاهيم وسلوكيات لا يمكن أن تستمر فى المجتمع، ومنها بعد مقتل الضبع ما قيل «أن الضبع كان يحمينا من ذل الحكومة» هل ده معقول يا ناس أن يظن الصغار أن الحكومة شر والبلطجية خير. وفى مبروك جالك قلق رغم أنها فكاهية إلا أنها تعكس شره المجتمع للحصول على المال بكل الطرق.

الاعتداء على المرأة: من «مع سبق الإصرار» إلى «البلطجى» ومروراً بمسلسلات أخرى نجد أن ظاهرة الاعتداء على المرأة ظاهرة شبه عادية. لابد من مراجعة هذه المفاهيم ونقل المشاهد إلى المفاهيم الراقية التى تدور حول احترام المرأة. ولابد من مراجعة القيم التى تظهر فى المسلسلات المصرية حتى يتحرر المجتمع من السلوكيات السلبية التى تنال من وضع المرأة، فتشويه صورتها فى المسلسلات هو تشويه للأم وللزوجة وللشقيقة والابنة، فليهب المجتمع دفاعاً عن المرأة التى تشوه فى المسلسلات بشكل غير مقبول. وعلى هامش هذه الملاحظات ملاحظة أخرى حول البرامج الحوارية. إننى أناشد كل متحدث لا يعرف لغة أجنبية أن يلتزم بالعربية لأنه دائماً ينطق بالنطق الخاطئ للكلمات باللغة الأجنبية، وأخشى أن يسلك الشباب نفس هذا المسلك لأنهم يشاهدون شخصيات عامة يمكن أن ينبهروا بها فيقلدونها ونصبح شعباً لا يعرف اللغة الثانية. محصلة مسلسلات رمضان هو سؤال محدد هل أصبح المجتمع المصرى هو ما نشاهده فى مسلسلات رمضان؟ أم أنها نوع من النقد الذاتى للتصحيح؟ أم أنها تهدف إلى جر المجتمع إلى هاوية عميقة تثير الغثيان ويصعب إصلاحها؟
على كل، رغم نقاط النقد لهذه المسلسلات، فإنها بالتأكيد قد شدت المشاهد إلى الشاشة الصغيرة طوال الشهر الفضيل وبعده.
 
أعلى