الصبر والشكر


إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
الصبر والشكر




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله أهل الحمد والثناء المنفرد برداء الكبرياء المتوحد بصفات المجد والعلاء المؤيد صفوة الأولياء بقوة الصبر على السراء والضراء والشكر على البلاء والنعماء والصلاة على محمد سيد الأنبياء وعلى أصحابه سادة الأصفياء وعلى آله قادة البررة الأتقياء صلاة محروسة بالدوام عن الفناء‏:‏ ومصونة بالتعاقب عن التصرم والانقضاء‏.‏
أما بعد‏:‏ فإن الإيمان نصفان‏:‏ نصف صبر ونصف شكركما وردت به الآثار وشهدت له الأخبار‏.‏
وهما أيضاً وصفان من أوصاف الله تعالى واسمان من أسمائه الحسنى إذ سمى نفسه صبوراً و شكوراً فالجهل بحقيقة الصبر والشكر جهل بكلا شطري الإيمان ثم هو غفلة عن وصفين من أوصاف الرحمن ولا سبيل إلى الوصول إلى القرب من الله تعالى إلا بالإيمان وكيف يتصور سلوك سبيل الإيمان دون معرفة ما به الإيمان ومن به الإيمان والتقاعد عن معرفة الصبر والشكر تقاعد عن معرفة من به الإيمان وعن إدراك ما به الإيمان فما أحوج كلا الشطرين إلى الإيضاح والبيان‏.‏
ونحن نوضح كلا الشطرين في كتاب واحد لارتباط أحدهما بالآخر إن شاء الله تعالى‏.‏
الشطر الأول في الصبر وفيه بيان فضيلة الصبر وبيان حده وحقيقته وبيان كونه نصف الإيمان وبيان اختلاف أساميه باختلاف متعلقاته وبيان أقسامه بحسب اختلاف القوة والضعف وبيان مظان الحاجة إلى الصبر وبيان دواء الصبر وما يستعان به عليه‏.‏
بيان الأسامي التي تتجدد للصبر بالإضافة إلى ما عنه الصبر
اعلم أن الصبر ضربان أحدهما ضرب بدني كتحمل المشاق بالبدن والثبات عليها‏.‏
وهو إما بالفعل كتعاطي الأعمال الشاقة إما من العبادات أو من غيرها وإما بالاحتمال كالصبر على ولكن المحمود التام هو الضرب الآخر وهو الصبر النفسي عن مشتهيات الطبع ومقتضيات الهوى‏.‏
ثم هذا الضرب إن كان صبراً على شهوة البطن والفرج سمي عفة وإن كان على احتمال مكروه اختلفت أساميه عند الناس باختلاف المكروه الذي غلب عليه الصبر‏.‏
فإن كان في مصيبة اقتصر على اسم الصبر وتضاده حالة تسمى الجزع والهلع وهو إطلاق داعي الهوى ليسترسل في رفع الصوت وضرب الخدود ورشق الجيوب وغيرهما وإن كان في احتمال الغنى سمي ضبط النفس وتضاده حالة تسمى البطر وإن كان في حرب ومقاتلة سمي شجاعة ويضاده الجبن وإن كان في كظم الغيظ والغضب سمي حلماً ويضاده التذمر‏.‏
وإن كان في نائبة من نوائب الزمان مضجرة سمي سعة الصدر ويضاده الضجر والتبرم وضيق الصدر‏.‏
وإن كان في إخفاء كلام سمي كتمان السر وسمي صاحبه كتوماً‏.‏
وإن كان عن فضول العيش سمي زاهداً ويضاده الحرص‏.‏
وإن كان صبراً على قدر يسير من الحظوظ سمي قناعة ويضاده الشره فأكثر أخلاق الإيمان داخل في الصبر‏.‏
ولذلك لما سئل عليه السلام مرة عن الإيمان قال‏:‏ ‏"‏ هو الصبر ‏"‏ لأنه أكثر أعماله وأعزها كما قال‏:‏ ‏"‏ الحج عرفة ‏"‏ وقد جمع الله تعالى أقسام ذلك وسمى الكل صبراً فقال تعالى‏:‏ ‏"‏ والصابرين في البأساء ‏"‏ أي المصيبة ‏"‏ والضراء ‏"‏ أي الفقر ‏"‏ وحين البأس ‏"‏ أي المحاربة ‏"‏ أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ‏"‏ فإذن هذه أقسام الصبر باختلاف متعلقاتها ومن يأخذ المعاني من الأسامي يظن أن هذه الأحوال مختلفة في ذواتها وحقائقها من حيث رأى الأسامي مختلفة والذي يسلك الطريق المستقيم وينظر بنور الله تعالى يلحظ المعاني أولاً فيطلع على حقائقها ثم يلاحظ الأسامي فإنها وضعت دالة على المعاني‏.‏
فالمعاني هي الأصول والألفاظ هي التوابع‏.‏
ومن يطلب الأصول من التوابع لا بد وأن يزل‏.‏
وإلى الفريقين الإشارة بقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ‏"‏ فإن الكفار لم يغلطوا فيما غلطوا فيه إلا بمثل هذه الانعكاسات نسأل الله حسن التوفيق بكرمه ولطفه‏.‏




( من مواضيعي عن مسابقة نجم البيلسان )
 

روح الشام

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 4, 2008
المشاركات
13,083
مستوى التفاعل
93
المطرح
iN FaNtAsTiC wOrLd
موضوع مميز وحلوو كتير

يعطيك العافية حسام:24:
 

عاشق الوسوف

وزير البيلسان

إنضم
Oct 9, 2008
المشاركات
11,971
مستوى التفاعل
89
المطرح
مملكه الوسوف
يسلموووووووو :24:
 
أعلى