البنك الدولي يحذر الدول النامية مـن تـباطـؤ اقتصادي هـذا العـام

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
عمان - الدستور - هلا أبو حجلة

قال البنك الدولي أن على البلدان النامية أن تستعد لمواجهة مخاطر استمرار التراجع الاقتصادي، بعد أن أسفرت مشاكل الديون بمنطقة اليورو وضعف النمو في العديد من كبرى الأسواق الناشئة عن الحد من آفاق النمو العالمي.

وفي تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية 2012 الذي صدر حديثا، خفض البنك من توقعاته لنمو البلدان النامية عام 2012 إلى 5.4 في المائة، ونمو البلدان المرتفعة الدخل إلى 1.4 في المائة 0.3 في المائة لمنطقة اليورو مقارنة بتوقعاته في شهر حزيران والتي كانت 6.2 و2.7 في المائة 1.8 في المائة لمنطقة اليورو على التوالي ويقدر النمو العالمي الآن عند 2.5 في المائة و3.1 في المائة لعامي 2012 و2013 على التوالي.

فقد أثر بطء النمو بوضوح على التجارة العالمية وأسعار السلع الأولية وزادت الصادرات العالمية من السلع والخدمات بنسبة 6.6 في المائة عام 2011 منخفضة من 12.4 في المائة عام 2010، ومن المتوقع ارتفاعها بنسبة 4.7 في المائة فقط عام 2012. وفى الوقت نفسه، انخفضت الأسعار العالمية للطاقة والمعادن والسلع التعدينية والمنتجات الزراعية بنسب 10.25 و 19 في المائة على التوالي منخفضة عن مستوياتها القياسية في أوائل 2011 وأدى انخفاض أسعار السلع الأولية إلى الحد من معدلات التضخم في معظم البلدان النامية ورغم انخفاض الأسعار العالمية في الأشهر الأخيرة بنسبة 14 في المائة عن مستواها القياسي في شباط 2011، استمرت مسألة الأمن الغذائي للسكان الأشد فقرا بما في ذلك في بلدان القرن الأفريقي من المشاغل الرئيسية.

وصرح جوستين ييفو لين، رئيس الخبراء الاقتصاديين بالبنك الدولي ونائب رئيس البنك لاقتصاديات التنمية، أن "البلدان النامية تحتاج إلى أن تقيم أوجه ضعفها وأن تستعد قبل فوات الأوان لمزيد من الصدمات. فالبلدان النامية لديها حيز مالي ونقدي أقل للإجراءات التصحيحية مما كان لديها في السنة 2008/2009، ونتيجة لذلك أصبحت قدرتها على التصدي للصدمات مقيدة إذا ما نضبت الموارد التمويلية الدولية وازدادت الأوضاع العالمية سوءا.

وفي حين تبقى الآفاق في معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مواتية، فإن تأثيرات الأزمة في البلدان المرتفعة الدخل كانت واضحة على مستوى العالم ففي البلدان النامية، ارتفع هامش القروض السيادية 45 نقطة أساس في المتوسط وانهارت التدفقات الإجمالية لرؤوس الأموال للبلدان النامية إلى 170 مليار دولار في النصف الثاني من عام 2011، في مقابل 309 مليارات دولار تدفقت عليها خلال الفترة ذاتها من عام 2010.

وعطلت التغيرات السياسية الجذرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا النشاط الاقتصادي إلى حد كبير، ولكن على نحوٍ انتقائي في أنحاء المنطقة، في حين بدأت الأوضاع الخارجية المتدهورة في التأثير سلبياً على التجارة وأسعار السلع الأولية والسياحة والإيرادات الأخرى. وقد استفادت البلدان النامية المصدرة للنفط وبلدان مجلس التعاون الخليجي المرتفعة الدخل من ارتفاع أسعار البترول ولكنها تبقى معرضة لهبوط مفاجئ في الأسعار. وارتفع نمو إجمالي الناتج المحلي في البلدان النامية بالمنطقة إلى 1.7 في المائة عام 2011 ومن المتوقع أن تبقى منخفضة عام 2012 عند 2.3 في المائة ثمَّ ترتفع إلى 3.2 في المائة عام 2013.

في حين تعافت منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ سريعا من كارثة توهوكو في اليابان في آذار 2011، بدأ كل من الفيضانات في تايلند، والاضطرابات في أوروبا، في التأثير على النمو الإقليمي. فبعد وصول معدل النمو في إجمالي الناتج المحلي إلى 9.7 في المائة عام 2010 بلغ 8.2 في المائة عام 2011، لكن من المتوقع انخفاض المعدل إلى 7.8 في المائة عامي 2012 و2013. ففي الصين التي يشكل إجمالي ناتجها المحلى نحو 80 في المائة من إجمالي الناتج المحلى للمنطقة، انخفض معدل النمو من 10.4 في المائة عام 2010 إلى ما يُقدر بنحو 9.1 في المائة عام 2011، ومن المتوقع انخفاضه إلى 8.4 في المائة عام 2012 مع استمرار السلطات الصينية في الحد من النمو "السريع بإفراط" في شرائح معينة من الاقتصاد.

وشهد معدل نمو إجمالي الناتج المحلي زيادة طفيفة في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى من نواتج عام 2010 إلى 5.3 في المائة عام 2011، على الرغم من التقلبات المالية العالمية منذ آب عام 2011 وضعف الطلب الخارجي خاصة من منطقة اليورو. ولكن الركود الاقتصادي المتوقع في البلدان الأوربية المرتفعة الدخل والضغوط التضخمية في المنطقة ونقص تدفقات رؤوس الأموال بسبب أزمة منطقة اليورو، كل هذا قد يؤدي إلى انخفاض معدل النمو بالمنطقة إلى 3.2 في المائة عام 2012 قبل أن يتحسن بحلول عام 2013 إلى 4.0 في المائة، ومن شأن العلاقات التجارية والمالية القوية أن تجعل النتائج بالمنطقة معرضة للتأثر بالتطورات في منطقة اليورو.
 
أعلى