الجلسة النهائية

Gabriel

بيلساني مجند

إنضم
Jul 15, 2010
المشاركات
1,320
مستوى التفاعل
67
المطرح
مرة هون ومرة هنيك حسب


الجلسة النهائية .....



سيدي القاضي ...

أتملك بضع دقائق

تسمع فيها شكاتي ؟

سيدي القاضي ... يا سيد عمري !!

أعد كتابة ملف قضيتي ..

وأنزل به قوانين امرأة مخملية ..

حياتها سجل حافل

بجرائم ..

أدواتها حريرية !



سيدي القاضي ...

سأبدأ بقضيتي الأولى

وهي البعدُ ........

مولاي ! جعلت بيني وبينك

آلاف البحار ..وآلاف آلاف الجبال...

فما عدت تبصر حقلي ..

وغاب عنك لون قمحي

وطعم خبزي ونسائم عطري ..

ونسيت مداخل داري ..

فهجرت وطني وشمس فجري...



سيدي القاضي .. تلك الأولى

أما الثانية فهي الفهمّّ :

بلائي معك أنك بالجهل سقطت !

وانك طفل .. ما زلت تحبو

في اختراق مجالات امرأة ..

وردية الأفلاك !!

عالية السموات ..

مترامية الآفاق..

نقية الأجواء .. ليلية السكون..

شمسية الحنان .. قمرية الشعور..

مناجمها عميقة مغلقة ..

لم يدخلها بعد إنس

ولا حتى ، مسّها جان ..

فيا عمري !!

إنّ بلائي معك الغوص !!!

فأنت لا تتقن فن التنفس ..

ساعة الغرق

في أعماق اللؤلؤ والمرجان ..



فلطفاً يا سيادة القاضي

اعد بناء محاكم التفتيش ..

و خفف أحكام التعذيب ..

فَحدّ سكينك ،

وأرح ضحيتك ،

فنساء الكون قاطبة

" شيفونيات " الستائر

غزلتها رقة قوارير ربانية ..

فرفقا بنا ..

فستائرنا يا عمري..

للنور واللطف والأدب مسارب..

ستائرنا تخدشها

قسوة الحرف وقسوة الرمش ..

ستائرنا أبدا مغلقة..

في وجه قاتل ..

يغرز خنجره ..

في خاصرة الحرائر ...





سيدي القاضي ..

أضف أيضا

إلى قضيتي هذا الجرمُ :

أن الحب نام في مهد ضلع

إعوَجَّ من لين التحنان ..

فما حَلُمَ إلا بالولاء والانحناء...

فغدا عند حوريات جنسي ..

بيعة وميثاق...

عذاب ونعيم ..

صمت وهمس ..

و شوق للمبيت

على موطئ أقدام الحبيب ..

الحب عندنا بيت صغير

وسقف أمان .. وحائط ستر ..

هو وسادة واحدة ..وغطاء واحد

ولقمة مشتركة ، وشربة هنيئة

ما بين الشفة واللمى تتنقل..

الحب عناق دعاء مع خشوع صلاة

لرب منعم وهَّاب .

فلا تعجب يا عمري ..

فالحب بضاعة مستوردة من عالم الخيال

ولا يملكها إلا خواص الخواص ...

من أهل الجنون و الهذيان ..





وكلمة أخيرة اسمعها

قبل أن أقطع حبل مشنقتي :

إني امرأة في النور أحيا

وبانحناء أنوثتي على بلاط الرجولة كنت أسعد ..

ولكن ... عذرا !!!!

اليوم أوقفت النبض ..

وأحرقت نواميس الود ...

و حزمت آهات القلب ...

لأرحل عنك ....وأهجر أرضا ..

غارت فيها ينابيع العز والشرف..

وأضحت خرابا من عصر الظلم ..





فيا وجعا انتحر من عمري

وجلسة لن ترفع بعد اليوم

و حرفا كان من سَقَطاتِ شعري:

رحمة بالحق ورأفة بالخير

اخلع جلباب العدل

وارم مطرقة الحكم

فقوانينك الهمجية

باتت تصلح للعهود البربرية !





وارحل عن أرض اليمام والسلام

فأقدامك تسحق ياسمين الشام

و تحرق تربتي بالنار ..

وأنا عصفورة كل همي

أن أغفو على غصن المشمش

أو زهر الرمان .





يا أيها السيد هذه هي قضيتي..

أعد قراءتها علك تدرك

من هو سيد الأقدار !!

و من يرفع جلسة الأحكام !!

ومن يمهل ولكنه أبدا

للظلم لا يهمل .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم : ديانا عزت الغبرا

 
أعلى