الكرامة مساقفة أم مثاقفة ؟

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
الكرامة مساقفة أم مثاقفة ؟


ما الحياة إلا أيام ولحظات , تمر أيام بدون مغزى وفحوى بدون فائدة, تضيع من العمر كما تضيع حبيبات الغبار في يوم عاصف قاصف , وبالمقابل تمر أخرى مليئة بالابتهاج والإنتاج الذي قد يؤثر على المجتمع والبشرية كلها أو على الأقل تبقى ذكراها في نفسك إلى آخر اللحظات . تمر علينا ومضات ولحظات , الحسم ما يميزها , فهناك تحدٍ وتراخٍ ,هناك انقضاض وانهزام , انطلاق وتراجع, ولا بد لك أن تقف يوما أمام مفترق اختيار وانتقاء واصطفاء , حيث تتجرد فيها من كثير من الأشياء التي تحدّ من العزيمة في الانقضاض فتتراخى أو يكون تجريد الانطلاق مُطْلِقا للعزيمة والتصميم في حرية وتحرير وتحرر , وتكمن الخطورة بأننا قد نجهل حقيقتها وتغُمّ علينا مقاصدها وأهدافها ونقلق من تعتيم نهاياتها ومنتهياتها. لكن الأيام كعادتها دائما تفاجئنا بجديدها وتجديدها وتجبرنا على أن نسلك طريقا من مثلث لا تربيع له , إما القبول والترحيب أو التصميم بالرفض والإباء وإما الهزيمة والخذول والاستسلام .

وعند عملية الاختيار , تتأمّل تتفكر تحتار ثم تنتقي وتختار وتخطو الخطوة الأولى في أحد أضلاع هذا المثلث فأنك تعرف بالضبط معنى التنازل .


وتبقى لكل إنسان مفاهيمه وموازينه ...

ويبقى التساؤل :عن أي شئ نتنازل ؟ وإلى أي مدى ؟ ما درجة الألم والحزن الذي يسببها هذا التنازل ؟ هل هذا التنازل هو المحرّض على الانقسام والانتقام ؟ لا يمكن للتنازل أن يكون هكذا إلا إذا كان جبراً للتنازل عن شئ من القيم والمبادئ والكرامة .ولكن السؤال الساحق , عن أي كرامة نتحدث ؟ هل كل الكرامات متساوية متشابهة متجانسة متعادلة ؟ هل مفهوم الكرامة متفاوت متضارب مختلف من مكان لآخر ومن جهة لثانية ومن جنس لغيره ومن زمن قد فات لزمان آت ؟ هل كرامة الإنسان في المدينة ومفهومها هي عينها التي في القرية أو في الصحراء , في الشرق أو في الغرب , خلف جبال الآطلس أو أمامها , عند الذكر وعند الأنثى هل ما كان يجرح الكرامة ويدميها منذ زمن ما زال يجرحا ويدميها في هذا الزمان ؟! والعكس صحيح . إن ما كنت تراه مهينا جارحا للكرامة في سالف الأوان قد يكون أمرا عاديّا بعد أن تعوّدك عليه الأيام .

وتبقى لكل إنسان مفاهيمه وموازينه ...

قد يضطر الإنسان للتنازل عن بعض أو شيء من كرامته في حالات متغايرة مختلفة , في حالات من الخوف أو الضعف وعند الحاجة أو الاحتياج أو الفقر والتفقير أو الطمع والجشع وربما من أجل الحب أو رغبة بإصلاح ذات بين أو أمر بمعروف ونهي عن منكر أو التمسك بآخر أوصال العشرة أو الصداقة، وربما لتحقيق الهدف والأمنية أو حتى المصلحة , حتى طلب العلم قد يتنازل الإنسان فيه عن بعض من كرامته , والقمة في التنازل عن شئ من الكرامة , ردع الأذى والحفاظ على الحياة .

وتبقى لكل إنسان مفاهيمه وموازينه ...

لم يُخلق بعد على هذه الأرض من لم يتنازل عن شيء من كرامته , حتى الملوك والأمراء والعظماء والعلماء , سجل لنا التاريخ تنازلات كثيرة لهم اضطروا لها إما حفاظاً على عروشهم وسلطانهم أو ضماناً لسلامتهم وسلامة شعبهم وأمنه ومنهم من كان عكس هؤلاء .

وتبقى لكل إنسان مفاهيمه وموازينه ...

ففيما تكون كرامة الإنسان؟ ولماذا كرامة الإنسان كلمة تمسّ وجداننا وتهزّ كياننا وتزلزله، مع العلم بأنها قيمة متغيّرة تتغيّر مع الأحوال والأوضاع وسنين العمر ومرورها وتجاربه المكتسبة ؟!
لو راجع الإنسان سجلّ حياته وتصفّح في وقت فراغه شرائط أقواله وأفعاله وأعماله فيما قد مضى لرأى العجب العجاب وأمورا تحتار لها الألباب من نفسه وممن هم حوله , كان ليرى أمورا كانت مرفوضة مكروهة منبوذة واليوم يتخذها ديدنا , أمورا كنت لا تفكر حتى بالمساومة عليها واليوم تفرح إذا تنازلت عنها حتى أنك تتنازل عن المساومة عليها , فإن ما كان يثير كرامته ويقلق منامه ويحزن قلبه ويوجع رأسه في سابق الأيام , قد يراه الآن أمراً مستساغاً وطبيعياً لا يستثير أي عاطفة منه ولا يؤرق نومه
وما قد كان مألوفاً عليه مستساغا مقبولا وطبيعياً متماشياً مع وجدانه وكيانه أصبح الآن أمراً مثيرا ًمرفوضا مستفزاً لكل مشاعره ولكل شعرة في جسمه ومؤلماً لكل جزء من أجزاء جسمه.
إذا فليبقَ ذلك السؤال حائراً محيّرا بائرا مبيّرا في أعماق وجدان كل واحد منا وفي قرارات النفوس منتشرا بين خبايا العقول , أين ومتى ولماذا يمكن أن تتوحد كرامة الإنسان ؟ أين ومتى ولماذا يمكن لكرامة الإنسان أن تبقى غير قابلة للتجزئة ؟ أين ومتى ولماذا يمكن لكرامة الإنسان أن تبقى وحدة متكاملة مترابطة ؟ أين ومتى ولماذا يمكن لكرامة الإنسان أن تكون غير قابلة للمساومة والتفاوض ؟
في دينه في عرضه، في ماله، في قوته، في حريته، أم في مجرد بقائه؟


وتبقى لكل إنسان مفاهيمه وموازينه ...






عمر رزوق
 

Chantal

ياسمين شامنا

إنضم
Jan 5, 2010
المشاركات
2,252
مستوى التفاعل
65
المطرح
في عذب القصيد
كرامة الإنسان كفلها الله عزَّوجل للإنسان منذُ خلقه وأستخلفه في الأرض
حقق له مطالبه وإحتياجاته ومن بينها مطلب الكرامة تلك القيمة الإنسانية
كرامة الإنسان في دينه وماله وعرضه وقوته وعلاقاته الإنسانية والإجتماعية
لم يغفل عنه .. ومنحهاإياها فهي لاتتلاشى ولا تزول باقية ببقائه
فكرامة الإنسان حق وضورة لإنسانية حقة وسوية ..
وتختلف الرؤى والأبعاد حول تلك القيمة من شخص لآخر
ومسألة التنازل والتراخي في تلك القيمة تتفاوت درجته بين الأشخاص
ولكن في الآخر نجد أن التنازل ليس له إلا هدف واحد هوالوصول للمُراد والمُبتغى
والحفاظ عليه من الزوال
وبرأيي على الإنسان أن يحاول ويستميت ويُجاهد من أجل الحفاظ على كرامته
قدرالمستطاع ولايجعلها سهلة المنال ولايقبل عليها المزايدة والمُقايضة
فمهما تكن رياح الحياة عاتية تظل كرامة الإنسان ثابتة راسخة لأنهاإن فُقدت بالكلية
فقد الإنسان إنسانيته وسحقها
وتبقى كرامة الإنسان في دينه وعِرضه لااااا تقبل المساومة أبداً ولاتتبدل
وهناك شق آخرللكرامة ..
ألا وهي كرامة الشعوب المسلمة فمهما كانت بينهم الحدود والمسافات
فالكرامة عندهم غيبها وسحقها ظلماً وعدواناً وإستبداداً هؤلاء
الحكام الجائرون ..
فأين الكرامة العربية حين تُنتهك حرمة الأقصى ؟؟
أين الكرامة العربية حين تُنتهك الحرمات هنا وهناك ؟؟
أين الكرامة عندما يُسحل ويُصفع رجل مسلم بيد يهودي غاصب ؟؟
أين الكرامة ونحن لا زلنا نتابع قنوات العار
وماتبثه في زمن العار
ونحن لا حول لناولاقوة رضِينا بالذل والهوان بفضل ذلك القمع الجائر
دام طرحك وفكرك وردة*
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

بدأت بعنوان المقالة تسأل جميل
حقاً أصبحت الكرامة شتان بين ذاك وذاك
منهم من يأخذها بالأنانية وتتجرد منها الإنسانية
ومنهم من يتفلسف بها على نهج الحب وهو بريء منها
الكرامة تنصب في التربة كالنخلة
أعماق جذورها تخترق الصخور
وتزيل أجثث من يفسدون في الأرض
أصلها ثابت راسخ ليس متحجرة بالخضوع

:

/
اسأل الله المولى أن يحفظ كرامة المسلمين
 
أعلى