القطوف من معاني الحروف - 9

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
القطوف من معاني الحروف - 9




109- أم: تكون استفهاما للتعديد كقولك:أزيد عندك أم عمرو؟ وتكون للتسوية كقولك: ما أبالي أقمت أم قعدت، وقد يستقبل بها الاستفهام منقطعا مما قبله كقول العرب: إنها لإبل أم شاء، تقدره بل شاء؛ كقول الله تعالى: { لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } (38) سورة يونس؛ تأويله بل يقولون افتراه، ولم يتقدم في الكلام أي: قولون فيرد عليهم أم يقولون، وإنما أراد أي: قولون افتراه، هذا ذكره بعضهم، وقد تجيء في الشعر شاذة بمعنى:الواو كقوله:

ما أكرم الأخلاق أن صاهرتهم ***** أم ما أحق القوم بالخلق السري​

وتكون بمعنى: أو؛ كقوله تعالى:{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16) سورة الملك؛ الآية أم أمنتم أي: أو أمنتم؛ وكذلك هي عند أهل اللغة وكذلك قال المفسرون، وتكون بمعنى: ألف الاستفهام كقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ } (54) سورة النساء:

أبا مالك هل لمتني مُذ حضضتني ***** على القتل أم هل لامني لك لائم​

110- من: تكون لابتداء الغاية كقولك: خرجت من البصرة،
وتكون للتبعيض كقولك: أخذت درهما من المال،
وتكون واقعة في أعم الواجب دالة على أن ما بعدها واحد في معنى جنس كقولك: ما جاءني من رجل ، فقد نفيت قليل الجنس و كثيره والواحد وما فوقه؛ وعلى هذا مخرج من في قول الله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ } (91) سورة المؤمنون، وتكون دالة على ضرب من النعت كقوله تعالى: { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ } (30) سورة الحـج؛ وليس معناه: اجتنبوا الرجس منها على أن فيها رجسا وغير رجس وهذا محال بل اجتنبوا الرجس الوثني، وقد تأتي بمعنى: الباء كقوله تعالى:{ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ } (11) سورة الرعد ؛ أي: بأمر الله ، وقال تعالى : { يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} (15) سورة غافر؛ أي: بأمره، وقد توضع موضع على كقوله تعالى{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا } (77) سورة الأنبياء؛ أي: على القوم.
111- أو: تكون شكا كقولك: لقيت زيدا أو عمرا، وتكون تخييرا كقولك : خذ دينارا أو درهما، وتكون للإباحة كقولك: جالس الحسن أو ابن سيرين؛ فهذه إباحة وإطلاق؛ فإن جالس بعضهم كان مطيعا لأن معناه: جالس هذا الصنف من الناس، وفي النهي على هذا المعنى حظر للجميع كقوله تعالى: ولا تطع منهم آثما أو كفورا؛ وتكون صرفا بمعنى: إلا أن فتنصب الفعل المستقبل بعدها كقولك: لألزمنك أو تقضي حقي، قال امرؤ القيس:

فَقُلْتُ لَهُ: لاَ تَبْك عَيْنُك إنَّما ***** نُحاولُ مثلْكاً أوْ نموتَ فنُعْذَرَا​

وتكون غاية بمعنى: حتى، نحو قولك: لا تبرح أو أخرج إليك وإضرابا بمنزلة بل نحو قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} (147) سورة الصافات؛
قال الشاعر:
بَ
دَتْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمسِ في رَوْنَقِ الضُّحَى ***** وصُورتِها أَو أَنتِ في العينِ أَمْلَحُ​

أي: بل أنت وتجيء في شواذ الشعر بمعنى: الواو كقول الشاعر:

وَ
قَدْ زَعَمَتْ لَيْلَى بأَنِّي فَاجِرٌ ***** لِنَفْسي تُقَاها أَوْ عَلَيْهَا فُجُورُها​

112- ما: لها سبعة مواضع:
أ- تكون استفهاما كقولك: ما عندك؟ وما صنعت؟.
ب- وتعجبا كقولك: ما أحسن زيدا!
ج- وشرطا كقولك: ما تصنع أصنع؛
د- وخبرا بمنزلة الذي كقولك:ما أكلت الخبز معناه: الذي أكلت الخبز،
ه- وتكون مع الفعل بتأويل المصدر كقولك: بلغني ما صنعت أي: صنعك،
ز- وتكون نافية كقولك: ما قام زيد؛
ح- وتكون زائدة في موضعين: أحد الموضعين لا تخل فيه بإعراب ولا معنى كقول الله تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ } (159) سورة آل عمران، وقوله تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ } (155) سورة النساء؛ والموضع الآخر تغير الإعراب كقولك: إن زيدا قائم، ثم تقول إنما زيد قائم فتغير الإعراب بدخولها؛ وما تختص بما لا يعقل كونها اسما ، وقال أبو عبيدة في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} (3) سورة الليل؛ وقوله تعالى: {وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا} (5) سورة الشمس ؛ قال: هي في هذه المواضع: بمعنى: من قال أبو عمرو هي بمعنى: الذي.
113- مَنْ: تختص بالناس ولها أربعة مواضع:
تكون استفهاما كقولك:من قصدني؟.
وجزاء كقولك: من يكرمني أكرمه،
وخبرا كقولك: من قصدني زيد،
وتكون اسما نكرة لازمة للنعت كقول الشاعر:

يا رُبَّ مَنْ يُبْغِضُ أَذْوادَنا ***** رُحْنَ على بَغْضائِهِ واغْتَدَيْن​

114- إنَّ: المشددة المكسورة لها موضعان: تكون تحقيقا وصلة للقسم كقولك: إن زيدا قائم، و والله إن أخاك عالم، وتكون بمعنى: أجل فلا تعمل شيئا كقول القائل: لابن الزبير لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال إنَّ وراكبها معناه: أجل كقول الشاعر:

ويقلن شيب قد علا ***** ك وقد كبرت فقلت إنه​

115- أنَّ: المشددة المفتوحة تكون مع صلتها بمعنى: اسم علم يحكم عليه بالإعراب كقولك: بلغني أنك شاخص فهي بمعنى: اسم مرفوع تأويله بلغني شخوصك ، وتقول: كرهت أنك شاخص فهي في موضع اسم منصوب معناه: كرهت شخوصك ، وتقول: عجبت من أنك منطلق والمعنى من انطلاقك ، وتكون بمعنى: لعل تقول السوق أنا نشتري غلاما أي: لعلنا نشتري غلاما.
116- إنْ: المكسورة المخففة لها أربعة أوجه:
تكون جزاء كقولك: إنْ تكرمني أكرمك،
ونافية كقولك: إن زيد إلا قائم معناه: ما زيد إلا قائم؛ قال الله تعالى: { إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ } (20) سورة الملك؛ معناه: ما الكافرون إلا في غرور،
وتكون للتحقيق مخففة من الثقيلة فيلزمها في الخبر اللام كقولك: إن زيدا لقائم، وتكون زائدة، كقولك: لما إن جاء زيد أحسنت إليه معناه: لما جاء زيد، وقال وا إنها تكون بمعنى: إذ كقوله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (139) سورة آل عمران.
117- أنْ: الخفيفة المفتوحة لها أربعة مواضع:
تكون ناصبة للفعل المستقبل كقولك: أريد أن تخرج،
وتكون مخففة من الثقيلة كقوله تعالى: { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى } (20) سورة المزمل، وتكون بمعنى: أي: كقول الله تعالى: {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} (6) سورة ص أي: امشوا، وتكون زائدة كقولك: لما أن جاء زيد أحسنت إليه.
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

اشتقنا لدروسك اخي عمر :16:

يعطيك الف عافية وردة*

 

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
اشتقنا لدروسك اخي عمر :16:

يعطيك الف عافية وردة*





دموع الورد


تعلمين , للغة العربية جمال أخّاذ , وموسيقى حالمة رائعة

كل ما علينا أن نفهمها , أن نتعامل معها كأوتار يعطينا نغمته المميزة

لتتشكل في النهاية سمفونية رائعة الجمال

أتمنى أن يقرأوا الحلقات ليستفيدوا كما استفدت أنا


شكرا لك دموع
 
أعلى