DE$!GNER
بيلساني محترف





- إنضم
- Apr 4, 2011
- المشاركات
- 2,637
- مستوى التفاعل
- 44
- المطرح
- بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم


من السّهل علينا قلع أسناننا المنخورة بعد تخديرها، واجتثاث السوس من حولها، وتنظيفها وتلميعها، إنما الصعوبة تكمن في إزالة أوساخ بعض النفوس، وتطهير الدم من زمر الفساد وعصابات الجراثيم.
قد يظنّ البعض أن السوس يتواجد فقط في الأسنان وحول الأضراس، والديدان تعيش داخل الأرض وتحت الحجارة وجذوع الأشجار، ويغيب عنهم أن انتشار السوس في كل مكان من الجسد، ولا يقتصر نخره على اللحم والشحم، بل تمتّد أنيابه وأظافره لتعيث فساداً في النفوس والقلوب، وإن كنّا لا نراه وهو يحفر مؤامرته في ظلمة الفم، وعتمة الجسد، فنتائجه ستظهر بعد أن يتمكّن ويستوطن في العظام.
ويسهل تقويم الأسنان في بداية اعوجاجها وميلانها، ويصعب استقامتها بعد نمّوها وتصّلبها واكتمالها، فالغصن الطري يمكننا تحويله إلى أي جهة نريد، بينما يصعب علينا تقويم الأغصان الكبيرة واليابسة إلا بعد كسرها، فلا تجمُّد الماء أو سكونه في المستنقعات هو الذي يعطيه القوة والجبروت، بل رقتّه وليونة تعاطيه وتأقلمه مع مَن حوله.
وكما أن حياة بذار القمح في دفنها، كذلك هي قوّة الأحياء وعظمة الأشياء تكمن في اختفائها عنّا لحين، وغيابها عن عيوننا لمدّة، لكنها ما تلبث أن تعود، كما تعود الينابيع بعد الثلوج والأعاصير، والفجر بعد العتمة.
ولا يتعكّر ضوء الشمس إذا سقط على مستنقعات الوحل، ولا تتغيّر عادات الخنازير وإن عاشت جنباً إلى جنب مع الغزلان والعصافير، ولا تزداد قيمة الغربان السود وإن سكنت في القصور العالية، ولا يرخص معنى الورد ويتسمّم عطره وإن نبت في الطين وبين القبور.
وجميع الألسن قادرة على الحركة بسهولة فقط إذا كانت داخل الأفواه المطبقة، كما أن كل برق لا يُرى التماعه إلّا إذا حدث في العتمة.
ويدخل الماء في تركيب كل شيء وكل حي ولا أحد يدخله أو يحمل صفاته، ويحتضن الفضاء جميع الأجنحة ولا جناح يحتضنه، ويحمل البحر كل السّفن ولا سفينة تحمله، ويتحمّل الكريم كلام اللئام دون أن يضيق صدره بهم، ويحرّر الفكر الحرّ جميع الأفكار، ويصعب على أي فكر مُستعبد أن يقّيده، وتُمنح الحناجر للجميع لكن قلّة من يغنّي، كما أن لجميع الطيور ريشاً، إنّما قلّة من يطير ويرتفع، أو يحلّق بريشه.
وحمل الشهادات العليا تخدم الموهبة الحقيقية ولا تخلقها، كما أن القدمين يحملان الرأس لكنّهما لا يفكّران عنه، والسيف المسلول في يد الجبان مثله مثل قطعة من الثلج، أو عصا يابسة مرمية في نهر، والدرع الفولاذي قد يحمي القلب لكنه لا يمنحه الإقدام والشّجاعة.
والجذور ضرورية لكل الشجر، لكنها نادراً ما تؤكل، فهي مرّة المذاق لكنّها تغذّي الثّمار وتعطيها حلاوة الأرض، ومذاق الشمس وطاقتها.
والغيوم لا تُشرب رغم أنها تحمل المطر، كما أن القمر لا يُعطي نوراً، إنّما يعكسه عن غيره ولا يخزّنه في وديانه أو قمم جباله.
ويبقى الكلام الثقيل مفعوله ضعيفاً داخل النفوس الهشّة، وتأثيره محدوداً في العقول الخفيفة.
قد يظنّ البعض أن السوس يتواجد فقط في الأسنان وحول الأضراس، والديدان تعيش داخل الأرض وتحت الحجارة وجذوع الأشجار، ويغيب عنهم أن انتشار السوس في كل مكان من الجسد، ولا يقتصر نخره على اللحم والشحم، بل تمتّد أنيابه وأظافره لتعيث فساداً في النفوس والقلوب، وإن كنّا لا نراه وهو يحفر مؤامرته في ظلمة الفم، وعتمة الجسد، فنتائجه ستظهر بعد أن يتمكّن ويستوطن في العظام.
ويسهل تقويم الأسنان في بداية اعوجاجها وميلانها، ويصعب استقامتها بعد نمّوها وتصّلبها واكتمالها، فالغصن الطري يمكننا تحويله إلى أي جهة نريد، بينما يصعب علينا تقويم الأغصان الكبيرة واليابسة إلا بعد كسرها، فلا تجمُّد الماء أو سكونه في المستنقعات هو الذي يعطيه القوة والجبروت، بل رقتّه وليونة تعاطيه وتأقلمه مع مَن حوله.
وكما أن حياة بذار القمح في دفنها، كذلك هي قوّة الأحياء وعظمة الأشياء تكمن في اختفائها عنّا لحين، وغيابها عن عيوننا لمدّة، لكنها ما تلبث أن تعود، كما تعود الينابيع بعد الثلوج والأعاصير، والفجر بعد العتمة.
ولا يتعكّر ضوء الشمس إذا سقط على مستنقعات الوحل، ولا تتغيّر عادات الخنازير وإن عاشت جنباً إلى جنب مع الغزلان والعصافير، ولا تزداد قيمة الغربان السود وإن سكنت في القصور العالية، ولا يرخص معنى الورد ويتسمّم عطره وإن نبت في الطين وبين القبور.
وجميع الألسن قادرة على الحركة بسهولة فقط إذا كانت داخل الأفواه المطبقة، كما أن كل برق لا يُرى التماعه إلّا إذا حدث في العتمة.
ويدخل الماء في تركيب كل شيء وكل حي ولا أحد يدخله أو يحمل صفاته، ويحتضن الفضاء جميع الأجنحة ولا جناح يحتضنه، ويحمل البحر كل السّفن ولا سفينة تحمله، ويتحمّل الكريم كلام اللئام دون أن يضيق صدره بهم، ويحرّر الفكر الحرّ جميع الأفكار، ويصعب على أي فكر مُستعبد أن يقّيده، وتُمنح الحناجر للجميع لكن قلّة من يغنّي، كما أن لجميع الطيور ريشاً، إنّما قلّة من يطير ويرتفع، أو يحلّق بريشه.
وحمل الشهادات العليا تخدم الموهبة الحقيقية ولا تخلقها، كما أن القدمين يحملان الرأس لكنّهما لا يفكّران عنه، والسيف المسلول في يد الجبان مثله مثل قطعة من الثلج، أو عصا يابسة مرمية في نهر، والدرع الفولاذي قد يحمي القلب لكنه لا يمنحه الإقدام والشّجاعة.
والجذور ضرورية لكل الشجر، لكنها نادراً ما تؤكل، فهي مرّة المذاق لكنّها تغذّي الثّمار وتعطيها حلاوة الأرض، ومذاق الشمس وطاقتها.
والغيوم لا تُشرب رغم أنها تحمل المطر، كما أن القمر لا يُعطي نوراً، إنّما يعكسه عن غيره ولا يخزّنه في وديانه أو قمم جباله.
ويبقى الكلام الثقيل مفعوله ضعيفاً داخل النفوس الهشّة، وتأثيره محدوداً في العقول الخفيفة.