العقد المرصود في الحلّ الموعود

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
العقد المرصود في الحلّ الموعود

القسم الأول



كلما ظهرت دعوة لتخفيف الدعم الأمريكي اللا محدود لإسرائيل على أساس أن أسباب القلق و"الأخطار" التي كانت تواجهها إسرائيل من تداعيات الحرب الباردة والأخطار الأمنية التي تهدد أمن إسرائيل ووجودها قد انتهت فإن التحالفات الدينية بين الصهيونية والمسيحية المتطرفة في أمريكا وتل أبيب تأبى إلا أن تتصدى لهذه الدعوة بل وتمنعها من الظهور ومناقشتها علنيا مما يبرز قوة التيار المسيحي الصهيوني في أمريكا وعلاقته المتجذّرة بحكام إسرائيل . يقول الأستاذ بجامعة شيكاغو واغنر: " بعد تدمير إسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981 , لم يقم رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن بالإتصال بالرئيس الأمريكي , بل بأكبر زعماء اليمين المسيحي جيري فالويل طالبا منه أن يشرح للمجتمع المسيحي الأمريكي أسباب الضربة الإسرائيلية لمفاعل العراق " . وأكدت دراسة للباحثَين الأمريكيَين جون مريشيمر وستيفيت والت :" بعد نهاية الحرب الباردة لم يعد هناك مبرر منطقي لاستمرار العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشكلها الحالي, كما أن مبرر : المبادئ الديمقراطية المشتركة " لا يتماشى مع السياسات الإسرائيلية لما فيها من انتهاكات لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية ". ويؤكد الباحثان إن إسرائيل لم تعد "دولة بلا حيلة " نظرا لصعودها لمرتبة القوة العسكرية الأولى بلا منازع في المنطقة , وهذا ما يفرض البحث عن الأسباب الأخرى التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في تقديم الدعم لإسرائيل .

صهاينة من كلا الطرفين .....
من الأمور المهمة للحزب الجمهوري الحصول على دعم البروتستانت الأصوليين ودعم الطبقات المتوسطة وليس الشرائح المتدينة فقط , بالرغم من الإدراك بأن السياسة الاقتصادية للجمهوريين تضرّ نفس الشرائح التي يسعى الحزب لاكتساب تأييدها , فكيف السبيل للحصول على تأييدهم ؟ وجد الجمهوريون المبرر , ما أسموه " المبادئ المسيحية" أو " المبادئ الأسرية" , وبدأ التيار اليميني يدّعي أنه " المحافظ الرئيس على الأخلاقيات المسيحية الأصيلة والتي تزعزع كيانها نتيجة صعود التيار الليبرالي , وهكذا تحّول الحزب الجمهوري من حزب الأثرياء إلى حزب الأخلاق المسيحية .

لا يمكن الإشارة ليوم محدد لبداية التحالف بين المسيحية الصهيونية والصهيونية اليهودية , فهو ناتج عن التطورات المتصلة منذ أمد بعيد منذ العصور الوسطى-سيكون لنا مقال بهذا الموضوع إن شاء الله فالإيمان بحتمية إقامة دولة اليهود على أرض فلسطين كجزء من النبوءة التوراتية لظهور المسيح عليه السلام أمر يعود للقرن السادس , وإن كان نمو الطفرة لهذا التحالف كان في الولايات المتحدة في القرن العشرين , فإن أول نشاط أمريكي من أجل إقامة الدولة اليهودية , لم يكن للمنظمات اليهودية إنما للمبشر المسيحي الأصولي وليم بلاكستون , الذي قاد عام 1891 حملة سياسية ضاغطة على الرئيس بنيامين هاريسون ليدعم إنشاء دولة يهودية بأرض فلسطين ولكنها لم تسفر عن شيء ولكنها كانت الظهور الأول للمسيحية الصهيونية في السياسة الأمريكية . كان ركود هذه الحركة شبه تام حتى عام 1948 عند الإعلان عن قيام دولة إسرائيل وتضاعفت قوتها أضعاف وأضعاف بعد احتلال القدس الشريف وقطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان وسيناء في عام 1967 حيث كانت النظرة البروتستانتينية الأصولية لنتائج حرب حزيران كتحقق للنبوءة التوراتية بانبثاق دولة يهودية بفلسطين , ومن هذا المنطلق كتب أحد المفكرين الذي ينتمي للمسيحية الصهيونية في مجلة " المسيحية اليوم " : " للمرة الأولى منذ أكثر من 2000 سنة , القدس الآن في أيدي اليهود ما يعطي دارسي الكتاب المقدس إيمانا متجددا بدقته وصحة مضمونه ".

تغلغل الصهيونية بين أضلاع المسيحية ألأصولية .....

تحولت ظاهرة تصهين اليمين الأمريكي في سنوات السبعين والثمانين وتحالفه مع الصهيونية اليهودية لعنصر مركزي دائم في الواقع السياسي , وقبل تبيان تفاصيل هذا التحالف نأتي على ذكر الأمور التالية :

إن التحالف ما بين المسيحية الصهيونية والصهيونية اليهودية لا يقتصر على الساحة السياسية الأمريكية فقط , فروابط علاقة الحكومة الإسرائيلية بالمنظمات المسيحية الصهيونية تمثل بُعدا هاما لهذا الحلف , والمتفحص لهذه الأمور يرى أن دور هذه المنظمات في تجنيد الدعم الأمريكي لإسرائيل يرتفع ويقوى في فترات حكم حزب الليكود.
أن بعض عناصر اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لا يرحبون ولا يحبذون مشاركة الجانب المسيحي الصهيوني في دعم إسرائيل .
التيار المسيحي الصهيوني يمثل قوة سياسية مستقلة عن اللوبي الصهيوني من حيث الايدولوجيا والهوية ودوافع تقديم العون لإسرائيل .
إن صلابة هذا التحالف ازدادت قوة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات , فبدأت شخصيات مرموقة من تيار اليمين المسيحي تعلن بأن دعم إسرائيل فرض ديني لكل مسيحي , فمن أقوال مؤسس حركة " الأغلبية الأخلاقية " جيري فالويل :" إن الوقوف ضد إسرائيل هو كالوقوف ضد الرب , ونحن نؤمن بأن الكتاب المقدس والتاريخ يثبتان أن الرب يجازي كل أمة بناءا على كيفية تعاملها مع إسرائيل ".

وكان رئيس حكومة إسرائيل آنذاك مناحم بيغن قد قدّم لفالويل جائزة جابوتنسكي عام 1981 تقديرا له لدعمه إسرائيل وشهد العام 1980 تأسيس منظمة السفارة المسيحية العالمية بالقدس الشريف بهدف تقوية الدعم المسيحي العالمي لإسرائيل , وكانت القدس قد شهدت من قبل ,عام 1976 تأسيس منظمة " جسور السلام " والتي تشرح خطتها لتحقيق السلام كما يلي :" نعطي من خلال برامجنا فرصة للمسيحيين , سواء داخل أو خارج إسرائيل للتعبير عن مسؤوليتهم الكتابية أمام الرب كأولياء لإسرائيل والمجتمع اليهودي ".

تحالف بين المسيحية الصهيونية والصهيونية اليهودية , عوامل ساعدت على صلابة هذا التحالف :
1- انتشار أيديولوجيا المسيحية الصهيونية بين صفوف اليمين الأمريكي .
2- نجاح اللوبي الصهيوني في تقوية دعم واشنطن لإسرائيل وخاصة بعد حرب حزيران.
3- فوز الليكود بانتخابات 1977 وتشكيله للحكومة , سياسة مناحم بيغن في بناء المستوطنات حظيت بتأييد وتشجيع المسيحيين الصهيونيين الأمريكيين , وليس مصادفة تكرار مناحم بيغن للإسم التوراتي للضفة الغربية " يهودا والسامرة " في تصريحاته . فقد ساعد هذا الأمر على فكرة إحياء عودة المسيح عليه السلام وصلتها بقيام الدولة اليهودية عند اليمين المسيحي .

كشف هذا التحالف عن نواياه برفض إقامة الدولة الفلسطينية القاطع في أواخر السبعينيات عندما أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ترحيبه بفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة , فقامت قيامة المنظمات اليهودية والمسيحية الصهيونية وأدانت الفكرة من خلال حملة مكثفة في الصحف . أما رونالد ريغان فكان من كبار المؤمنين بالرابط بين إنشاء الدولة اليهودية وعودة المسيح عليه السلام , وجاء ذلك من خلال حديث بينه وبين لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية ( إيباك ) . تشير دراسة لدونالد واغنر أستاذ العلوم الدينية بجامعة نورث بارك بشيكاغو بأن منظمات اللوبي الصهيوني والمؤسسات المسيحية الصهيونية اشتركوا بتنظيم الندوات في البيت الأبيض لحث ريغان بالاستمرار بمساندة الموقف الإسرائيلي , وكان ممن حضر تلك الندوات قيادات التيار المسيحي الصهيوني مثل جيري فالويل وبات روبرتسون وتيم لاهاي وإدوارد ماكتير ومستشار الأمن القومي السابق روبرت ماكفرلين واوليفر نورث عضو مجلس الأمن القومي في فترة ولاية ريغان .




عمر رزوق

أبوسنان

عكا

الجليل
 

جمانة

أحاسيس مبعثرة

إنضم
Sep 30, 2008
المشاركات
16,243
مستوى التفاعل
160
المطرح
بقلبو
رسايل :

اللهم انصر شعب البحرين و جميع الشعوب المظلومة

شكرا كتير ع المقال الرائع .. الله ينصرنا ع الظلم ..
 

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
شكرا كتير ع المقال الرائع .. الله ينصرنا ع الظلم ..



أيتها الوردة الفارسية

لن ننتصر على الظلم إلا بعد أن نتحرر من أنفسنا و من خوفنا , من ظلمنا لبعضنا

لن ننتصر حتى نتجرأ ونقول لا لأمريكا ومخططاتها

لن ننتصر ما بقيت ضمائر أغلب حكامنا تعمل بالأجرة لدى أوباما وزمرته ونتنياهو وشلته .


عسى الله تعالى أن ينزع مهابتهم من صدورنا



شكرا لمرورك





عمر رزوق
 

جمانة

أحاسيس مبعثرة

إنضم
Sep 30, 2008
المشاركات
16,243
مستوى التفاعل
160
المطرح
بقلبو
رسايل :

اللهم انصر شعب البحرين و جميع الشعوب المظلومة

ربما نكون في الخطوة الاولى لكل ما ذكرت ..
فثورات الشعوب في تزاحم دائم .. و لا أظنها ستخبو في هذه الآونة ..

شكرا مرة اخرى ..
 

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
ربما نكون في الخطوة الاولى لكل ما ذكرت ..
فثورات الشعوب في تزاحم دائم .. و لا أظنها ستخبو في هذه الآونة ..

شكرا مرة اخرى ..





آمــــــــــــــــــــــــــين




عمر رزوق
 
أعلى