الشعراوي يعيد الميلان للانتصارات وينقذ مستقبل المدرب أليغري

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أعاد ستيفان الشعراوي، مهاجم الميلان، فريقه إلى الانتصارات مجددا، وحافظ على بقاء مدربه، ماسيميليانو أليغري، في منصبه بعدما نجح في تسجيل هدف الحسم والوحيد أمام فريق جنوا في الدقيقة 27 من الشوط الثاني للمباراة التي جمعت الفريقين في مستهل مواجهات المرحلة التاسعة للدوري الإيطالي. وبهذه النتيجة، رفع الميلان رصيده إلى 10 نقاط، بينما توقف جنوا عند 9 نقاط.
ويحق للمدير الفني ماسيميليانو أليغري أن يشكر الشعراوي الذي أنقذه من دوامة الانتقادات وجعله يوجد في مكان أكثر راحة بعيدا عن تهديدات الإقالة. وصرح المدرب في نهاية المباراة مبتسما: «نحن بين العشرة الأوائل في الترتيب، وهو إنجاز بالفعل ولو كان بشكل مؤقت. والخلاصة أن القليل أفضل من لا شيء». بالنسبة إليه، كانت مباراة في داخلها وخارجها، فأليغري ظل داخل الحلقة، ممسكا بالمقعد الذي يحاول الرئيس برلسكوني ونائبه غالياني، بشتى الطرق، ألا ينتزعاه منه. فكان مهما الثلاث نقاط وبدء استعادة الثقة.​
يضاف إلى أهمية انتصار ميلان، أنه جاء في استاد سان سيرو، وهو الثاني له في ست مباريات. وإذا كان الفضل يرجع للمعسكر المغلق الذي خضع له ميلان، فمن الصعب التصريح بذلك. لكن، بالطبع حالة الانعزال أوضحت للفريق أن الإدارة تعتزم البقاء إلى جوار مدربها. وهكذا ينتهي أسبوع يخرج أليغري منه أكثر شرعية، من حيث المعنى وعدد النقاط. وتابع المدير الفني كلامه قائلا: «كنت مطمئنا، ينبغي التحلي بالثقة، خاصة لإيجاد طريق الأهداف. نفس الموقف عشته في كالياري، فإذا كانت لديك ثقة بالتسجيل فالجميع سيلعب بقناعة أكثر. أيضا المدافعون وحارس المرمى. علينا أن نعلم قدرتنا دائما على تسجيل الأهداف». ما بين المعرفة والفعل، هناك محيط كامل، بالنظر للصعوبات الضخمة التي يواجهها الفريق لإنهاء الهجمات بفاعلية. ويشعر أليغري بالقلق بسبب توقف أنطونيني على أثر إصابة في العضلة الضامة للفخذ اليسرى، يقول: «ينبغي التحسن في الشق الدفاعي، ويجب أن نكون أسرع وأكثر دقة ومواجهة المزيد من المخاطر. لكن بوجه عام، أنا راض، فالأجواء اليوم كانت صعبة ولم يكن أحد يتوقع أن نصل لهذا التحدي ورصيدنا 7 نقاط. ولهذا، فإنه انتصار اللاعبين الذين تعرضوا لانتقادات مبالغ فيها أيضا، وانتصار للنادي».​
بالنسبة لأليغري، فقد كان فريق جنوا انفراجة أساسية له، فالتحول في كالياري كان بفضل انتصار على الفريق ذاته، الذي حقق بعده أربعة انتصارات كانت حاسمة من أجل مستقبل الفريق وأيضا لمسيرته. من أجل محاولة فعل الشيء ذاته في الميلان، ينبغي مواصلة تقديم العلاج للمريض، مثلما قال برلسكوني. ويقول المدير الفني: «الرئيس كان بجانبنا دائما، ونتحدث معا على الدوام، والميلان يحتاجه. وفي ما يتعلق بي، فأنا لم أكن مريضا قط، وعلى اللاعبين فقط مواصلة العمل في طمأنينة تامة». من بين سبل العلاج الممكنة، ربما ينبغي التركيز أكثر على العقم الهجومي. ويختتم أليغري: «حينما كنا متقدمين بهدف نظيف أتيحت لنا كرة خطيرة للغاية، كان علينا إنهاء الهجمة، وهو أمر حدث في مباريات أخرى. إنها مسألة نتائج فقط. هل سجلنا هدفا من وضعية تسلل؟ بالنسبة لنا، كانت هناك ركلتا جزاء (تقريبا)، ونحن اجتهدنا بالقدر الكافي»..​
أخيرا، بات بإمكان الشعراوي الاحتفال، ويمكنه كذلك اختيار المكان الذي سيقضي فيه عطلة أعياد الميلاد على نفقة أمبروزيني. لم يحتفل ستيفان الشعراوي بعد الهدف احتراما لفريقه السابق، لكن في تلك اللحظة كانت النار بداخله. أسبوع كامل في المعسكر قضوه جميعا في التساؤل: لماذا لم يعد الميلان قادرا على الفوز؟ ووسط هذا أمسية مالقا الباهتة حيث لم يفلح ستيفان رغم أدائه الجيد في التسجيل. ثم جاء الهدف في يوم عيد ميلاده العشرين وتبددت كل المرارة. هدف من أجل أليغري الذي يهتز مقعده بصورة أقل الآن، وهدف من أجل الميلان الذي يعود للفوز بعد خمس مباريات (ثلاث منها في الدوري)، وهدف من أجل الجماهير التي انتخبته معشوقا جديدا لهم وأهدوه هتافات ولافتات. وقام المتحدث الداخلي بالاستاد بتقديم التهاني له قبل المباراة، بينما شكر ستيفان الاستاد بأسره بطريقته الخاصة، فقد أهداه أباتي تمريرة عرضية من الجهة اليمنى ليسددها الفرعون في المرمى مباشرة. وفي نهاية المباراة، متأثرا، اتجه لتلقي التحية والإشادة أسفل المدرجات، وقال: «إنه عيد الميلاد الأجمل في حياتي، أنا متأثر وسعيد. إنه هدف مهم، يمنحنا معنويات وثقة. لم أحتفل لأن جنوا هو من أطلقني في كرة قدم الكبار وأنا مدين بالكثير لهذا النادي».​
وبسؤاله: هل أنقذت أليغري؟ قال: «النادي - ونحن اللاعبين - كلنا معه وأهدي هدفي لرئيس النادي».​
مرة أخرى تعين عليه هو، أصغر لاعبي الفريق سنا، أن يشفي الميلان من مرض غياب الأهداف. بينما خرج باتو، الذي شارك أساسيا لأول مرة هذا الموسم، خاوي الوفاض وصاحبه بعض صافرات الانتقاد (لكن رابطة الجماهير ساندته)، ودافع عنه الشعراوي بقوله: «لم يكن ينبغي لهم انتقاده، لأنه لاعب كبير ويمكنه منحنا الكثير». أما بواتينغ فقد كان يبدو أنه سيشارك من البداية، وعشية اللقاء تعرض لمشكلة بسيطة في أحد أوتار الركبة ومع ذلك استدعاه أليغري، لكن اختبار ما قبل اللقاء لم يكن طيبا، وهكذا انتهى به الحال في الجلوس بالمقصورة، كما في مباراة مالقا، لكن هذه المرة بسبب عدم جاهزيته وليس لاختيار فني. واحتفل بصحبة باقي لاعبي الميلان المصابين بهدف صديقه الشعراوي. الآن، يمكن للفرعون أن يحتفل مع أمه وأبيه، وشقيقه الذي لا يبرحه مانويل. بينما أمبروزيني، الذي كان قد وعد بدفع تكاليف الإجازة لو سجل ستيفان سبعة أهداف، فعليه أن يضع يده على حافظة نقوده.​
وفي المقابل، تلقى مدرب جنوا ديل نيري الخسارة الشخصية العاشرة أمام الميلان. لكنه لا يفقد الأمل، فقد عمل بشكل جيد خلال الأسبوع وطلب أقصى التزام وتعاون من جانب الجميع. ويعلم أن الأمر يتطلب وقتا لرؤية الأداء الذي يروق له، مع لاعبي الأجناب الذين يركضون ذهابا وإيابا والضغط المتقدم، لكنه يشعر بأنه على الطريق الصحيح.​
وقال ديل نيري: «كان فريق جنوا مستسلما كثيرا وقليل الشراسة ومركزا على الدفاع أكثر من الهجوم، ومن اليوم سيجري العمل على تصحيح الأخطاء، تحلينا بالقليل من الشجاعة. من الناحية الدفاعية، أنا راض، لكن علينا التحسن من ناحية بناء الهجمة. علينا استعادة لاعبين وبعدها تعلم اللعب بصورة مختلفة. كوسكا وأنتونيللي أعجباني كثيرا، وواجه إيموبيلي صعوبة، لكن في المجمل لم نكن نستحق الخسارة». وأضاف: «نمتلك لاعبين لديهم دوافع، كما نحتاج دعم اللاعبين الغائبين عنا، مثل بورييللو وفارغاس وماركو روسي وكانيني. الفريق يمنحني ضمانات من أجل المستقبل، وعلينا الانطلاق من الأمور الإيجابية وتحسين تلك التي سارت بشكل سيئ». وعن شبهة التسلل تسلل أباتي في العرضية التي لعبها للشعراوي وسجل منها هدف الفوز للميلان، أبرز ديل نيري الخطأ لكن دون مبالغة، وقال: «التسلل موجود، لكن لا يمكننا عمل شيء في الأحداث، ولا ينبغي صنع مشكلات.. أقول: فقط، إن كرة القدم مطلوب فيها الانتباه من كافة العناصر، هم 5 حكام ولا ينبغي أن يرتكبوا أخطاء».
 
أعلى