العقد المرصود في الحلّ الموعود - القسم الثاني

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
العقد المرصود في الحلّ الموعود

القسم الثاني


انحصار وتراجع , آلآم ومواجع .....

تراجعت قوة التحالف الصهيوني في فترة ولاية بل كلينتون لأسباب منها :
خلاف بين بل كلينتون مع منظمة "إيباك" , عندها قرر إسحاق رابين رئيس الحكومة آنذاك أن يتعامل مباشرة مع الإدارة الأمريكية دون مساعدة أو الرجوع لمنظمات اللوبي .
عدم رضا معظم أعضاء اليمين المسيحي عن نتائج مؤتمر أوسلو ودعم البيت ألبيض لها .
فوز حزب العمل بالانتخابات وتسلمه زمام السلطة اضعف العلاقة بين إسرائيل واليمين المسيحي الصهيوني لأن الأخير كان يفضّل التعامل مع حزب الليكود .


ألسوسة التي تسعى للدمار .....

في عام 1996 فاز حزب الليكود بالحكم مما ساعد على إحياء هذا التحالف خاصة صعود نتنياهو على رأس الحكومة لأن نتنياهو كان قد أقام علاقات وطيدة مع المنظمات المسيحية الصهيونية خلال فترة خدمته كمندوب إسرائيل الدائم في الأمم المتحدة , وقد شجع نتنياهو حلفاءه في اليمين المسيحي على شنّ الهجمات بحملات إعلامية ضد مسيرة السلام , وفي هذا السياق فقد قام نتنياهو بدعوة القيادات المسيحية الأصولية الأمريكية لعقد مؤتمر في إسرائيل لإعلان موقفها المعادي لعملية السلام , وهكذا كان , وشنّت هذه المنظمات حملة إعلامية مركزة عارضت بها ورفضت اقتراح تقسيم القدس , وبنفس الوقت حاولت هذه المنظمات تشويه صورة السلطة الفلسطينية بدعوى سوء معاملتها للمسيحيين .
وتدور الأيام ويأتي بوش .....
عاد مرة أخرى دور التحالف المسيحي الصهيوني والصهيوني اليهودي ليبرز مجددا ويقوى في فترة ولاية بوش الابن لأسباب منها :
تسلّم الليكود السلطة في إسرائيل مما ساعد على تقوية دور المسيحيين الصهيونيين في الولايات المتحدة .
فوز الحزب الجمهوري بانتخابات 2000 مما أدى لتقوية دور اليمين المسيحي الأصولي ومنه التيار المسيحي الصهيوني .
هجمات الحادي عشر من أيلول عزز فكر وادعاءات التيار المسيحي المتصهين وساعد على زيادة التعاون بين المنظمات المسيحية واليهودية في الولايات المتحدة كرأس الحربة للتصدي لخطر " الإسلام الأصولي " .

في فترة ولاية بوش برز وبكثافة دور التحالف الصهيوني في تحديد مسار السياسة الأمريكية خاصة بعد2002 مثل الحملة الإعلامية الشرسة التي شنها التحالف الصهيوني ضد دعوة بوش إسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية , مما أجبر بوش التراجع عن موقفه ومطالبته إسرائيل بالانسحاب . في السنوات الماضية ظهرت منظمات مسيحية يمينية مؤيدة لإسرائيل مثل منظمة " قف بجانب إسرائيل " التي أسسها أحد أقطاب اليمين المسيحي غاري بوار , وقد كان ضيوف المؤتمر السنوي الأول لهذه المنظمة السفير الإسرائيلي في واشنطن دانيال أيالون ووزير العدل السابق جون آشكروفت إضافة لعديد من أعضاء الكونغرس . فهي إذن خطوط بيانية صاعدة وهابطة في وجودها وتأثيراتها في المحيط الثقافي والسياسي الذي تعمل فيه .
لا تيأسوا , لقد أتاكم أوباما .....

عند ترشيح أوباما لانتخابات الرئاسة كتبت أوساط مقربة من تيار اليمين المسيحي واللوبي الصهيوني سلسلة مقالات حول تقييم السياسة الخارجية المتوقعة من أوباما , ومن أهم هذه المقالات ل إيد لاسكي محرر الشؤون السياسية لنشرة "اميركان ثينكر " في 22 آذار 2007 يعرض لاسكي فيه مؤشرات يجب بحسب رأيه أن تجعل " المدافعين عن التحالف الأمريكي الإسرائيلي يتوقفون للتأمل " وتركزت أقوال لاسكي حول علاقات أوباما خاصة في مكان إقامته في شيكاغو وليس عن مواقفه المعلنة . وأشار لاسكي لمواقف المرشد الروحي لأوباما القس جيريميه رايت وأشار إلى أصدقاء أوباما المعادين لإسرائيل مثل الناشط السياسي علي أبو نيمة وكذلك إشارة وتأويلات لحضور أوباما محاضرة لإدوارد سعيد والتقاط صور مشتركة لهما , أما إشارات لاسكي حول مواقف أوباما المعلنة كانت مزايدة من خلال التشكيك غير المبرر حول آرائه التي تدعم بشكل واضح " الحلف الأمريكي ألإسرائيلي " بما في ذلك ما جاء في خطاب له أمام اللوبي الصهيوني ممثلا في منظمة إيباك , لهذا كان واضحا لماذا مرّت انتقادات وإشارات لاسكي بصمت .
بالرغم من تصريحات أوباما قبل انتخابه بشأن القضية الفلسطينية والعلاقات الأمريكية العربية وبالرغم من خطاب القاهرة وخطاب تركيا إلا أن الرجل هو الضامن المطلق لأمن إسرائيل وأن شعب إسرائيل له مكانة خاصة لدى الشعب الأمريكي وإنكاره وجود هوة خلافية بينهما وإنما هو خلاف أو سؤ فهم بين الأصدقاء , فالوقائع على الأرض أثبتت أن منتقدي أوباما , لم يجنوا ولم يتجنوا على الرجل , بل حكموا عليه من خلال أفعاله التي جاءت استمرارا لأفعال سابقه بوش , بل وبخطورة أكبر وشراسة أشدّ . فالعداء التقليدي ضد إيران والدعم التقليدي للكيان الصهيوني وألف يوم لحصار الفلسطينيين ومناهضة قوى المقاومة وفي مقدمتها حماس والتحالف مع أكثر الأنظمة تخلفا ودكتاتورية في المنطقة وأخيرا بناء الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا بقيت على حالها بل ازدادت سوءا . ولقد أكدّ الدكتور وليد عبد الحي , الباحث في القضايا الإستراتيجية في جامعة اليرموك أن لهجة أوباما التصالحية , ما هي إلا تغيير تكتيكي في السياسة الأمريكية والتي كانت مناهضة للعالم الإسلامي وللعرب , ولا تعبّر بحال عن تغيير في الإستراتيجيات , فإن الولايات المتحدة تشعر في اللحظة الآنية ضعفا نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية والتي كانت هي نفسها السبب الرئيسي في صنعها , لذلك فإنها تُظهر نهجا تصالحيا مع العالم كله تقريبا , ومع العالم الإسلامي خاصة , لكن لن ينعكس بحال من الأحوال ولا بشكل من الأشكال على معالجة القضايا الرئيسية في العالم الإسلامي سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان , فإن بناء جسور التفاهم والثقة يتطلب تغيير جذري في السياسة الخارجية الأمريكية المنحازة بامتياز دون حدود لإسرائيل .


تمت الاستعانة بمصادر متعددة .





عمر رزوق

أبوسنان

عكا

الجليل

 
أعلى