الطفل الانطوائي خلاق يعشق الألوان والألعاب


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

لا يوجد أب أو أم في العالم إلا يتصور أن طفله سوف يكبر ويصبح مثل غيره من الأطفال، يلعب ويلهو ويضحك، يبكي ويصرخ ويقفز، لكن يحدث أحياناً أن يكتشف البعض أن هذا الطفل يفضل أن يقضي معظم الوقت مع نفسه، انطوائي لا يحب الاختلاط بالآخرين من أقرانه.


إذا حاول الوالدان اصطحابه لزيارة قريب أو صديق، أو لقضاء بعض الوقت في منتزه أو في حديقة الحيوان أو على الشاطئ يقول: لا أريد لأنه يخاف من مقابلة أشخاص لا يعرفهم ويخشى الوجود بين الناس.


في روضة الأطفال يمتنع عن اللعب مع الآخرين.. يفضل أن يراقب اللاعبين من بعيد بدلاً من الانخراط معهم في اللعب أو اللهو.


وبعد دخوله المدرسة يكتشف الوالدان أنه غير راغب في تكوين صداقات مع زملائه أو جيرانه أو أنه يجد صعوبة في تكوين مثل هذه الصداقات.


هنا يبدأ القلق يساور الوالدين على مستقبل هذا الطفل الانطوائي على الرغم من أنه غالباً ما يكون متمتعاً بفكر خلاق لكنه يفضل قضاء وقته مع الألوان والألعاب بدلاً من قضائه مع الآخرين.


في هذه الحالة يتعيّن على الوالدين التعامل معه بكل هدوء فلا يجبرانه على عمل شيء لا يريده بل على العكس يجب عليهما تشجيعه على أي شيء يقوم به.. فالتلوين والرسم فن رائع يصقل استقلالية روحه.





ليس مريضا


من المهم جداً ألا يحاول الوالدان تغيير الطفل الانطوائي وإجباره على الانفتاح والانخراط مع الآخرين، فالأيام غالباً ما تتكفل بالموضوع. ومن المهم أيضاً للوالدين إقناع نفسيهما بأن طفلهما ليس مريضاً، كما أنه لا يعاني من الحزن بسبب حالته، بل على العكس فقد يكون في قمة المرح ويتمتع بروح الدعابة ضمن دائرته الصغيرة فقط.


من المرجح أيضاً أن يكون الطفل الانطوائي شديد الحماس لأي فكرة جديدة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتركيب لعبة أو تفكيكها.. تصليح أي شيء من أشياء البيت.





فبركة الأحداث


هناك صفة أخرى تميز الكثير من الأطفال الانطوائيين هي القدرة على رواية القصص وفبركة الأحداث وترديد النكات للأصدقاء القليلين فقط.


ويحب الطفل الانطوائي أيضاً الكتب والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو وألعاب التركيب لأنه بكل بساطة طفل عادي جداً لكن قدراته الإبداعية محبوسة داخله أو ضمن دائرته الضيقة فقط.


لعل أكبر خطأ يقوم به الوالدان أن يقارنا بين طفلهما الانطوائي وغيره من أطفال الأسرة أو الأقارب أو الأصدقاء.. ويتضاعف الخطأ إذا كانت المقارنة بين هذا الطفل وشقيق له يتمتع بروح اجتماعية منفتحة.


صحيح أن المجتمع يفضل التعامل مع الشخص المنفتح اجتماعياً ويعتبره شخصاً طبيعياً في حين ينظر إلى الشخص الانطوائي على أنه مريض أو أنه يعاني من خلل ما.


ففي المدرسة الابتدائية يتم اختيار التلاميذ الاجتماعيين الذين يتمتعون بالجرأة في التحدث مع الآخرين وبالقدرة على التصرف من دون خوف للمشاركة في النشاطات الاجتماعية والفنية التي تقيمها المدرسة.


يتكرر الأمر ذاته في المدارس الثانوية وفي الجامعة أيضاً لأن أمثال هؤلاء غالباً ما يمثلون البيئة الطبيعية الحاضنة للقياديين في المستقبل.


الانطوائية ليست بالأمر المحبب أو المرغوب لكنها ليست نهاية العالم، والانطوائي ليس عدواً للمجتمع كما يتصور البعض، وإذا كان يفضل البقاء بعيداً عن الآخرين فهذا لا يعني أنه متعجرف أو مزهو بنفسه.. إنه بكل بساطة شخص انطوائي يجب أن نتقبله كما هو ولا يعاني من أي عيوب في شخصيته.





ليس عدوّاً للمجتمع


ولعل أكثر ما يضايق الانطوائي هو تركيز الكبار على انطوائيته أو خجله ويتعاملون معه كأنه مريض في حاجة الى العلاج.


يقول علماء النفس إن المجتمع غالباً ما يسيء فهم الطفل الانطوائي خاصة حين إجراء مقارنة ظالمة وغير متكافئة بينه وبين طفل يحب الاختلاط ويتمتع بروح منفتحة على المجتمع والحياة. وفي ما يلي بعض القواعد التي يوصي المتخصصون باتباعها في التعامل مع الطفل الانطوائي:





احترم خصوصيته


من المؤكد أن كل طفل، بغض النظر عما إذا كان انطوائياً أو لم يكن، يرغب بين الحين والاخر في قضاء بعض الوقت بمفرده بعيداً عن الآخرين.. كل الآخرين بمن فيهم الوالدان والأشقاء، فما المانع من احترام رغبته مادام الأمر لا «يخرب الدنيا».





لا أجوبة فورية


قد تكون راغباً في معرفة حقيقة ما حدث أثناء غيابك بصورة مباشرة من طفلك الانطوائي، أو ربما تريد سؤاله عن السبب الذي جعله يتصرف بهذه الصورة أو تلك.


لا بأس، لكن أعطه بعض الوقت فمن المؤكد أنك لا تريد إجباره على الكذب وتلفيق قصة لا علاقة لها بالحقيقة من أجل التغطية على ما حدث.


أعطه بعض الوقت للتفكير في ما يريد قوله فقد أثبتت ملايين التجارب أنه يجب علينا أن نستخدم عقولنا قبل أن «نسرح» في الكلام.





إحراجه أمام الآخرين


لا أحد يرغب في لفت أنظار الآخرين وجذب الاهتمام غير المطلوب في الوقت الخطأ، والطفل الانطوائي أو الخجول ليس استثناء، حتى لو كان هذا الاهتمام صادراً عن الوالدين أو أحدهما.


بعض التصرفات تسبب الإحراج فلماذا يتعمد بعض الأهل إحراج الصغير أمام الآخرين.





صداقات بالقوة


من الأخطاء الشائعة بين أقارب الطفل الانطوائي أنهم يحاولون دفعه ولو بالقوة لتكوين صداقات مع الأطفال في مثل سنه.. يريدون منه أن يلعب رغماً عنه مع الأطفال الآخرين ويختلط بهم اعتقاداً منهم أنه الأسلوب الأمثل لإخراجه من انطوائيته وهذا خطأ كبير.


فالطفل الانطوائي غالباً ما تكون صداقاته محدودة جداً ومن خارج العائلة.. صديق أو اثنان على أبعد تقدير وهذا ليس لأنه غير اجتماعي أو من الصعب عليه الاختلاط بالآخرين بل لأن من الصعب عليه فتح قلبه للكثيرين.





الخروج عن الروتين


حين اصطحاب الطفل الانطوائي إلى مكان جديد لم يسبق أن زاره.. منزل صديق او قريب أو زيارة متحف أو ملعب أو حديقة حيوان.. أعطه فرصة لاكتشاف المكان والتأقلم مع هذا الجديد.. اتركه حتى يرى بنفسه.. أن يفكر بخطوته التالية ولا تجبره على الانخراط الفوري مع أشخاص لا يعرفهم أو في بيئة لا خبرة له فيها.


فالطفل الانطوائي يفضل الوجوه التي يعرفها والبيئة التي يألفها، وكل خروج عن الروتين يحتاج من وجهة نظره لوقفة تأمل لمعرفة كل التفاصيل الجديدة.. ربما دقائق قليلة فقط، وإذا طالت هذه الدقائق فالمطلوب من الأبوين الصبر.. وليس أي شيء آخر.





احذروا الطفل الهادئ


اعتقاد شائع أن الطفل الهادئ عادة ما ينقلب حين يكبر إلى عكسه تماماً.. لا يوجد ما يؤيد هذا الاعتقاد من الناحية العلمية ومع ذلك يتمسك به الكثيرون.








نصائح لا معنى لها


وفي ما يلي بعض الأسئلة والنصائح التي لا معنى لها والتي غالباً ما يتفضل أصحابها بطرحها على الطفل الخجول أو الانطوائي:


هل أنت خجول؟


ماذا يتوقع من يطرح مثل هذا السؤال السخيف؟ هل المسألة في حاجة لاستحضار روح أينشتاين كي يعرف الجواب؟


هل أكلت القطة لسانك؟


ماذا لو أجاب الصغير بكلمة نعم.. لقد أكلت القطة لساني وأخفته في جيوبك.. أعده إلي أرجوك.





ابتسم


ماذا.. هل يعمل صاحب هذه النصيحة على تهيئة الأجواء لالتقاط صورة تذكارية؟ ألا يعلم أن الابتسامة العفوية أكثر جمالاً؟


لم تفعل شيئاً لكي تخجل منه


محاولة يجافيها الذكاء والمنطق كما لو كان المتحدث يريد الفصل بين الأشياء التي يفعلها الطفل أو يقولها، فهذا يسبب الخجل وذاك لا بأس به، متناسياً أن الطفولة هي عالم التجربة واكتساب المعرفة وقد مررنا بها جميعنا بمن فينا صاحب هذه المحاضرة.








التأنيب أمام الآخرين


الأطفال ليسوا معصومين عن الخطأ فلا تتوقع من الطفل أن يفكر ويتصرف بالطريقة التي يفكر ويتصرف فيها الكبار، وبالتالي فحين يقول أو يفعل شيئاً ليس من المفروض أن يقوله أو يفعله فيستحسن لفت نظره أو تأنيبه أو الصراخ عليه أو تهديده بالعقاب، حسب طبيعة الفعل أو القول، لكن ليس أمام الآخرين بل على انفراد. وبالنسبة للطفل الانطوائي فالتأنيب أمام الآخرين يعطي نتائج عكسية تماماً ومضاعفة، والشيء ذاته يقال عن الصراخ أو التهديد والوعيد، لأن مثل هذه التصرفات من قبل الأهل أمام الآخرين تسلط الأضواء على الطفل الانطوائي الذي يكره بطبيعته هذا الاهتمام وبالتالي يكون من الصعب عليه التخلص من آثاره السلبية.
 
أعلى