عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
العنف بين الإدراك والتدارك
إن العوامل الأساسية التي تساعد على نمو العنف وترعرعه بشكل رئيسي ,اقتصادية وسياسية ونفسية , والجهل والتخلف والانغلاق سبب بإنماء المفاهيم التي تتلاءم وظروف الحاجة والعوز والفقر طويل الأمد تتنافى والمنظومة الثقافية السائدة بحدود وإدراكات معقولة .
إن الإنسان ليس عنيفا بفطرته وهو بتكوينه المسالم ميّال للمهادنة والرحمة واستعمال العقل , فترى الرسالات السماوية تؤكد بقوة على الحلم والتروي والرحمة والسلم والإخاء , وما الصراعات والحروب إلا الشيء الشاذ بالرؤية الدينية العامة . وما من شك بأن الثقافة قد أخذت الكثير من تعاليم الدين ووحي المفاهيم الدينية وحوّلته ظاهرا وفعلا في السلوك اليومي للمجتمع , وعلى هذا فإن العنف الممارس في التعامل اليومي , ظاهرة شاذة وليس قاعدة أساسية في كينونة المجتمع .
يفتك العوز المؤزّر بالجهل كوباء تتناقله الرياح وتذروه في زوايا وخبايا المجتمع , فترى الأفراد في تهافتهم واندفاعهم على أسباب ومقومات الحياة من غير الالتفات لما هو صحيح أم خطأ , حلال أم حرام , إنساني أم غير إنساني , يحدث التدافع والتصادم بل حتى الصراع بمسوغات الجهل واستنصار التخلّف واستدعاء الدين استدعاءا ليكون وسيلة إمساك للاستحصال على الغنائم من أفواه الآخرين . إن القسوة تقابلها القسوة والشدة تعادلها الشدة والغيظ يوازيه الغيظ إلى ما لا نهاية , والنتيجة الحتميّة الخراب والدمار والعار فتكون الحياة كريهة , لكن اللين تقابله المحبة والمودّة يقابلها التسامح فتكون الحياة كريمة , فخير لك أن تزرع وردا في درب الإنسانية على أن تزرع شوكا .
أينما تولي وجهك فثمة عنف , في المدارس والأسواق , في الطرقات وفي المكاتب , ترى التأزّم والعصبية ترتسم على وجوه العباد أيما توليت , إلا من رحم ربي , وقد انسلّ العنف وبشكل خطير للبّ البناء الأسري , بين الآباء والأبناء وبين الأبناء أنفسهم , ويتسلل العنف إلى الجيران والجيران الجُنب ونتيجة لهذا المنحى الخطير تتم جرائم الاستحواذ على أملاك الغير من سرقات وتخريب ونهب وسلب , عنف ضد المرأة وعنف ضد الأطفال وعنف ضد المسنين وعنف ضد ذوي الاحتياجات الخاصة وعنف ضد العوانس وعنف وعنف وعنف , ظاهرة تتحوّل وتحوّلت لكارثة اجتماعية كأنها مرض معدٍ شديد الخطورة يتطلّب الاحتواء والعلاج المناسب السريع , واستعمال كل شيء من شأنه أن يقضي عليه ويقصيه ويمسح آثاره السلبية من المجتمع .
لعل البداية تكون في الناحية السياسية كونها المؤثر الفعّال ولكونها أنموذجا يُحتدى به , ثم الجانب الاقتصادي الذي هو أصل تلك الظاهرة الخبيثة فيأتي دور الثقافة والتحصّن المعرفي والتلقّح بأسباب المناعة , والتثقيف لا أرى أنه يتعدى المفهوم الديني بآثار التسامح والمودّة والرفعة زد عليها المخزون الحضاري الفكري الاجتماعي من عادات وتقاليد حسنة وتعامل متحضّر قد آزر وجودها وبقائها الجانب الديني وبقيت تراثا وتقاليدا وقيما منغرزة في الذاكرة الجماعية للمجتمع .
" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " , " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " إن المواقف الإيجابية تقلل من المشكلات وتحدّ من حدّتها , تلك المشكلات المنبثقة عن الصراعات الاجتماعية , بل وتليّن نتائج المواجهات بين أطراف متناقضة . ليعلم مُظهر العداء والمغالي فيه بالاتهام والكيد , بأنه سيؤدي بعمله هذا لتحطيم وهزيمة نفسه أولا ثم الجماعة المنتمي إليها , إن طرفا ثالثا هو الرابح الوحيد من صراعات الطرفين , هو الغالب وهو الفائز بكونه أمام تدمير قوة الطرفين ,فإن قاعدة التنازع تفرض , الأقوى سيغلب الأقوى , وتنتهي هذه الصراعات لنتائج مدمّرة لتبطّنها بالكراهية والحقد والتسلط والتكالب على أسباب الحياة بطريقة غير شرعية تتركّز باستلاب الآخرين بغير حق سوى الأنانية وحب الذات أو قل كره الغير , وعلى هذا بنت إسرائيل سياساتها بالتعامل مع الأقلية العربية.
من العنف ما يستند للعاطفة فلا تتخذن موقفا على أساس موقف عاطفي , ولا تكن من أصحاب القطيعة والجحود فإنها تذكّي نار العنف وتخفي الضغينة والعدائية التي تُثار لأتفه الأسباب . إن التواصل وإشاعة السلام والاحترام وإشاعة الأخوة الدينية والإنسانية تمسح البغضاء من النفوس وتقتل العوامل المغذّية للعنف ... " ألا أدلّكم على شيء إن فعلتموه تحاببتكم , أفشوا السلام بينكم " صدق رسول الله , عندها سيكون المجتمع قابل للتغيير نحو الأحسن ثم يكون مهيئا للتغييرالسياسي والاقصادي بالشكل السليم .
تذكّر بأن الأيحاء بالعنف يتنافى والروح الدينية والإنسانية .
تذكّر بكبح الرغبة برفع صوتك فوق أصوات الآخرين .
تذكّر عدم المزاحمة واستباق الناس بالتدافع واستخدام القوة الجسدية .
تذكّر عدم إبراز ما يوحي بالقوة الجسدية أو المادية للآخرين .
تذكّر بأن الدين والتقوى سلوك , فإن صلح السلوك صلحت الأشياء كلها وإن فسدت فسدت كلها .
من واجب المسؤولين إقامة المؤسسات التي تهتم وتُعنى بنشر مفاهيم اللاعنف عند الأفراد .
التأكيد على دور الإعلام بإذاعاته وصحفه وشبكته العنكبوتية .
التأكيد على دور التربية والتعليم وخلق مناهج توعية تبدأ بالإنسان منذ مرحلة الطفولة حتى نهاية المرحلة الثانوية .
على عاتق الأسرة يقع العبء الأكبر بتنشئة الفرد للنهوض بالمجتمع بصفتها النواة التي يستقي منها أفكاره ويسوّقها في المجتمع .
إن الإنسان ليس عنيفا بفطرته وهو بتكوينه المسالم ميّال للمهادنة والرحمة واستعمال العقل , فترى الرسالات السماوية تؤكد بقوة على الحلم والتروي والرحمة والسلم والإخاء , وما الصراعات والحروب إلا الشيء الشاذ بالرؤية الدينية العامة . وما من شك بأن الثقافة قد أخذت الكثير من تعاليم الدين ووحي المفاهيم الدينية وحوّلته ظاهرا وفعلا في السلوك اليومي للمجتمع , وعلى هذا فإن العنف الممارس في التعامل اليومي , ظاهرة شاذة وليس قاعدة أساسية في كينونة المجتمع .
يفتك العوز المؤزّر بالجهل كوباء تتناقله الرياح وتذروه في زوايا وخبايا المجتمع , فترى الأفراد في تهافتهم واندفاعهم على أسباب ومقومات الحياة من غير الالتفات لما هو صحيح أم خطأ , حلال أم حرام , إنساني أم غير إنساني , يحدث التدافع والتصادم بل حتى الصراع بمسوغات الجهل واستنصار التخلّف واستدعاء الدين استدعاءا ليكون وسيلة إمساك للاستحصال على الغنائم من أفواه الآخرين . إن القسوة تقابلها القسوة والشدة تعادلها الشدة والغيظ يوازيه الغيظ إلى ما لا نهاية , والنتيجة الحتميّة الخراب والدمار والعار فتكون الحياة كريهة , لكن اللين تقابله المحبة والمودّة يقابلها التسامح فتكون الحياة كريمة , فخير لك أن تزرع وردا في درب الإنسانية على أن تزرع شوكا .
أينما تولي وجهك فثمة عنف , في المدارس والأسواق , في الطرقات وفي المكاتب , ترى التأزّم والعصبية ترتسم على وجوه العباد أيما توليت , إلا من رحم ربي , وقد انسلّ العنف وبشكل خطير للبّ البناء الأسري , بين الآباء والأبناء وبين الأبناء أنفسهم , ويتسلل العنف إلى الجيران والجيران الجُنب ونتيجة لهذا المنحى الخطير تتم جرائم الاستحواذ على أملاك الغير من سرقات وتخريب ونهب وسلب , عنف ضد المرأة وعنف ضد الأطفال وعنف ضد المسنين وعنف ضد ذوي الاحتياجات الخاصة وعنف ضد العوانس وعنف وعنف وعنف , ظاهرة تتحوّل وتحوّلت لكارثة اجتماعية كأنها مرض معدٍ شديد الخطورة يتطلّب الاحتواء والعلاج المناسب السريع , واستعمال كل شيء من شأنه أن يقضي عليه ويقصيه ويمسح آثاره السلبية من المجتمع .
لعل البداية تكون في الناحية السياسية كونها المؤثر الفعّال ولكونها أنموذجا يُحتدى به , ثم الجانب الاقتصادي الذي هو أصل تلك الظاهرة الخبيثة فيأتي دور الثقافة والتحصّن المعرفي والتلقّح بأسباب المناعة , والتثقيف لا أرى أنه يتعدى المفهوم الديني بآثار التسامح والمودّة والرفعة زد عليها المخزون الحضاري الفكري الاجتماعي من عادات وتقاليد حسنة وتعامل متحضّر قد آزر وجودها وبقائها الجانب الديني وبقيت تراثا وتقاليدا وقيما منغرزة في الذاكرة الجماعية للمجتمع .
" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " , " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " إن المواقف الإيجابية تقلل من المشكلات وتحدّ من حدّتها , تلك المشكلات المنبثقة عن الصراعات الاجتماعية , بل وتليّن نتائج المواجهات بين أطراف متناقضة . ليعلم مُظهر العداء والمغالي فيه بالاتهام والكيد , بأنه سيؤدي بعمله هذا لتحطيم وهزيمة نفسه أولا ثم الجماعة المنتمي إليها , إن طرفا ثالثا هو الرابح الوحيد من صراعات الطرفين , هو الغالب وهو الفائز بكونه أمام تدمير قوة الطرفين ,فإن قاعدة التنازع تفرض , الأقوى سيغلب الأقوى , وتنتهي هذه الصراعات لنتائج مدمّرة لتبطّنها بالكراهية والحقد والتسلط والتكالب على أسباب الحياة بطريقة غير شرعية تتركّز باستلاب الآخرين بغير حق سوى الأنانية وحب الذات أو قل كره الغير , وعلى هذا بنت إسرائيل سياساتها بالتعامل مع الأقلية العربية.
من العنف ما يستند للعاطفة فلا تتخذن موقفا على أساس موقف عاطفي , ولا تكن من أصحاب القطيعة والجحود فإنها تذكّي نار العنف وتخفي الضغينة والعدائية التي تُثار لأتفه الأسباب . إن التواصل وإشاعة السلام والاحترام وإشاعة الأخوة الدينية والإنسانية تمسح البغضاء من النفوس وتقتل العوامل المغذّية للعنف ... " ألا أدلّكم على شيء إن فعلتموه تحاببتكم , أفشوا السلام بينكم " صدق رسول الله , عندها سيكون المجتمع قابل للتغيير نحو الأحسن ثم يكون مهيئا للتغييرالسياسي والاقصادي بالشكل السليم .
تذكّر بأن الأيحاء بالعنف يتنافى والروح الدينية والإنسانية .
تذكّر بكبح الرغبة برفع صوتك فوق أصوات الآخرين .
تذكّر عدم المزاحمة واستباق الناس بالتدافع واستخدام القوة الجسدية .
تذكّر عدم إبراز ما يوحي بالقوة الجسدية أو المادية للآخرين .
تذكّر بأن الدين والتقوى سلوك , فإن صلح السلوك صلحت الأشياء كلها وإن فسدت فسدت كلها .
من واجب المسؤولين إقامة المؤسسات التي تهتم وتُعنى بنشر مفاهيم اللاعنف عند الأفراد .
التأكيد على دور الإعلام بإذاعاته وصحفه وشبكته العنكبوتية .
التأكيد على دور التربية والتعليم وخلق مناهج توعية تبدأ بالإنسان منذ مرحلة الطفولة حتى نهاية المرحلة الثانوية .
على عاتق الأسرة يقع العبء الأكبر بتنشئة الفرد للنهوض بالمجتمع بصفتها النواة التي يستقي منها أفكاره ويسوّقها في المجتمع .
عمر رزوق
أبوسنان
أبوسنان