الجيش السوري يتخلى عن قاعدة عسكرية استراتيجية على الطريق إلى حلب

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
بيروت 2 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - تخلى الجيش السوري عن
اخر قاعدة عسكرية له بالقرب من بلدة سراقب الشمالية بعد هجوم عنيف​
شنته قوات المعارضة مما يزيد من عزل مدينة حلب كبرى المدن السورية​
عن العاصمة.​
لكن في انتكاسة سياسية للقوات التي تقاتل للاطاحة بالرئيس بشار​
الاسد قالت الامم المتحدة ان قوات المعارضة ارتكبت فيما يبدو جريمة​
حرب بعد الاستيلاء على القاعدة العسكرية.​
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة ان القوات​
الحكومية انسحبت من القاعدة التي تقع شمال غربي سراقب وتركت البلدة​
والمناطق المحيطة "خارج سيطرة قوات النظام تماما".​
ولم يتسن التحقق على الفور من انسحاب قوات الجيش من القاعدة.​
وتفرض السلطات قيودا على دخول الصحفيين الاجانب إلى سوريا ولم تصدر​
وسائل الاعلام الحكومية السورية اي تقارير عن سراقب.​
وجاء الانسحاب بعد هجمات منظمة للمعارضة يوم الخميس ضد ثلاثة​
مواقع حول سراقب التي تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الجنوب الغربي​
من حلب. وقتل في الهجمات 28 جنديا من القوات الحكومية.​
وعرضت مقاطع مصورة على الانترنت لعدد من هؤلاء الجنود وهم​
يتعرضون للقتل رميا بالرصاص بعد استسلامهم.​
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوضية السامية لحقوق​
الانسان التابعة للأمم المتحدة في إفادة صحفية "تفيد مزاعم بأن​
هؤلاء كانوا جنودا ولم يعودوا مقاتلين. وبالتالي يرجح بشدة في هذا​
الموقف أن تكون هذه جريمة حرب أخرى."​
وقال "للاسف هذه (الحادثة) قد تكون الاحدث في سلسلة عمليات​
اعدام موثقة دون محاكمات من جانب فصائل المعارضة وأيضا القوات​
الحكومية وجماعات تابعة لها مثل الشبيحة" في اشارة الى ميليشيا​
موالية للحكومة.​
وأظهرت لقطات الفيديو ان البعض اطلق عليه الرصاص بعد ان​
استسلم. وعاملهم مقاتلو المعارضة بقسوة ووصفوهم بانهم "كلاب الاسد"​
في اشارة الى الرئيس بشار الاسد قبل ان يطلقوا عليهم الرصاص مرة​
تلو الاخرى وهم راقدون على الارض.​
وتقول منظمات حقوقية والامم المتحدة ان المعارضة والقوات​
الموالية للرئيس الاسد ارتكبت جرائم حرب خلال الصراع المستمر منذ​
19 شهرا. وبدأت الانتفاضة السورية باحتجاجات ضد الاسد ثم تحولت إلى​
حرب اهلية اسفرت حتى الان عن مقتل 32 الف شخص واصبحت تهدد بجر​
القوى الاقليمية إليها.​
وتتلقى المعارضة التي يقودها السنة دعم دول سنية من بينها​
السعودية وقطر وتركيا المجاورة. وما زالت ايران الشيعية اقوى​
الحلفاء الاقليميين للاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية.​
وتقع سراقب عند نقطة التقاء الطريق السريع الرئيسي بين الشمال​
والجنوب والذي يربط بين دمشق وحلب وطريق آخر يصل حلب بمدينة​
اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط.​
ومع سقوط ريف حلب والمعابر الحدودية بين سوريا وتركيا بالفعل​
في ايدي المعارضة فمن شأن سقوط سراقب ان يزيد من عزل حلب عن قيادة​
الاسد في دمشق.​
وسوف تكون اي قوافل عسكرية تستخدم الطرق السريعة من دمشق او من​
اللاذقية عرضة لهجمات المعارضة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد​
السوري لحقوق الانسان ان من شأن ذلك ان يجبر الجيش على استخدام​
الطرق الريفية الاصغر او على ارسال الامدادت عبر مسار اكثر خطورة​
في الرقة في الشرق.​
وردا على التقدم الذي تحققه قوات المعارضة على الارض كثف الاسد​
من هجماته الجوية على معاقل المعارضة وشن بعضا من اعنف الغارات حتى​
الان على احياء في شرق دمشق على مدى الاسبوع الماضي.​
واستمرت اراقة الدماء دون تراجع على الرغم من محاولات التوصل​
إلى وقف لاطلاق النار قام بها المبعوث الخاص للامم المتحدة​
والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي الذي حاول اقناع الطرفين بعقد​
هدنة خلال ايام عيد الاضحى.​
وفي احدث حلقة من حلقات المبادرات الدولية غير المثمرة دعت​
الصين إلى وقف مرحلي لاطلاق النار لمنطقة تلو الاخرى واقامة سلطة​
حكم انتقالي وهي فكرة يسعى قادة المعارضة إلى تجسيدها في مؤتمر​
يعقد في قطر الاسبوع القادم.​
واقترح الزعيم المعارض المخضرم رياض سيف تشكيل كيان يجمع بين​
الجيش السوري الحر والمجالس العسكرية المحلية وغيرها من القوى​
المعارضة إلى جانب كيانات مدنية وشخصيات معارضة بارزة.​
وتدعو خطته التي تحمل اسم المبادرة الوطنية السورية إلى انشاء​
اربعة كيانات وهي كيان المبادرة الذي يضم الجماعات السياسية​
والمجالس المحلية والشخصيات الوطنية وقوى المعارضة وكيان يحمل اسم​
المجلس العسكري الاعلى ولجنة قضائية وحكومة انتقالية تضم تكنوقراط.​
وحظيت المبادرة بدعم واشنطن. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية​
هيلاري كلينتون قد دعت يوم الاربعاء الى اجراء اصلاح واسع للمعارضة​
السورية قائلة ان الوقت قد حان لتجاوز المجلس الوطني السوري.​
وفشل المجلس الوطني السوري في الحصول على الاعتراف كممثل شرعي​
للشعب السوري وقالت كلينتون انه يجب ضم "هؤلاء الذين يقفون على​
خطوط المواجهة ويقاتلون ويموتون" إلى كيان المعارضة.
 
أعلى