الغاء مسابقة توظيف بوزارة الداخلية التونسية اثر انتقادات لما تضمنته من أسئلة دينية

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
قرر وزير الداخلية التونسي الجديد لطفي بن جدو (مستقل) اعادة اجراء مناظرة (مسابقة) انتداب ضباط صف بجهاز الحرس الوطني بعدما اثار توجيه اسئلة دينية الى المشاركين في المناظرة، بعضها يتعلق بتاريخ اقامة حد السرقة على النساء، انتقادات كبيرة في البلاد.
وأعلنت الوزارة في بيان نشرته مساء اليوم "نظرا لما أثاره اختبار انتداب عرفاء (ضباط صف) للحرس الوطني من ردود فعل (..) قرر وزير الداخلية فتح بحث إداري بخصوص اختبار +الأسئلة متعددة الاختيارات+ وتحديد المسؤولية في الموضوع وترتيب الأثر القانوني على ذلك، واعادة إجراء الاختبارات".
وقالت ان هذا القرار يأتي "في إطار سعي الوزارة إلى دعم سياسة الحياد والعمل بكل شفافية ودرءا لكل تشكيك".
ونشر موقع "جدل" الالكتروني التونسي اليوم نسخة مسربة من اختبار "الاسئلة متعددة الاختيارات" الذي وجهته الادارة العامة للحرس الوطني بوزارة الداخلية الى مشاركين في مناظرة انتداب ضباط صف بالحرس الوطني اقيمت امس الأحد.
وتضمن الاختبار ستين سؤالا منها 12 سؤالا دينيا يقول احدها "من (هي) أول امراة قطعت يدها في السرقة؟".
ولاحظ الموقع ان الاسئلة المطروحة على المشاركين في المناظرة "لا تتلاءم مع مهمة الأفراد الذين سيتم انتدابهم" فيما انتقدت وسائل اعلام محلية ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي "محاولات اسلمة جهاز الامن" في تونس التي يحكمها اسلاميو حركة النهضة منذ نهاية 2011.
وتداول نشطاء فيسبوك على نطاق واسع نسخة الاختبار المسربة وكتبوا اسفلها تعاليق ساخرة مثل "من يجري المناظرة؟ وزارة الداخلية أم وزارة الشؤون الدينية؟"، و"هل يريدون انتداب ضباط صف أم شيوخ دين؟".
وقال يسري الدالي المدير السابق لوحدة "الدراسات وتطوير الكفايات للامن الوطني" بوزارة الداخلية والذي كان يشرف على اعداد الاسئلة متعددة الاجابات الخاصة بمناظرات التوظيف في الوزارة لفرانس برس انه "صدم" عندما اطلع على نوعية الاسئلة التي تم تسريبها.
واضاف "في السابق لم يكن هناك في المناظرات (مسابقات التوظيف) ركن خاص بالاسئلة الدينية".
وتابع "اعتقد ان بعض القياديين الامنيين (الحاليين) يريدون التقرب الى الفكر الاسلامي لحركة النهضة (الاسلامية الحاكمة) لذلك وضعوا ركنا دينيا ضمن الاسئلة متعددة الاجابات، واستبعد ان تكون حركة النهضة هي التي وضعت هذا الركن".
ولفت الى أن "القياديين الامنيين في تونس اليوم يميلون مع الريح، وغدا إن وصل يساريون او شيوعيون الى الحكم فستكون الاسئلة عن ماركس ولينين".
وكانت وزارة الداخلية أقرت في بيان نشرته صباح اليوم بصحة وثائق الاختبار المسربة.
وقالت "مجموع الأسئلة التي تم طرحها بلغ 60 سؤالا في الرياضة والتاريخ والجغرافيا والعلوم والفن ومن بينها أسئلة تتعلق بالدين الإسلامي".
واضاف ان "هذا لا يعدو الا ان يكون من باب الأسئلة المتعلقة بالثقافة العامة ومحاولة فصلها عن المضمون العام للاختبار هو من باب القراءة الخاطئة".
وفي آذار/مارس الماضي تولى القاضي لطفي بن جدو (مستقل) وزارة الداخلية خلفا لعلي العريض القيادي في حركة النهضة.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي كشف مسؤول رفيع المستوى بوزارة الداخلية في تصريح صحفي ان "قيادات عليا" بالوزارة ادرجت مادة "التثقيف الديني" ضمن مقررات التعليم في مدارس الامن التونسية.
 
أعلى