الطعمية ونكران الجميل‏!‏

[{*B*A*T*M*A*N*}]

وتفوقت في الطب والهندسة والزراعة والفلك والحساب, وأنشأت الأهرامات والمعابد وعرفت الأخلاق والحكمة منذ آلاف السنين.
مصر شهدت أقدم دولة حديثة في التاريخ, ضمت الشام والنوبة وشمال السودان وأجزاء من صحراء ليبيا, في وقت لم تكن هناك دول ولا حضارات ولا حدود, ولم يكن هناك نفط ولا غاز, ولا من يعايروننا بأقراص الطعمية, متجاهلين أن الفقر ليس سبة, وأنه لا أحد يبقي فوق القمة الي الأبد.
مصر هزمت الهكسوس والفرس والإغريق واليونان والرومان والصليبيين والمغول والفرنسييين والإنجليز والإسرائيليين, طردتهم وبقيت شامخة كالطود, لم تمنح أحدا قواعد عسكرية, ولم تفرط في سيادتها بحثا عن حماية أجنبية, تحملت ظروفها الصعبة, ولم تلعق أحذية أحد ولم تتطاول علي أحد.
مصر انفتحت علي أوروبا بينما كان الجميع يغطون في نوم عميق, أقامت المدارس والجامعات والمصانع, وعرفت المطابع والصحف والمكتبات, وسيرت ثاني أقدم خط سكة حديد في العالم, وحفرت قناة السويس, ووصلت جيوشها إلي حدود تركيا ومنابع النيل, ولم تنكسر شوكتها إلا بسبب التدخل الأجنبي وسوء الإدارة وتفاقم الديون!
الذين يعايروننا الآن بأقراص الطعمية يتجاهلون أن الفلافل ليست طعام المصريين وحدهم, وإنما يأكلها اللبنانيون والسوريون والأردنيون والفلسطينيون والسودانيون واليمنيون واليونانيون, بل إن الطعمية موجودة في أماكن كثيرة من العالم, وفي قلب لندن ونيويورك.
نعم مصر ابتكرت الطعمية, وأقامت الأهرامات, وصنعت نصر أكتوبر, وأزاحت الاستبداد والمستبدين, والذين يعايرونها الآن بالفقر يتجاهلون أنها خاضت خمس حروب في65 عاما, دفاعا عن الشرف والكرامة, دون أن تعاير أحدا أو تتعالي علي أحد.
ومرة أخري, الفقر ليس عيبا ولا الطعمية, بل الاستكبار والجهل ونكران الجميل!