الفساد أفة المجتمعات العربية ( بقلمي )

[حسام الحلبي]

​

قد يكون الفساد عالميا وليس حصرا على مجتمعاتنا العربية الا أننا كعرب تفوقنا على الغرب ( ربما بالفساد فقط ) فقد أصبح الفساد منتشرا بصورة علنية واضحة ودون حياء ولا خجل وبكل وقاحة .....
نقول عن مجتمعنا فاسد عندما نرى مواطنا دخل دائرة حكومية ما وأراد انهاء معاملة زواج مثلا أو حصر ارث أو اثبات ملكية أو بيع او شراء أو ..... فمن المستحيل أن ينهي موافقات أوراقه بسلامة وبكرامة !!! لأنه يهان عشرات المرات والاهانة لاتتوقف فقط عند الشتم أو التوبيخ بل انها تصل الى أبعد من ذلك بكثير .
الاهانة هنا أن يطلب الموظف بكل وقاحة ( رشوة ) أو اسف على التعبير دعونا نسميها مصطلحا ألطف بقليل ( اكرامية ) نعم تلك الكلمة البق أليس كذلك ؟؟ فلا بد للمواطن ان اراد انهاء معاملته بسرعة صاروخية من طرح الاكرامية في جيب الموظف المسكين الغلبان الذي لايكفيه راتبه فيتكرم عليه الموظف ببضع الليرات !!! والله لو توقف الموضوع هنا أنا لست بحزين ولكن الاكرامية أن يتم الدفع بعد انهاء الموافقة على الأوراق وليس قبل والاكرامية أيضا تكون طيب خاطر من صاحب المعاملة وليس فرض عين يفرضه الموظف على المواطن اما أن تدفع أو تنام معاملته في مكتب الموظف أياما أو ربما أسابيع !!!
هذا مايحصل بالفعل في دوائرنا الرسمية لموظفين حكومين في ظل غياب قانون المحاسبة وغفوة الحكومة عنهم ... ولكن هل هذا هو الفساد ويتوقف عند هذه النقطة ؟ .
شرطي مرور مسكين يقف في الشمس وحرارتها لساعات منتظرا أي نوع من انواع المخالفة ليلبس وجه شرطي المرور الشريف ويتقدم لصاحب المركبة المخالفة ويقول للسائق ( هات أوراقك ) وهنا يتطلب بعد نظر ونباهة عالية الجودة من السائق لأنه من غير اللائق أن يعطي أوراق مركبته فارغة المحتوى لذلك لابد من تمرير ( يلي فيه النصيب ) للشرطي والذي لم يعد يكتفي بــ 100 أو 200 بل أعلى بكثير 500 أو 1000 ليرة بحسب نوع المخالفة وخصوصا أن قانون السير الجديد رفع من قيمة المخالفات لذلك يرى السائق أن يدفع القليل خيرا من ان يدفع الكثير من أنه مخالف ويستحق العقوبة مع العلم أن هناك البعض لايقترفون اي ذنب ويظل يبحث الشرطي عن اي خلل ليخالف السائق ويجبره على دفع اكرامية بين الاوراق وستكون متوسطة اذا كان الشرطي لوحده اما كان معه سيارة ضابطة فستكون الاكرامية أكبر لتوزع بشكل متساوي
وان كان قاضي فيحول المجرم الى بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام وأن يحول البريء الى مجرم وأن يقاضي بريء بالسجن لأن الطرف الاخر اشترى القاضي
مخطأ من يظن ان الفساد هو فقط قرشين بجيب موظف غلبان أو شرطي مرور أو قاضي باع ضميره ولكن هو بداية لمشروع أعظم ....
كما تحدثنا بمصطلحات تلطيفية وقلنا اكرامية وتكلمنا عنها نتحدث الان الى الدرجة الاعلى منها وهي بالوجه اللطيف ( فنجان قهوة ) وهو يدفع للموظف ذو الشأن الاعلى ويكون أهدافه مثل ( ابرام اتفاقيات مشبوهة من شركة ذو تاريخ أسود من النهوبات والفساد الاداري مع دائرة حكومية بهدف انشاء مبنى أو مجمع سكني معين ) ومع أن الشركة لم تستكمل شروط المسابقة وربما تأخرت في الدخول فيها ولكن المناقصة ترسو عليها بشكل مفاجئ وغريب والسبب أنها دفعت رشوة أو عفوا اعتذر مرة اخرى دفعت ثمن ( فنجان قهوة ) لمدير كبير في احدى المؤسسات الحكومية الذي لم يكتفي ببيع ضميره ولكن باع مصلحة بلده بالتعاقد مع شركة مشبوهة لبناء مجمع سكني كان ام تجاري أي سيقطنه أناس بدون الاهتمام والتركيز على اكتمال عناصر البناء مع العلم المسبق أن أي تدني بمستوى تلك المواد يعرض البناء للهشاشة مما قد يؤدي الى انهياره بمن فيه لاسيما أن تلك الشركة حصلت على مبلغ مالي من الحكومية مقابل عملها الا أنها دونت في طلب مناقصتها أحجام مواد بناء أكبر بكثير من الواقع بحيث تكسب فرق الأوزان مع علم ذلك المسؤول الذي ( مرر ) لهم ذلك لأنه قبض
وعلى هذا المقياس قيس وكلما ماصعدت بالسلم الوظيفي أكثر لابد لك أن تكون خبيرا بالسوق العربية وترفع قيمة الرشوة أكبر فلكل مقام مقال والمهم أنه لاشيء مستحيل في مجتمعنا العربي ( معك قرش بتسوى قرش ) وكلو بينحل بالمصاري وادفع بالتي هي أحسن يعني من الاخر معك بتعيش ما معك ماحدا بيرحمك وبتضل ورا الناس
بسم الله الرحمن الرحيم ان الله لايغير مابقوم حتى غيروا مبأنفسهم صدق الله العظيم وكما أنتم يولى عليكم صدق رسول الله ...
الفساد هو مرض خبيث يصيب المجتمعات ويؤدي لهلاكها والله لولا الفساد لبقينا خير أمة ولكنا سدنا العالم ولكن هذه الافة تلاحقنا من أدنى المستويات الوظيفية الى اعلاها من وظائف حكومية الى خاصة وقد تكون ضعف الرواتب وقلتها أحد الأسباب التي توجب الرشوة ولكنها أكيد ليست مبرر فالرشوة حرام شرعا ولم يجيزها الله عز وجل لأفقر الفقراء فهل يجيزها لمن هم أصحاب سلطة ؟؟؟
الفساد هو سرقة ونهب واغتصاب لأموال الناس بالباطل ودمار شديد اللهم الطف بنا وارحمنا ​

اترك القلم لارائكم .....​

بقلمي : حسام الحلبي ​