الفرنسيون يستعيدون مدينة على طريق غاو بعد تفجير الاسلاميين جسرا يصل بالمدينة

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
استعاد الجنود الفرنسيون والماليون الجمعة مدينة على طريق غاو، معقل الاسلاميين في شمال شرق مالي، الا ان هؤلاء ردوا من خلال تفجير جسر استراتيجي قرب الحدود النيجرية حيث يمكن وصول قوات الائتلاف الافريقي.
وتقدم العسكريون الفرنسيون والماليون في اتجاه شمال مالي نحو مدينتي غاو وتمبكتو، في حين تحدثت معلومات عن وضع اكثر صعوبة يعيشه سكان هاتين المدينتين.
وقال مدرس في المدينة التي تبعد 920 كلم عن باماكو، لوكالة فرانس برس ان "العسكريين الماليين والفرنسيين اصبحوا في هومبوري ولم يعد هناك اسلاميون" فيها.
وفي هومبوري، خطف فرنسيان كانا يقومان بحسب اقاربهما بزيارة عمل في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. واعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب مسؤوليته. ولا يزال سبعة رهائن فرنسيين محتجزون اليوم في الساحل.
واوضح مصدر امني مالي ان الجنود الفرنسيين والماليين سيواصلون تقدمهم باتجاه غاو التي تبعد حوالى مئتي كيلومتر غرب غاو.
وتعرضت غاو وضواحيها لغارات جوية للجيش الفرنسي منذ بدء تدخله العسكري في 11 كانون الثاني/يناير للقضاء على الاسلاميين المسلحين المرتبطين بالقاعدة والحؤول دون تقدمهم جنوبا نحو العاصمة باماكو.
وفي موازاة ذلك، استعاد الجنود الماليون والفرنسيون الاثنين السيطرة على مدينة ديابالي (400 كلم غرب باماكو) من ايدي الاسلاميين وهم في طريقهم الى ليري (شمال) بهدف "السيطرة على تمبكتو" بحسب المصدر الامني.
وفي منطقة غاو، ردت المجموعات الاسلامية عبر زرع ديناميت في جسر تاسيغا على ضفاف نهر النيجر، ما شل حركة المرور في طريقين يمكن ان يسلكهما الجنود التشاديون والنيجريون من القوة الافريقية الجاري نشرها في النيجر للانتقال منها الى غاو القريبة من الحدود.
وادى هذا التلغيم للجسر الى مقتل شخصين في حادث مروري.
وقال عبدو مايغا الذي يملك شاحنات نقل ان "الاسلاميين +لغموا جسر تاسيغا ولم يعد احد يستطيع المرور للتوجه الى النيجر او القدوم الى غاو". واكد مصدر امني نيجري هذه المعلومات.
وتاسيغا بلدة مالية تبعد 60 كلم عن حدود النيجر.
ويجري حاليا نشر الفي جندي تشادي و500 نيجري، في النيجر بهدف فتح طريق جديد الى غاو لطرد الجماعات الاسلامية المسلحة من مالي.
وقام الجيش الفرنسي الذي دخل الجمعة في الاسبوع الثالث من تدخله في مالي لدحر المسلحين الاسلاميين، للمرة الاولى بتسيير دوريات مشتركة مع الجيش المالي باتجاه غاو في الشمال، تمهيدا للوصول المحتمل للقوات الافريقية.
وسير جنود فرنسيون وماليون ليل الخميس الجمعة دوريات مشتركة في جنوب غاو، "للمرة الاولى" في اتجاه هذه المدينة الكبيرة شمال شرق مالي التي سيطر عليها العام الماضي الاسلاميون، وفق ما افاد مصدر عسكري مالي وكالة فرانس برس.
وانطلقت هذه الدوريات من دوينتزا على بعد 400 كلم غرب غاو، وتقدمت 200 كلم في اتجاه هذه المدينة، احدى المدن الثلاث الرئيسية شمال مالي التي سيطر عليها اسلاميون مسلحون نهاية اذار/مارس 2012، اضافة الى تمبكتو وكيدال.
وما يجعل وصول القوات الافريقية الى مدن شمال غاو وتمبكتو امرا اكثر الحاحا هو تدهور الوضع الانساني يوما بعد يوم بسبب نقص التموين.
وقالت لوسيل غروجان من منظمة "تحرك ضد الجوع" غير الحكومية في باماكو "ثمة بوضوح حالات سوء تغذية حادة" تصيب اكثر من 15% من الاطفال دون سن ال15 عاما (حوالى 20 الف طفل) في منطقة غاو التي تعاني اصلا من نقص غذائي في الايام العادية، مبدية خشيتها من تدهور اضافي للوضع.
واضافت "غالبية الشركات انهارت، الامدادات مقطوعة منذ 15 يوما، والتجار الكبار غادروا المدينة مع مخازينهم".
واشارت الى ان المدينة لا تزال خاضعة لسيطرة اسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، احدى المجموعات الاسلامية الثلاث، مع القاعدة في المغرب الاسلامي وحركة انصار الدين، التي سيطرت على شمال مالي عام 2012.
وعلى بعد 900 كلم شمال شرق باماكو، تمبكتو محرومة من الماء والكهرباء منذ اربعة ايام، بعد انسحاب الاسلاميين الذين كانوا يحتلونها، وفق سكان من هذه المدينة المهمة على صعيد الثقافة الاسلامية في افريقيا والتي تعرضت ايضا خلال الايام الماضية لغارات الطيران الفرنسي.
وفي مواجهة هذا الوضع، من المقرر ان يلتقي رؤساء اركان جيوش غرب افريقيا السبت خلال دورة طارئة في ابيدجان لمناقشة العمليات العسكرية الدائرة في مالي، وفق ما اعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا التي ترأسها ساحل العاج.
من جهتهم، بدأ جنود من القوة الافريقية المفوضة من الامم المتحدة انتشارهم في مالي حيث ينتشر حاليا 2500 جندي فرنسي. وبذلك، وصل 160 عسكريا من بوركينا فاسو الى ماركالا (270 كلم شمال باماكو) لخلافة الجنود الفرنسيين الذين كانوا يسيطرون على جسر استراتيجي يربط بالنيجر. ومن المقرر ان ينتشر 6 الاف جندي افريقي في مالي.
واضافة الى الوضع الانساني الخطير، هناك اتهامات المنظمات الحقوقية وعدد كبير من الشهود بحق الجيش المالي والتي تحمله مسؤولية ارتكابات خصوصا بحق العرب والطوارق الذين يحتستبهم في الخانة نفسها مع "الارهابيين" الاسلاميين.
في هذا الوقت، اكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت خلال زيارة للارجنتين الجمعة ان لا "خطر في غرق فرنسا في المستنقع" المالي مضيفا ان "الاهداف" التي حددتها باريس في هذا البلد "تم تحقيقها واحترامها".
واضاف ان "المهمة الدولية الافريقية بدأت تنتشر لتحل مكان القوات الفرنسية".
وفي ترددات النزاع في مالي، اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف ان اكثر من 9 الاف مالي هربوا الى البلدان المجاورة منذ انطلاق العمليات العسكرية الفرنسية في مالي في 11 كانون الثاني/يناير.
من جانبها، اشارت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى انها لا تملك تقييما شاملا" بشأن النازحين جراء المعارك في مالي، الا انها قالت ان الاوضاع لا تدعو للقلق حتى اللحظة.
كذلك اعلنت المفوضة الاوروبية المكلفة شؤون المساعدات الانسانية كريستالينا جورجيفا العائدة من باماكو ان تطور المعارك في مالي منذ التدخل الفرنسي لم يؤد الى تدفق للاجئين الى البلدان المجاورة الا ان الوضع الانساني حاليا صعب في مدن عدة في الشمال.
وقالت جورجيفا للصحافيين ان "الاشخاص الذين هربوا من مناطق القتال ليسوا بكثر - حوالى 6 الاف الى 8 الاف -، وهو ليس عددا هائلا بالمقارنة مع عدد اللاجئين والنازحين قبل الهجوم العسكري الجديد".
 
أعلى