الجزار والخروف

PliiiJl JljJj

بيلساني سوبر

إنضم
Oct 4, 2008
المشاركات
2,040
مستوى التفاعل
4
المطرح
بهالدنيا !!!!!!!!
في زاويةٍ قصيّة، وبعيداً عن أعين الإعلام، كان الجزار يشحذ سكينه ويجهز كلاليبه، منتظراً وصول أول خروفٍ من الزريبة المجاورة للمسلخ في تلك اللحظة، حيث كانت الخراف في الزريبة تعيش وتأكل وتشرب وكأنها قد جاءت إلى تلك الزريبة لتعيش فيها حياة الخلود.
دخل الجزار فجأةً إلى وسط الزريبة فأدركت الخراف بحسّها الفطري أن الموت قادم لا محالة. وقع الاختيار على أحد الخراف، وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة، ولكن ذلك الكبش كان فتيّاً في السن ذا بنية قوية وجسمٍ ممتلئٍ وقرنين قويين، وقد شعر برهبة الحدث وجُبن الموقف، وهو يُقاد إلى الموت، فنسي الوصية الأولى في دستور القطيع، وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور، وكان قد سمع تلك الوصية من كبار الخراف في الزريبة. كانت الوصية تقول: 'حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم، فهذا لن ينفعك، بل سيغضب منك الجزار ويعرّض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر'.
قال هذا الكبش في نفسه: 'هذه وصيةٌ باطلة ودستور غبي لا ينطلي حتى على قطيع الخنازير، فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر؟! فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف، فلا أعتقد أنها ستضرني، أما قولهم إن مقاومتي ستُغضب الجزار وقد يقتل جميع الخراف، فهذا من الغباء، فما جاء بنا هذا الجزار إلى هذه الزريبة إلا وقد أعدّ عدّته ورسم خطته ليذبحنا واحداً بعد الآخر، فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر.
إنتفض ذلك الكبش انتفاضة الأسد الهصور، وفاجأ الجزار، واستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره.
لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً، فالزريبة مكتظة بالخراف ولا داعي لإضاعة الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب.
أمسك الجزار بخروفٍ آخر وجرّه من رجليه وخرج به من الزريبة.
كان الخروف الأخير مسالماً مستسلماً، ولم يُبد أي مقاومة، إلا صوتاً خافتاً يودِّع فيه بقية القطيع. نال ذلك الخروف إعجاب جميع الخراف في الزريبة، وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه، ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول: بسم الله والله أكبر!.
خيّم الصمت على الجميع، وخاصةً بعد أن وصلت رائحة الموت إلى الزريبة، ولكنهم سرعان ما عادوا إلى أكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم وهم يرفضون أي فكرة لمقاومة، بل مهددين أي خروف يدعو إلى مقاومة الجزار بالموت نطحاً قبل أن يُقتل ذبحاً.
وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر، وفي كل مرةٍ يأتي فيه الجزار ليأخذ أحدهم لا تنسى بقية الخراف أن توصيه على الموت حسب دستور القطيع، لا ثم لا للمقاومة. وكان الجزار وتوفيراً للوقت والجهد، إذا وجد خروفاً هادئاً مطيعاً فإنه يأخذ معه خروفاً آخر!.
وكلما زاد عدد الخراف المستسلمة، زاد طمع الجزار في أخذ عددٍ أكبر في المرة الواحدة، حتى وصل به الحال أن يمسك خروفاً واحداً بيده، وينادي خروفين آخرين أو ثلاثة أو أكثر لتسير خلف هذا الخروف إلى المسلخ، وهو يقول: يا لها من خراف مسالمة، لم أحترم خرافاً من قبل قدر ما أحترم هذه الخراف، إنها فعلاً خراف تستحق الاحترام!.
كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفاً أمام الخراف الأخرى حتى لا يثير غضبها، وخوفاً من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيداً، ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق، أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته، وأن خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم ما يمنعها من المطالبة بمزيدٍ من الحقوق، فصار يجمع الخراف بجانب بعضها البعض، ويقوم بشحذ السكين مرة واحدة فقط، ثم يقوم بذبحها، والأحياء منها تشاهد من سبقت إليهم سكينُ الجزار، ولكن كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلاً أمام أي أحد يحاول المقاومة أو الهرب.
في مساء أحد الأيام، وبعد أن تعب الجزار وذهب لأخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح ما بدأه ذلك اليوم، كان الكبش الشاب قد فكر في طريقةٍ للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه، بينما كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره.
لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً، فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب. وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة، لم يكد يصدق عينيه، صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح، ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع، بل كانوا جميعاً يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث. وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر إلى القطيع.. في انتظار قرارهم الأخير، تحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار، وجاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً ومفاجئاً للكبش الشجاع.
في صباح اليوم التالي، جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله، فكانت المفاجأة مذهلة سياج الزريبة مكسور، ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد.
ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً، وكان جسده مثخناً بالجراح وكأنه تعرض للنطح.
نظر إليه ليعرف حقيقة ما حدث، صاح الجزار،: يا الله، إنه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس!.
نظرت الخراف إلى الجزار بعيون الأمل، ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف 'الإرهابي' الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر .
كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف، حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الإعجاب والثناء: أيها القطيع، كم أفتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة أتعامل فيها معكم، أيتها الخراف الجميلة، لديّ خبر سعيد سيسركم جميعاً، وذلك تقديراً مني لتعاونكم منقطع النظير:
أنا.. وبدايةً من هذا الصباح، لن أقدم على سحب أي واحد منكم إلى المسلخ بالقوة، كما كنت أفعل من قبل، فقد اكتشفت أنني كنت قاسياً عليكم وأن ذلك يجرح كرامتكم، كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الأعزاء أن تنظروا إلى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ، فإذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ.
فليأت واحد بعد الآخر، وتجنبوا التزاحم على أبواب المسلخ.
وفي الختام لا أنسى أن أشيد بدستوركم العظيم، لا للمقاومة.


:21::21::21::21:
:21::21::21:
:21::21:
:21:


للخيانه العظمى
الموضوع مش منئول
:21::21::21::21:
 

سوسنه

جنرال

إنضم
Jul 1, 2008
المشاركات
5,327
مستوى التفاعل
20
المطرح
كل بقاع الدنيا
سلمت يداك:24::24::24:
 

سعد قيس

سعد الروح البيلساني قلب منتهي الصلاحية

إنضم
Jul 3, 2008
المشاركات
6,963
مستوى التفاعل
62
المطرح
الكــرســـي ..!!
الي رجعة :8::8:
 

مختار

جنرال

إنضم
Jul 30, 2008
المشاركات
7,486
مستوى التفاعل
60
المطرح
بجهنم الخضـرا
رسايل :

صحيــــح بأننـــا لا نعــــــرف بعضنـــــ ـا شخصيــــــ ـا الا مــــن خـــــلال شاشــــــة صغيــــرة واسطـــــر نخطهــــــا ولكـــن الاحتــــرام لبعضنـــــا البعــــض يــــــــز داد يومــــــا بــعـــ

diamond

بيلساني مجند

إنضم
Nov 18, 2008
المشاركات
1,031
مستوى التفاعل
14
المطرح
بيتي بين أهلي وناسي
رسايل :

فرح الفؤاد بلقائك لكنما قتل الفؤاد كثرة الفرح

كانت الوصية تقول: 'حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم، فهذا لن ينفعك، بل سيغضب منك الجزار ويعرّض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر'.
أل النصيحة كانت بجمل بس ياحسرة هلأصارت ببلاش:19::19::19:

قصة حلوة يسلمهن
 

زوفاك دوريان

بيلساني سنة أولى

إنضم
Dec 1, 2008
المشاركات
465
مستوى التفاعل
1
يعني يا هيك الخواريف يا بلا يسلملي الي بيحترموا الدستور ما احلاهم
قصة حلوة وظريفة شكرا الك:24::24:
 
أعلى