الجثث المنتشلة في حلب تتكدس في مدرسة تنتظر العائلات للتعرف اليها

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تتكدس في احدى مدارس حي بستان القصر في مدينة حلب بشمال سوريا، اكثر من 65 جثة غطيت بقماش ازرق لا يظهر منها سوى الوجه ليتاح للعائلات التعرف اليها، بعد انتشالها الثلاثاء من نهر في المدينة، وتبادل طرفا النزاع المسؤولية عن قتلهم.
في مدرسة اليرموك الواقعة في هذا الحي الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، خصص لكل جثة رقم. وتحمل احدى الجثث آثار تعذيب قاسية، اذ احرق الوجه واصابه تشويه كامل.
وتعود الجثث الى شبان غالبيتهم في العشرينات من العمر، وهم مصابون برصاص في الرأس.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "65 جثة على الاقل انتشلت من نهر قويق في مدينة حلب"، موضحا ان عناصر في مجموعات مقاتلة معارضة يواصلون انتشال المزيد.
من جهته، قال مقاتل معارض قدم نفسه باسم "ابو سيف" لفرانس برس، ان المقاتلين "انتشلوا 78 جثة، ولا زالت 30 اخرى موجودة في النهر، ولا يمكن للمقاتلين المعارضين انتشالها بسبب قناصة القوات النظامية المتواجدين في حي الاذاعة المجاور".
واشار الى ان "غالبية الجثث تحمل آثار رصاصة في الرأس، وبعضها مصابة بطلقات في الجسد"، وان عددا من الضحايا "ألقي بهم في المياه وهم ما زالوا احياء، وتوفوا غرقا".
ولفت الى ان بعض الجثث تعود الى ايام مضت "لكن الغالبية اعدمت حديثا".
ويوضح ان الامر "يتعلق بمدنيين، ومن بينهم طفل اعدم بدم بارد"، مشيرا الى انهم "في العادة، نعثر على جثتين او ثلاث، لكننا لم نعثر يوما على عدد مماثل".
يضيف "بعض الجثث تعود الى ايام مضت، لكن الغالبية اعدمت حديثا"،
وتبادل طرفا النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا، المسؤولية عن قتل الضحايا ومحاولة الصاق التهمة بالآخر.
وقال "ابو سيف" ان نظام الرئيس بشار الاسد "رماهم في هذا النهر ليصلوا الى المنطقة الخاضعة لسيطرتنا، وليعتقد الناس اننا نحن من قتلناهم".
وكان ضابط في الجيش السوري الحر عرف عن نفسه باسم "ابو صدى"، قال لفرانس برس من مكان انتشال الجثث ان النظام "اعدمهم"، مشيرا الى انهم "مدنيون".
من جهته، قال مصدر امني كبير في حلب لفرانس برس ان "المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد أن الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر خطفتهم مجموعات ارهابية بتهمة الموالاة للنظام".
واشار الى انه "تم تنفيذ حكم الاعدام بهم في حديقة طلائع البعث في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة" هذه المجموعات "ليل البارحة وتم القاء الجثث في النهر".

واشار الى "معلومات اكيدة" مفادها ان "بين المقتولين اناسا تم خطفهم واهاليهم يعرفون بوجودهم لدى المجموعات الارهابية المسلحة وقد حاولوا التفاوض معهم اكثر من مرة".
وتدور في حلب كبرى مدن شمال سوريا، معارك يومية منذ تموز/يوليو الماضي. وتسيطر المجموعات المقاتلة على عدد من احياء المدينة، بينما لا يزال عدد منها تحت سيطرة القوات النظامية.
وشاهد مراسل فرانس برس 15 جثة تنقل في شاحنة. وقال احد المتطوعين الذين ساهموا في انتشال الجثث لفرانس برس "لا نعرف من هم، انهم لا يحملون بطاقات هوية".
وفي شريط فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب"، يمكن رؤية عشرات الجثث على ضفة نهر، مع آثار دماء من رؤوسهم. وتبدو جثثهم منتفخة على الارجح كونها كانت في المياه.
وفي شريط آخر، يقول شخص ملتح يقف قرب عدد من الجثث ووسط جمع من الناس، بعضهم مسلحون، "اليهود لم يقوموا بهذا الامر... ذنبهم انهم من سكان بستان القصر وانهم من السنة" ويهتف من حوله "الله اكبر، لبيك يا الله".
ويضيف الرجل الملتحي "اين انتم يا رؤساء يا امراء يا كذابين... ونحن نقتل على الهوية".
ووضع بعض الموجودين اقنعة على انوفهم لحماية انفسهم من رائحة الجثث، بينما حمل احدهم لافتة كتب عليها "نحمل هذه الجرائم لما يسمى العالم المتحضر والاسلامي".
 
أعلى