الرئيس مرسى والمصالحة الوطنية الواجبة

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
مازلت أكرر أن على الرئيس مرسى دورا كبيرا فى لم شمل القوى السياسية والسعى للمصالحة الوطنية بينها، لأن الوقت لا يتحمل كل هذا الشتات الذى تعانى منه مصر، فقد عجزت الأحزاب والقوى والنخب السياسية والاجتماعية عن بناء حد أدنى من التوافق الوطنى على مدى ما يقرب من عامين، وأخفقت فى التفاهم على خريطة طريق واضحة ومقومات أساسية للدولة والمجتمع، وأحبطت جهودًا متوالية بُذلت للوساطة بينها، فلم يكتمل حوار بدأ، ولم يتواصل نقاش تم الشروع فيه، ولم يستمر عمل مشترك اتُفق عليه حتى بين أطراف تنتمى إلى معسكر واحد، أو فكرة واحدة.

فإلى جانب الهوة العميقة التى تفصل أحزابا وقوى ونخبا بسبب تناقض مرجعياتها ومفاهيمها للدولة والمجتمع ونمط الحياة وصورة المستقبل، لا توجد ثقة كافية بين من ينتمون إلى المرجعية نفسها بتفسيرات مختلفة لها ومن يتفقون على مفاهيم عامة، لكنهم يختلفون على تفاصيلها. وهذا فضلا على الصراعات ذات الطابع الشخصى والتكالب على الزعامة والتزاحم على مواقع الصدارة وشيوع الاستعداد لتغليب المصالح الخاصة على المصلحة الوطنية العامة.
أتصور أن يكون الهدف من هذه الخطوة تجميع الشعب المصرى بأكمله بمختلف تياراته وطوائفه حتى نكون جميعًا تحت هدف واحد، وهو أن مصر فوق الجميع والمصلحة العامة فوق المصالح الشخصية، والعمل على بناء مستقبل أفضل لمصر من خلال تكاتفنا، وبداية العمل على نهضة حقيقية حتى لو كان هناك اختلاف فى وجهات النظر، لذلك على الرئيس دور مهم فى هذه المصالحة لتدشين مرحلة جديدة للعمل والبناء، نحث فيها كل المواطنين على العمل فى كل المجالات، لأن هذا يقود بلدنا إلى التقدم بكل تأكيد بعيدًا عن الانتماء السياسى.
إن مشاهد الفرقة والتخوين التى تحدث بين كل أفراد المجتمع وبين كل الطبقات، والقوى السياسية والأحزاب أمر شديد الخطورة، ولابد من السعى الحثيث لإنهاء هذه الفرقة والتشرذم بين أبناء الشعب المصرى، فلن يكون هناك بناء طالما أن هناك البعض يحاول الهدم، علينا أن نصارح أنفسنا بحقيقة الواقع كى نساهم فى الحل.
ولعل ما طرحه الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة المنتخب، من أنه سيسعى فى المرحلة القادمة للم شمل القوى الوطنية أمر فى غاية الأهمية، وأتمنى أن يسارع بعقد لقاء مع القوى الوطنية لتحقيق ما نسعى إليه جميعًا للمصالحة مع طرح أجندة وطنية تقودنا نحو مستقبل أفضل.
فبالحوار الوطنى والمصارحة والمصالحة الوطنية التى تضم جميع أطياف المجتمع سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ودينيًا، والبعد عن التجاذبات السياسية والاستقطابات الخارجية،‏ والانصهار فى مشروع وطنى ‏يتم التوافق عليه سياسيًا وشعبيًا، وتقوم الحكومة بتنفيذه بما يحقق نقلة نوعية فى الإنتاج والعمل الجاد، نكون حينئذ على الطريق الصحيح.
ويمكن الاستفادة من جهود منظمات المجتمع المدنى فى هذا الشأن، ومشاركة المصريين العاملين بالخارج فى هذه المصالحة، والبعد عن التوظيف السياسى والنفعى للأزمات وقضايا حقوق الإنسان،‏ وذلك من خلال حوار وطنى توافقى شامل بدون إقصاء أو استئثار يمكن الخروج من الأزمة السياسية المصرية الحالية وتحقيق حلم مشروع نهضة‏ مصر‏ فى إطار دستور يحقق أمانى الشعب المصرى وطموحاته..‏ وكل عام وأنتم بخير.
 
أعلى