الشعر في الإسلام

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
المتأمل للشعر يرى أن له أقساماً فمنه ما هو حسن، ومنه ما هو قبيح، وهكذا، وقد أبان الإمام ابن قتيبة رحمه الله عن أقسام الشعر، فقال:
تدبرت الشعر فوجدته أربعة أضرب:

1- ضرب منه (حَسنٌ لفظه، وجادٌ معناه) كقول القائل:
أيتها النفس أَجْمِلي جزعاً
إن الذي تحذرين قد وقعا
2- وضرب منه (حَسن لفظه وحَلا، فإذا أنت فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى) كقول القائل:
ولما قضينا من منى كلَّ حاجةٍ
ومسحَ بالأركان من هو ماسحُ
وشُدَّت على حُدب المهاري رحالُنا
ولا ينظر الغادي الذي هو رائحُ
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا
وسالت بأعناق المطي الأباطحُ
3- وضربٌ منه (جادٌ معناه، وقَصُرت ألفاظه عنه) كقول لبيد بن ربيعة:
ما عاتب المرءَ الكريم كنفسه
والمرءُ يُصلحهُ الجليسُ الصالح
4- وضرب منه (تأخر معناه، وتأخر لفظه) كقول الأعشى في امرأة:
وفُوها كَأقَاحي
غذاهُ دائمُ الهطيلِ
كما شيب براحٍ بارد
من عسل النحلِ
وتقسيم ابن قتيبة لطيف، لكنه تقسيم من الناحية الفنية.
هذا وللشعر عند العرب في العصر الجاهلي أغراض متعددة، من ذلك: المديح، والتفاخر، والهجاء، والرثاء، والغزل وغير ذلك.
وقد امتاز شعرهم بقوته، وبلاغته، وسلاسته، وبُعْده عن حشو الكلام، إضافة إلى أنه في الغالب شعر واقعي، يقوم على نقل المشاهد الحسية دون إغراق في المعاني والأبعاد.
تلك إلماحة أردتها أن تكون موطئة لأصل البحث، والله الموفق.


الإسلام والشعر:


طغى حب الشعر ونظمه وإنشاده على قلوب الكثير في العصر الجاهلي، واستمر حتى بعد الإسلام، وإلى يومنا هذا، فقد كان الناس يستشهدون بالشعر في حلهم وترحالهم وسمرهم والمواقف التي تمر بهم.
لكن لابد أن نعرف أن الشعر في الإسلام يختلف تماماً عمّا كان عليه في العصر الجاهلي، فقد أصبحت أغراض الشعر تنحى باتجاه تهذيب الأخلاق، والاعتناء بالمبادئ والقيم، والمثل العليا والدعوة إلى توحيد الله، والحث على الجهاد في سبيل الله، والزهد في الدنيا، والوعظ والنصح، ونصر الدين، وهجاء أعداء الإسلام.
على أن أغراض الشعر الأخرى كالمديح، والرثاء، والغزل العفيف ونحو ذلك مستمرة، لكن السمة الغالبة هو ما تقدم ذكره.



حكم الإسلام في الشعر:


عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله {: "الشعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام"(10).
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: "الشعر منه حسن، ومنه قبيح، خذ بالحسن ودع القبيح، ولقد رويت من شعر كعب بن مالك أشعاراً، منها القصيدة فيها أربعون بيتاً، ودون ذلك"(11).
قال الجيلاني: "الشعر منه حسن، ومنه قبيح" أي: إذا حَسُنَ المعنى شرعاً فالكلام محكوم عليه شرعاً بالحسن، ولو كان اللفظ غير فصيح. وإذا قَبُح المعنى شرعاً لم يُحكم عليه بالحسن وإن كان لفظه فصيحاً. وهذا حق، ولكن الوزن وفصاحة الكلام يزيد الحسن حسناً كالحكمة، ويزيد القبيح قُبْحاً كالهجو، لأن الكلام الفصيح أجدر أن يُصغى له، ويُحفظ ويروى، وأشد تأثيراً في النفس"(12).
ولكن هناك آراء زعمت أن الإسلام وقف من الشعر موقف العداء، وذم الشعراء، وألحقهم بالغواة والمنافقين، واستشهدوا بالقرآن الكريم، وأوردوا آيات منه، قرأوها مُجَزَّأة مبتورة، ليصلوا إلى تأييد رأيهم السقيم، فقالوا: بأن الله ذم الشعر والشعراء في قوله الكريم: والشعراء يتبعهم الغاوون 224 ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 225وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 {الشعراء: 224، 226}.
ووقفوا في قراءاتهم واستشهادهم عند هذه الآيات ولم يتموا القراءة؛ لأنهم علموا أنها لا توافق ما ذهبوا إليه.."(13).
ويحسن بنا أن نذكر ما ورد في مدح الشعر، وما ورد في ذمه، حتى نخرج بنتيجة مقنعة:


ما ورد في مدح الشعر:


وردت أحاديث وآثار كثيرة في ذلك منها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً - أو أعرابياً - أتى النبي { فتكلم بكلام بَيِّن، فقال النبي {: "إن من البيان سحراً، وإن من الشعر حكمة".
وإن المتأمل في هذا الحديث الشريف يُدرك ثناء النبي { على الشعر، كما يشعر في المقابل بتوجيهٍ رشيد لمضموناته، فقد نبه عليه الصلاة والسلام، المسلم إلى أهمية الشعر وأن فيه قيماً سامية، وأكد عليه الصلاة والسلام قوله ذلك بمؤكد لغوي هو: حرف التوكيد (إن) وذلك حتى يزيد الأمر في النفس ثباتاً واستقراراً... وغني عن البيان أن قول النبي {: "إن من الشعر حكمة" يفيد أن منه ماليس كذلك، لأن (من) تبعيضية"(14).
وجاء في رواية أبي داود: "وإن من الشعر حُكْماً" وهو بمعنى: الحِكْمة، يدل لذلك قوله تبارك وتعالى: وآتيناه الحكم صبيا 12 {مريم: 12}.
وقد قال بعض العلماء بأن (السحر) الذي ذكره {، عن البيان ورد في مَعْرِض الذم، حيث شبهه بعمل السحر، لكونه يزين القبيح، ويقبح الحسن، فيكون معناه: أن صاحبه يكسب من الإثم ما يكسبه الساحر بعمله(15).
ومنهم من رأى أن ذلك ورد مورد المدح، وعلى هذا يكون المعنى: "إنه تمال به القلوب، ويرضى به الساخط، ويذل به الصعب، ويشهد له: إن من الشعر لحكمة، وهذا لا ريب فيه أنه مدح.
والصواب: أن الأمر يختلف باختلاف المقاصد التي يراد بيانها، فإن كان البيان في أمر باطل فهو كذلك، وإلا فمدح لا محالة(16).
وعن هذا الحديث بين الطبري بأنه: ردٌ على من كره الشعر مطلقاً.
قال الجيلاني: "سحراً" السحر ما لَطُف مأخذه ودق. والبيان اثنان: أحدهما ماتقع به الإبانة عن المراد بأي وجه كان، والآخر ما دخلته الصنعة، حيث يروق السامعين، ويستميل قلوبهم، وهو الذي يشبه السحر إذا خلب القلب، وغلب النفس، حتى يحول ذلك عن حقيقته، ويصرفه عن جهته، فيلوح للناظر في معرض غيره. وهذا إذا صُرِفَ إلى الحق يُمدح، وإذا صُرِفَ إلى الباطل يُذم. وقد حمل بعضهم الحديث على المدح، والحث على تحسين الكلام، وبعضهم على الذم لمن تَصنَّع في الكلام، وتكلف لتحسينه، وصرف الشيء عن ظاهره، والظاهرُ: أن المراد به أن الرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجة من صاحب الحق، فيسحر الناس ببيانه فيذهب الحق.
قال ابن بطال: أحسن ما يقال في هذا: أن هذا الحديث ليس ذماً للبيان كله، ولا مدحاً، لقوله {: "من البيان" فأتى بلفظة (من) التي للتبعيض، وكيف وقد امتن الله به على صفوة خلقه قال: علمه البيان، وقد اتفق العلماء على مدح الإيجاز، والإتيان بالمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة، وعلى مدح الإطناب في مقام الخطابة بحسب المقام، نعم الإفراط في كل شيء مذموم، وخير الأمور أوسطها"(17).
وبالجملة: فلقد كان { يقول عندما يستمع إلى رائع من الشعر أو النثر "إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحراً"، وكان يقول لشاعر الإسلام حسان بن ثابت: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس"(18)، وقال: "أهجهم وجبريل معك"(19).
وقال لكعب بن مالك: "أهجهم فو الذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل"(20).
وعن أنس بن مالك أن رسول الله { قال: "جاهدوا المشركين بأنفسكم، وأموالكم، وألسنتكم"(21).
والأحاديث في هذه المعاني معلومة، وفيما أوردناه كفاية ودليل على مدح الشعر وأهله الصادقين.
ما ورد في ذم الشعر:
مَنْ ذمَّ الشعر وأهله استدل بقوله تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون 224 {الشعراء: 224} وسيأتي الكلام عليها لاحقاً.
واستدلوا بأحاديث منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه، خير له من أن يمتلئ شعراً"(22).
وظاهر هذا الحديث أن الشعر مذموم بإطلاق.
ومعنى: (يَريَه) من الوَري، وهو داء يفسد الجوف، ومعناه: قيحاً يأكل جوفه ويفسده. ويصيب رئته ويفسدها.
وعن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: "سألتُ عائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله { يتسامع عنده الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه"(23).
وهناك أدلة أخرى في هذا المعنى، وقد أشكل على بعضهم ورود المدح، وورود الذم في الشعر، مما دفع العلماء إلى التوفيق بينهما، والتوجيه والتأويل، لدفع ما يوهم التعارض بين النصوص الشرعية، والتعارض هذا في الظاهر، وإلا فنصوص الإسلام متوافقة وهي من لدن حكيم خبير، والنصوص بعضها يوضح بعضاً، فما أُجْمِل في موضع فُصِّل في موضع آخر، وما ورد مطلقاً قُيِّد في موضع آخر وخصصه، وهذا من كمال الشريعة الإسلامية وتمامها، قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا3 {المائدة: 3}.
التوفيق بين أدلة المدح وأدلة الذم:
فهم بعض العلماء أن حديث ذم الشعر المتقدم، جاء في ذم الشعر مطلقاً، وتعلقوا بما ورد في رواية مسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: بينا نحن نسير مع رسول الله { بالعَرْج (اسم موضع قرب المدينة) إذْ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله {: "خذوا الشيطان - أو أمسكوا الشيطان - لئن يمتلئ جوف رجل قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً".
ففي هذه الرواية سبب ورود الحديث وقد أجاب العلماء عن هذا الحديث بأنه مخصوص بمن غلب عليه الشعر، ويؤيد هذا قوله { "يمتلئ" وهي كلمة تدل على الغلبة والكثرة.
قال النووي: "استدل بعض العلماء بهذا الحديث على كراهة الشعر مطلقاً، قليله وكثيره، وإن كان لا فُحش فيه، وتعلق بقوله {: "خذوا الشيطان"، وقال العلماء كافة: هو مباحٌ ما لم يكن فيه فحش ونحوه، قالوا: هو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح (وهذا هو الصواب)، فقد سمع النبي { الشعر، واستنشده، وأمر به حسان في هجاء المشركين، وأنشده أصحابه بحضرته في الأسفار - وغيرها، وأنشده الخلفاء وأئمة الصحابة، وفضلاء السلف، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه، وإنما أنكروا المذموم منه، وهو الفحش ونحوه.
وأما تسمية هذا الرجل الذي سمعه ينشد (شيطاناً) فلعله: كان كافراً، أو: كان الشعر هو الغالب عليه، أو: كان شعره هذا من المذموم.."(24).
وقال ابن حجر: "وقوله شعراً، ظاهره العموم في كل شعر، لكنه مخصوص بما لم يكن مدحاً حقاً، كمدح الله ورسوله، وما اشتمل على الذكر، والزهد، وسائر المواعظ، مما لا إفراط فيه"(25).
قال القرطبي: "وهذا الحديث أحسنُ ما قيل في تأويله: إنه الذي قد غلبَ عليه الشعر وامتلأ صدره منه، دون علم سواه ولا شيء من الذكر، ممن يخوض به في الباطل، ويسلك به مسالك لا تحمد له كالمكثر من اللغط والهذر والغيبة وقبيح القول، ومن كان الغالب عليه الشعر لزمته هذه الأوصاف المذمومة الدنية، لحكم العادة الأدبية، وهذا المعنى هو الذي أشار إليه البخاري في صحيحه لما بوّب على هذا الحديث "باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر.."(26).
قال ابن كثير: "على أن الشعر فيه ما هو (مشروع) وهو: هجاء المشركين الذي كان يتعاطاه شعراء الإسلام، كحسان بن ثابت رضي الله عنه، وكعب ابن مالك، وعبدالله بن رواحة، وأمثالهم، وأضرابهم رضي الله عنهم أجمعين.
ومنه: ما فيه حكم ومواعظ وآداب، كما يوجد في شعر جماعة من الجاهلية، ومنهم أمية بن أبي الصلت.... وقد أنشد بعض الصحابة - رضي الله عنهم - للنبي { مئة بيت، يقول { عقب كل بيت "هيه"، يعني: يستطعمه فيزيده من ذلك.."(27).
وقال ابن عبدالبر: "ولا يُنكر الحسن من الشعر أحد من أهل العلم ولا من أولي النهى، وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا قد قال الشعر، أو تمثل به، أو سمعه، فرضيه ما كان حكمه مباحاً ولم يكن فيه فحش ولا خناً ولا لمسلم أذى"(28).
موقف الرسول { من الشعر:
تقدم أنه { سمع الشعر، واستنشده، وأمر حسان بن ثابت بهجاء المشركين، وقال: "إن من البيان لسحراً"، وزاد على ذلك بأن أثاب المحسن من الشعراء المسلمين، ومثال ذلك ما فعله تجاه كعب بن زهير عندما أنشد قصيدته البليغة التي يعتذر فيه للرسول {:
بانت سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ
متيم إِثرَها لم يُفْدَ مكبوُل
لكنه { لم يتجاوز في مسألة الشعر والشعراء الحدود، فقد عاب أن ينشغل المرء بالشعر حتى يغلب عليه لأن هذا المسلك من شأنه أن يصرف المرء عن العناية والاهتمام بالقرآن والسنة، ونحو ذلك.


موقف الصحابة من الشعر:

لقد اقتفى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين سنة المصطفى { ولم يبالغوا في مسألة الشعر، بل كانوا قمة في الاعتدال، فقد اهتموا به، ولكنه لم يشغلهم عن ما هو أهم، وكانوا يحفظون أولادهم الشعر لما للشعر والأدب من تأثير بليغ في التربية والتهذيب، فقد كتب عمر رضي الله عنه إلى ساكني الأمصار: "أما بعد فعلموا أولادكم العلوم والفروسية، وَروُّوهُم ما سار من المثل، وحَسُنَ من الشعر"(29).

وبعث أيضاً إلى أبي موسى الأشعري برسالة قال فيها: "مُرْ من قِبَلِك بتعلم الشعر، فإنه يحل عقدة اللسان، ويشجع قلب الجبان، ويطلق يد البخيل، ويحض على الخلق الجميل"(30).
نفي القرآن عن النبي { أن يكون شاعراً:
المتأمل للآيات الواردة في الشعر والشعراء يجد أنها أتت في معرض الذب عن الرسول {، ونفي الشعر عما أوحاه الله إليه؛ لأن الشعر بطبيعة الحال يتنافى مع طبيعة الرسالة والوحي، وقال تعالى: وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين 69 {يس: 69}.
وقال تعالى: إنه لقول رسول كريم 40 وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون 41 ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون 42 تنزيل من رب العالمين 43 {الحاقة: 40 - 43}.
وقد زعم كفار مكة أن هذا القرآن شعر، وأن محمداً شاعر قال تعالى: بل قالوا أضغاث أحلام بل \فتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون 5 {الأنبياء: 5}.
وقال تعالى: فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون 29 أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون 30 قل تربصوا فإني معكم من المتربصين 31 {الطور: 29 - 31}.
فالله تبارك وتعالى يبين أنه ماعلَّم نبيه الشعر وما علمناه الشعر وما ينبغي له 69 {يس: 69} قال ابن كثير: "أي ما هو في طبعه فلا يحسنه، ولا يحبه، ولا تقتضيه جبلته، ولهذا ورد أنه { كان لا يحفظ بيتاً على وزن منتظم، بل إن أنشده زحفه، أو لم يتمه".
ثم قال: "وثبت في الصحيح، أنه { تمثل يوم حفر الخندق، بأبيات عبدالله بن رواحة رضي الله عنه ولكن تبعاً لقول أصحابه رضي الله عنهم فإنهم يرتجزون وهم يحفرون، فيقولون:
لا هم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا(31)
ويرفع { بقوله: "أبينا" ويمدها، وقد روى هذا بزحاف، في الصحيحين أيضاً، وكذا ثبت أنه { قال يوم حنين وهو راكب البغلة يقدم بها في نحور العدو:
أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبدالمطلب(32)
ولكن قالوا: هذا وقع اتفاقاً من غير قصد لوزن شعر، بل جرى على اللسان من غير قصد إليه.
وكذلك ما ثبت في الصحيحين عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله { في غار فنكبت أصبعه، فقال {:
هل أنت إلا أصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت(33)
ثم قال ابن كثير موجهاً في ذلك بكلام دقيق: "وكل هذا لا ينافي كونه { ما علم شعراً، ولا ينبغي له، فإن الله تعالى إنما علمه القرآن، العظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد 42 {فصلت: 42}، وليس هو بشعر كما زعمه طائفة من جهلة كفار قريش، ولا كهانة، ولا مفتعل، ولا سحر يؤثر، كما تنوعت فيه أقوال الضلال وآراء الجهال، وقد كانت سجيته { تأبى صناعة الشعر طبعاً وشرعاً"(34).
ولا يقول قائل: بأن من تمثل بأبيات من الشعر فهو شاعر "ولا يلزم منه أن يكون النبي { عالماً بالشعر، ولا شاعراً؛ لأن التمثيل بالبيت النزر، وإصابة القافيتين في الرجز وغيره، لا يوجب أن يكون قائلها عالماً بالشعر، ولا يسمى شاعراً باتفاق العلماء.
كما أن من خاط خيطاً لا يكون خياطاً، قال أبو إسحاق الزجاج: معنى وما علمناه 69 {يس: 69} وما علمناه أن يشعر أي: ما جعلناه شاعراً، وهذا لا يمنع أن ينشد شيئاً من الشعر، قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في هذا، وقد قيل: إنما خَبَّر الله عز وجل أنه ما علمه الله الشعر، ولم يخبر أنه لا ينشد شعراً، وهذا ظاهر الكلام"(35).
وقد أنشد بعض الصحابة للنبي { مائة بيت، يقول بعدها {: "هيه". قال ابن كثير: يعني يستطعمه فيزيده من ذلك(36).
بيان حال شعراء الكفر والضلال:
قال تبارك وتعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون 224 ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 225 وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 {الشعراء: 224 - 226}.
هذا استئناف مسوق لإبطال ما قالوا في حق القرآن الكريم، من أنه من قبيل الشعر، وأن الرسول { شاعر، ببيان حال الشعراء المنافية لحاله عليه الصلاة والسلام. بعد إبطال ما قالوا إنه من قبيل: ما يُلقي الشياطين على الكهنة من الأباطيل، بما مر من بيان أحوالهم المضادة لأحواله عليه الصلاة والسلام، والمعنى: أن الشعراء الذين يركبون المخيلات، والمزخرفات من القياسات الشعرية، والأكاذيب الباطلة، سواء كانت موزونة أم لا، فإنهم يتبعهم ويجاريهم ويسلك مسلكهم، ويكون من جملتهم الغاوون الضالون عن السنن، لاغيرهم من أهل الرشد، المهتدين إلى طريق الحق، الداعين إليه"(37).
قال ابن عطية: ويدخل في الآية كل شاعر مُخَلِّط، يهجو ويمدح شهوة، ويقذف المحصنات، ويقول الزور.
ثم قال: وقوله في كل واد يهيمون 225 {الشعراء: 225} عبارة عن تخليطهم وخوضهم في كل فن من غث الكلام وباطله، وتحسينهم القبيح وتقبيحهم الحسن.
وقوله: وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 {الشعراء: 226} ذكر لتعاطيهم وتعمقهم في مجاز الكلام حتى يؤول إلى الكذب"(38).
فهم يكذبون غير مبالين بما يستتبعه من اللوائم، "فإن الشعراء يتبجحون بأقوال وأفعال لم تصدر منهم، ولا عنهم، فيتكثرون بما ليس لهم"(39) ويدعون لأنفسهم بما لايستطيعونه ولا يقدرون عليه.
ولما كان الشعر منطلقه العاطفة الجياشة، والمشاعر الملتهبة، كان الشعراء إلى الإنحراف أقرب، وإلى الهوى أميل، إلا من رحم الله، كما قال تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون.
قال ابن سعدي عن الشعراء الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: ألم تر أنهم في كل واد يهيمون... قال: "ألم تر غوايتهم، وشدة ضلالهم أنهم في كل واد من أودية الشعر يهيمون فتارة في مدح، وتارة في قدح، وتارة يتغزلون، وأخرى يسخرون، ومرة يمرحون، وآونة يحزنون، فلا يستقر لهم قرار ولا يثبتون على حال من الأحوال. وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 {الشعراء: 226} أي: هذا وصف الشعراء، أنهم تخالف أقوالهم أفعالهم، فإذا سمعت الشاعر يتغزل بالغزل الرقيق، قلت: هذا أشد الناس غراماً، وقلبه فارغ من ذاك! وإذا سمعته يمدح أو يذم، قلت: هذا صدق، وهو كذب! وتارة يتمدح بأفعال لم يفعلها وتروك لم يتركها، وكرم لم يحم حول ساحته، وشجاعة يعلو بها على الفرسان، وتراه أجبن من كل جبان، هذا وصفهم..إلخ(40).
وقال يوسف العظم: "لا يقف القرآن الكريم عند الحديث عن الشعراء، بل يتعرض للجمهور المُعْجَب بالقول المشجع عليه، لأنه وسيلة من وسائل دعم الزور، وتأييد الكذب والاستزادة من الباطل، والسبب في ذلك واضح، إذ إن الشاعر ما كان ليتمادى في باطله، أو يوالي أكاذيبه لو لقي صدا من جمهور داع، وأمة سليمة الفكر، قويمة الخلق. ومن هنا: نجد حكم الإسلام شاملاً لا يتناول الشاعر وحده، بل يمتد فيشمل الشاعر شخصاً، والشعر مادة، والمستمعين جمهوراً مؤيداً أو معارضاً(41).
مسألة: اعتراف الشاعر في شعره بما يوجب الحد عليه؟
قال ابن كثير: اختلف العلماء رحمهم الله فيما إذا اعترف الشاعر في شعره بما يوجب حداً، هل يقام عليه بهذا الاعتراف أم لا؟ لأنهم يقولون مالا يفعلون، على قولين(42).
قال الشنقيطي:
أظهر القولين عندي: أن الشاعر إذا أقر في شعره بما يستوجب الحد، لا يقام عليه الحد؛ لأن الله جل وعلا صرح هنا بكذبهم في قوله: وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 {الشعراء: 226}.
فهذه الآية الكريمة تدرأ عنهم الحد، ولكن الأظهر أنه إن أقر بذلك استوجب بإقراره به الملام والتأديب، وإن كان لا يحد به(43).
بيان حال شعراء الحق:
بعد ما ذكر جل وعلا شعراء الضلال، وبين أوصافهم، استثنى من جنس الشعراء، شعراء الحق والإيمان قال ابن عطية: هذا الاستثناء هو في شعراء الإسلام، كحسان بن ثابت وكعب ابن مالك، وعبدالله بن رواحة، وكل من اتصف بهذه الصفة.
قال تعالى: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 227 {الشعراء: 227}.
وقوله: وذكروا الله كثيرا يحتمل أن يريد في أشعارهم ويحتمل أن يريد أن ذلك خلق لهم وعبادة وعادة(44).
وقوله: وانتصروا من بعد ما ظلموا 227 {الشعراء: 227}.
قال بيان الحق النيسابوري: أي شعراء المسلمين الذين نافحوا عن رسول الله {، وقال لحسان: "أجب عني". ثم قال: "اللهم أيده بروح القدس"(45).
قال ابن عطية: وباقي الآية وعيدٌ للظلمة، كفار مكة وتهديد لهم، وعمل (ينقلبون) في (أي) لتأخيره.
قال ابن عاشور: "وقد دلت الآية على أن للشعر حالتين: حالة مذمومة وحالة مأذونة، فتعين أن ذمَّه ليس لكونه شعراً، ولكن لما حف به من معان وأحوال اقتضت المذمة، فانفتح بالآية للشعر باب قبول ومدح، فحق على أهل النظر ضبط الأحوال التي تأوي إلى جانب قبوله، أو إلى جانب مدحه، والتي تأوي إلى جانب رفضه، وقد أومأ إلى الحالة الممدوحة قوله: وانتصروا من بعد ما ظلموا 227 {الشعراء: 227} وإلى الحالة المأذونة قوله: وعملوا الصالحات وكيف وقد أثنى النبي { عل بعض الشعر مما فيه محامد الخصال، واستنصت أصحابه لشعر كعب بن زهير وكان يستنشد شعر أمية ابن أبي الصلت، لما فيه من الحكمة، وأمر حسان بهجاء المشركين، وقال لكعب بن مالك: "لكلامك أشد عليهم من وقع النبل"(46).
وهذا تفصيل جيد، وتوضيح مفيد، وقد أسهب الجرجاني في مدح الشعر فقال: وأما التعلق بأحوال الشعراء بأنهم ذموا في كتاب الله تعالى فما أرى عاقلاً يرضى به أن يجعله حجة في ذم الشعر وتهجينه، والمنع من حفظه وروايته، والعلم بما فيه من بلاغة وما يختص به من أدب وحكمة، ذاك لأنه يلزم على قود هذا القول أن يعيب العلماء في استشهادهم بشعر امرئ القيس، وأشعار أهل الجاهلية في تفسير القرآن، وفي غريبه وغريب الحديث، وكذلك يلزمه أن يدفع سائر ما تقدم ذكره من النبي { بالشعر، وإصغائه إليه، واستحسانه له.
وبالجملة: فلا ينبغي أن يكون الغالب على العبد الشعر حتى يستغرق حياته، فهذا مذموم شرعاً، لقول النبي {: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خيرٌ له من أن يمتلئ شعراً"(47).
قال الشافعي عن الشعر: حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيحه. قال ابن العربي معلقاً: يعني: أن الشعر ليس يكره لذاته، وإنما يكره لمتضمناته، وقد كان عند العرب عظيم الموقع حتى قال الأول منهم: وجرح اللسان كجرح اليد(48) والله أعلم.

الهوامش:
1- معجم مقاييس اللغة، لابن فارس (193/3-194).
2- ما اتفق لفظه واختلف معناه، لإبراهيم ابن أبي محمد يحيى اليزيدي ص: (234).
3- لسان العرب لابن منظور مادة (الشعر).
4- العمدة في محاسن الشعر (116/1).
5- التعريفات للجرجاني (166-167).
6- المتنبي، محمود محمد شاكر ص: (7).
7- مهرجان القصيدة ص: (29) د. عدنان رضا النحوي.
8- عيون الأخبار لابن قتبة (199/2).
9- عيون الأخبار (200/2-201).
10 - أخرجه البخاري في كتاب الأدب المفرد، باب الشعر حسن كحسن الكلام ومنه قبيح، (صحيح الأدب المفرد ج865) قال الألباني: صحيح لغيره.
11- المصدر السابق (ح866) وقال الألباني: صحيح.
12- فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد للجيلاني (315/2).
13- شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث (5/1-6) أحمد الجدع وحسني جرار.
14- الالتزام الإسلامي في الشعر د. ناصر الخنين (119-120) دار الأصالة 1408ه.
15- عون المعبود شرح سنن أبي داود لشمس الحق أبادي (354/13).
16- المصدر السابق (352/13-353).
17- فضل الله الصمد (321/2-322).
18- البخاري في الصلاة، باب الشعر في المسجد (ح453).
19- البخاري في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (ح3213).
20- البخاري في المناقب باب من أحب أن لا يسب نسبه (ح3531) ومسلم في فضائل الصحابة باب فضائل حسان (ح2490) وغيرهما.
21- أخرجه أحمد في المسند (124/3) وغيره وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
22- البخاري في كتاب الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر (ح6155)، ومسلم في صحيحه (ح2257) وغيرهما، وللأحاديث ألفاظ متنوعة أوردها عبدالغني المقدسي في كتاب: جزء أحاديث الشعر (ح32) فما بعد.
23- أحمد في المسند (134/6)، والبيهقي في الكبرى (245/10) بإسناد صحيح.
24- شرح صحيح مسلم للنووي (14/15).

25- فتح الباري (356/22).
26- الجامع لأحكام القرآن (151/13).
27- تفسير ابن كثير (587/3).
28- الجامع لأحكام القرآن (147/13).
29- جامع البيان (78/19).
30- البيان والتبيين للجاحظ (180/2).
31- أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد، باب حفر الخندق (ح2837)، ومسلم في صحيحه ك الجهاد باب غزوة الأحزاب (ح1803).
32- أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب قوله تعالى: ويوم حنين... (ج4316).
33- أخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب من ينكب في سبيل الله (ح2802).
34- تفسير ابن كثير (585/3-587).
35- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (5497/8).
36- تفسير ابن كثير (587/3).
37- تفسير أبي السعود (120/4)، تفسير القاسمي (49/13-50).
38- المحرر الوجيز لابن عطية (246/4).
39- الشعر والشعراء ليوسف العظم (14-15).
40- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن سعدي (491/3).
41- الشعر والشعراء للعظم ص: (14-15).
42- تفسير ابن كثير (366/3).
43- أضواء البيان (391/6).
44- تفسير ابن عطية (247/2).
45- وضح البرهان في مشكلات القرآن (136/2).
46- التنوير والتحرير (207/19-208) للطاهر بن عاشور.
47- دلائل الإعجاز للجرجاني ص: (27).
48- أحكام القرآن (462/3).
 
التعديل الأخير:

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
لا شك أن الشعر يصور الواقع دائما, وما فيه من معطيات يتأثر بها ويؤثر, فلقد تأثر الشعر والشعراء في صدر الإسلام بالدين الجديد واتخذوا منه مواقف متناقضة, كما أن القرآن الكريم اتخذ موقفا واضحا من الشعراء لا الشعر, حينما وصف شعراء المشركين الذين وظفوا شعرهم للهجوم على الدعوة و اضطهاد صاحبها الرسول الكريم ومن آمن معه بالضالين في قوله تعالى: (( والشعراء يتبعهم الغاوون, ألم تر أنهم في كل واد يهيمون, و أنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا )) وموقف القرآن الكريم واضح من الشعراء المشركين ومن الشعر من أجل تأكيد براءة الرسول الكريم من عالم الشعراء وقول الشعر, والتأكيد على أن الآيات هي معجزة كلامية تحدى بها فصحاء العرب والشعراء بالطبع, وليس ضربا من الشعر, لان فئة ظالمة كانت تشكك في نبوة الرسول وتغض من قيمة القرآن الكريم ولهذا كان لموقف القرآن الكريم من الشعر هذان المنحيان, فقال في نفي قول الشعر عن الرسول: (( وانه لتنزيل رب العالمين, نزل به الروح الأمين, على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) كما قال في نفي الشاعرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )). كما أكد أعجاز الآيات بقوله تعالى: (( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله )). والقرآن فرق في موقفه بين شعراء المشركين وشعراء المسلمين ولم يكن موقفه عدائيا من الشعر. كما أن الرسول الكريم استمد موقفه من القرآن الكريم فقد أعجب بالشعر الحسن وتذوقه, فحين استمع إلى شعر كعب بن زهير أعجب به فأثابه ببردته الشريفة. وروي أن الرسول عليه الصلاة والسلام جلس في مجلس ليس فيه إلا خزرجى واحد فاستنشد هم شعر قيس بن الخطيب حتى بلغ قوله
أجا لدهم يوم الحديقة حاسرا - - - - - - - كأن يدي بالسيف مخراق لاعب
فالتفت أيهم رسول الله وقال: هل كانقيس.ذكر ؟ ( يبحث عن الصدق ) فشهد له ثابت بن قيس. فالصدق مطلب أخلاقي أراده الرسول في الشعر. وكره عليه الصلاة والسلام شعراء الشرك ونفر منهم واستعان بشعراء المسلمين ودعاهم أن يدافعوا عن الدين و أن ينشدوا بين يدي هو جعل الشعر سلاحا يدافع به حيث قال: ماذا يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم ودعا الرسول الكريم الشاعر حسان بن ثابت إلى الدفاع عن العقيدة والدين وهجاء المشركين حيث سمي حسان بن ثابت بشاعر الرسول لقوله
قال الله: قد أرسلت عبدا - - - - - - - يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه - - - - - - - فقلتم: لا نقوم ولا نشاء
فمن يهجو الرسول منكم - - - - - - - ويمدحه وينصره سواء
وللرسول رأي في الشعر فهو لخدمة المجتمع و إبراز الفضائل وله تلك الوظيفة الجمالية والأخلاقية معا حين قال: إن من البيان لسحرا و إن من الشعر لحكمة. فحسن الشعر في نظره كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. كما الفرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ولذلك قبل عيله الصلاة والسلام أن يمدح بالشعر ويثيب عليه وقد قال فيه: انه - أي الشعر - ديوان العرب وان موقف الرسول الكريم الايجابي من الشعر يتناقض مع رأي ابن خلدون وابن سلام الجمحي. فلقد زعم ابن خلدون انصراف العرب عن الشعر أول الإسلام حيث قال: انصراف العرب عن الشعر أول الإسلام لما شغلهم عن أمر الدين والنبوة والوحي. ولا شك أم رأي ابن خلدون لا يتسق مع منطق الأشياء ولم يسكت الشعراء في صدر الإسلام عن قول الشعر كما زعم. وابن سلام الجمحي قبل ابن خلدون قد ذكر أيضا أن العرب تشاغلوا عن الشعر عن الشعر بالجهاد و رأيه مرفوض كذلك حيث قال: فجاء الإسلام وتشاغلت عن الشعر العرب, تشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم ولهت العرب عن الشعر وروايته و أخيرا فان الإسلام لم يرفض الشعر ولم يتصد للشعراء بل وقف ضد شعراء المشركين واتخذ الشعر سلاحا فعالا له وظيفته الجمالية و الأخلاقية, لتشجيع الرسول الكريم لشعراء الدعوة واستماعه إليهم وتذوقه الشعر الصادق الجميل


 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
حسان بن ثابت الأنصاري

حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعراً معتبراً يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و 40 هـ.

هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري من أهل المدينة، ومن بني النجار أخوال عبدالمطلب بن هاشم جد النبي محمد من قبيلة الخزرج، ويروى أن أباه ثابت بن المنذر الخزرجي كان من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية. ولد 60 قبل الهجرة على الأرجح صحابي وكان ينشد الشعر قبل الإسلام، وكان ممن يفدون على ملوك الغساسنة في الشام، وبعد إسلامه أعتبر شاعر النبي محمد بن عبد الله.
وأهدى لهُ النبي محمد جارية قبطية قد اهداها لهٌ المقوقس ملك القبط وأسمها سيرين بنت شمعون فتزوجها حسان وأنجبت منهُ ولدهُ عبد الرحمن، وحسن إسلامها وهي أخت زوجة الرسول مارية القبطية.
ولقد سجلت كتب الأدب و التاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها في هجاء الكفار ومعارضتهم، وكذلك في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم. وأصيب بالعمى قبل وفاته، ولم يشهد مع النبي مشهداً لعلة أصابته ويعد في طبقة المخضرمين من الشعراء لأنه أدرك الجاهلية والإسلام. وتوفي في المدينةالمنورة زمن خلافة علي بن أبي طالب
واشتهرت مدائحه في الغسانيين قبل الإسلام، ومن أشهر ما وصلنا من تلك القصائد لاميته التي جاء فيها:

لله درّ عصابةٍ نادمتهميوماً بجـِلَّقَ في الزمان الأولِأولاد جفنة حول قبر أبيهمُقبر ابن مارية الكريم المفضلِيسقون من ورد البريص عليهمُبرَدى يصفّق بالرحيق السلسلِبـِيضُ الوجوه كريمةُ أحسابهمشمَ الأنوف من الطراز الأولِيغشون حتى ما تهرّ كلابهملا يسألون عن السواد المقبلِ
يؤكد الناقدون أن ما نظمه حسان بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية. ولكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة. ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، ولكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم. ويقول الناقد محمد مصطفى سلام: "لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولةالمأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول أصحابه أو رثاهم به."

وقال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
نظراً لمكانته كشاعر الرسول، فقد لقي حسان بن ثابت من نحل الأبيات والقصائد على لسانه ما لم يلقه كثير من الشعراء، كما أدت المنافسة بين قريشوالأنصار في عهد بني أمية، ثم الصراع بين القبائل اليمانية (الذين منهم الخزرج قوم حسان) والقيسية إلى المزيد من القصائد المختلقة على لسانه. وقد أشار إلى ذلك النقاد الأولون، يقول ابن سلام الجمحي: "وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد. لما تعاضدت قريش واستبت، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقى."[1] وقد حذف ابن هشام من سيرة ابن اسحاق خمس عشرة قصيدة منسوبة إلى حسان، عشر منها قد وردت في ديوانه، ويقدّر أحد الباحثين المعاصرين نسبة الأشعار المنحولة في ديوان حسان بن ثابت بما بين 60 و 70%.[2]
وله قصيدة مشهورة وهي : عفـتْ ذاتُ الأصابـعِ فالجـواءُ إلـى عـذراءَ منـزلـها خـلاءُ
ديارٌ منْ بَنِـي الحسحـاسِ قفـرٌ تعفيهـا الـروامـسُ والسمـاءُ
وكانـتْ لا يـزالُ بِهـا أنيـسٌ خـلالَ مروجهـا نعـمٌ وشـاءُ
فدعْ هـذا، ولكـن منْ لطيـفٍ يـؤرقنِـي إذا ذهـبَ العشـاءُ
لشعثـاءَ التـي قـدْ تيـمـتـهُ فليـسَ لقلبـهِ منهـا شـفـاءُ
كـأنّ سبيئـةً مـن بيـتِ رأسٍ يكـونُ مزاجهـا عسـلٌ ومـاءُ
عَلى أنيابـها ، أو طعـمَ غـضٍّ مـنَ التفـاحِ هصـرهُ الجـنـاءُ
إذا ما الأسربـاتُ ذكـرنَ يومـاً فهـنّ لطيـبِ الـراح الـفـداءُ
نوليهـا الـملامـةَ، إنْ ألـمنـا إذا ما كـانَ معـثٌ أوْ لـحـاءُ
ونشـربـها فتتركنـا ملـوكـاً وأسـداً مـا ينهنهنـا اللـقـاءُ
عدمنـا خيلنـا، إنْ لَـم تروهـا تثيـرُ النقـعَ، موعدهـا كـداءُ
يبـاريـنَ الأسـنـةَ مصعـداتٍ عَلى أكتافهـا الأسـلُ الظمـاءُ
تـطـلُّ جيـادنـا متمطـراتٍ تلطمهـنّ بالخمـرِ الـنـسـاءُ
فإمـا تعرضـوا عنـا اعتمرنـا وكانَ الفتحُ، وانكشـفَ الغطـاءُ
وإلا، فاصبـروا لـجـلادِ يـومٍ يـعـزُّ اللهُ فيـهِ مـنْ يـشـاءُ
وجبـريـلُ أميـنُ اللهِ فـيـنـا وروحُ القـدسِ ليـسَ لهُ كفـاءُ
وقالَ اللهُ : قـدْ أرسلـتُ عبـداً يقـولُ الحـقَّ إنْ نفـعَ البـلاءُ
شهـدتُ بـهِ فقومـوا صدقـوهُ فقلتـمْ : لا نـقـومُ ولا نشـاءُ
وقالَ اللهُ : قـدْ يسـرتُ جنـداً همُ الأنصـارُ، عرضتهـا اللقـاءُ
لَنَـا فِي كـلّ يـومٍ مـنْ معـدٍّ سبـابٌ ، أوْ قتـالٌ ، أوْ هجـاءُ
فنحكمُ بالقَوافِـي مـنْ هجانـا ونضربُ حيـنَ تَختلـطُ الدمـاءُ
ألا أبـلـغْ أبـا سفيـانَ عنِّـي فأنـــتَ مجـوفٌ نَخـبٌ هـواءُ
بـأنّ سيوفنـا تركتـكَ عبـداً وعبـدَ الـدارِ سادتـها الإمـاءُ
هجوتَ محمـداً، فأجبـتُ عنـهُ وعنـدَ اللهِ فِـي ذاكَ الـجـزاءُ
أتَهجوهُ، ولسـتَ لـهُ بكـفءٍ فشركمـا لخيـركمـا الفـداءُ
هجوتَ مباركـاً، بـراً، حنيفـاً أميـنَ اللهِ، شيـمـتـهُ الوفـاءُ
فمنْ يهجـو رسـولَ اللهِ منكـمْ ويَمـدحـهُ ، وينصـرهُ سـواءُ
فـإنّ أبِـي ووالـدهُ وعرضـي لعـرضِ محمـــدٍ منكـمْ وقـاءُ
فـإمـا تثقفـنّ بـنـو لـؤيٍ جذيـمـةَ ، إنّ قتلهـمُ شفـاءُ
أولئـكَ معشـرٌ نصـروا علينـا ففـي أظفـارنـا منهـمْ دمـاءُ
وحلفُ الحـارثِ بن أبِي ضـرارٍ وحلـفُ قـريظـةٍ منـا بـراءُ
لسانِـي صـارمٌ لا عيـبَ فيـهِ وبَـحـري لا تكـدرهُ الـدلاءُ
 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
علي بن أبي طالب
23 ق. ه - 40 ه / 600 - 660 م​
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن.
أمير المؤمين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم النبي وصهره.
ولد بمكة وربي في حجر النبي ولم يفارقه وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد وقد ولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة (35ه).
فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان فتريث ولم يتعجل في الأمر فغضبت عائشة ومعها جمع كبير في مقدمتهم طلحة والزبير فقاتلت علياً في وقعة الجمل سنة (36ه) وظفر علي فيها بعد أن بلغ عدد القتلى من الفريقين نحو (10.000).
ثم كانت وقعة صفين سنة (37ه) وسببها أن علياً عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام يوم تسلم الخلافة فعصاه معاوية فاقتتلا مائة وعشرة أيام قتل فيها من الفريقين نحو (70.000).
ثم كانت وقعة النهروان بين علي ومن سخط عليه حين رضي بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص بينه وبين معاوية (38 ه )فتمكن الإمام علي منهم وقتلوا جميعاً وكان عددهم نحو (1800).
وأقام علي بالكوفة (دار خلافته) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم غيلة واختلف في مكان قبره فقيل بالنجف وقيل بالكوفة وقيل في بلاد طيء.

__________________

من أشعاره رضى الله عنه:
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ

صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ
و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها
سوداً ورأسك كالنعامة أشيب
و استنفرتْ لما رأتك وطالما
كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب
و كذلكَ وصل الغانيات فإنه
آل ببلقعة ٍ وبرق خلب
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ
وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولّى الأَطْيَبُ
ذهب الشباب فما له من عودة
و أتى المشيب فأين منه المهرب
ضيفٌ ألمَّ اليك لم تحفل به
فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا
واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب
واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه
لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه
بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
و الروح فيك وديعة أودعتها
سنردّها بالرغم منك وتسلب
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها
دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
و الليل فاعلم والنهار كلاهما
أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ
حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها
و مشيدها عما قليلُ يخرب
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها
برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا
ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة
فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنه
لا زال قدماً للرحال يهذب
و كذلك الأيام في غدواتها
مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفزْ
إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا
إنَّ المطيع لربه لمقرب
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَة ِ رَاحَة ٌ
واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَة ً
فجميعهن مكائد لكّ تنصب
لا تأمن الانثى حياتك إنها
كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ
لا تأمن الانثى زمانك كله
يوما ، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ
تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها
وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّة ِ لا تكنْ
مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما
فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
و إذا الحقود وإن تقادمَ عهده
فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
إن الصديق رأيته متعلقاً
فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ
لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ
وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً
وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا
إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ
و تراه يرجى مالديه ويرهب
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ
ويقام عند سلامه ويقرب
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ
يزرى به الشهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم
بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا
و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً
إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً
أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ
و زن الكلام إذا نطقت ولا تكن
ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
و احفظ لسانك واحترز من لفظه
فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به
فهو الأسير لديك اذ لا ينشب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
فرجوعها بعد التنافر يصعب
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها
شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ
نشرته ألسنة ٌ تزيد وتكذب
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ
في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً
والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ
رغداًو يحرم كيس ويخيب
أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ
وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَة ٍ فاصْبِرْ لها
من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب
و إذا أصابك في زمانك شدة ٌ
و أصابك الخطب الكريه الأصعب
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ
يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن مااستطعت عن الأنام بمعزلٍ
إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
واجعل جليسك سيداً تحظى به
حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا
و اعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ
و خشيت فيها أن يضيق المكسب
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَا
طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خُذْها إِلَيْكَ قَصِيْدَة ً مَنْظُومَة ً
جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ
أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها
طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ
مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله
عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ

 
التعديل الأخير:

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
أجمل ماقاله شاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه في إسم المصطفى عليه الصلاة والسلام



أغـر عليـه مـن النبـوة خاتـممـن الله مشهـود يلـوح ويشهـد
وضم الإله اسم النبي إلـى اسمـه إذا قال في الخمس المـؤذن أشهـد
وشـق لـه مـن اسمـه ليُجـلـهُ فذو العرش محمـودٌ وهـذا محمـدٌ
نبي أتانا مـن بعـد يـأس وفتـرةٍمن الرسل والأوثان في الأرض تعبدُ
فأمسى سراجـاً مستنيـراً وهاديـاًيلـوح كمـا لاح الصقيـل المهنـد
وأنذرنـا نـاراً وبـشـر iجـنـةوعلمنـا الإســلام فالله نحـمـد
وأنت اله الخلـق ربـي وخالقـي بذلك ماعُمرت فـي النـاس أشهـد
تعاليت رب الناس عن قول من دعاسواك إلهـا انـت اعلـى وأمجـد
لك الخلق والنعمـاء والأمـر كلـه فإيـاك نستهـدي وإيـاك نعـبـد



وهذه الابيات في صفاته :




ياركن معتمد وعصمة لائـذ و ملاذ منتجع وجار مجـاور
يامن تخيـره الإلـه لخلقـه فحباه بالخلق الزكي الطاهـر
أنت النبي وخير عصبة أدميا من يجود كفيض بحر زاخر
ميكال معك وجبرئيل كلاهمـامدد لنصر من عزيز قـادر



اللهم صل وسلم على نبي الرحمة وشفيع الامة
وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله اعليه وسلم
 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
في تاريخ الشعر العربي عدد من الشعراء الفحول لا تنحسر عنهم دائرة الضوء، فأسماؤهم دائما بارزة في قوائم المبدعين ووجودهم ساطع متألق لا يخبو وميضه مع حركة الزمن، ولا تنقصف أعواده من مهب الريح والأعاصير.
ويبرز من بين هذا الوجود الشامخ، والحضور المتوهج حسان بن ثابت الأنصاري، لا باعتباره طاقة شعرية هائلة فحسب، بل باعتبار انه شاعر استطاع في مرحلة من مراحل حياته أن يوظف هذه الطاقة لتؤدي دورا هو

بلا شك أجل وأعظم دور قام به شاعر في تاريخ الشعر العربي كله.
وهل هناك ما هو أشرف وأعظم من الدفاع عن الإسلام، والوقوف إلى جانب النبي عليه الصلاة والسلام في مواجهة الشرك والوثنية، وتأييد الدعوة التي جاء بها رسول الله لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، والإشادة بما تنطوي عليه من قيم إنسانية عليا، والتغني بانتصارات المسلمين على طريق نشر الدعوة الإسلامية ورثاء شهدائهم الأبرار، وهل يمكن أن يعمل إنسان شاعرا كان أو غير شاعر لغاية أشرف من هذه الغاية؟
حسان بن ثابت من أهل المدينة ينحدر من بيت شريف من بيوت الخزرج، وينتمي إلى بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أبوه فهو ثابت بن المنذر الخزرجي من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية.

وحسان بن ثابت أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، ولد بالمدينة، ونشأ في الجاهلية، وعاش على الشعر، فكان يمدح المناذرة والغساسنة، وبالغ في مدح آل جفنة من ملوك غسان فأغدقوا عليه العطايا، وملأوا يديه بالنعم، ولم ينكروه بعد إسلامه فجاءته رسلهم بالهدايا من القسطنطينية، ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أسلم حسان مع الأنصار، وانقطع إلى مدحه والذود عنه، وأصبح الشاعر المنافح عن دين الإسلام، فاشتهر بذلك ذكره، وارتفع قدره، وعاش ما عاش موفور الكرامة مكفي الحاجة من بيت المال حتى توفي سنة 54 للهجرة بالغا من العمر مائة وعشرين سنة، وقد كف بصره في آخر أيامه.

صورتان فنيتان

يقول الأديب الدكتور محمد مصطفى سلام: لقد كان حسان يتغنى بالشعر، وربة الشعر تطاوعه في جاهليته وإسلامه حتى ملأ به القلوب والأسماع، وأجمعت العرب على انه اشعر أهل المدر، وشعره كشعر غيره من المخضرمين يجمع بين صورتين فنيتين صادقتين للشعر، إحداهما جاهلية، والأخرى إسلامية تعد مظهرا قويا لتأثر الأدب الإسلامي بالقرآن والحديث وأحداث الإسلام وعقائده.

لقد دعا حسان إلى التغني بالشعر، وأجود الشعر عنده ما جادت به القريحة مطابقا للواقع وسلامة المنطق، وشاعريته محلقة تستلهم السماء فتوحي إليه بالعذب المعجز، وهو أمير نفسه في شعره، فلم يلتزم مذاهب غيره من شعراء عصره كزهير والنابغة والأعشى والحطيئة وغيرهم، ولم يعمد إلى التكلف في شعره، ولم يحفل بتنقيحه بل كان يرسله كما أوصت به القريحة وحدثت به النفس ودعت إليه الحال وكثيرا ما اضطرته بعض المواقف الإسلامية إلى الارتجال، فلا غرابة أن تتنوع أساليبه ومعانيه وتتباين ألفاظه ومبانيه، وأن تجتمع في قصائده الفخامة واللين والغريب والمألوف.

حول موهبة حسان وشاعريته يقول الشاعر الإسلامي صلاح الدين السباعي: لقد عاش حسان في الجاهلية شاعرا قبليا يصوغ شعره في روية وأناة ويراجعه ويجوده قبل أن يخرج به على الناس، مما وفر لقصائده مستوى فنيا عاليا، وعندما دخل حسان الإسلام اكتشف أن دوره في تأييده ومؤازرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه في مواجهة المشركين، يفرض عليه جانبا تسجيليا وتاريخيا للمواقف والأحداث التي شهدتها الدعوة الإسلامية، ولم يكن حسان يمتلك أداة للتسجيل والتأريخ افضل من الأداة التي تمرس على استخدامها طويلا قبل الإسلام، وهي هذه الأوزان العروضية التي كان في الجاهلية يعبر من خلالها عن أفكاره ومشاعره.

وهكذا اتخذ حسان من هذه الأوزان وسيلة لتسجيل تلك المواقف والأحداث شأن أي مؤرخ حريص على تدوين حقائق التاريخ، ومن هنا جاء إنتاجه بالنسبة لهذا الجانب التسجيلي خاليا تماما من نبض الشعر ودقته وحرارته، بمعنى انه عندما كانت الأحداث تتوالى فإن كل اهتمامه كان ينصرف إلى الحرص على تسجيلها فقط، وبالتالي فإنه يتحول من حين إلى آخر إلى ناظم وفقا لحركة الأحداث. وعندئذ تغطي عنده الحقيقة التاريخية على الحقيقة الشعرية وبحيث تتوارى، وذلك على نحو ما نرى في رده على أبي سفيان بن حرب وفخره على حسان بمقتل عدد من المسلمين من بينهم حمزة عم الرسول في واقعة أحد:

ذكرت القروم الصيد من آل هاشم
ولست لزور قلته بمصيب
أتعجب أن أقصدت حمزة منهم
نجيبا وقد سميته بنجيب
ألم يقتلوا عمرا وعتبة وابنه
وشيبة والحجاج وابن حبيب
غداة دعا العاص عليا فراعه
بضربه عضب بله بخضيب

فهذه الأبيات كما نرى ليس فيها إلا تذكير لأبي سفيان بانتصار المسلمين في واقعة بدر وتسجيل لأسماء سراة المشركين الذين قتلوا فيها.
وفي شعر حسان الكثير والكثير جدا مما يسجل هذه الأحداث والمواقف ومما يؤرخ لحياة الرسول مما أشاع الاستشهاد بشعره في الكتب التي تناولت السيرة النبوية.

بين الجاهلية والإسلام

يؤكد النقاد أن شعر حسان بعد إسلامه لم يكن في قوته وجزالته في الجاهلية حيث افتقر شعره الإسلامي من وجهة نظر بعض النقاد وأساتذة الأدب العربي إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية.

لكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة ويثبت للذين ارجعوا ضعف شعره إلى شيخوخته أن قلب الشاعر لا يشيخ.

ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، لكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم.

يقول الدكتور محمد مصطفى سلام: لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أو رثاهم به.

نماذج من إبداعاته

لا يتسع المجال هنا لتقديم نماذج عديدة من شعر حسان، ولذلك فإننا نكتفي باختيار بضعة أمثلة قد لا تحدد بشكل حاسم القيمة الفنية لشعره الإسلامي، ولكنها على الأقل تومئ إلى مستوى الآفاق التي حلق فيها.
يقول عن الرسول مشيرا إلى مكانة قومه واعتزازه بتأييده عليه الصلاة والسلام والوقوف إلى جانبه في مواجهة المشركين:

نصرناه لما حل وسط رحالنا
بأسيافنا من كل باغ وظالم
جعلنا بنينا دونه وبناتنا
وطبنا له نفسا بفيء المغانم

أما مدائح حسان في الرسول صلى الله عليه وسلم فتكشف عن عمق إيمانه به وعن مدى حبه وإجلاله له عليه الصلاة والسلام من ذلك قوله:

وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء

فإذا انتقلنا من المدح إلى الرثاء وجدنا حسان يرثي الرسول بمجموعة من القصائد التي تنم عن شعور صادق بالحزن والتي تنصهر فيها المعاني في بوتقة داكنة قاتمة، وتكاد الكلمات تتحول فيها إلى دموع، ومن ذلك قوله:

فابكي رسول الله يا عين عبرة
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
فما فقد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقد
 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
الخنساء شاعرة الصبر والحكمة


الخَنْسَاء تُمَاضِر بنت عمرو بن الحرْث " رضى الله عنها "صحابية
278483.jpg


وشاعرة مخضرمة, هي تماضر بنت عمرو بن الحرْث بن الشَرِّيد السُّلَمِيَّة، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.كانت أصغر أخواتها صخر وعمرو وكانا أخويها من الأب , وكانت ذات شخصية قوية ومن ذلك أنها رفضت الزواج من دريد بن الصمة أحد حكماء العرب وأحد المعمرين تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه لأنه كان مقامرا ومتلافا لماله ومالها ثم أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. واختلف في سنة وفاتها ولكن الراجح أنه سنة 664 للميلاد.



كان أخوها صخرا كريما ومهابا في قومه وكان من أملح العرب وجها وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات.
وغلبت الخنساء على الشواعر من النساء فبرعت في الرثاء كما كان لها بعض الخطب القصار, قال عنها جرير: والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة، أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل امرأة قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فقال: الخنساء فوق الرجال، وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيلية والخنساء السلمية . وكان يضرب للنابغة قبة من أدمٍ بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. قال: وأول من أنشده الأعشى ثم حسان بن ثابت ثم أنشدته الشعراء، ثم أنشدته الخنساء بنت عمرو بن الشريد:

وإن صخراً لتأتم الهداة به
كـأنه علم في رأسه iiنار



فقال: والله لولا أن أبا بصير " أبو بصير الأعشى ميمون بن قيس " سبقك ً لقلت إنك أشعر الجن والإنس. وقال حسان بن ثابت للخنساء يوما : أهجي قيس بن الخطيم؛ فقالت: لا أهجو أحداً أبداً حتى أراه. قال: فجاءته يوماً فوجدته في مشرقةٍ ملتفاً في كساء له، فنخسته برجلها وقالت: قم، فقام؛ فقالت: أدبر، فأدبر؛ ثم قالت: أقبل، فأقبل. قال: والله لكأنها تعترض عبداً تشتريه، ثم عاد إلى حاله نائماً؛ فقالت: والله لا أهجو هذا أبداً. ولما كانت وقعة بدر، قتل فيها عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة؛ فأقبلت هند بنت عتبة ترثيهم، وبلغها تسويم الخنساء هودجها في الموسم ومعاظمتها العرب بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشريد وأخويها صخرٍ ومعاوية، وأنها جعلت تشهد الموسم وتبكيهم، وقد سومت هودجها براية، وأنها تقول: أنا أعظم العرب مصيبةً، وأن العرب قد عرفت لها بعض ذلك. فلما أصيبت هند بما أصيبت به وبلغها ذلك، قالت: أنا أعظم من الخنساء مصيبة ً، وأمرت بهودجها فسوم براية، وشهدت الموسم بعكاظ، وكانت سوقاً يجتمع فيها العرب، فقالت: اقرنوا جملي بجمل الخنساء، ففعلوا. فلما أن دنت منها، قالت لها الخنساء: من أنت يا أخيّة؟ قالت: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبةً، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك، فبم تعاظمينهم؟ فقالت الخنساء: بعمرو بن الشريد، وصخرٍ ومعاوية ابني عمرو، وبم تعاظمينهم أنت؟ قالت: بأبي عتبة بن ربيعة، وعمي شيبة بن ربيعة، وأخي الوليد. قالت الخنساء: أو سواءٌ هم عندك .


ثم أنشدت ت
قول:



أبـكـي أبـي عـمراً بعينٍ iiغزيرةٍ
فـلـيـلٌ إذا نام الخلي iiهجودهـا
وصـنـوي لا أنـسى معاوية iiالذي
لـه مـن سـراة الـحرتين وفودها
وصخراً، ومن ذا مثل صخرٍ إذا غدا
بـساهمة الآطال قـبـاً iiيقـودهـا
فذلك يا هند الرزية iiفـاعـلـمـي
ونيران حربٍ حين شب iiوقـودهـا







فقالت هندٌ تجيبها:

أبكي عميد الأبطحين كلـيهـمـا
وحاميهما من كل بـاغٍ iiيريدهـا
أبي عتبة الخيرات ويحك iiفاعلمي
وشيبة والحامي الذمار iiولـيدهـا
أولئك آل المجد من آل iiغـالـبٍ
وفي العز منها حين ينمي iiعديدها



وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها, وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن كثرة رثائها فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لما ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو. وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات وحرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : "يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل:
" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة" فاستشهدوا جميعا في موقعة القادسية وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.


نماذج من شعرها




كان جل شعرها في الرثاء فلم تبك امرأة على أهلها شعرا كما فعلت وذلك أنهم ماتوا في شرخ الشباب مقتولين في الحرب وكان بين مقتل عمرو وصخر عام واحد فحُق لها أن تتفجع على أهلها, وقتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م، فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، فقام إليهم صخر وكان في الأشهر الحرم فقال لبني حرملة : أيكم قاتل أخي فقال له أحد ابني حرملة : استطردت له فطعنني هذه الطعنة وحمل عليه أخي فقتله فأينا قتلت فهو ثأرك . أما إنا لم نسلب أخاك. قال : فما فعلت فرسه السُّمَّى ؟ قال : هي تلك. فأخذها وانصرف.وقيل لصخر : ألا تهجوهم؟ فقال ما بيني وبينهم أقذع من الهجاء وأنا أصون لساني عن الخنى . ثم خاف أن يُظَن به عيُّ فقال :

وعـاذلـة هـبت على iiتلومني
ألا لا تـلوميني كفى اللوم ما iiبيا
تـقـول ألا تهجو فوارس iiهاشم
ومـا لـي أهـجـوهم ثم ماليا
أبى الذم أني قد أصابوا iiكريمتي
وأن ليس إهداء الخنى من شماليا

فلما انقضت الأشهر الحرم جمع لهم , فنظرت غطفان إلى خيله وقد حمم غرة السمى فقتل دريد بن حرملة ثم غزا صخر بعد ذلك بني أسد بن خزيمة فأوقعوا به وانفض عنه أصحابه فواجههم وحده فطعن في جنبه و ولبث الجرح سنة كاملة، فسمع سائلا يقول لامرأته : كيف صخر؟ فقالت " لا ميت فينعى ولا حي فيرجى " فعلم أنها قد برمت منه ورأى تحرق أمه عليه فقال :

أرى أم صخر لا تمل iiعيادتي
وملت سليمى مضجعي ومكاني
فـأي امـرئ ساوى بأم iiحليلة
فلا عاش إلا في شقى iiوهوان

فعلق امرأته في عمود الخباء حتى ماتت ويئس من نفسه فقطع ما نتأ من جرحه فقال:

أجارتنا إن الخطوب iiتنوب
وإنـي مقيم ما أقام iiعسيب
أجـارتنا إنا غريبان ههنا
وكل غريب للغريب نسيب

فما لبث أن مات من ساعته فبكت عليه الخنساء قبل الإسلام وبعده حتى عميت .
ومنه قولها فيه :


قَـذىً بِـعَـيـنِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ
أَم ذَرَفَـت إِذ خَلَت مِن أَهلِها iiالدارُ
تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت
وَدونَـهُ مِـن جَـديدِ التُربِ iiأَستارُ
وَإِنَّ صَـخـراً لَـوالِـينا iiوَسَيِّدُنا
وَإِنَّ صَـخـراً إِذا نَـشـتو iiلَنَحّارُ
وَإِنَّ صَـخـراً لَـمِقدامٌ إِذا iiرَكِبوا
وَإِنَّ صَـخـراً إِذا جـاعوا iiلَعَقّارُ
وَإِنَّ صَـخـراً لَـتَـأتَمَّ الهُداةُ iiبِهِ
كَـأَنَّـهُ عَـلَـمٌ فـي رَأسِـهِ iiنارُ



أَعَـيـنَيَّ جودا وَلا تَجمُدا
أَلا تَـبكِيانِ لِصَخرِ iiالنَدى
أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ
أَلا تَـبـكِيانِ الفَتى iiالسَيِّدا
يُـكَـلِّـفُهُ القَومُ ما iiعالُهُم
وَإِن كـانَ أَصغَرَهُم iiمَولِدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ iiالعِمادِ
سـادَ عَـشـيرَتَهُ iiأَمرَدا
وَإِن ذُكِـرَ الـمَجدُ iiأَلفَيتَهُ
تَـأَزَّرَ بِـالمَجدِ ثُمَّ iiاِرتَدى


وقالت في معاوية أخيها وكان كثير المال ويعطيها فيضيعه زوجها رواحة بن عبد العزيز السلمي فلم يزل يعطيها حتى قتله بنو مرة.
فقالت فيه :

أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ مُعاوِيَه
إِذا طَـرَقَت إِحدى اللَيالي iiبِداهِيَه
أَلا لا أَرى كَالفارِسِ الوَردِ iiفارِساً
إِذا مـا عَـلَـتهُ جُرأَةٌ iiوَعَلانِيَه
وَكـانَ لِزازَ الحَربِ عِندَ iiشُبوبِها
إِذا شَمَّرَت عَن ساقِها وَهيَ iiذاكِيَه
بَـلَـينا وَما تَبلى تِعارٌ وَما iiتُرى
عَـلـى حَدَثِ الأَيّامِ إِلّا كَما iiهِيَه
فَـأَقسَمتُ لا يَنفَكُّ دَمعي وَعَولَتي
عَـلَيكَ بِحُزنٍ ما دَعا اللَهَ داعِيَه

وقيل للخنساء : صفي لنا أخويك صخراً ومعاوية ! فقالت : كان صخر والله جنت الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر ، وكان معاوية القائل الفاعل ، قيل لها: فأيهما أسمى وأفخر ؟ قالت : أما صخر فحر الشتاء ، وأما معاوية فبرد الهواء وقيل لها فأيهما أوجع وأفجع ؟ قالت : أما صخر فجمر الكبد وأما معاوية فسقام الجسد .
وأنشأت تقول:


أَسَـدانِ مُـحـمَرّا المَخالِبِ iiنَجدَةً
بَحرانِ في الزَمَنِ الغَضوبِ الأَنمَرِ
قَـمَـرانِ في النادي رَفيعا iiمَحتِدٍ
فـي الـمَجدِ فَرعا سُؤدُدٍ iiمُتَخَيَّرِ
 
التعديل الأخير:

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
الشعر في عصر صدر الاسلام

النظرة الفنية لشعر الاسلامي



قدرة الشعر الإسلامي على التعبير عن
فكر الأمة، وتصوير عقيدتها، وتصورها للإنسان والحياة
والطبيعة، وأن هذا الشعر لم يكن عاجزاً عن استيعاب
الإسلام استيعاباً
يعزز أصالته، ويبعده عن التقليد، ويثبت عمق إحساس شعرائه واستقلاليتهم في التعبير، اما هيكل القصيدة ووحدتها، فكانت
فواتح إسلامية للقصائد تمثلت في تسبيح الله، والدعاء، والمناجاة، والترحم على الشهداء، والحكم الإسلامية الخالصة، وذم الخمر، والتوبة، وحمد الله وشكره، وقد ختم الشعراء قصائدهم بأبيات على صيغة
المثل في سهولة إيقاعه، أو بجواب على سؤال كان الشاعر
قد عرضه في فاتحة القصيدة، وقد وفق الشعراء في ربط مطلع القصيدة بعاطفتها وخاتمتها معبرين عن تجربة إيمانية رائدة.
وايضا في مقدمات القصائد التي تصدرت أكثر من نصف قصائد الشعر الإسلامي رموزاً الحياة الدنيا، وصلة الرحم، والنصر، وحياة
الجاهلية، وكذلك محاورات ـ بين الشاعر وعاذلاته على الجهاد والكرم والسفر ـ أصابها تحول عظيم في المنبع الفكري، ورأينا أن العاذلات كن حقيقيات حيناً ورمزاً حيناً آخر، واختفت من الشعر الإسلامي
مقدمات وصف الرحلة والظعائن، تلك الرحلات التي كانت
رماً للعلاقات القبلية وصلات الرحم المتقطعة، والأحلاف الموصولة، وكان اختفاؤها
نابعاً من اختفاء دواعيها، لأن الإسلام جاء بدولة الأمة، وجمع القبائل بالوحدة والتوحيد، واستقرت الحال الاقتصادية للقبائل بما تهيأ لها من العطاء من بيت المال.
وبرع الشعراء في التخلص (حسن الانتقال) من موضوع إلى آخر في القصيدة بخفاء لا يشعر به المتلقى.
واعتدل طول القصائد وارتبط بالتجربة الشعورية التي صدرت عنها
القصيدة وقد نبع الاعتدال والتوسط في طول القصيدة
بسبب غياب المقدمات حيناً، وإيجازها حيناً آخر، أو اقتصار القصيدة على موضوع واحد.
وأوشكت الوحدة الموضوعية أن تسود الشعر الإسلامي كله ـ إذا
احتسبنا المقدمة جزءاً أساسياً من موضوع القصيدة ـ تأصيلاً لوحدة الأمة والعبادة وسمة من سمات تطور هذا الشعر، وتمثلت الوحدة العضوية أيضاً في القصيدة الإسلامية، لأن العواطف والتجارب في القصيدة تتجه لإقامة موقف إيماني موحد من الإنسان والحياة والطبيعة.









اللغة والمعاني والاسلوب




فتبين أن الشعر الإسلامي استقى لغته من لغة القرآن
الكريم، وغذته الحضارة بنعيمها، واقتربت هذه اللغة من لغة الحياة اليومية ، وكانت لغة واقعية جمعت البدوي والحضري، وانسجمت مع الإنسان
في موقفه من الحياة والطبيعة وضوحاً وسهولة ويسراً، وأعرضت عن الغرابة
وغدت أكثر قدرة وطواعية على إبراز العاطفة التي تضمنها
تجربة الشاعر. وحملت ألفاظها دلالات أوسع مدى من دلالاتها السابقة بفضل
ثقافة الشاعر التي طغت عليها الثقافة القرآنية، وبفضل تحول
الحياة إلى جانب الإسلام.
واختصت معاني شعر المديح بفضائل النفس الإنسانية
ومن العقل والعفة والعدل والشجاعة والرفعة، ونصر الإسلام وحسن السيرة والسياسة والعلم والحلم والورع والرأفة والرحمة والكرم والهيبة.
واتجهت معاني الغزل إلى الأوصاف الشخصية للمرأة بعيداً عن الإثارة والمفاتن، ملتزمة جانب العفاف وجمال الخلق والسيرة.
وجاء شعر الرثاء بمعاني الصبر، واحتساب الثواب في الآخرة، وتأكيد نعيم الجنة والخلود، وإبراز دور الشهيد في الدنيا الآخرة وضرب
الحكم والأمثال.
وبنى الهجاء معانيه على هدم قيم المروءة الإسلامية في شخص
المهجو، مع السخرية منه والهزء به، بعيداً عن الفحش إلا نادراً.
وأما الأساليب فقد كان أغلب الشعر الإسلامي مطبوعاً خالياً من التكلف بعيداً عن الصنعة، كما جاء كثير منه على الأسلوب التعبيري (الموحي) الذي ينشط الذكاء لاستشفاف الفكرة، وجاء بعضه على الأسلوب
التقريري المباشر الذي يصلح في شعر الوصايا
وسوح الوغى لأحداث التأثير السريع.
وكان أسلوب المثل من الأساليب التي أكدها القرآن الكريم، فجاء الشعر الإسلامي متأثراً به في تركيز الفكرة وتكثيف المعنى في صياغة
سهلة واضحة مُنغمة يسهل حفظها وذيوعها.
واعتمد الشعراء الأضداد في المطابقة والمقابلة بين المواقف
والمعاني والأفكار والألفاظ الإسلامية وما يناقضها، كما لجأوا
إلى الكناية التي استمدوا بعض مدلولاتها
من التصور الإسلامي.









الصور الشعرية




فرأينا قدرة الشاعر على صوغ صور جزئية تجتمع
لتكون صورة كلية معتمدين على الفكرة والعاطفة معياراً
لإسلاميتها، وكانت الصور أنواعاً وألواناً، منها: الحسية والذهنية، وتقوم على التجسيم والتشخيص والاستعارة والكناية والمقابلة والتشبيه والطباق، يرسمها
اللون والظل والحركة والصوت واللمس والبصر، وقد تكون
جزئية، وقد تكون متكاملة، أو مكتظة، يستقى الشاعر مضمونها من المضمون
الإنساني العام بعامة، ومن المضمون الإسلامي بخاصة، ومنها صور نادرة ومبتكرة تشهد لتطور الشعر الإسلامي وأصالته.










براعة الشاعر


ميدان البراعة الحقيقية للشاعر يحققه بوسائل هي: التكرار الذي
يحدث التأكيد والمتعة والتنغيم، وكثر في الشعر الإسلامي
وتنوع تأثراً بأسلوب القرآن الكريم. فمنه تكرار شطر بيت من الشعر أو جملة أو لفظة أو حروف أو ضمائر أو أسماء، وأشرنا إلى أن تكرار
الحروف من ألصق أنواع التكرار بالفن، لأنه يحقق انسجاماً
صوتياً متناسقاً، ولا يتفوق عليه في تحقيق هذا الانسجام سوى تكرار الصيغ الصرفية، لأنه يتساوق مع النفس ويفتح أبواباً رحبة للخيال، ويستجن وراء السطور، وهناك تكرار حسن التقسيم، والتكرار الممهد للقافية الذي يشرك المتلقى في متعة توقع القاضية في البيت.










الأداء القصصي



فرأينا أن القصائد التي اقتربت من القصصية قد تأثر
الشاعر فيها بأسلوب القصص القرآني، ونبعت موضوعاتها
من التصور الإسلامي
للإنسان والحياة والطبيعة، وكثيراً ما يستمد الحدث توجهه
من قدرة الله سبحانه في شعر الحرب والجهاد. وسادت بعض
تلك القصص نزعة درامية هي دليل على تطور هذا الشعر
ورقيه درجة في سلم الفن الشعري.









اشهر شعراء عصر صدر الاسلام


المُغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب من شعراء صدر الإسلام،

وابن عم النبيّ صلّى الله عليه وآله وصاحبه.

الطرماح بن حكيم الطائي: من شعراء صدر الاسلام، اعتنق

مذهب الخوارج وصار من كبار شعرائهم.

كعب بن زهير من شعراء صدر الاسلام

لبيد بن ربيعة العامري: الوحيد الذي اسلم من شعراء

المعلقات..وقال عنه الرسول..

اصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد: الا كل شي‏ء ما خلا الله باطل وكل

نعيم لا محالة زائل‏»

فاستدرك رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: الا نعيم الآخرة ..

واشهر الشعراء في صدر الاسلام هو حسان بن ثابت شاعر

الرسول صلى الله عليه وسلم
 
التعديل الأخير:

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
بماذا يتصف الشعر الإسلامي ؟

لنقرأ ماكتب حول صفات الشعر الإسلامي :
الشعر الإسلامي يتصف بالصفات التالية:
1- أن يكون موقوفاً على نصرة الحق والعدل ومحاربة الباطل والظلم.
2- والشعر الإسلامي بعيد عن الكذب والافتراء، ويكون صادقاً في التعبير عن القضية التي يتناولها، كما قال حسان بن ثابت:

وإنّ أشعر بيت أنت قائله
بيت يقال إذا أنشدته صدقا

وقد أنكر الشاعر الفلسطيني كمال رشيد إغراق بعض الشعراء في الكذب والضلال فقال:

وكما يموت الصدق في زمني
مات القصيد ولامس الوحلا
تجري الأمور كما لو انطفأت
عين البصير ورأيه اعتلا

3- الشعر الإسلامي يمجد الإسلام وأبطاله وأيامه، لتأخذ أمتنا القدوة منها، كما قال الشاعر الفلسطيني كمال رشيد:

لئن كان شعر الناس في حب غادة
يتيهون وجداً في بثينة أو سعدى
فحبي لأيام كأيام خالد
يعيش الفتى فيها وقد لبس المجدا
وشعري لمجد قد سطرته معارك
ولكنه في يومنا بات يستجدى
4- الشعر الإسلامي: ثورة على الظلم ونصرة للمظلومين، كما قال بهاء الدين الأميري:

أيها القارئون رفقاً بشعري
إن شعري مشاعر منظومة
إنه ثورة على كل بغي
وانتصار لأمة مظلومة

5- الشعر الإسلامي يتغلغل إلى أعماق النفس، ويصدر بالكلمات ما يجول فيها من المعاني والمشاعر ويحوّلها إلى أهازيج مؤثرة وقصائد لها وقعها البالغ في التوعية والتنبيه، يقول الشاعر الفلسطيني أحمد مجد صديق:

دع الشعر نحو المنى يعبر
ويفضي إلينا بما تضمر
فللشعر ألف جناح طليق
وراء أحاسيسنا يبحر
وللشعر في كل روض هزار
وفي كل غصن له منبر
6- الشعر الإسلامي، رصاصة بندقية، وقذيفة مدفع، يخشاها الظالمون المعتدون.
...وبعد ذلك، فالشاعر المسلم، هو الذي يأخذ ببعض ما ذكرنا من صفات الشعر، أو كلها حسب قدراته الفنية، وهو الذي وقف شعره لخدمة أمة الإسلام وقضاياها، وهو ذلك الشاعر الذي ينطق أكثر شعره بالعاطفة الصادقة نحو أمته، ويعالج في قسم من قصائده مشاكل المسلمين وقضاياهم، على أن لا يكون في سائر شعره، ما يهدم الشعر الإسلامي لحياة الشاعر المسلم الخاصة، أملتزم هو فيها بالإسلام التزاماً تاماً أم أنه يتجوز فيها أو في بعض جوانبها، لأن التقصير في أداء الواجبات الدينية لا يكاد يخلو منه أحد، وليس لنا أن نفتش عن خبايا حياته، لنعرف أصادق هو أم كاذب، لأننا لا نروي عنه حديثاً أو حكماً شرعياً، لنشترط فيها ما يشترط في راوي الآثار النبوية، ولو أننا فتشنا عن خبايا حياة الشعراء، ما أخذنا بكلمة مما يقولون.. فإذا صدقت عاطفته في شعره، فإنه لا بدّ راجع عن تقصيره في يوم من الأيام.
 
التعديل الأخير:

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
علي بن أبي طالب
من أشعاره رضى الله عنه:


تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ

تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ
و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
و لكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني
و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
و ان غنيت عن أحد قلاني
وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو
وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
و كل جراحة فلها دواءٌ
وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ
كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
اذا نكرتُ عهداً من حميمٍ
ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى
بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24:

:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24:

×سلِ الأيام عن أمم تقضت ×


سلِ الأيام عن أمم تقضت
ستخبرك المعالم والرسوم

تَرُوْمُ الخُلُدَ في دارِ المَنايا
فَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلُكَ ما تَرُومُ

تَنامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ المَنايا
تنبّه للمنية يا نؤوم

لهوت عن الفناء وأنت تفني
فما شيء من الدنيا يدومُ

تموت غداً وأنت قرير عين
مِنَ العَضَلاتِ في لُجَجٍ تَعُومُ

 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
لَبيد بن ربيعة
العامِري
? - 41 ه / ? - 661 م


لبيد بن ربيعة
بن مالك أبو عقيل العامري.
أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم).
يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات
:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::2 4::24:

:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24:

معلقته
عفتِ الديارُ محلُّها فمُقامُهَا

بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا
فمدافعُ الرَّيَّانِ عرِّيَ رسْمُها
خلقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
دمِنٌ تَجَرَّمَ بعدَ عَهْدِ أنِيسِهَا
حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وحَرَامُهَا
رزقَتْ مرابيعَ النُّجومِ وصابَهَا
ودقُ الرواعدِ جوْدُهَا فرهامُها
منْ كلِّ سَارِيَة ٍ وغادٍ مُدْجِنٍ
وعشيَّة ٍ متجاوبٍ إرْزامُهَا
فَعَلا فُرُوعُ الأيْهُقَانِ وَأطْفَلَتْ
بالجلهتين ظباؤهَا ونعامُها
والعينُ ساكِنة ٌ على أطْلائِها
عُوذاً تَأجَّلُ بالفضَاءِ بِهَامُها
وجَلا السُّيولُ عن الطّلُولِ كأنّها
ربرٌ تجِدُّ متونَها أقْلامُها
أوْ رَجْعُ واشِمة ٍ أُسِفَّ نَؤورُهَا
كففاً تعرَّضَ فوقَهنَّ وشامُها
فوقفتُ أسْألُهَا ، وكيفَ سُؤالُنَا
صُمّاً خوالدَ ما يُبينُ كلامُها
عرِيتْ وكان بها الجميعُ فأبكرُوا
منها وَغُودرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُها
شاقتكَ ظُعْنُ الحيِّ حينَ تحمّلُوا
فتكنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُها
من كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ
زوْجٌ عليه كلَّة ٌ وفرامُهَا
زُجَلاً كأنَّ نِعَاجَ تُوضِحَ فَوْقَهَا
وظِباءَ وجرَة َ عُطَّفاً آرَامُهَا
حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كأنها
أجْزَاعُ بِيشة َ أثْلُهَا وَرُضَامُهَا
بلْ ما تذكرُ منْ نوارَ وقد نأتْ
وَتَقَطَّعَتْ أسْبَابُهَا وَرِمَامُهَا
مُرِّيَّة ٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَاوَرَتْ
أهْلَ الحِجَازِ فأيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
بمشارقِ الجبلين أو بِمُحَجَّرٍ
فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَة ٌ فَرُخَامُهَا
فَصُوَائقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّة ٌ
فيها وحافُ القَهْرِ أوْ طِلْخامُهَا
فاقطعْ لُبانَة َ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ
ولَشرُّ واصلِ خُلَّة ٍ صَرَّامُها
واحبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وصرمُهُ
باقٍ إذا ضلعَتْ وزاغَ قوامُهَا
بِطَليحِ أسْفَارٍ تَرَكْنَ بقيَّة ً
منها فأحنقَ صُلْبُها وسنامُها
وإذا تغالى لحمُها وتحسَّرتْ
وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدَامُهَا
فلها هبابٌ في الزِّمامِ كأنَّها
صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَهَامُها
أو ملمِعٌ وسقَتْ لأحقبَ لاحَهُ
طَرْدُ الفُحول وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا
يعلوُ بها حدبُ الإكامِ مسحَّجٌ
قَد رابَهُ عصيانُهَا ووحَامُها
بأحِزَّة ِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَا
قَفْر المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُهَا
حتى إذا سَلَخَا جُمَادَى ستَّة ً
جَزءاً فطالَ صِيامُهُ وَصِيَامُها
رَجَعَا بأمرهما إلى ذي مِرَّة ٍ
حصدٍ، ونجحُ صريمة ٍ إبرامُهَا
ورمى دوابرَهَا السَّفَا وتهيَّجَتْ
ريحُ المصايِفِ سَوْمُهَا وسِهامُهَا
فتنازعا سَبِطاً يطيرُ ظلالُهُ
كدخانِ مُشْعَلة ٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا
مشمُولة ٍ غلِثَتْ بنابتِ عرْفَجٍ
كَدُخَانِ نارٍ سَاطِعٍ أسْنَامُها
فمضى وَقَدَّمَهَا وكانتْ عادة ً
منه إذا هِيَ عَرَّدَتْ إقدامُها
فتوسَّطا عرضَ السَّريَّ وصدَّعا
مسجورة ً متجاوراً قُلاَّمُهَا
محفوفة ً وسطَ اليراعِ يُظِلُّها
مِنه مُصَرَّعُ غَابة ٍ وقِيامُها
أفَتِلْكَ أم وحْشِيَّة ٌ مسبوعَة ٌ
خذلتْ وهادية ُ الصِّوارِ قِوَامُها
خَنْساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فلمْ يَرِمْ
عرضَ الشَّقائِقِ طوفُها وبغامُها
لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ
غُبْسٌ كواسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُها
صَادَفْنَ منها غِرَّة ً فَأصَبْنَهَا
إنَّ المنايا لا تطيشُ سهامُهَا
باتَتْ وَأسْبَلَ واكفٌ من ديمة ٍ
يروِي الخمائلَ دائماً تسجامُها
يعدُو طريقة َ متنِهَا متواتِرٌ
في ليلة ٍ كَفَرَ النُّجومَ غَمَامُهَا
تجتافُ أصْلاً قالِصاً متنبّذاً
بعجوبِ أنْقاءٍ يميلُ هُيَامُها
وتُضيءُ في وَجْهِ الظلام مُنِيرة ً
كجمانَة ِ البحريِّ سُلَّ نظامُها
حتى إذا انحسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ
بكرتْ تزلُّ عن الثَّرَى أزْلامُها
عَلِهَتْ تَرّدَّدُ في نِهاءِ صَعَائِدٍ
سَبْعاً تُؤاماً كاملاً أيَّامُها
حتى إذا يَئسَتْ وأسْحَقَ حَالِقٌ
لم يُبلهِ إرْضاعُها وفِطَامُها
وتوجسَّتْ رزَّ الأنيسِ فَرَاعَها
عن ظهرِ غَيْبٍ، والأنيسُ سَقَامُها
فَغَدَتْ كلا الفَرجَينِ تَحْسَبُ أنَّهُ
مَولى المخافة خلفُها وأمامُها
حتى إذا يئسَ الرُّماة ُ وأرْسَلُوا
غضفاً دواجنَ قافلاً أعْصامُها
فَلَحِقْنَ واعتكرتْ لها مَدْرِيَّة ٌ
كالسَّمهريَّة ِ حَدَّهَا وتَمَامُهَا
لِتذَودَهُنَّ وَأيقنتْ إن لم تَذُدْ
أن قد أحمَّ مع الحتوفِ حمامُها
فتقصدَتْ منها كَسابِ فضُرِّجتْ
بدمٍ وغودرَ في المَكَرِّ سُخَامُها
فبتلْكَ إذْ رقَصَ اللوامعُ بالضُّحى
واجتابَ أردية َ السَّرَابِ إكامُها
أقضي اللُّبانة َ لا أفرِّطُ ريبة ً
أو أن يلومَ بحاجة ٍ لُوَّامُهَا
أوَلم تكنْ تدري نَوَارُ بأنَّني
وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُها
تَرَّاكُ أمكنة ٍ إذا لم أرْضَهَا
أوْ يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها
بل أنتِ لا تدرين كم مِنْ ليلة ٍ
طَلْقٍ لذيذٍ لَهْوُها ونِدَامُها
قَد بِتُّ سامِرَها، وغَاية تاجرٍ
وافيتُ إذ رُفِعَتْ وَعَزَّ مُدَامُها
أُغْلي السِّباءَ بكلِّ أدْكَنَ عاتقٍ
أو جَوْنَة ٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها
بصَبوحِ صافية ٍ وجذبِ كرينة ٍ
بموَتَّرٍ تأتالُهُ إبهامُهَا
بادرتُ حاجتَها الدّجاجَ بسحرَة ٍ
لأعَلَّ منها حينَ هبّ نيامُها
وغداة ِ ريحٍ قَدْ وزعتُ وَقَرَّة ٍ
إذ أصْبَحَتْ بيدِ الشَّمالِ زمامُها
ولقَد حميْتُ الحيَّ تحملُ شِكَّتي
فرطٌ، وشاحي إذْ غدوتُ لجامُها
فعَلوتُ مرتقباً عَلى ذي هَبْوَة ٍ
حَرِجٍ إلى أعلامِهِنَّ قَتَامُها
حتى إذا ألْقَتْ يداً في كافرٍ
وَأجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُها
أسْهلْتُ وانتصَبتْ كجذع منيفَة ٍ
جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دونها جُرَّامُها
رَفَّعْتُهَا طَرَدَ النَّعامِ وَشَلَّهُ
حتى إذا سَخِنَتْ وَخَفَّ عظامُها
قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وَأسْبَلَ نَحْرُهَا
وابتلَّ من زَبَدِ الحمِيمِ حِزَامُهَا
تَرْقَى وَتَطَعْنُ في العِنَانِ وتَنْتَحي
وِرْدَ الحمَامة إذ أجَدَّ حَمَامُها
وكثيرة ٍ غُرَباؤهَا مَجْهُولَة ٍ
ترجَى نوافِلُها ويخْشَى ذامُها
غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولِ كأنَّهَا
جنُّ البديِّ رواسياً أقدامُها
أنكرتُ باطلَها وَبُؤْتُ بحقِّها
عندي، ولم يَفْخَرْ عليَّ كرامُها
وَجزَورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحتفِها
بِمَغَالِقٍ مُتَشَابهٍ أجسامُها
أدعُو بهنَّ لعاقِرِ أوْ مطفِلٍ
بذلَتْ لجيرانِ الجميعِ لحامُها
فالضيفُ والجارُ الجنيبُ كأنّما
هبَطَا تبالَة َ مخصِباً أهْضَامُها
تأوِي إلى الأطْنابِ كلُّ رذيَّة ٍ
مِثْلُ البَلِيّة ِ قَالصٌ أهدَامُها
ويكلّلُونَ إذا الرياحُ تناوحَتْ
خُلُجاً تمدُّ شوارعاً أيْتَامُها
إنّا إذا التقتِ المجَامِعُ لم يَزَلْ
منّا لِزَازُ عظيمة ٍ جَشّامُها
وَمُقَسِّمٌ يُعْطِي العشيرة َ حَقَّهَا
وَمُغَذْمِرٌ لحقوقِها هَضَّامُها
فضلاً، وذو كرمٍ يعينُ على النَّدى
سمحٌ كسُوبُ رغائبٍ غنّامُها
مِنْ معشرٍ سنَّتْ لهمْ آباؤهُمْ
ولكلِّ قومٍ سُنَّة ٌ وإمامُهَا
إذ لا يميل معَ الهَوى أحلامُها
فاقْنَعْ بما قَسَمَ المليكُ فإنّمَا
قسمَ الخلائقَ بينَنا علاَّمُها
وإذا الأمانة ُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ
أوْفَى بأوْفَرِ حَظِّنَا قَسّامُهَا
فبنى لنا بيتاً رفيعاً سمكُهُ
فَسَما إليه كَهْلُهَا وَغُلامُها
وَهُمُ السُّعَاة ُ إذا العشيرة ُ أُفْظِعَتْ
وهمُ فوارِسُهَا وَهمْ حُكّامُها
وهمُ رَبيعٌ للمُجَاورِ فيهمُ
والمرملاتِ إذا تطاولَ عَامُها
وَهُمُ العَشيرة ُ أنْ يُبَطِّىء َ حاسدٌ
أو أن يميلَ معَ العدوِّ لئامُها


:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::2 4::24:

:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24:


ألا تَسْألانِ المَرْءَ ماذا يُحَاوِلُ
أنَحْبٌ فيُقضَى أمْ ضَلالٌ وباطِلُ
حبائِلُهُ مبثُوثَة ٌ بسبيلهِ
ويَفْنى إذا ما أخطأتْهُ الحَبَائِلُ
إذا المرءُ أسْرَى ليلة ً ظنَّ أنهُ
قضَى عَمَلاً والمَرْءَ ما عاشَ عامِلُ
فَقُولا لَهُ إنْ كانَ يَقْسِمُ أمْرَهُ
ألَمّا يَعِظْكَ الدَّهرُ، أُمُّكَ هابلُ
فتَعْلمَ أنْ لا أنتَ مُدْرِكُ ما مضَى
وَلا أنتَ ممّا تَحذَرُ النّفسُ وَائِلُ
فإنْ أنتَ لم تَصْدُقْكَ نَفسُكَ فانتسبْ
لَعَلَّكَ تهديكَ القُرُونُ الأوائِلُ
فإنْ لم تَجِدْ مِنْ دونِ عَدْنانَ باقياً
ودونَ معدٍّ فلتزَعْكَ العَوَاذِلُ
أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ
بلى : كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ
ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ
وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ
وكلُّ أُنَاسٍ سوْفَ تَدخُلُ بَينَهُمْ
دُوَيْهة ٌ تصفَرُّ مِنها الأنَامِلُ
وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً سيعلمُ سعيهُ
إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَهِ المَحاصِلُ
ليَبْكِ على النّعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنَة ٌ
ومختبطاتٌ كالسّعالي أرامِلُ
لهُ الملكُ في ضاحي معدٍّ وأسلَمَتْ
إلَيهِ العِبادُ كُلُّها ما يُحاوِلُ
إذا مسَّ أسْآرَ الطُّيورِ صَفَتْ لَهُ
مشعشعَة ٌ مِمّا تُعتِّقُ بابِل
عتيقُ سُلافاتٍ سَبَتْها سَفِينَة ٌ
تَكُرُّ عَلَيْها بالمزاجِ النَّياطِلُ
بأشْهَبَ مِنْ أبكارِ مُزْنِ سَحابَة ٍ
وَأرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النّحْلَ عاسِلُ
تَكُرُّعَلَيْهِ لا يُصَرِّدُ شُرْبَهُ
إذا ما انتشَى لم تحتضِرْهُ العَوَاذِلُ
على ما تُرِيهِ الخمرُ إذْ جاشَ بحْرُهُ
وَأوْشَمَ جُودٌ مِنْ نَداهُ وَوَابِلُ
فَيَوْماً عُنَاة ُ في الحَديدِ يَفُكُّهُمْ
ويوماً جِيادٌ مُلْجَماتٌ قَوَافِلُ
علَيْهِنَّ وِلْدانُ الرِّهانِ كأنّهَا
سَعَالٍ وعِقْبانٌ عَلَيهْا الرَّحائِلُ
إذا وضعُوا ألْبَادَها عَنْ مُتَونِهَا
وَقَدْ نَضَحَتْ أعطافُها والكَواهِلُ
يُلاقُونَ مِنْها فَرْطَ حَدٍّ وجُرْأة ٍ
إذا لم تُقَوِّمْ درْأهُنَّ المَسَاحِلُ
ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغابِ كأنّها
أشاءٌ دَنا قِنْوانُهُ أوْ مَجادِلُ
لَها حَجَلٌ قَد قَرَّعَتْ مِن رؤُوسِهِ
لهَا فَوْقَهُ مِمّا تحَلَّبُ وَاشِلُ
بذي حُسَمٍ قد عُرِّيَتْ ويَزينُهَا
دِمَاثُ فُليجٍ رَهْوُها فالمَحافِلُ
وأسرَعَ فيها قبلَ ذلِكَ حِقْبَة ً
رُكَاحٌ فجَنْبَا نُقْدَة ٍ فالمَغَاسِلُ
فإنَّ أمرأً يرجُو الفَلاحَ وقد رَأى
سَوَاماً وَحَيّاً بالأفاقة ِ جاهِلُ
غداة َ غَدَوْا مِنْها وآزرَ سرْبَهُمْ
مَواكِبُ تُحْدى بالغَبيطِ وجامِلُ
ويَوْمَ أجازَتْ قُلَّة َ الحَزْنِ منْهُمُ
مَواكِبُ تَعْلُو ذا حُسى ً وقَنابِلُ
على الصَّرصَرَانِيَاتِ في كلَّ رِحْلة ٍ
وسُوُقٌ عِدالٌ لَيسَ فيهنَّ مائِلُ
تُساقُ وأطْفالُ المُصِيفِ كَأنّها
حَوَانٍ على أطْلائِهِنَّ مَطافِلُ
حَقَائِبُهُمْ راحٌ عَتيقٌ ودَرْمَكٌ
وريْطٌ وفاثُورِيّة ٌ وسَلاسِلُ
وَما نسجَتْ أسْراد داود وابنهِ
مضاعفَة ٌ مِنْ نَسْجِهِ إذْ يُقابِلُ
وكانَتْ تُراثاً منْهُما لِمُحَرِّقٍ
طَحُونٌ كأنَّ البَيْضَ فيها الأعابِلُ
إذا ما اجْتَلاها مأزِقٌ وتَزَايَلَتْ
وَأحْكَمَ أضْغَانَ القَتيرِ الغَلائِلُ
أوتْ للشّياحِ واهتدَى لصَليلِها
كتائِبُ خُضْرٌ ليسَ فيهنَّ ناكِلُ
كأرْكانِ سَلْمَى إذْ بدتْ وكأنّها
ذُرَى أجَإٍ إذْ لاحَ فيها مُواسِلُ
وبيضٍ تَرَبّتْهَا الهَوَادِجُ جِقبة ً
سَرَائِرُها والمُسْمِعاتُ الرَّوافِلُ
تَرُوحُ إذا رَاحَ الشَّرُوبُ كأنّها
ظِباءٌ شقيقٍ ليسَ فيهنَّ عاطِلُ
يُجاوِبنَ بُحّاً قد أُعيدَتْ وَأسمحَتْ
إذا احتَثَّ بالشِّرْعِ الدِّقاقِ الأناملُ
يقوِّمُ أُولاهُمْ إذا اعوَجَّ سِرْبُهمْ
مَوَاكِبُ وابنُ المُنذرِينَ الحُلاحِلُ
تَظَلُّ رَواياهَمُ تبرضْنَ منعِجاً
ولوْ وردتْهُ وهوَ ريّانُ سائلُ
فَلا قَصَبُ البَطحاءِ نَهْنَهَ وِرْدَهُمْ
بِرِيٍّ وَلا العادِيُّ مِنْهُ العُدامِلُ
ومَا كادَ غُلاَّنُ الشُّرَيْفِ يَسَعْنَهُمْ
بحَلّة ِ يَوْمٍ، والشُّرُوجُ القَوَابِلُ
ومُصْعَدُهمْ كيْ يَقْطعوا بطنَ مَنعِج
فضاقَتْ بهِمْ ذرعاً خزَازٌ وعاقِلُ
فبادَوا فَما أمسَى على الأرْضِ مِنهُمُ
لعمرُكَ إلاَّ أنْ يخبَّرَ سَائِلُ
كأنْ لم يكُنْ بالشِّرْعِ منهُمْ طلائِعٌ
فلَمْ تَرْعَ سَحّاً في الرَّبيعِ القَنابِلُ
وبالرَّسِّ أوْصالٌ كأنَّ زُهاءَها
ذوي الضمرِ لمّا زالَ عَنها القبائِلُ
وغسّانُ ذَلّتْ يوْمَ جِلَّقَ ذلَّة ً
بسيِّدِها والأرْيَحِيُّ المُنازِلُ
رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عشرينَ حِجَّة ً
وعشرينَ، حتى فادَ والشَّيبُ شامِلُ
وأمْسَى كأحْلامِ النِّيامِ نعيمُهُمْ
وأَيُّ نعِيمٍ خِلْتَهُ لا يُزايِلُ
تَرُدُّ عَلَيْهِمْ لَيْلَة ٌ أهْلَكَتْهُمُ
وعامٌ وعامٌ يتبَعُ العامَ قَابِلُ

:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::2 4::24:

:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24:

من شعره..
أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ
وقد جرّبتْ لوْ تقتدي بالمجربِ
وكائنْ رأيتُ مِنْ ملوكٍ وسوقة ٍ
وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ
وسانَيْتُ مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتُهُ
عليهِ السّموطُ عابسٍ متغضّبِ
وفارَقْتُهُ والوُدُّ بَيني وبَينَهُ
بحسنِ الثناءِ منْ وراءِ المغيّبِ
وَأبّنْتُ مِنْ فَقْدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّة ٍ
وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومن أبِ
فبانُوا ولمْ يحدثْ عليَّ سبيلهُمْ
سوَى أمَلي فيما أمامي ومرغبي
فَأيَّ أوَانٍ لا تَجِئْني مَنِيَّتي
بقَصْدٍ مِنَ المَعْرُوفِ لا أتَعَجَّبِ
فلستُ بركنٍ منْ أَبانٍ وصاحة ٍ
وَلا الخالداتِ مِنْ سُوَاجٍ وغُرَّبِ
قضيتُ لباناتٍ وسليتُ حاجة ً
ونفسُ الفتى رهنٌ بقمرة ِ مؤربِ
وفيتانِ صدقٍ قد غَدوتُ عليهمُ
بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ
بمجتزفٍ جونٍ كأَنَّ خفاءَهُ
قَرَا حَبَشِيٍّ في السَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ
إذا أرْسَلَتْ كَفُّ الوَليدِ كِعامَهُ
يمجُّ سلافاً منْ رحيقٍ معطّبِ
فمَهْما نَغِضْ مِنْهُ فإنَّ ضَمَانَهُ
على طَيّبِ الأرْدانِ غَيرِ مُسَبَّبِ
جميلِ الأَسى فِيما أتى الدهرُ دونَهُ
كريمِ الثَّنا حُلْوِ الشّمائلِ مُعجِبِ
تَرَاهُ رَخيَّ البَالِ إنْ تَلْقَ تَلْقَهُ
كريماً وما يذهبْ بهِ الدهرُ يذهبِ
يشبِّي ثناءً منْ كريمٍ وقولهُ
ألا انعمْ على حسنِ التحية ِ واشربِ
لدنْ أنْ دعا ديكُ الصباحِ بسحرة ٍ
إلى قَدْرِ وِرْدِ الخامِسِ المُتَأوِّبِ
من المُسْبِلينَ الرَّيْطَ لَذٍّ كأنَّمَا
تشرَّبَ ضاحي جلدِه لونَ مذهبِ
وعانٍ فككتُ الكبلَ عنه، وسدفة ٍ
سريتُ، وأصحابي هديتُ بكوكبِ
سريتُ بهمْ حتّى تغيَّبَ نجمهمْ
وقال النَّعُوسُ : نَوَّرَ الصُّبحُ فاذهبِ
فلَمْ أُسْدِ ما أرْعَى وتَبْلٍ رَدَدْتُهُ
وأنجَحْتُ بَعدَ اللّهِ من خيرِ مَطْلَبِ
وَدَعوَة ِ مَرْهُوبٍ أجَبتُ ، وطَعْنَة ٍ
رفعتُ بها أصواتَ نوحٍ مسلَّبِ
وغيثٍ بدكاكٍ يزنُ وهادهُ
نباتٌ كوشي العبقريِّ المخلَّبِ
أَربَّتْ عليهِ كلُّ وطفاءَ جونة ٍ
هَتُوفٍ متى يُنزِفْ لها الوَبلُ تسكُبِ
بذي بَهْجَة ٍ كَنَّ المَقانِبُ صَوْبَهُ
جلاهُ طلوعُ الشمسِ لمّا هبطتهُ
وأشرَفتُ من قُضفانِهِ فوْقَ مَرْقَبِ
وصُحْمٍ صِيامٍ بَينَ صَمْدٍ ورَجْلة ٍ
وبيضٍ تؤامٍ بينَ ميثٍ ومذنبِ
بسرتُ نداهُ لم تسرّبْ وحوشهُ
بغربٍ كجذعِ الهاجريِّ المشذَّبِ
بمطردٍ جلسٍ علتهُ طريقة ٌ
لسَمْكِ عِظامٍ عُرِّضَتْ لمْ تُنَصَّبِ
إذا ما نأى منّي براحٌ نفضتُهُ
وإنْ يدنُ مني الغيبُ ألجمْ فأركبِ
رفيع اللبانِ مطمئنّاً عذارهُ
على خدِّ منحوضِ الغرارينِ صلَّبِ
فلمّا تغشَّى كلَّ ثغرٍ ظلامُهُ
وألْقَتْ يَداً في كافِرٍ مُسْيَ مَغرِبِ
تجافيتُ عنهُ واتقاني عنانُهُ
بشدٍّ منَ التّقريبِ عَجْلانَ مُلهَبِ
رضاكَ فإنْ تضربْ إذا مارَ عطفهُ
يَزِدْكَ وإنْ تَقْنَعْ بذلكَ يَدْأبِ
هَوِيَّ غُدافٍ هَيَّجَتْهُ جَنُوبُهُ
حثيثٍ إلى أذراءِ طلحٍ وتنضبُ
فأصبحَ يذريني إذا ما احتثثتهُ
بأزواج معلولٍ منَ الدّلوٍ معشبِ
وَيَوْمٍ هَوَادي أمْرِهِ لِشَمَالِهِ
يهتكُ أخطالَ الطرافِ المطنّبِ
يُنيخُ المَخاضَ البُرْكَ والشَّمسُ حيَّة ٌ
إذا ذكيتْ نيرانُها لمْ تلهبِ
ذعرتُ قلاصَ الثلجِ تحتَ ظلالهِ
بمَثْنَى الأيادي والمنيحِ المُعَقَّبِ
وناجِيَة ٍ أنْعَلْتُها وابْتَذَلْتُها
إذا ما اسْجَهَرَّ الآلُ في كلّ سَبسَبِ
فَكَلَّفْتُها وَهْماً فآبَتْ رَكِيَّة ً
طليحاً كألْواحِ الغَبيطِ المُذَأأبِ
متى ما أشأ أسْمَعْ عِراراً بِقَفْرَة ٍ
تجيبُ زماراً كاليَراعِ المثقّبِ
وخصْمٍ قيامٍ بالعَراءِ كأنَّهُمْ
قرومٌ غيارى كُلَّ أزْهرَ مُصعبِ
علا المسكَ والدّيباج فوقَ نحورهمْ
فَراشُ المَسيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ
نَشِينُ صِحَاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
بعوجِ السّراء عندَ بابٍ محجبِ
شَهِدتُ فلَمْ تَنْجَحْ كَواذِبُ قوْلهم
لَدَيَّ ولمْ أحفِلْ ثَنا كلِّ مِشْغَبِ
أصدرتهمْ شتّى كأنَّ قسيهُمْ
قرون صوارٍ ساقطٍ متلغّبِ
فإن يُسهِلوا فالسَّهلُ حظّي وَطُرْقتي
وإنْ يحزنوا أركبْ بهم كلَّ مركَبِ
:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::2 4::24:

:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24:


:25: تحياتي لجميع الاعضاء :25:


:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::2 4::24:

:24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24::24:

:8::8::8::8::8::8::8::8::8::8:
:8::8::8::8::8::8::8::8:
:8::8::8::8::8::8::8:



 
التعديل الأخير:

museumoflove

مطرود من ارض البيلسان

إنضم
Nov 14, 2008
المشاركات
7,749
مستوى التفاعل
75
المطرح
alex

شو هاد يا ملك :25:

دايما بتفاجئنا بكل جديد ومتميز

يعطيك ألف عافية على المجهود الخرافى اللى بتبذلة بكل الاقسام
والله يجازيك خير على ها موضوع
ويخليك لينا ولأرض البيلسان يا غالى

كل الورود تسبق تحياتى لك يا غالى :25:

:24::24::24::24::24::24::24::24:





 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
تسلم يارب حبيب ئلبي :24:

:8::8::8::8::8::8::8:
:8::8::8::8::8::8:
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

بجد موضوع رائع جداً وبستاهل التثبيت
والتقيم كمان :22:

 

الحرالباكي

بيلساني لواء

إنضم
Apr 20, 2009
المشاركات
3,591
مستوى التفاعل
46
المطرح
طرابلس الغرب/حي الأندلس
منتهى الابداع وفعلا بيستحق التثبيت
وللعلم هاد من الموضيع القلال الي نزلتو بالمفضلة
لانو بيستاهل الدخول عليه بشكل دوري
:24::24::24:
يعطيك العافية ابو المر
بتمنى عليك اتابع التوسع فيه
:25:
 

ملكة زماني

شاعرة البيلسان العذبة

إنضم
Apr 26, 2009
المشاركات
7,186
مستوى التفاعل
90
المطرح
بين الورود في قلبه
رسايل :

أنا ملكة زماني وقصري كلو ماس

أعلى