القطوف من معاني الحروف - 8

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
القطوف من معاني الحروف - 8




101 - كيف: لها ثلاثة مواضع: تقع بمنزلة كما واستفهاما عن حال, تقول أعلمه كيف تشاء, كما تقول أعلمه كما تشاء, وتقول: في الاستفهام كيف أبوك صانع إذا سألته عن صنيعه فإذا سألته عن نفسه قلت: كيف زيد فيقال صالح فهي تسأل بها عن حال الشيء وهيئته, وتقع كيف بمعنى: التعجب كقوله تعالى: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم .
102 - قط: تكون في الأمد فتقول: ما رأيته قطُّ, ولا تقع في هذا الوجه إلا في النفي لو قلت: رأيته قط كان محالا, وهي في الجحود على جهتين فكل شيء كان من الجحود أصله غير واجب فهي فيه محال تقول: لم آته قط، فلو قلت: لا آتيه قط كان محالا, وذلك أن لا آتيه أصله غير واجب وعلامة ذلك أنهما لا يكونان إلا جوابا فقولك: لم آته إنما هو نفي الواجب كقولك: أتيت فلانا فتقول لم آته و لا أتيته إنما هو نفي المستقبلو, تقول: تأتي فلانا فتقول لا آتيه , وإنما تدخل قط على ما كان نفيا للماضي لا للمستقبل, وتكون مخففة بمعنى: كفى كقولك: قطْ عبد الله درهم؛ تريد كفاه.
103 - الواو: تكون عطفا ولا دليل فيها على أن الأول: قبل الثاني ، وتكون للحال بمنزلة إذ كقولك: مررت بزيد وعمرو جالس, معناه: إذ عمرو جالس, قال الله تعالى: { يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ } (154) سورة آل عمران, معناه: إذ طائفة في هذه الحال , وتكون بمعنى: مع , كقولك: جاء البرد والطيالسة, وتكون علامة الرفع , وتكون صرفا كقول الشاعر:

لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأتِيَ مِثْلَهُ ****** عَارٌ عَلَيْكَ إذَا فَعَلْتَ - عظيمُ​

وتكون للندبة مع زيادة ألف , وتكون مبدلة من الياء نحو: واو موقن, وموسى, وتكون للإلحاق وهو أن تلحق بناء ببناء نحو: واو كوثر وجدول ألحقت بناءه ببناء جعفر وسلهب, وتكون أصلية، فتكون فاء الفعل وعينه ولامه وفي الأسماء كذلك.
104 - الفاء: تكون عاطفة تدل على أن الثاني بعد الأول, ولا مهلة، وتكون جوابا للجزاء, فيكون منقطعا مما قبله في الإعراب, وتكون ناصبة للفعل في جواب الأمر والنهي والتمني والعرض والنفي والاستفهام والدعاء.
105 - الكاف: تكون للتشبيه كقولك: زيد كعمرو, وتكون غير الجارة , فمنها أن تكون علامة للمضمر المنصوب كقولك: أكرمتك , وتكون ضميرا لمخفوض كقولك: مررت بك, وتكون مزيدة، كقوله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } (11) سورة الشورى } المعنى ليس مثله شيء, وتكون للخطاب نحو ذلك.

106 - اللام: تكون للمُلك, والاستحقاق, والاختصاص , والأمر, وقال غيره اللامات المعنوية في الكلم على ثلاثة أقسام: متحرك لا يجوز إسكانه , ومتحرك يجوز إسكانه وساكن يجوز تحريكه .
فالقسم الأول: على ضربين: مفتوح ومكسور, والمفتوح على وجهين: أصلي وفرعي , والأصلي على ستة أضرب:
الأول: لام الابتداء قال الله تعالى: { لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (157) سورة آل عمران .
والثاني: لام التأكيد عارية وحاملة:
فالعارية نحو: قول الشاعر :

وأعلم أن تسليما وتركا ******* لا متشابهان ولا سواء​

والحاملة: حدها أن لا تكون إلا مع إنَّ , إما في خبرها للفصل بين الحرفين المؤكدين , وأما في اسمها للفصل بين الاسم والحرف بالظرف , وأما قبل إنَّ إذا توهنت همزتها بالابتدال هاء , وأما في الفضلة متقدمة مكررة وغيرة مكررة نحو قولك: إن زيداً لقائم، وإن خلفك لَزيدا , ولهنك قائم , قال الله تعالى: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (124) سورة النحل , و إن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم .
قال الشاعر:

ألا يا سنا برق على قلل الحمى ******* لهنك من برق علي كريم​

وهم في هذه اللام على ضربين منهم من يقول هي لام الابتداء , ومن هم من يقول غيرها.
والثالث لام القسم حاملة وعارية:
فالحاملة: حدها أن تكون مع المستقبل لازمة لنوني التأكيد نحو قوله تعالى:{ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ} (32) سورة يوسف , ومع الماضي بقد ظاهرة ومضمرة ومقدرة نحو قولك: والله لقد قام و والله لقام , قال الله تعالى: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } (51) سورة الروم , وقال الشاعر:

حَلَفتُ لَها بِاللَهِ حِلفَةَ فاجِرٍ ******* لَناموا فَما إِن مِن حَديثٍ وَلا صالِ​

والعارية: نحو قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر , فعمرك قسم واللام عارية زائدة لأنه لا يصح دخول قسم على قسم .
واالرابع: لام الإيجاب وحدها أن تكون فارقة بين الإيجاب والنفي نحو قولك: إن زيد لقائم، قال الله تعالى: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} (4) سورة الطارق والفرق بينها وبين لامي الابتداء والتأكيد ثلاثة أشياء: أحدها: أنها تدخل على الماضي نحو قولك: إن زيد لقام , والثاني: أنها تدخل على المفعول به نحو قوله تعالى:{ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } (102) سورة الأعراف , والثالث: أنها ملازمة وتانك لا تكونان على هذه الصورة .
والخامس: لام التعجب نحو قولك: يا للعجب , ويا لكما , قال الشاعر:

فيا لك حاجة ومطال شوق ******* وقطع قرينة بعد التلاقي​

والسادس: لام الشرط نحو قولك: لئن أتيتني لآتينك؛ قال الله تعالى: { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ } (11) سورة الحشر .
والفرعي لام الجر مع المضمر في أربعة أشياء: وهي الملك نحو قوله تعالى: { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } (107) سورة البقرة , والاستحقاق نحو قوله تعالى: {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} (9) سورة الصافات , والاختصاص نحو: له مسجد والعذر نحو قولك: لك جئت أي: لأجلك , ومع الظاهر المدعو في الاستغاثة ما لم يكن معطوفا, فرقًا بين المدعو والمدعو إليه , نحو قولك: يا لَزيدٍ للخطبِ الملم , والمكسورة على ضربين: أحدهما: يجوز فتحه على حال والثاني: لا يجوز فتحه , فالذي يجوز فتحه على حال لام الجر وحدها أن تكون مكسورة مع الظاهر في الملك نحو قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ } (56) سورة الحـج , والاستحقاق نحو قوله تعالى: { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } (90) سورة البقرة , والاختصاص نحو: مسجد للفقهاء , والعذر نحو قوله تعالى{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (40) سورة النحل, والاستغاثة مع المدعو نحو قول عمر رضي الله عنه لما طعن: يا لله يا للمسلمين, لهذا ألا تراها تفتح مع المدعو ظاهرا ومع الأربعة البقية مضمرا , والذي لا يجوز فتحه على أربعة أضرب:
لام كي نحو قوله تعالى: { لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءٍ} (5) سورة الحـج.
ولام الجحد نحو قوله تعالى: { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ } (43) سورة الأعراف .
ولام العرض المحض في الفعل نحو قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا } (8) سورة القصص , والقسم الثاني:
لام الأمر وحدها مكسورة نحو: ليقم زيد , فإن دخل عليها الواو أو الفاء أو ثم كنت مخيرا في كسرها وإسكانها نحو: فلَيقم زيد , وِليقم زيد , ثم ليقم زيد، قال الله تعالى: { لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} (15) سورة الحـج؛ والقسم الثالث:
لام التعريف وحدها أن تكون ساكنة نحو قولك: الغلام؛ إلا في موضعين يتحرك فيهما أحدهما: استعارة في الألف نحو لا في لاه .
والثاني: نقلا من همزة بعدها نحو:الرض والحمر في الأرض والأحمر. قولك هند قامت
107 - التاء: تكون اسما وحرفا فالاسم قولك: قمت وخرجت , والحرف قولك: هند قامت.
108 - الباء: تكون للإلصاق كقولك: مررت بزيد، وقد تقع مكان مِن , كقوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} (6) سورة الإنسان , تكون بمعنى: يشرب منها وبمعنى: يشربها , قال الهذلي وذكر السحاب:

شربنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعتْ ******* مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نئيجُ​

أي: شربن من ماء البحر, وقال عنترة:

شربت بماء الدحرضين فأصبحت ******* زوراء تنفرعن حياض الديلم​
 
أعلى