الصداقة أخلاق


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

ان العلاقات الانسانية هي التي تجمع الناس بعضهم ببعض حتى لو كانوا غرباء، هي التي تسمو بالانسان عن أنانيته وحقده وكراهيته وكل الأحاسيس الهابطة وتجعله يأخذ بيد الغير من دون مقابل وتجعلك تحب الخير لكل الناس كما تحبه لنفسك والتي تعلمك كيف تغمض عينيك عن عيوب الناس، ولا تحاول الكشف عن أسرارهم والتدخل في حياتهم الخاصة.
ان تكوين الشخص لعلاقات انسانية ايجابية على المستوى المهني أو الشخصي لبناء مستقبل مشرق وحياة متوازنة يعتمد على مدى بنائه للعلاقات الايجابية في بيئة عمله أو حياته الخاصة والشخص الذي لديه قدره على تكوين علاقات متينة يتمتع بذكاء اجتماعي، وتكون له بمثابه كنز؛ فالكثير من الموظفين يقدرون قيمة الذكاء الفني، ولكنهم يجهلون قيمة الذكاء الاجتماعي، وجودة أية علاقة تنعكس على انتاجية الشخص سواء كانت ايجابية أو سلبية فان ركزت على الجوانب الايجابية كان ذلك دافعاً لك للعلاقات الانسانية الجيدة، وان ركزت على الجوانب السلبية أدّى ذلك الى تعطيل العلاقات الانسانية، وأما من الناحية المهنية فأهم علاقة تقيمها في عملك هي مع رئيسك المباشر وزملاء العمل الذين بدورهم سيزيدون من انتاجك مما يجعلك محط اعجاب رؤساء العمل فالاتصال هو غذاء العلاقات الانسانية، فسبب أي قطيعة أو سوء فهم هو نقص الاتصال، ونظرية المنافع المتبادلة تنص هذه النظرية على أنه لكي تظل العلاقات متينة يجب أن يستفيد كلا طرفي العلاقة من هذه العلاقة وبالقدرنفسه، وعندما يحصل أحد الطرفين على منافع أكبر من الطرف الآخر تبدأ بوادر خطيرة لانقطاع العلاقة، وتتسبب التصرفات التافهة غير المقصودة في افساد الكثير من العلاقات، وبالرغم من أن هذه التصرفات غير مقصودة الا أنها تدل على عدم الاحساس والشعور بالطرف الآخر خصوصا اذا تغيب أو تأخر الموظف عن عمله فغالباً ما يدل على عدم انضباطه والتزامه، وبالتالي تسوء العلاقات مع الرؤساء لعدم ثقتهم بالمتأخرين، وكذلك يقل احترام وتقدير الموظفين للمتأخرين مما يؤدي الى تراجع العلاقات الانسانية خصوصا أن هناك موظفين يسمحون للمشاكل المنزلية أن تغزو محيط عملهم لا شك أن ذلك سينعكس على أدائهم في العمل مما يعرض علاقاتهم الانسانية ومستقبلهم الوظيفي الى الخطر.
يتعامل كثير من الناس مع العلاقات في حياتهم على أنها تحصيل حاصل، باعتبارها نتاجاً طبيعياً لحركة التناسل والتواصل التي يعيشونها، وأن هذه العلاقات تتكون في حياتهم كنتيجة حتمية لصلات الدم والقرابة وتكاثر هذه الصلات بتناسل هؤلاء الأقرباء، وكذلك مع تواصلهم مع الناس الآخرين في محيطهم، كالجيران والزملاء والمعارف في الأماكن المختلفة... وهذه النظرة على مستواها التجريدي، صحيحة، لكن الأمر في صميمه الانساني يتجاوز ذلك بكثير، فالناس ليسوا مجرد أرقام حسابية تتزايد وتتناقص من حولنا، بل هي شبكة من الأرواح والنفسيات والعقول التي ترتبط بنا وتشتبك، فتؤثر وتتأثر، وبمقدار ذلك ينعكس الأمر على شتى جوانب حياتنا وحياتها، على مستوى الصحة النفسية والجسدية، وعلى النجاح والفشل، وعلى الهناءة والتعاسة، وهكذا ولهذا، كان من الخطأ الكبير أن لا ننتبه الى حركة هذه العلاقات في حياتنا، ولا نجس نبضها صعوداً وهبوطاً، فعلاقاتنا المرتبطة بصلات الرحم والقرابة والنسب، لا يمكن لنا أن نمنعها، ولهذا فعلينا أن نتعاطى معها بقدرها الذي تستحقه، والتوجيهات في شرعنا الحنيف في هذا الشأن كثيرة، ولعل أقربها الى موضوعنا هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، وفي هذا دليل على أن رعاية هذه الصلات سيكون له بالغ الأثر في معيشة الانسان وهناءته وفي طيب وبركة تأثيره، وأما تلك العلاقات التي تتكون خارج صلة الرحم والقرابة والنسب، فمن الواجب أن ننتبه لحركة اقترابها وابتعادها منا، فنكون مدركين تمام الادراك لمن هم أحباؤنا وأصدقاؤنا، ومن هم زملاؤنا، ومن هم معارفنا فحسب، لأن لكل واحدة من هذه المراتب مقتضيات في التعامل والتزامات في الأخذ والعطاء... وتشديدي على أهمية هذا الجانب، نابع من أن كثيرا من الناس يقعون في الخلط الكبير بينها، فتراهم، على سبيل المثال، يتباسطون مع الزميل كتبسطهم مع الصديق، أو ينكشفون للمعارف كانكشافهم للزملاء أو ربما للأصدقاء والعكس يحصل أحيانا، فتراهم ربما ينصرفون للاهتمام بالمعارف أو الزملاء أكثر من اهتمامهم بالأصدقاء وربما الأحبة، في حين أن لكل واحد من هؤلاء مكانة وقدراً، يفترض أن يكون واضحاً ومصاناً... واختم حديثي ببعض الاقاويل... اذا فرقت الايام بينكما فلا تتذكر لصديقك غير كل احساس صادق ولاتتحدث عنه الا بكل ماهو رائع ونبيل فقد اعطاك قلباً واعطيته عمرا وليس هناك اغلى من القلب والعمر في حياة الانسان، واذا سألوك يوماً عن انسان صادقته أو عاشرته فلا تفش سراً كان بينكما ولا تحاول ابداً تشويه الصورة الجميلة لهذا الانسان الذي صادقته، بل اجعل من قلبك مخبأ سرياً لكل اسراره وحكاياته فالصداقة اخلاق قبل ان تكون مشاعر ولا تكسر ابداً كل الجسور مع من خسرت من اصدقائك وأقاربك فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء آخر يعيد مامضى ويصل ما انقطع... فاذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربما انتظرك عمر أجمل وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزمن الجميل لا تندم على صداقة عايشتها... حتى ولو صارت ذكرى تؤلمك فاذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الأشواك فلا تنسى انها قد منحتك زمنا عطرا جميلا اسعدك.
 

بسمة الحب

بيلساني شهم

إنضم
Apr 20, 2012
المشاركات
247
مستوى التفاعل
9
رسايل :

إنْ سَأإلونِي يَومآإ ، عَنْ كُلِ مآإ هُوَ [ جَمِيلْ / فِي حَيآإتِي سَ أكتَفِي بِ ذِكرِ ( إسمِكَ ) لَهُمْ فَقْط .. ♥♥

3.gif
 

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
الصداقة أخلاق أكيد بس الصديق مو دائماً بكون عندو أخلاق متل ما بقول المتل :

لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث :
في غيبته ونكبته ووفاته .

موضوع جميل :24:
 
أعلى