السفارة الأميركية في القاهرة تحت الحصار


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

تواصلت الاشتباكات في محيط السفارة الأميركية في القاهرة أمس، استمرارًا للاحتجاجات على الفيلم الاميركي المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، بشكل اعاد أجواء تظاهرات 25 يناير، فيما أكد الرئيس المصري محمد مرسي، في كلمة بثها التلفزيون أن «الرسول خط أحمر».
وقال مصدر أمني ان الاشتباكات، التي بدأت فجرًا، أسفرت عن اصابة ضابط شرطة و6 مجندين وعدد من المتظاهرين وحرق سيارتي شرطة، بعد أن بدأ المتظاهرون في رشق الشرطة بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وأشعل بعضهم الشماريخ، ما اضطر قوات الأمن لاطلاق القنابل المسيلة للدموع. وأغلقت الطرق المؤدية الى السفارة.
وليلا ذكرت وزارة الداخلية ان اجمالي عدد المصابين في احداث السفارة بلغ 224 مصابا.
وشهدت شوارع وسط العاصمة القاهرة والشوارع المحيطة بالسفارة في حي غاردن سيتي تكدسات مرورية شديدة، وأقام المتظاهرون مستشفى ميدانيا لسرعة اسعاف المصابين الذين سقط منهم مايقرب من 25 بحالات اختناق، على حد قول المعتصمين حول أسوار السفارة.
وانتقلت تشكيلات وتعزيزات اضافية من قوات الأمن وأحاطت بمبنى السفارة، خوفًا من محاولات اقتحام جديدة للمبنى، بينما أشعل المتظاهرون النيران في اطارات السيارات في طريق الكورنيش، وقاموا بوضع الحواجز الحديد وخصصوا بعضهم لنقل المصابين الى المستشفى التي أقاموها بالدراجات البخارية.
واحتشد عشرات المعتصمين من مختلف التيارات السياسية المصرية في شارع أميركا اللاتينية، حيث مقر «الراي» في ناحية أخرى حول مقر السفارة الأميركية مرددين الهتافات المنددة بالفيلم المسيء، بينما دارت مناوشات بين معتصمين يزعمون أنهم من الألتراس من جهة، وشباب ينتمون للتيارات الاسلامية من جهة أخرى عندما حاول الفريق الأول اقتحام أسوار السفارة وانتزعوا بعض الحواجز الحديد التي وضعتها قوات الأمن المركزي، وسادت حالة الهرج والمرج بين المعتصمين الذين قاموا بترديد هتافات : «لا اله الا الله» و«كلنا فداك يارسول الله».
وقام وزير الداخلية المصري احمد جمال الدين بعد ظهر أمس بزيارة قوات الأمن في محيط السفارة الأميركية وطالبهم بضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين.
وتجمع أنصار الأب الروحي للجماعة الاسلامية الشيخ عمر عبدالرحمن المحتجز في السجون الأميركية والمعتصمون على أسوار السفارة منذ أشهر في مدخل شارع كمال الدين صلاح في جانب ثالث مطل على مقر السفارة الأميركية، ورددوا هتافات معادية لواشنطن، بينما طافت مدرعات تابعة لقوات الأمن لملاحقة المتظاهرين وطردتهم من محيط السفارة حتى ميدان التحرير وحذرتهم من استمرار الزحف نحو السفارة، مستخدمة في ذلك مكبرات الصوت، كما ألقت القبض على عدد ممن حاولوا اثارة الشغب ومهاجمة القوات. وأصاب ماس كهربائي أحد الكابلات الموجودة بمسجد عمر مكرم، القريب من مقر السفارة، اثر الاطلاق الشديد من قبل قوات الأمن للقنابل المُسيلة للدموع، ما أشعل حريقا سرعان ما أطفأه المعتصمون.
وقال بيان لوزارة الداخلية ان الأحداث اندلعت عندما قام عدد من المتظاهرين بالقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الشرطة المكلفة بتأمين المبنى، ثم عاودوا الكَرَّة مرة أخرى، ما تسبب في اصابة 3 ضباط و11 من المجندين باصابات مختلفة، بالاضافة لقيامهم بالقاء زجاجات حارقة على سيارتين من سيارات الشرطة خلال مرورهما بأحد الشوارع القريبة، ما تسبب في احتراقهما، فقامت القوات بالتعامل معهم لابعادهم عن محيط السفارة واطفاء السيارتين.
وأضاف انه تم توقيف 24 من المتهمين وجارٍ اتخاذ الاجراءات القانونية حيالهم بالعرض على النيابة، ودعا البيان المتظاهرين التعبير عن غضبهم بصورة سلمية، وناشد الرموز الوطنية التدخل لتهدئة المتظاهرين حفاظًا على الأمن والاستقرار ومصالح البلاد الوطنية.
وقالت مصادر ان وفدًا من السفارة الأميركية زار حزب «النور» السلفي لبحث احتواء أزمة التظاهرات التي اندلعت في محيط السفارة احتجاجًا على الفيلم المسيء للرسول، والتقى برئيس الحزب عماد عبد الغفور وأبدى تقديرهم لحرية الرأي والتعبير واحترامه لمشاعر المصريين الذين أضيروا بسبب الفيلم المسيء للرسول، كما أوضحوا أن السفارة الأميركية أصدرت بيانًا أعربت فيه عن ادانتها لهذا الفيلم وتقديرها لمشاعر المسلمين والمصريين على مستوى العالم.
ودان مرسي، في كلمة بثها عبر التلفزيون المصري الفيلم المسيء، مؤكدًا «أن المقدسات الاسلامية، والرسول صلى الله عليه وسلم خط أحمر بالنسبة لنا جميعا نحن المسلمين.. نحن المصريين جميعا نرفض أي نوع من أنواع التعدي أو الاساءة الى رسولنا ونحن على استعداد لفدائه بأرواحنا».
وأضاف «اعبر عن الشعب المصري كله، وأدين واتصدى لكل من يحاول أو من يتكلم أو يفعل أو يمارس أي نوع من أنواع الاساءة الى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أو الى اي من مقدساتنا الاسلامية».
وتابع: «أعلم وأعرف أن شعوب العالم الحر... الشعوب في العالم كله المحبة للسلام تدين ذلك وترفضه وتقف ضده».
الا ان الرئيس المصري شدد على ان «حرمة النفس وقتل الأبرياء والعدوان على الانسان عموم الانسان يرفضه الاسلام ونرفضه جميعا» موضحا ان «التعبير عن الرأي.. حرية التظاهر والاعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد على الممتلكات العامة والخاصة أو على البعثات الديبلوماسية أو على السفارات».
وتابع قائلا: «من واجبنا نحن ومن صميم ديننا أن نحمي ضيوفنا وأن نحمي من يأتي علينا من خارج أوطاننا وأن نحمي اماكن اقامتهم وأعمالهم.. وهذا واجب علينا جميعا».
ودعا مرسي المتظاهرين الى «عدم الاعتداء على السفارات أو القنصليات أو البعثات الديبلوماسية أو الممتلكات المصرية الخاصة والعامة أو غير المصرية». وقالت رئاسة الجمهورية ان الرئيس كلف السفارة المصرية في واشنطن باتخاذ الاجراءات القانونية ضد منتجي الفيلم المسيء للرسول.
وتنديدًا للاساءة بالرسول صلى الله عليه وسلم، دعا اتحاد شباب الثورة وتحالف ثوار مصر، المصريين «مسلمين ومسيحيين»، للخروج الى مليونية اليوم بميدان التحرير، عقب صلاة الجمعة والتحرك في مسيرات سلمية الى السفارة الأميركية عقب صلاة العصر، وأعلنت جماعة الاخوان استجابتها للمشاركة في مليونية «الدفاع عن الرسول» رافضة ما يثار بأن التشويه المتعمد والاساءة يندرجان تحت حرية التعبير.
وقال اتحاد شباب الثورة ان المسلمين والمسيحيين في مصر يد واحدة، لن يتنازلوا عن حقوقهم، واصفًا التعدي على الأديان السماوية والكتب والأنبياء بالارهاب المقنن، واتهم الولايات المتحدة الأميركية بالعمل على حمايته ودعمه ومشاركته جرائمه، وأنها المعقل الأصلي للارهاب والتعدي على حقوق الانسان والحريات.
من جانبه، رفض رئيس مجلس شورى الجماعة الاسلامية الدكتور عصام دربالة، التعدي على أي سفارة من السفارات القائمة على أرض مصر التي تلتزم مصر بحمايتها وفقًا لالتزاماتها الدولية وتحريم الشريعة الاسلامية التعرض للسفراء بين الدول بأي اعتداء أو أذى.
وعلَّق المرشح الرئاسي السابق عمرو موسي على الهجوم على البعثات الديبلوماسية، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم «علمنا حماية الرسل حتى في أوقات الحرب»، لافتًا الى اعتباره ما يحدث من اعتداء على البعثات الديبلوماسية غير مقبول ولا يمت للاسلام بصلة ويزيد المشكلة.
وفي ردود الفعل المدينة للفيلم، قال المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ان انتاج الفيلم المسيء للاسلام ونبيه وعرضه في هذا التوقيت جزء من حملة خبيثة تستهدف الاساءة الى الأديان وبث الفرقة بين الشعوب، مشيرًا الى سوابق عرض عدة أفلام غربية أساءت الى السيد المسيح، والى الديانة المسيحية.
وطالبت هيئة كبار علماء الأزهر التابعة للجامع الأزهر الشريف، المنظمات العلمية في العالم الاسلامي بدراسة أسباب العداء الشديد للاسلام والمسلمين في العالم الغربي. ودانت الهيئة في أول بيان لها عقب التشكيل الرسمي لها الاساءات المتكررة الى الاسلام ورموزه ومقدساته، من تدنيس المصاحف وحرقها، الى العدوان على المساجد وهدمها، والاساءة الى الرسول محمد. وطالب الأزهر الشريف أن تكون ردود الفعل الاسلامية داعية الى الحكمة، وتزيد من ايضاحها لحقائق الاسلام ومقدساته ورموزه، وتبتعد عن أخذ البريء بذنب المسيء، وأن يتحلى عقل المسلم بالوعي والرؤية الموضوعية.
 
أعلى