عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
الفكر أنواع والحديث إمتاع
" أنا أفكّر, إذاً فأنا موجود " من القائل ؟ سأل جورج قرداحي , مبتسما وملتفتا لجميع النواحي , من يعرف الإجابة له جائزة مادية , أكوام من الريالات السعودية, وهي أول الطريق للظهور على الشاشة إلـ أم بي سيّه .
لا يستطيع الإنسان أن لا يفكر أو يتفكّر أو يحاول أن يمتنع عن التفكير ولو لطرفة جفن أو لغمضة عين لأن محاولة التوقّف أو الامتناع عن التفكير هو في الحقيقة وبحد ذاته تفكير . معادلة جدليّة واضعها مهرطق , تطفو عن إطار المنطق : كيف نفكّر في أن لا نفكّر. وحتى إذا قررنا عدم التفكير أو التوقف عن التفكير فإننا ببساطة شديدة , نفكّر في ألا نفكّر وستبقى هذه المعادلة الصعبة لا حل لها . لكن " العقلانيون " أصحاب مبدأ قياس الدين بالعقل , وأخيرا , ولفرحة الجميع , بعد أخذ ورد وجهد وكدّ , وبعد أن كانوا في أرض تيهاء وفي صحراء جرداء استدلوا على البساتين الغناء والحدائق الفيحاء ووجدوا الحل لهذه المعادلة والمعضلة الصعبة , والطريقة من البساطة بمكان أن تبسموا بل ضحكوا على أنفسهم من شدة بساطة الحل ووجوده طوال الوقت تحت أنوفهم . قرروا إن للعقل سلطان مبين وحبل متين فإن وظيفة التفكير والترديد تستطيع إيقافها وإنهائها متى تريد , فلا تزيد ولا تعيد , فقدّموا العقل على الدين وأخّروا الدين لمرتبة أسفل سافلين , وما الدين إلا أنه للشعوب أفيون وإن ضاع الدين لا يأسفون , بل ربما يفرحون , فربطوا على الأعناق الربطات ولفّحوا أنفسهم بالعباءات , لبسوا على الرؤوس العمائم ودخلوا وأدخلوا الناس في متاهة القمائم , فكرٌ معجب مفتون بالغرب , الغرب الحضارة والتاريخ , الغرب الذي وصل القمر والمرّيخ , غرب "حرر" البلاد وأخرج العباد من عبادة رب العباد لعبادة العباد , فكرٌ منفصل عن الواقع , طامح لأرذل الوقائع, منطلق مندفع ليس له رادع " اعتزلوا " مع بعضهم ليُفسِدوا ويَفسَدوا . إن حاورتهم تجد لهم صوتا كأنه الخوار , ويصرخون بكل إصرار, بكلمات الغرب ينعقون , وكأنهم أكثر من الشرق يفقهون , وبقدرة " العقل " لوحده يتشدقون , لحل مشاكل المجتمع , هذا هو الحال الواقع , إن طلبت من نظيرك حجّته وبرهانه , رفع شعار العلمنة أو رديفتها العملنة وولّى عنك هاربا ينعتك بالجمود الفكري والتخلّف الحضاري والتمسّك بالقديم المتحوّل الباهت , مقابل الجديد البرّاق الثابت , ويتهمونك في النهاية بالرجعية والخروج عن أدب الحوار والإنسانية , والتمسّك بالأصول القديمة اليابسة وترك الفروع الخضراء اليانعة. وتمشيّا مع طريقتهم وقاعدتهم : إن الزمن له أحكامه وانفتاحه وتطوراته , له ولهم برغماتيته وتشعيباته لربما سمعت إن صلاة الظهر عندهم ثلاث ركعات وقد يلغون صلاة الفجر تخفيفا على الموظفين والموظفات , السافرين والسافرات , والساهرين والساهرات , المتجللين والمفيّنات , ورحمة بالقاصرين والقاصرات لمواكبة عصر السرعة ولعدم تفويت آخر صرعة .
فالعزاء للعقل والفكر والنهج الذي نسبوا أنفسهم إليه .
لا يستطيع الإنسان أن لا يفكر أو يتفكّر أو يحاول أن يمتنع عن التفكير ولو لطرفة جفن أو لغمضة عين لأن محاولة التوقّف أو الامتناع عن التفكير هو في الحقيقة وبحد ذاته تفكير . معادلة جدليّة واضعها مهرطق , تطفو عن إطار المنطق : كيف نفكّر في أن لا نفكّر. وحتى إذا قررنا عدم التفكير أو التوقف عن التفكير فإننا ببساطة شديدة , نفكّر في ألا نفكّر وستبقى هذه المعادلة الصعبة لا حل لها . لكن " العقلانيون " أصحاب مبدأ قياس الدين بالعقل , وأخيرا , ولفرحة الجميع , بعد أخذ ورد وجهد وكدّ , وبعد أن كانوا في أرض تيهاء وفي صحراء جرداء استدلوا على البساتين الغناء والحدائق الفيحاء ووجدوا الحل لهذه المعادلة والمعضلة الصعبة , والطريقة من البساطة بمكان أن تبسموا بل ضحكوا على أنفسهم من شدة بساطة الحل ووجوده طوال الوقت تحت أنوفهم . قرروا إن للعقل سلطان مبين وحبل متين فإن وظيفة التفكير والترديد تستطيع إيقافها وإنهائها متى تريد , فلا تزيد ولا تعيد , فقدّموا العقل على الدين وأخّروا الدين لمرتبة أسفل سافلين , وما الدين إلا أنه للشعوب أفيون وإن ضاع الدين لا يأسفون , بل ربما يفرحون , فربطوا على الأعناق الربطات ولفّحوا أنفسهم بالعباءات , لبسوا على الرؤوس العمائم ودخلوا وأدخلوا الناس في متاهة القمائم , فكرٌ معجب مفتون بالغرب , الغرب الحضارة والتاريخ , الغرب الذي وصل القمر والمرّيخ , غرب "حرر" البلاد وأخرج العباد من عبادة رب العباد لعبادة العباد , فكرٌ منفصل عن الواقع , طامح لأرذل الوقائع, منطلق مندفع ليس له رادع " اعتزلوا " مع بعضهم ليُفسِدوا ويَفسَدوا . إن حاورتهم تجد لهم صوتا كأنه الخوار , ويصرخون بكل إصرار, بكلمات الغرب ينعقون , وكأنهم أكثر من الشرق يفقهون , وبقدرة " العقل " لوحده يتشدقون , لحل مشاكل المجتمع , هذا هو الحال الواقع , إن طلبت من نظيرك حجّته وبرهانه , رفع شعار العلمنة أو رديفتها العملنة وولّى عنك هاربا ينعتك بالجمود الفكري والتخلّف الحضاري والتمسّك بالقديم المتحوّل الباهت , مقابل الجديد البرّاق الثابت , ويتهمونك في النهاية بالرجعية والخروج عن أدب الحوار والإنسانية , والتمسّك بالأصول القديمة اليابسة وترك الفروع الخضراء اليانعة. وتمشيّا مع طريقتهم وقاعدتهم : إن الزمن له أحكامه وانفتاحه وتطوراته , له ولهم برغماتيته وتشعيباته لربما سمعت إن صلاة الظهر عندهم ثلاث ركعات وقد يلغون صلاة الفجر تخفيفا على الموظفين والموظفات , السافرين والسافرات , والساهرين والساهرات , المتجللين والمفيّنات , ورحمة بالقاصرين والقاصرات لمواكبة عصر السرعة ولعدم تفويت آخر صرعة .
فالعزاء للعقل والفكر والنهج الذي نسبوا أنفسهم إليه .
عمر رزوق
أبوسنان
عكا
الجليل
أبوسنان
عكا
الجليل