القاشاني الدمشقي.. جمال التلاوين والتكاوين

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
ساهمت الحضارة العربية عامة والإسلامية خاصة في نماء وترسيخ وانتشار مختلف الفنون والحرف والإبداعات إلى أرجاء واسعة من العالم،. وتعد حرفة صناعة الواح القاشاني الخزفية التراثية إحدى الحرف التي أبدع وتميز بها فنانو صناعة القاشاني في دمشق حتى اتخذ لوناً فنياً خاصاً به سمي بالقاشاني الدمشقي، الذي استخدم في تزيين وتجميل التكية السليمانية والمساجد والقصور والمدارس والبيوتات القديمة والمتاحف والجامع الأموي والحمامات ومن أشهر حمامات دمشق حمام القاشاني الذي قد يكون سبب تسميته غناه بالزخارف القاشانية التي ترتبط بالتراث وتستفيد من البيئة المحيطة.
po012.jpg

والقاشاني هو نوع من الزخارف النباتية المرسومة بالألوان والأكاسيد المعدنية على بلاطة مصنعة من ترابة خاصة غضارية خالية من الكلس أو المواد الشائبة وتوجد مناطق غنية بهذه الأنواع من الترابة في سورية واغلب دول العالم ويبدو أن صناعة القاشاني انطلقت من منطقة قاشان وبحسب الدول التي رسمته اتخذ تسميته فيقال: قاشاني دمشقي، قاشاني تونسي، قاشاني باكستاني... كل منها اخذ من تراثه ومن بيئته المحيطة أنواع وأشكال الزخارف النباتية والورقية والورود المرسومة فأخذ القاشاني السوري شكلاً مختلفاً عنه في باقي الدول العربية أو شمال إفريقيا أو تركيا مثلاً. ويمكن أن تستخدم فيه أنواع الخط العربي المنفذة على القاشاني كخلفية لها أو إطار لإظهار جمالية اللغة العربية عبر تلاوين وتكاوين تحيط بها. ‏
وينفذ القاشاني عادة على خزف ابيض وتستخدم في تلوينه عدة ألوان الكحلي والأخضر والأحمر والفيروزي لكن اللون الكحلي يعتبر اللون الأساسي ويعطي لأية قطعة صبغة فخمة ورونقاً جميلاً، ويستخدم اللون الأسود فيه للتحديد، ويتم تصنيع ألواح القاشاني من عدة بلاطات يكون لون الترابة فيها على الغالب ابيض كي لا يتغير لونها بعد شيها بالفرن، وهذه الألواح تتميز بتحملها لكافة الظروف الجوية الحارة والباردة فتبقى فترات طويلة شاهدة على إبداع اليد التي تفننت فيها. ويتراوح قياس البلاطة مابين (20سم) إلى (122سم) أو (25*25) كحد أقصى تفادياً للأخطاء إضافة إلى عدم تعرضها للكسر أثناء الشي أو التركيب ويتم رسم اللوحة كاملاً بعد تصنيع لوح القاشاني وتركيبه، على ورقة ثم يأخذ صانعه القياس الذي يريده ويقسمه على البلاطات ثم يطبعه على الكربون بشكل دقيق ثم يأتي باللون الأسود ويحدده ويتركه حتى يجف ليقوم بعد ذلك بعملية التلوين بالألوان والأكاسيد ضمن الحدود السوداء ويتركها حتى تجف تماماً ثم يدخلها في الفرن لتشوى في درجة حرارة (100درجة مئوية) لمدة خمس إلى ست ساعات ثم تبرد تدريجياً حتى لا تنكسر ويستغرق تبريدها حوالي خمس وعشرين ساعة إذا كانت مزججة وان لم تكن كذلك يزججها بوساطة بخاخ خاص بعد جفاف الألوان تماماً ليضعها في الفرن. وقد استخدم مؤخراً أسلوب جديد في بعض اللوحات المكونة من السيراميك المجزأ إلى قطع تتراوح مابين 1سم إلى 2سم وأضيف إليها الخزف بمساحات مختلفة وألوان متعددة ومتباينة في لوحات مساحاتها كبيرة قد تصل إلى حوالي عشرة أمتار. ‏

 
أعلى