حسام الحلبي
جنرال
- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما
القصة الكاملة بالصور لكارثة "التيتانك" السورية .. فوضى وإهمال وموت (8) طالبات غـرقاً في بحيرة "زرزر" قرب دمشق .. والمسؤولون يأسفون ويتعاطفون ..
الجمعة - 20 آذار - 2009 - 13:37:38
شهدت بحيرة "زرزر" مأساة مروعة هزت دمشق وريفها لرحلة طالبات قدمن من مدرسة "عين جالوت" حيث انقلبت الضحكات صراخاً والبسمات بكاءً حين غرق "القارب البدائي" الذي كان يقل نحو (35) طالبة ومعلمة ومديرة المدرسة , ما أدى لمقتل (8) طالبات وصاحب القارب وشاب لبى استغاثات الفتيات ونزل للماء ولكنة مع كبر الكارثة لم يخرج من البحيرة إلا ميتاً.
الجشع وراء حشر عشرات الطالبات بقارب بدائي صغير
عكس السير كان أول وسيلة إعلامية بثت الخبر عاجلاً عند الساعة (4) عصر أمس بعدما توجهت لمكانة عند الساعة (2,30) , خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم أوضح "غرق القارب "البدائي" مع عشرات الفتيات بسبب سوء نوعيته وضعف صيانته وكثرة حمولته , وحسب معلوماتنا الأولية وإفادات شهود العيان والطالبات الناجيات فقد كانت ركبت نحو (35) طالبة على سطح القارب بعدما خفض سعر الركوب من (50) ليرة إلى (25) ل.س , ومنذ بدء القارب لرحلته الأخيرة بدأ الماء يتسرب وتمايل وسط الماء , بعدما دفعه أصدقاء مالكه دفعاً نحو عرض الماء" وهذا ما أكدته لنا (3) من الطالبات الناجيات اللاتي عدن للمكان للبحث عن زميلاتهن.
رغم تحذيرات الطالبات صاحب المركب يقول قبل موته : إنها قصة "التيتانك"
وأضافت الطالبات "وباجتياز القارب نحو (50) متراً داخل البحيرة زادت المياه المتسربة من الشقوق في أسفل القارب ورغم التحذيرات التي أطلقناها لم يأبه مالك القارب واعتبر ذلك أمراً عادياً قائلاً مستهزئاً: إنها قصة "التيتانك" الثانية وما هي إلا دقائق وانقلب المركب وبدأ الموت يخيم فوق المكان , ورغم صراخنا لم نجد من يساعدنا وبعد ربع ساعة قدمت بعض القوارب للمساعدة".
ضحايا بالجملة
وعلم عكس السير بغرق وموت الطالبات : علا الريس ، آية سكر ، نعيمة عتمة ، ماريا حريب ، لمى الخطيب ، علا مصاصاتي ، إيناس المعلم , وجميعهن من مدرسة عين جالوت بحي المزة الغربية , وآية سكر هي البنت الأنثى الوحيدة لوالدتها وقد توفي والدها منذ أشهر , كما ماتت الطالبة "غيداء قضماني" من الصف العاشر بمدرسة زملكا للفنون النسوية وكانت جثتها الأخيرة في عملية الانتشال التي تمت بمؤازرة من فرق الإنقاذ التي قدمت من محافظات درعا ، القنيطرة ، حمص ، حماة , إضافة إلى دمشق ، بينما أسعف المصابون إلى (مشفى الزبداني والرازي بدمشق) وجميع الطالبات المتوفيات بعمر (14 16) سنة .
جثة الطالبة "غيداء" كانت الأخيرة
ومع انتشال أخر جثة قرابة التاسعة مساءً تعرفت أم غيداء على ابنتها التي انتشلت ونقلت لسيارة إسعاف وهي ما زالت تمسك بالجوال في يدها وربما كانت تحاول الاتصال بأهلها , وما هي إلا دقائق إلا وانهارت الأم وحملت على الأيدي لسيارة الإسعاف القلبية , واستلقت على نقالة الإسعاف وحملت في طريقها لملاقاة ابنتها بمشفى الزبداني , وأمامنا بكت الأم بحرقة وألم , فيما وقفت بجوارها تواسيها أم ثانية لطفلة ناجية.
الأم تتعرف على ابنتها وتقول : مأساتي كبيرة جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله
وقالت أم الطالبة غيداء قضماني: "يا الله .. يا الله .. منذ ساعات وأنا أنتظر ومع كل جثة تنتشل من الماء أركض لأتعرف عليها فلا أجدها ابنتي , ولكن مع انتشال الجميع بقيت جثة واحدة , لم أرد أن تكون هي , وعند انتشالها كانت هي , كنت خائفة وشعرت بهذا بالخوف منذ فترة , مأساتي الآن كبيرة جداً , ابني مرض بالسرطان منذ فترة , والآن ابنتي ماتت , لا حول ولا قوة إلا بالله".
مواطنون جمعتهم الكارثة
وشوهد مئات المواطنين يجمعهم الحزن والألم والبكاء في حين كانت آليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والشرطة في المكان , وقضى الغرق على مالك القارب محمد خالد شلش (35) عاماً , كما قضى على الشاب "محمد الهبج" الذي تطوع لإنقاذ الطالبات , وكان من بين الناجيات: المديرة ومدرسة اللغة العربية ونقلتا للمشفى , فيما كان الآباء والأمهات يتهافتون للتعرف على جثث أبنائهم على أبواب سيارات الإسعاف , وطالب بعض الأهالي بعدم وضع اللوم على مديرة المدرسة فقط , بل يجب التدقيق جيداً بكل ما حصل.
حضور رسمي ..
وقد حضر للمكان المهندس هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة وعلي سعد وزير التربية وزاهد حاج موسى محافظ ريف دمشق وقائد شرطة محافظة الريف إضافة لمديري التربية في دمشق وريفها , وقد أعرب المسؤولون جميعاً عن ألمهم وتعاطفهم مع الأهالي وأسفهم لهذا المصاب الجلل وبدء التحقيق بأسباب ما جرى , فيما وصل حشد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية.
محافظة ريف دمشق لا تملك معدات وفرقاً للإنقاذ ..!!
وكان لفريق الإنقاذ القادم من فوج إطفاء درعا أن نجح بانتشال (5) جثث بعد (4) ساعات من الكارثة , ولكن خبير السلامة العامة محمد الكسم بين أن من أسباب ارتفاع عدد الضحايا عدم وجود أي فريق إنقاذ مائي في فوج إطفاء محافظة ريف دمشق ، وعدم وجود أي نقطة إغاثة أو دفاع مدني بالقرب من البحيرة , وغياب حتى إطارات الإنقاذ المربوطة بالحبال والمفترض تثبيتها على ضفاف مثل هذه الأماكن ..!! ويمكن إنقاذ الغريق وإنعاشه خلال مدة خمس دقائق وقد تصل إلى ربع ساعة في أفضل الأحيان ، وما حصل هنا في بحيرة زرزر التي شهدت غرق عشرات الشبان السباحين خلال السنوات الماضية دون أي إجراء فعلي لوقف هذا الظواهر المتخلفة , ما حصل أن أول فريق إنقاذ حضر من دمشق التي تبعد مسيرة نحو ثلاثين كم من الموقع لم يكن ذا فائدة لإخراج الغرقى أحياء ، حتى أنهم طلبوا النجدات من المحافظات الأخرى أيضاً".
الحل: سن وتنفيذ قوانين تحدد متطلبات السلامة ضمن قوارب نظامية
وأضاف الخبير "للأسف تفتقر معظم النقاط السياحية ولاسيما المسطحات المائية لأبسط شروط السلامة ابتداء من اللافتات التي تكشف الخطر بدقة وتحذر , وانتهاء بوجود نقاط متخصصة في الإنقاذ والإغاثة ، إضافة لوجود (مراكب بدائية الصنع) ولا تحوي سترات للنجاة لكل راكب كما هو مفترض , وهي تقوم بحمل المواطنين والانطلاق بهم نحو المجهول ما يؤدي لحصول مثل هذه الكوارث المميتة التي تتكرر بين الحين والحين دون أن تقوم وزارة الإدارة المحلية بسن وتنفيذ قوانين صارمة تحدد متطلبات السلامة والوقاية أثناء النزهات بالقوارب ، والمفترض أن تقوم وزارة الإدارة المحلية بالترخيص لهذه المهن الخطرة بعد استكمال شروط محددة تبين عدد الأشخاص الممكن ركوبهم بأمان في هذه المراكب".
(500) غريق كل عام .. ودعوة لتعاون التربية
ومع تكرار حوادث الغرق صيفاً في بحيرة زرزر وسواها أشار خبير السلامة الكسم إلى بحث أجراه يبين سقوط أكثر من (500) غريق سنوياً مشيراً لأهمية وضع لافتات تذكارية كبيرة تحذر الأهالى من "خطر الموت غرقا" والاهم ذكر "أسماء وأعمار وصور" بعض الشبان الذين ماتوا هنا وبعضهم من امهر السباحين , وهذه اللوحات ضرورية جداً للتوعية وللتأكيد على جدية خطر السباحة مع شرح أسبابه , وأضاف أن المياه تغرى المتنزهين والمصطافين بالسباحة صيفا وروادها غافلون عن خطورتها لعمقها وتياراتها وصعوبة الخروج منها لأن الأرض طينية زلقة إضافة للطحالب اللاصقة القاتلة , وعلى وزارة التربية شرح كل حرف مما ذكرناه لكل طفل في مدارس القطر قبل فصل الصيف.
المنطقة برعاية وزارة السياحة .. والمواطنون يرون فيها بؤرة فوضى وفساد
واشتكى كثير من المواطنون بأن المنطقة عدا اتساخها بالقاذورات رغم كونها تحت رعاية وزارة السياحة , أصبحت بؤرة فساد ومجمعاً لأصحاب المشاكل من صاحبي الخيول والمراكب البدائية والبائعين ومعظمهم من الجهّل والعاطلين عن العمل , والمشكلة أن أصحاب القرار ومديرية المنطقة يغضون الطرف - لسبب ما !! - عن هؤلاء , ويسأل المواطن متى ترخص فعاليات نظيفة وقوارب حقيقية تحترم حياة وكرامة الإنسان.
هل يلزم إحداث مراكز للدفاع المدني في الأرياف ؟
حادثة غرق الطالبات وعدم وصول أول فريق إنقاذ إلا بعد مضي حوالي الساعة يفتح الباب لتساؤلات عديدة أبرزها: أين الرقابة على قارب حمل على ظهره (35) طالبة في حين لا تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من (15) شخصا في أحسن الأحوال , وكيف يعقل إلا تمتلك محافظة كريف دمشق وهي إحدى أهم نقاط الجذب السياحي في القطر ولو فريق إنقاذ واحد , كان عليه أن يغير معادلة الضحايا في حال تدخله بالوقت المناسب وعدم انتظار مؤازرة من فرق إنقاذ المحافظات الأخرى , ويقول أهالي الأطفال الموتى مع ضعف إطفاء ريف دمشق متى تنشأ مراكز للدفاع المدني في الريف وعند بحيرة زرزر ؟
هل ترتقي خدمات الطوارئ وإدارة الكوارث للمستوى المطلوب ؟
لاحظ المراقبون للكارثة أن فرق الإنقاذ في العاصمة دمشق لم تفي بالحاجة في مدينة يصل تعداد سكانها إلى (5) ملايين نسمة في حادث لا يعد كبيراً بالمقارنة مع غيره , فاستدعينا المؤازرة من المحافظات الأخرى , ونأمل في المستقبل القريب الارتقاء الشامل بإدارة الكوارث والابتعاد عن إجراءات الروتين الطويل في تحديث أسطول الإطفاء والإنقاذ.
إلى متى ..؟!
عود على بدء , ومع صعوبة الاستماع لزفرات موت الأطفال تحت الماء , تبقى الوعود والتصريحات سهلة ما دام القول لم يتبعه عمل ، وما دامت مشاهد أمهات يعتصرن ألما على فراق فلذات أكبادهن باتت اعتيادية لجهات بقيت تلقي اللوم على من مات.
قسم التحقيقات ـ عكس السير ـ ريف دمشق
الجمعة - 20 آذار - 2009 - 13:37:38
شهدت بحيرة "زرزر" مأساة مروعة هزت دمشق وريفها لرحلة طالبات قدمن من مدرسة "عين جالوت" حيث انقلبت الضحكات صراخاً والبسمات بكاءً حين غرق "القارب البدائي" الذي كان يقل نحو (35) طالبة ومعلمة ومديرة المدرسة , ما أدى لمقتل (8) طالبات وصاحب القارب وشاب لبى استغاثات الفتيات ونزل للماء ولكنة مع كبر الكارثة لم يخرج من البحيرة إلا ميتاً.
الجشع وراء حشر عشرات الطالبات بقارب بدائي صغير
عكس السير كان أول وسيلة إعلامية بثت الخبر عاجلاً عند الساعة (4) عصر أمس بعدما توجهت لمكانة عند الساعة (2,30) , خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم أوضح "غرق القارب "البدائي" مع عشرات الفتيات بسبب سوء نوعيته وضعف صيانته وكثرة حمولته , وحسب معلوماتنا الأولية وإفادات شهود العيان والطالبات الناجيات فقد كانت ركبت نحو (35) طالبة على سطح القارب بعدما خفض سعر الركوب من (50) ليرة إلى (25) ل.س , ومنذ بدء القارب لرحلته الأخيرة بدأ الماء يتسرب وتمايل وسط الماء , بعدما دفعه أصدقاء مالكه دفعاً نحو عرض الماء" وهذا ما أكدته لنا (3) من الطالبات الناجيات اللاتي عدن للمكان للبحث عن زميلاتهن.
رغم تحذيرات الطالبات صاحب المركب يقول قبل موته : إنها قصة "التيتانك"
وأضافت الطالبات "وباجتياز القارب نحو (50) متراً داخل البحيرة زادت المياه المتسربة من الشقوق في أسفل القارب ورغم التحذيرات التي أطلقناها لم يأبه مالك القارب واعتبر ذلك أمراً عادياً قائلاً مستهزئاً: إنها قصة "التيتانك" الثانية وما هي إلا دقائق وانقلب المركب وبدأ الموت يخيم فوق المكان , ورغم صراخنا لم نجد من يساعدنا وبعد ربع ساعة قدمت بعض القوارب للمساعدة".
ضحايا بالجملة
وعلم عكس السير بغرق وموت الطالبات : علا الريس ، آية سكر ، نعيمة عتمة ، ماريا حريب ، لمى الخطيب ، علا مصاصاتي ، إيناس المعلم , وجميعهن من مدرسة عين جالوت بحي المزة الغربية , وآية سكر هي البنت الأنثى الوحيدة لوالدتها وقد توفي والدها منذ أشهر , كما ماتت الطالبة "غيداء قضماني" من الصف العاشر بمدرسة زملكا للفنون النسوية وكانت جثتها الأخيرة في عملية الانتشال التي تمت بمؤازرة من فرق الإنقاذ التي قدمت من محافظات درعا ، القنيطرة ، حمص ، حماة , إضافة إلى دمشق ، بينما أسعف المصابون إلى (مشفى الزبداني والرازي بدمشق) وجميع الطالبات المتوفيات بعمر (14 16) سنة .
جثة الطالبة "غيداء" كانت الأخيرة
ومع انتشال أخر جثة قرابة التاسعة مساءً تعرفت أم غيداء على ابنتها التي انتشلت ونقلت لسيارة إسعاف وهي ما زالت تمسك بالجوال في يدها وربما كانت تحاول الاتصال بأهلها , وما هي إلا دقائق إلا وانهارت الأم وحملت على الأيدي لسيارة الإسعاف القلبية , واستلقت على نقالة الإسعاف وحملت في طريقها لملاقاة ابنتها بمشفى الزبداني , وأمامنا بكت الأم بحرقة وألم , فيما وقفت بجوارها تواسيها أم ثانية لطفلة ناجية.
الأم تتعرف على ابنتها وتقول : مأساتي كبيرة جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله
وقالت أم الطالبة غيداء قضماني: "يا الله .. يا الله .. منذ ساعات وأنا أنتظر ومع كل جثة تنتشل من الماء أركض لأتعرف عليها فلا أجدها ابنتي , ولكن مع انتشال الجميع بقيت جثة واحدة , لم أرد أن تكون هي , وعند انتشالها كانت هي , كنت خائفة وشعرت بهذا بالخوف منذ فترة , مأساتي الآن كبيرة جداً , ابني مرض بالسرطان منذ فترة , والآن ابنتي ماتت , لا حول ولا قوة إلا بالله".
مواطنون جمعتهم الكارثة
وشوهد مئات المواطنين يجمعهم الحزن والألم والبكاء في حين كانت آليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والشرطة في المكان , وقضى الغرق على مالك القارب محمد خالد شلش (35) عاماً , كما قضى على الشاب "محمد الهبج" الذي تطوع لإنقاذ الطالبات , وكان من بين الناجيات: المديرة ومدرسة اللغة العربية ونقلتا للمشفى , فيما كان الآباء والأمهات يتهافتون للتعرف على جثث أبنائهم على أبواب سيارات الإسعاف , وطالب بعض الأهالي بعدم وضع اللوم على مديرة المدرسة فقط , بل يجب التدقيق جيداً بكل ما حصل.
حضور رسمي ..
وقد حضر للمكان المهندس هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة وعلي سعد وزير التربية وزاهد حاج موسى محافظ ريف دمشق وقائد شرطة محافظة الريف إضافة لمديري التربية في دمشق وريفها , وقد أعرب المسؤولون جميعاً عن ألمهم وتعاطفهم مع الأهالي وأسفهم لهذا المصاب الجلل وبدء التحقيق بأسباب ما جرى , فيما وصل حشد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية.
محافظة ريف دمشق لا تملك معدات وفرقاً للإنقاذ ..!!
وكان لفريق الإنقاذ القادم من فوج إطفاء درعا أن نجح بانتشال (5) جثث بعد (4) ساعات من الكارثة , ولكن خبير السلامة العامة محمد الكسم بين أن من أسباب ارتفاع عدد الضحايا عدم وجود أي فريق إنقاذ مائي في فوج إطفاء محافظة ريف دمشق ، وعدم وجود أي نقطة إغاثة أو دفاع مدني بالقرب من البحيرة , وغياب حتى إطارات الإنقاذ المربوطة بالحبال والمفترض تثبيتها على ضفاف مثل هذه الأماكن ..!! ويمكن إنقاذ الغريق وإنعاشه خلال مدة خمس دقائق وقد تصل إلى ربع ساعة في أفضل الأحيان ، وما حصل هنا في بحيرة زرزر التي شهدت غرق عشرات الشبان السباحين خلال السنوات الماضية دون أي إجراء فعلي لوقف هذا الظواهر المتخلفة , ما حصل أن أول فريق إنقاذ حضر من دمشق التي تبعد مسيرة نحو ثلاثين كم من الموقع لم يكن ذا فائدة لإخراج الغرقى أحياء ، حتى أنهم طلبوا النجدات من المحافظات الأخرى أيضاً".
الحل: سن وتنفيذ قوانين تحدد متطلبات السلامة ضمن قوارب نظامية
وأضاف الخبير "للأسف تفتقر معظم النقاط السياحية ولاسيما المسطحات المائية لأبسط شروط السلامة ابتداء من اللافتات التي تكشف الخطر بدقة وتحذر , وانتهاء بوجود نقاط متخصصة في الإنقاذ والإغاثة ، إضافة لوجود (مراكب بدائية الصنع) ولا تحوي سترات للنجاة لكل راكب كما هو مفترض , وهي تقوم بحمل المواطنين والانطلاق بهم نحو المجهول ما يؤدي لحصول مثل هذه الكوارث المميتة التي تتكرر بين الحين والحين دون أن تقوم وزارة الإدارة المحلية بسن وتنفيذ قوانين صارمة تحدد متطلبات السلامة والوقاية أثناء النزهات بالقوارب ، والمفترض أن تقوم وزارة الإدارة المحلية بالترخيص لهذه المهن الخطرة بعد استكمال شروط محددة تبين عدد الأشخاص الممكن ركوبهم بأمان في هذه المراكب".
(500) غريق كل عام .. ودعوة لتعاون التربية
ومع تكرار حوادث الغرق صيفاً في بحيرة زرزر وسواها أشار خبير السلامة الكسم إلى بحث أجراه يبين سقوط أكثر من (500) غريق سنوياً مشيراً لأهمية وضع لافتات تذكارية كبيرة تحذر الأهالى من "خطر الموت غرقا" والاهم ذكر "أسماء وأعمار وصور" بعض الشبان الذين ماتوا هنا وبعضهم من امهر السباحين , وهذه اللوحات ضرورية جداً للتوعية وللتأكيد على جدية خطر السباحة مع شرح أسبابه , وأضاف أن المياه تغرى المتنزهين والمصطافين بالسباحة صيفا وروادها غافلون عن خطورتها لعمقها وتياراتها وصعوبة الخروج منها لأن الأرض طينية زلقة إضافة للطحالب اللاصقة القاتلة , وعلى وزارة التربية شرح كل حرف مما ذكرناه لكل طفل في مدارس القطر قبل فصل الصيف.
المنطقة برعاية وزارة السياحة .. والمواطنون يرون فيها بؤرة فوضى وفساد
واشتكى كثير من المواطنون بأن المنطقة عدا اتساخها بالقاذورات رغم كونها تحت رعاية وزارة السياحة , أصبحت بؤرة فساد ومجمعاً لأصحاب المشاكل من صاحبي الخيول والمراكب البدائية والبائعين ومعظمهم من الجهّل والعاطلين عن العمل , والمشكلة أن أصحاب القرار ومديرية المنطقة يغضون الطرف - لسبب ما !! - عن هؤلاء , ويسأل المواطن متى ترخص فعاليات نظيفة وقوارب حقيقية تحترم حياة وكرامة الإنسان.
هل يلزم إحداث مراكز للدفاع المدني في الأرياف ؟
حادثة غرق الطالبات وعدم وصول أول فريق إنقاذ إلا بعد مضي حوالي الساعة يفتح الباب لتساؤلات عديدة أبرزها: أين الرقابة على قارب حمل على ظهره (35) طالبة في حين لا تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من (15) شخصا في أحسن الأحوال , وكيف يعقل إلا تمتلك محافظة كريف دمشق وهي إحدى أهم نقاط الجذب السياحي في القطر ولو فريق إنقاذ واحد , كان عليه أن يغير معادلة الضحايا في حال تدخله بالوقت المناسب وعدم انتظار مؤازرة من فرق إنقاذ المحافظات الأخرى , ويقول أهالي الأطفال الموتى مع ضعف إطفاء ريف دمشق متى تنشأ مراكز للدفاع المدني في الريف وعند بحيرة زرزر ؟
هل ترتقي خدمات الطوارئ وإدارة الكوارث للمستوى المطلوب ؟
لاحظ المراقبون للكارثة أن فرق الإنقاذ في العاصمة دمشق لم تفي بالحاجة في مدينة يصل تعداد سكانها إلى (5) ملايين نسمة في حادث لا يعد كبيراً بالمقارنة مع غيره , فاستدعينا المؤازرة من المحافظات الأخرى , ونأمل في المستقبل القريب الارتقاء الشامل بإدارة الكوارث والابتعاد عن إجراءات الروتين الطويل في تحديث أسطول الإطفاء والإنقاذ.
إلى متى ..؟!
عود على بدء , ومع صعوبة الاستماع لزفرات موت الأطفال تحت الماء , تبقى الوعود والتصريحات سهلة ما دام القول لم يتبعه عمل ، وما دامت مشاهد أمهات يعتصرن ألما على فراق فلذات أكبادهن باتت اعتيادية لجهات بقيت تلقي اللوم على من مات.
قسم التحقيقات ـ عكس السير ـ ريف دمشق