حسام الحلبي
جنرال
- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما
الجلاء في الذكرى الثالثة والستين...إنـَّـــه نيـســان الـعـرب
بين عيد الجلاء عن سورية في السابع عشر من نيسان عام 1946 الذي انتهى إليه الكفاح الوطني بقيادة ذلك الرعيل الأول من رجال سورية وثوارها... وبين السابع من نيسان عام 1947 يوم تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي... ثم ثورة الثامن من آذار في عام 1963 بما انتهت إليه الحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد بعد ذلك. بين هذه المحطات المتعاقبة خيط رفيع يشد المناسبات الثلاث فيعطي سورية في الجلاء البعد والرسالة الوطنية، وفي ذكرى تأسيس البعث البعد القومي ورسالته... ثم تجيء ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية المتممة لها بمعنييها وبعديها: الوطني والقومي، وبما أعطت سورية من دور قيادي افتقدته طويلاً.
لاتستطيع الذاكرة الوطنية لسورية أن تنسى رجال الثورة الكبار الأول والرفض والكفاح الوطني، من يوسف العظمة إلى ابراهيم هنانو إلى الشيخ صالح العلي إلى سلطان الأطرش إلى حسن الخراط... إلى كل أولئك الرجال ممن لايتسع مقال لذكرهم واستذكار أدوارهم، كذلك لاتستطيع الذاكرة القومية أن تنسى ذكرى تأسيس الحزب الذي قاد كفاح مابعد الاستقلال ضد محاولات التغريب، والتشريق، ثم قاد الوحدة الأولى، فثورة الثامن من آذار، فالحركة التصحيحية بقيادة الخالد حافظ الأسد، وكلها حلقات في صراع سورية القومي بفعله ورد فعله، أو في الصراع على سورية بمؤامرات الاستعمار ومحاولات إلغاء دورها وحضورها وهويتها.
عبر هذا التاريخ بقيت سورية أرض الكفاح القومي ورسالته، ومازالت بالرغم من العواصف وانهيار المحيط بها تصارع ويتصارعون عليها، مازالت قلعة صمود وقوة دفع قومي، مازالت هدفاً للآخرين، ومازال هدفها وانتماؤها القومي عنوان مسيرتها وسياستها وقيادتها وشعبها وصمودها،
في ظل الاحتلال الأجنبي كان الهم الكبير طرد المحتل وتحقيق الاستقلال الوطني، وبعد الجلاء تبدت مهام وطنية تمثلت بتحقيق الاستقلال التام الناجز وصيانته، لأن الاستقلال السياسي يبقى ناقصاً مالم يرتبط باستقلال اقتصادي يتيح السيطرة على مقدرات البلاد وثرواتها وخيراتها، وبناء قاعدة اقتصادية واسعة وقوية، وربط التحرر السياسي بالتحرر الاقتصادي والاجتماعي ومواجهة واقع التجزئة والتخلف ودعم الأقطار العربية الشقيقة في نضالها من أجل الحرية والاستقلال والوحدة ومواجهة الخطر الصهيوني، ونكبة العرب في حرب فلسطين عام 1948.
لقد كان فجر الاستقلال الوطني بوابة التحولات الكبيرة والمدخل الموضوعي لمتابعة مسيرة الكفاح الوطني والقومي، فلم تتوقف مسيرة الجلاء بنصر الاستقلال بل تتابع النضال الجماهيري، وكان تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع في نيسان عام 1947 فجراً جديداً ويقظة أمة في مواجهة التجزئة والتخلف وحركة شعب يتطلع لخوض الكفاح الوطني والقومي والدخول إلى ساحة العصر موصولاً بتراثه العريق وتاريخه الحضاري المجيد.
لقد استطاعت سورية رغم الأنواء العاتية والظروف العصيبة أن تكون في موقع القيادة وهي تواجه المؤامرات الأجنبية التي كانت تهدف إلى بسط النفوذ والهيمنة على المنطقة، كما استطاعت أن تواجه المخططات الصهيونية وأطماعها التوسعية وتصدت للعدوان الصهيوني منذ الأيام الأولى للاستقلال وظلت تحمل الأعباء الرئيسية في مواجهة هذا الخطر إلى يومنا هذا، كما استطاعت أن تعزز النضال القويم والمسار الوحدوي، باختصار يمكن القول: إن الدرس الخالد الذي صاغته ملحمة الجلاء يؤكد أن الظلام لايمكن أن يقف عقبة بين إرادة الشعب وبلوغ الفجر مهما طال زمنه واشتدت حلكته.
وإن التذرع باختلال موازين القوة لصالح العدو الاستيطاني الصهيوني و انحياز القوة الأكبر لعدوانه المستمر ضد الأرض والإنسان العربيين، والذي يتخذ الآن شكلاً فجاً وسافراً وغير مسبوق في العلاقات الدولية، والتعلل بعدم ملاءمة الظرف الدولي، وبآثار المستجدات والأحداث الدولية التي جاءت جميعها في صالح العدو، وصمت المجتمع الدولي عن الجرائم الصهيوينة التي تتوالى في غزة وجنين ونابلس ورام الله في صورها الأبشع والأكثر وحشية وقوف الشرعية الدولية مكبلة اليدين لاحول لهاولاقوة، بل تحولها غطاء لغزو العرب وحصارهم ومشكلات التنمية المزمنة وفجوات المعلوماتية والابتزاز الذي يتعرض له العرب في لقمة الغذاء وشربة الماء، وكم حملات الإحباط والتيئيس والتذرع بالموضوعية والعقلانية...
كل ذلك على ضخامته لايقدم مسوغاً للهروب باتجاه التراجع عن الحقوق والهرولة باتجاه الاستسلام للعدو تحت ذرائع سراب سلام لن يأتي، فضعف ماكان يتوفر لأولئك المجاهدين والذين لم يكن يزيد عن مجموعة عصي وسكاكين وبضع بنادق قديمة، وما يتوفر اليوم لأبناء فلسطين من سلاح بسيط مقابل آلة الموت الصهيونية الهائلة، لم يقف عقبة أمام الإيمان الذي لايدانيه الشك والإرادة التي لايمكن لشيء أن يفت من عضدها. تتوالى الأحداث وبقيت سورية الصامدة بقائدها ابن الثورة، ابن التصحيح البار قائد مسيرة الحزب والشعب، الرئيس بشار الأسد، فهو الأمين على القضية العربية لم يساوم، ولم يبدل في سياسة سورية إلا أنه زادها عزة وقوة على قوة.
لقد وقف الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الدوحة 30/3/2009 موقف الفارس الأصيل من قضايا الأمة العربية، والمواطن العربي همه الوحيد التضامن العربي ونجاح كل لقاء كبر أم صغر بين كل الأشقاء العرب، لتوحيد كلمتهم وإعلاء راية القومية العربية.
لقد اختصر الزمن ورد على تساؤلات الشعب العربي وتطلعاته وآماله حين قال: علينا أن ندرك أن العالم لايحترم إلا من يحترم نفسه، ولايعطي موقعاً إلا لمن يأخذه بيده، ولايعيد حقاً إلا لمن يعمل على إعادة حقوقه ويتمسك بها، ويدافع عنها ويقاتل من أجلها، وذلك بامتلاك الإرادة والحماس، ومن ثم تحقيق التفاهم وتكريس التضامن... ففي ظل غياب التضامن أو ضعفه، يبقى أي اتفاق أو قرار مجرد وهم غير قابل للتنفيذ.
لاتستطيع الذاكرة الوطنية لسورية أن تنسى رجال الثورة الكبار الأول والرفض والكفاح الوطني، من يوسف العظمة إلى ابراهيم هنانو إلى الشيخ صالح العلي إلى سلطان الأطرش إلى حسن الخراط... إلى كل أولئك الرجال ممن لايتسع مقال لذكرهم واستذكار أدوارهم، كذلك لاتستطيع الذاكرة القومية أن تنسى ذكرى تأسيس الحزب الذي قاد كفاح مابعد الاستقلال ضد محاولات التغريب، والتشريق، ثم قاد الوحدة الأولى، فثورة الثامن من آذار، فالحركة التصحيحية بقيادة الخالد حافظ الأسد، وكلها حلقات في صراع سورية القومي بفعله ورد فعله، أو في الصراع على سورية بمؤامرات الاستعمار ومحاولات إلغاء دورها وحضورها وهويتها.
عبر هذا التاريخ بقيت سورية أرض الكفاح القومي ورسالته، ومازالت بالرغم من العواصف وانهيار المحيط بها تصارع ويتصارعون عليها، مازالت قلعة صمود وقوة دفع قومي، مازالت هدفاً للآخرين، ومازال هدفها وانتماؤها القومي عنوان مسيرتها وسياستها وقيادتها وشعبها وصمودها،
في ظل الاحتلال الأجنبي كان الهم الكبير طرد المحتل وتحقيق الاستقلال الوطني، وبعد الجلاء تبدت مهام وطنية تمثلت بتحقيق الاستقلال التام الناجز وصيانته، لأن الاستقلال السياسي يبقى ناقصاً مالم يرتبط باستقلال اقتصادي يتيح السيطرة على مقدرات البلاد وثرواتها وخيراتها، وبناء قاعدة اقتصادية واسعة وقوية، وربط التحرر السياسي بالتحرر الاقتصادي والاجتماعي ومواجهة واقع التجزئة والتخلف ودعم الأقطار العربية الشقيقة في نضالها من أجل الحرية والاستقلال والوحدة ومواجهة الخطر الصهيوني، ونكبة العرب في حرب فلسطين عام 1948.
لقد كان فجر الاستقلال الوطني بوابة التحولات الكبيرة والمدخل الموضوعي لمتابعة مسيرة الكفاح الوطني والقومي، فلم تتوقف مسيرة الجلاء بنصر الاستقلال بل تتابع النضال الجماهيري، وكان تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع في نيسان عام 1947 فجراً جديداً ويقظة أمة في مواجهة التجزئة والتخلف وحركة شعب يتطلع لخوض الكفاح الوطني والقومي والدخول إلى ساحة العصر موصولاً بتراثه العريق وتاريخه الحضاري المجيد.
لقد استطاعت سورية رغم الأنواء العاتية والظروف العصيبة أن تكون في موقع القيادة وهي تواجه المؤامرات الأجنبية التي كانت تهدف إلى بسط النفوذ والهيمنة على المنطقة، كما استطاعت أن تواجه المخططات الصهيونية وأطماعها التوسعية وتصدت للعدوان الصهيوني منذ الأيام الأولى للاستقلال وظلت تحمل الأعباء الرئيسية في مواجهة هذا الخطر إلى يومنا هذا، كما استطاعت أن تعزز النضال القويم والمسار الوحدوي، باختصار يمكن القول: إن الدرس الخالد الذي صاغته ملحمة الجلاء يؤكد أن الظلام لايمكن أن يقف عقبة بين إرادة الشعب وبلوغ الفجر مهما طال زمنه واشتدت حلكته.
وإن التذرع باختلال موازين القوة لصالح العدو الاستيطاني الصهيوني و انحياز القوة الأكبر لعدوانه المستمر ضد الأرض والإنسان العربيين، والذي يتخذ الآن شكلاً فجاً وسافراً وغير مسبوق في العلاقات الدولية، والتعلل بعدم ملاءمة الظرف الدولي، وبآثار المستجدات والأحداث الدولية التي جاءت جميعها في صالح العدو، وصمت المجتمع الدولي عن الجرائم الصهيوينة التي تتوالى في غزة وجنين ونابلس ورام الله في صورها الأبشع والأكثر وحشية وقوف الشرعية الدولية مكبلة اليدين لاحول لهاولاقوة، بل تحولها غطاء لغزو العرب وحصارهم ومشكلات التنمية المزمنة وفجوات المعلوماتية والابتزاز الذي يتعرض له العرب في لقمة الغذاء وشربة الماء، وكم حملات الإحباط والتيئيس والتذرع بالموضوعية والعقلانية...
كل ذلك على ضخامته لايقدم مسوغاً للهروب باتجاه التراجع عن الحقوق والهرولة باتجاه الاستسلام للعدو تحت ذرائع سراب سلام لن يأتي، فضعف ماكان يتوفر لأولئك المجاهدين والذين لم يكن يزيد عن مجموعة عصي وسكاكين وبضع بنادق قديمة، وما يتوفر اليوم لأبناء فلسطين من سلاح بسيط مقابل آلة الموت الصهيونية الهائلة، لم يقف عقبة أمام الإيمان الذي لايدانيه الشك والإرادة التي لايمكن لشيء أن يفت من عضدها. تتوالى الأحداث وبقيت سورية الصامدة بقائدها ابن الثورة، ابن التصحيح البار قائد مسيرة الحزب والشعب، الرئيس بشار الأسد، فهو الأمين على القضية العربية لم يساوم، ولم يبدل في سياسة سورية إلا أنه زادها عزة وقوة على قوة.
لقد وقف الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الدوحة 30/3/2009 موقف الفارس الأصيل من قضايا الأمة العربية، والمواطن العربي همه الوحيد التضامن العربي ونجاح كل لقاء كبر أم صغر بين كل الأشقاء العرب، لتوحيد كلمتهم وإعلاء راية القومية العربية.
لقد اختصر الزمن ورد على تساؤلات الشعب العربي وتطلعاته وآماله حين قال: علينا أن ندرك أن العالم لايحترم إلا من يحترم نفسه، ولايعطي موقعاً إلا لمن يأخذه بيده، ولايعيد حقاً إلا لمن يعمل على إعادة حقوقه ويتمسك بها، ويدافع عنها ويقاتل من أجلها، وذلك بامتلاك الإرادة والحماس، ومن ثم تحقيق التفاهم وتكريس التضامن... ففي ظل غياب التضامن أو ضعفه، يبقى أي اتفاق أو قرار مجرد وهم غير قابل للتنفيذ.