القتال يتصاعد في دمشق بعد إسقاط هليكوبتر للجيش

[اميرة الشام]

دمشق - وكالات - في تطور نوعي في قتالهم ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد، اسقط مقاتلو المعارضة طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري كانت تطلق نيرانها على حي جوبر بدمشق اثناء قتال شرس امس بين الجانبين، وذلك غداة الكشف عن مجزرة داريا التي راح ضحيتها مئات السوريين.
وهذه هي المرة الاولى التي تسقط للجيش طائرة هليكوبتر. واذا تأكد انها اسقطت بنيران المعارضة، فان ذلك سيكون له معان بالغة الدلالة على صعيد التطور الذي بلغه المقاتلون خصوصا في العاصمة.
وذكر التلفزيون السوري في خبر عاجل أن طائرة هليكوبتر سقطت في دمشق لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.
وقال سكان انهم شاهدوا الطائرة الهليكوبتر وهي تشتعل عندما أطلق مقاتلو المعارضة نيران بنادقهم الهجومية ونيران المدافع الرشاشة الثقيلة.
واعلن عمر القابوني الناطق باسم مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتيبة البدر» وتابعة للجيش السوري الحر في دمشق اعلن مسؤولية جماعته عن اسقاط الطائرة، مضيفا ان اسقاطها تم «بواسطة مضاد للطيران (...) ردا على مجزرة داريا»، موضحا ان الطيار قتل.
واظهر شريط فيديو بثته تنسيقية تجمع احرار القابون على صفحتها على «فيسبوك» حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها.
وأوضحت لقطات فيديو الجزء السفلي من الطائرة والنيران مشتعلة به أثناء سقوطها. وكان بالامكان سماح أصوات مقاتلي المعارضة وهم يكبرون.
وقال ناشط سجل لقطات الفيديو عن الحادث مكتفيا بذكر اسمه على انه طارق: «راقبت الطائرة الهليكوبتر لمدة ساعة»، مضيفا: «كانت تفتح النار. لكنني اضعت اللحظة التي اصيبت فيها. سمعت ما يشبه صوت انفجار وصريرا بالغ الغرابة وهي تسقط».
وبعض الحطام كانت تحمل الوان التمويه التي تستخدمها القوات الجوية السورية. وسقطت في ما يبدو عبر سور حديقة ثم زقاق ترابي في حي القابون الشمالي الشرقي الذي يقع على مشارف العاصمة، مخلفة وراءها سحبا من الدخان.
وقال ناشط في المنطقة ذكر ان اسمه أبو بكر تحدث الى «رويترز» من خلال موقع «سكايب» «كانت تحلق فوق المنطقة الشرقية من المدينة وتطلق نيرانها طوال الصباح. حاول مقاتلو المعارضة اصابتها لمدة ساعة تقريبا وفي نهاية الامر فعلوا ذلك».
وزادت شدة القصف والاشتباكات في الاحياء الشرقية في العاصمة بعد اسقاط الطائرة الهليكوبتر.
وبدأت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش اطلاق صواريخ ونيران اسلحة آلية في احياء جوبر وزملكا وعربين وهي احياء للطبقة العاملة تقع على المشارف الشرقية للمدينة طوال اليومين الماضيين.
وقال ناشطون ان الجولة الاخيرة من القصف اندلعت بعد يوم من هجوم لمقاتلي المعارضة قتل فيه قناص والقي القبض على اخر بالقرب من حاجز طريق في جوبر وهي ضاحية متهدمة قرب استاد يقول ناشطون انه تحول الى قاعدة للجيش.
وقال ابو عمر وهو تاجر يعيش في المنطقة لـ «رويترز» عبر الهاتف: «رد جيش (الرئيس بشار) الاسد باعتقال 100 شخص تعسفيا في جوبر. وأسقطت طائرات الهليكوبتر منشورات تحذر السكان لتسليم من يصفهم النظام بالارهابيين أو مواجهة الابادة».
وفي ضاحية داريا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان انه عثر على 14 جثة جديدة، تضاف الى جثث 320 شخصا على الاقل عثر عليها في الضاحية بعد هجوم عسكري دام خمسة ايام للجيش السوري عليها.
وبدأت الادانات المتأخرة لمجزرة داريا،
وقال الناطق باسم البيت الابيض تومي فيتور ان مجزرة داريا دليل اخر على «الاستخفاف الوحشي الذي يبديه الرئيس السوري بحياة البشر».
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون: «نأسف وندين بشدة اعمال العنف هذه. انه امر غير مقبول».
كذلك قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «انها تشعر بصدمة عميقة في اكتشاف مقابر جماعية في بلدة داريا ومايبدو انها مذبحة للمدنيين».