الجوع يتفشى في سوريا مع اشتداد الحرب

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تشتد الحاجة إلى

الغذاء في بعض مناطق سوريا حيث صار الاشتباك بالأيدي أو الركض في​
الخطوط الأمامية للحرب الأهلية جزءا من الكفاح اليومي لضمان الحصول​
على رغيف الخبز.​
وتشهد مدينة حلب بصورة خاصة أوضاعا مروعة حيث يقول المدنيون​
الذين يعانون من الاشتباكات والغارات الجوية في المناطق الخاضعة​
لسيطرة المعارضين إن الجوع بات يشكل خطرا جديدا على حياتهم في​
الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد.​
وقال أحمد أحد سكان منطقة صلاح الدين التي دمرتها المعارك​
"خرجت أمس ولم أستطع الحصول على أي خبز. ليت المشكلة كانت تقتصر​
فقط على نقص الغذاء - فهناك نقص كبير أيضا في الوقود اللازم لتشغيل​
المخابز."​
وأضاف "قبل أيام قلائل نفد الوقود لدى عمال المخابز ومن ثم​
حاولوا بيع أجولة الطحين (الدقيق).​
"بدأ الناس في الاشتباك بالأيدي على الدقيق. وفي بعض الأيام​
يضطر مقاتلو المعارضة إلى إطلاق النار في الهواء لوقف المشادة."​
ومع دنو مقاتلي المعارضة من دمشق وتأييد دول عربية وغربية​
لائتلاف معارض جديد تبدو سوريا على شفا مرحلة حاسمة في الصراع.​
وأقر دبلوماسي بارز في روسيا وهي أحد أقرب حلفاء الأسد أمس الخميس​
بأن خصوم الرئيس السوري يكسبون أرضا جديدة وربما ينتصرون.​
غير أن أعمال العنف لا تزال تحصد عددا كبيرا من الأرواح حيث​
عادة ما يتجاوز عدد القتلى يوميا مئة قتيل وبلغ مئتين في بعض​
الأحيان خلال الأسابيع الماضية. ولقي ما يزيد على 40 ألف شخص حتفهم​
بالفعل في الصراع.​
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن ما يصل إلى مليون شخص قد​
يعانون من الجوع هذا الشتاء في الوقت الذي يزيد فيه تردي الأوضاع​
الأمنية من صعوبة الوصول إلى مناطق الصراع.​
وتقول منظمة "بيبول إن نيد" التشيكية التي تعمل في شمال سوريا​
إن الأزمة قد تتفاقم إذا لم تستطع أي منظمة إغاثة دولية أخرى​
استمرار تقديم المساعدة في المنطقة.​
وقال ميشال برزيدلاكي من المنظمة التشيكية إن تقديرات المنظمة​
تشير إلى أن مليونا أو مليونين فقط من سكان حلب الأصليين البالغ​
عددهم أربعة ملايين باقون على قيد الحياة.​
وقال لرويترز عبر سكايب "كان الوضع سيئا عندما بدأت العمل في​
حلب قبل شهر ولكن لم يكن هناك مثيل للأسبوع المنصرم. رأيت الوضع​
يتدهور بوضوح - فهناك مزيد من الأشخاص الذين يبدو عليهم الهزال​
ويمكنك أن ترى الجزع باديا على وجوههم."​
ومع حلول فصل الشتاء تبدو الصورة المستقبلية قاتمة في مناطق​
الحرب بسوريا خاصة تلك الخاضعة لسيطرة المعارضين التي يقول سكانها​
إن الدقيق والوقود المدعومين من الدولة لا يصلان إليهم.​
وفر أكثر من 2.5 مليون شخص من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا​
داخل سوريا بينما جرى تسجيل ما يربو على نصف مليون آخرين لجأوا الى​
دول مجاورة.​
وثمة الكثير من السوريين بلا عمل وغالبا ما يتعين عليهم​
المفاضلة بين شراء وقود التدفئة أو الغذاء. ويقول سكان إن بعض​
الأسر يقطعون الأشجار بل والأثاث للحصول على الحطب اللازم للتدفئة.​
ويمكن أن تلتف طوابير الخبز حول مربعات سكنية بأكملها وتستمر​
لمدة ساعات. وقبل أسبوع شكل سكان مناطق يسيطر عليها المعارضون في​
حلب طوابير في الساعة الثانية صباحا أمام مخابز فتحت أبوابها بعد​
ثماني ساعات.​
وقال برزيدلاكي إن هذا الأسبوع بدأ الناس الوقوف في طوابير قرب​
الساعة العاشرة مساء استعدادا للانتظار 12 ساعة للحصول على خبز.​
وأضاف "الناس يخاطرون حتى بارواحهم - فقد رأينا أناس يركضون​
عبر الجبهات الأمامية سعيا للحصول على عبوة غذاء منا لأطفالهم."​
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه اضطر إلى تقليص حجم حصصه​
الغذائية بسبب نقص التمويلات. ويقدر البرنامج أن 2.5 مليون شخص​
يحتاجون إلى المساعدة ويقول إنه لم يتسن لهم الوصول سوى إلى 1.5​
مليون منهم في نوفمبر تشرين الثاني.​
ويعتمد البرنامج التابع للأمم المتحدة على منظمة الهلال الأحمر​
العربي السوري في توزيع مساعداته فيما يقول نشطاء إنهم نادرا ما​
يرون المنظمة توزع مساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي​
المعارضة. ويقول برنامج الأغذية ومنظمة الهلال الأحمر إن العنف يحد​
من قدرتهما على الوصول إلى المحتاجين.​
ويتهم بعض السكان المحليين المنظمة السورية المرتبطة بالحكومة​
بالحد من توزيع المساعدات في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون​
ومساعدةالجيش في الأساس على فرض عقاب جماعي. غير أن آخرين يلقون​
اللوم على المعارضين الذين يقولون إن المقاتلين يهاجمون قوافل​
الهلال الأحمر أحيانا لارتيابهم فيها.​
وقال برزيدلاكي "ثمة نحو 30 بالمئة من الأسر بمناطق المعارضين​
في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية بحلب. وهناك عشرة بالمئة آخرون​
وصلوا إلى الحضيض بالفعل. لم يتبق لديهم شيء لبيعه من أجل شراء​
الغذاء."​
ويقول سوريون إن الأسعار في بعض المناطق ارتفعت بنسبة تتراوح​
بين 300 و500 بالمئة. وقال نشطاء في حلب إن سعر رغيف الخبز المصنوع​
من الدقيق المدعم بلغ الآن 75 ليرة (دولار) مقابل 15 ليرة قبل​
أسابيع قليلة. أما الخبز غير المدعم فقد ارتفع من 120 ليرة الأسبوع​
الماضي إلى أكثر من 200 ليرة حاليا. ذلك مبلغ باهظ بالنسبة​
للكثيرين إن لم يكن مستحيلا.​
وحتى في المناطق الأكثر هدوءا التي لا تزال خاضعة لسيطرة​
الحكومة تزداد المؤشرات على المعاناة. فطوابير الخبز في دمشق تستمر​
لساعات ويغادرها الكثيرون صفر اليدين. وانتشر المتسولون في المدينة​
أيضا.​
والواقع في مناطق مثل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين في​
مدينتي حمص وحلب أكثر كآبة.​
ورغم هذه الصعوبات يقول نشطاء في شمال سوريا إن الكثير من​
السكان الفقراء لن يذهبوا إلى معسكرات اللاجئين على الحدود.​
وأضافوا أن ظروف المعيشة في الخيام الباردة المقامة على أرض موحلة​
سيئة للغاية إلى حد يتعذر معه الإقامة فيها وسط طقس الشتاء الشمالي​
القارس. ويقول برزيدلاكي إن هناك آخرين لا يستطيعون مجرد تحمل​
تكلفة الذهاب بأسرهم إلى هناك.​
وأضاف "السبب الوحيد في أننا لم نر الناس تموت من شدة الجوع​
بالفعل هو الدعم الهائل الذي يقدمه سوريون آخرون حيث يتقاسمون معهم​
المأكل والمأوى."
 
أعلى