اميرة الشام
مشرفة
- إنضم
- Jan 26, 2011
- المشاركات
- 18,166
- مستوى التفاعل
- 86
- المطرح
- الكويت
تعرف السمنة بشكل عام بأنها زيادة وزن الجسم عن المعدل الطبيعي نتيجة تراكم الدهون.
ويحدث ذلك نتيجة تناول غذاء يحتوي على سعرات حرارية عالية أكبر من معدل قدرة الجسم على حرق هذه السعرات لتوليد الطاقة اللازمة لقيام الجسم بأنشطته فيتم تخزين الطاقة الزائدة على هيئة دهون ما ينتج عنه زيادة في عدد وحجم الخلايا الدهنية.
وهذا المخزون في الأنسجة الدهنية الذي يشمل كل أنسجة الجسم يزيد بزيادة العمر ويميل للنقصان مرة ثانية بعد العقد السادس من العمر.
ولقد تعارف الأطباء على تحديد وتعريف السمنة بزيادة في الوزن بمقدار 20 في المئة أو أكثر عن الحد الطبيعي الذي عليه أكثر الناس.
وإذا كانت الزيادة أقل من 10 في المئة فتعتبر في الحد الطبيعي أما اذا كانت الزيادة ما بين 10-20 فتسمى زيادة في الوزن.
ويستخدم الأطباء مؤشر كتلة الجسم «Bodymass index» ويتم ذلك عن طريق حساب وزن الشخص بالكيلو غرامات وقسمته على طوله بالمتر المربع.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم ما بين 20-25كغم/م2 يعتبر في حدود الوزن المناسب.
أما إذا كان بين 25-29.9كغم/م2 فيعتبر بدينا نسبيا.
أما إذا كان بين 30-39.9 فيعتبر شديد البدانة.
أما إذا كان 39.9-40 فيعتبر بدانة مرضية.
وحين يبلغ مؤشر كتلة الجسم 27كغم/م2 فإنه يعتبر أكثر عرضة للاصابة بالأمراض المصاحبة للسمنة.
وكذلك يستخدم مقياس ثخانة الجلد «Skin Fold Thickmess» ويمكن الحصول على الوزن المثالي للفرد من جداول معينة مبين بها الطول والعمر للذكور والإناث.
وهناك أيضاً معادلة بسيطة دون اللجوء لهذه الجداول وفيها يطرح العدد 100 من طول القامة والناتج يعبر عن الوزن المناسب.
السعرات الحرارية والسمنة
لكي نفهم معنى كلمة «السمنة» ولكي نتعرف على أسبابها ومن أجل أن نستوعب أي نصيحة تعطى لنا للوقاية منها أو التغلب عليها فلا بد أن نفهم جيداً كلمة «سعر حراري» لانه من دون فهمنا لهذه الكلمة فستظل معلوماتنا مشوشة وناقصة.
والأمر ليس صعباً على الاطلاق.
ولنسترسل معاً في فهم «السعر الحراري» ونقول ان الطائرة أو السيارة لكي تطير أو تسير تحتاج إلى الوقود «Fuel». وهنا البنزين وتحوله إلى طاقة أو شيء مفيد تستطيع أن تتحرك به وذلك عن طريق حرقه لينتج حرارة شديدة وقوة اشتعال وطاقة هي التي تقوم بالتشغيل.
الأمر نفسه بالنسبة للإنسان تماماً لكن الفرق في نوع الوقود فنحن لكي نتحرك ونعمل ونجري وننشط نحرق السكر والخبز والأرز وباقي أنواع الأطعمة بدلاً من «البنزين».
وكما ان هناك أنواعاً مختلفة من وقود السيارات مثل السولار أو البنزين أو البنزين السوبر تختلف باختلاف جودتها وقدرتها على انتاج كمية من الطاقة عند حرقها، كذلك الأطعمة تعطي طاقة كبيرة مثل العسل والسكر والخبز والأرز وأخرى تعطي طاقة قليلة مثل الخضراوات واللحوم.
ولكي نستطيع أن نحدد الفرق بالضبط بين كل نوع وآخر من أنواع الوقود سواء أنواع البنزين أو أنواع الطعام فيجب أن يكون عندنا وحدة نقيس بها كمية الطاقة التي ينتجها الوقود فنحن نقيس الطول بالمتر ونقيس الوزن بالكيلو.
ونقيس طاقة الحريق «بالسعر» وعندما نقول ان رغيف الخبز يعطي كذا سعر فإننا نعني لو حرقنا هذا الرغيف لكانت كمية الحرارة والطاقة الناتجة عن الحريق «أو التمثيل الغذائي» تساوي هذا الرقم وبالتالي نستطيع المقارنة بين الأغذية المختلفة من حيث كمية انتاجها للطاقة.
ولكي يظل الوزن ثابتا فيجب أن تكون كمية الطاقة الناتجة عن حرق ما نتناوله من أطعمة مساويا لكمية الطاقة التي تستهلكها أجسامنا في نشاطها وأداء مهامها.
إلا ان السعرات التي نتناولها يجب أن تساوي السعرات التي نحرقها لأنه اذا اكلت كمية كبيرة من الطعام ولم نتحرك لن يكون امام الجسم سوى وسيلة واحدة هي ان يخزن هذه السعرات لحين الحاجة واذا ما زادت كمية المخزون واكتظت به مخازن الجسم فإنه يضطر إلى تخزينها على صورة مكثفة جدا هي الدهن الذي يترسب في اماكن متفرقة من الجسم وتنشأ السمنة. لذا يجب المحافظة على ان تكون السعرات الحرارية الداخلة للجسم تساوي تماما السعرات الخارجة منه هذا بالطبع اذا كان الإنسان سعيدا
نه المناسب.
أسباب السمنة
طبيعة العصر الذي نعيشه ساعدت على انتشار السمنة فلم يعد المشي وسيلة الانتقال للانسان وكذلك الصعود فحلت السيارة والمصاعد محل المشي والصعود وساعدت الاجهزة الحديثة من تقليل الجهد المبذول اي ان احد اطراف المعادلة التي ذكرناها بأن السعرات الحرارية الداخلة للجسم تساوي السعرات الخارجة اي ان زيادة السعرات الداخلة في هذه الحالة اكبر من السعرات الخارجة من الجسم.
كذلك النظام الغذائي ونوعية الغذاء تؤثر في وزن الانسان فالغذاء الغني بالدهون والسكريات يخل بالمعادلة السابقة لأنه يعطي مزيدا من الطاقة التي تفوق التي يستهلكها الجسم فيقوم الجسم بتخزينها على هيئة دهون.
وتلعب الوراثة دورا مهما في بداية حدوث السمنة وتوزيع الدهون في الجسم مثل حدوث تغيرات في الغدد الصماء التي تكون مصحوبة بحدوث السمنة كذلك استخدام بعض العقاقير.
كذلك تلعب العوامل النفسية والاجتماعية وعادات الطعام والاحوال الاقتصادية دورا كبيرا في الاصابة بالسمنة.
الجينات الوراثية
وصل باحثون بريطانيون إلى اول دليل واضح على ان «جين fto» ربما يكون مسؤولا عن زيادة الوزن والسمنة وقال الباحثون في تقرير نشر بدورية «ساينس» العلمية ان وجود نسختين من جين fto يزيد احتمال الاصابة بالسمنة بنسبة 70 في المئة.
لكن الباحثين اكدوا ان الجينات وحدها لا يمكن تحميلها مسؤولية زيادة كبيرة في البدانة لكن تساهم العوامل البيئية مثل نوعية الغذاء وكميته ومزاولة النشاط البدني في تحديد وزن الجسم.
واوضح اندريو هارتلي الاستاذ بكلية الطب في جامعة اكسفورد ان الدراسة تفسر لنا لماذا عندما يأكل شخصان نفس الكمية والنوعية من الطعام ويقومان بنفس المجهود البدني لكن احدهما يواجه مصاعب في تخفيض وزنه.
وقد تمكن علماء استراليون من التعرف على جين جديد مسؤول على تهيئة الانسان للطعام ويقول الخبراء ان هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى تطوير عقاقير جديدة تعتمد على الجينات لمعالجة السمنة والسكري. ويعتبر هذا الجين ثالث مادة لها علاقة بالسيطرة على البدانة بعد مادتي اللبتين وبروتين «ان بي واي» وهذا الجين يقع على الكروموسوم رقم 19 واطلق عليه اسم «بيكون».
واكتشف علماء ايطاليون بروتينا في الدماغ يمكن ان يجعل الجسم اكثر قدرة على حرق السعرات الحرارية.
وكما اوضحنا فإن السمنة تنتج عن عدم توازن بين عمليتي تناول الغذاء وحرقه داخل الجسم ففي الوضع الطبيعي يتحكم بهذا التوازن عملية فسيولوجية معقدة تساهم فيها المؤشرات الخارجية مع المؤشرات الداخلية للجهاز العصبي.
والمسؤول عن هذا التوازن هو «الهيبو ثلامس» الموجود في اسفل الجزء الخلفي من المخ حيث يستقبل اشارات من خلايا الجسم تعكس حاجتها للطاقة فإما ان يعطي اشارة لزيادة معدل تناول الغذاء ومن ثم حرقه او ان يعطى اشارة بالعكس.
تبدأ المشكلة عندما توجد طفرة في احد الجينات المسؤولة عن تضييع الهرمونات التي تشكل هذه الاشارات المهمة مثل الجين المسؤول عن تضييع هرمون اللبتين والذي تفرزه الخلايا الدهنية ويستقبله الهيبوثلامس باشارة عصبية لتقليل الشهية وبالتالي يقلل من تناول الطعام.
و من الممكن ان تكون الطفرة في الجين المسؤول عن تضييع مستقبلات هذه الهرمونات في المخ مبطلا تأثيرها وبالتالي قطع الاشارات من الهيبو ثلامس مؤديا إلى زيادة مفرطة في الوزن.
لقد تم تحديد 13 جينا لها دور اساسي في هذه الآلية واي طفرة فيها من الممكن ان تكون عاملاها في زيادة الوزن.
الحالة النفسية والاجهاد العصبي
يعتقد الكثيرون ان السمنة تنتج عن الشهية المفتوحة والاكل الزائد عن الحد فقط ولا ينتبهون لتأثير العوامل النفسية والمشاعر والعواطف في الاصابة بالسمنة.
فقد تكون السمنة عرضة لعدم التوازن النفسي والعاطفي للشخص السمين حيث لا تكون الشهية عاملا مهما حيث ان الشخص السمين قد يأكل وهو غير جائع وايضا وهو ممتلئ المعدة لكي يشبع احتياجا عاطفيا مثل الملل والاحساس بالوحدة وايضا عدم الاشباع الجنسي او العاطفي او الشعور بالاكتئاب.
وكشفت دراسة طبية عن العلاقة بين الاجهاد العصبي والبدانة حيث قال باحثون من معهد جارفن للابحاث الطبية بمدينة سيتي الاسترالية ان الاجهاد قد يستحث البدانة بتنشيط خلايا الجسم الدهنية.
وعثر الباحثون على الجزء الكيميائي الذي يطلقه الجسم لدى تعرضه للاجهاد يعرف بـ «نيور بيتان 4 - npy مسببا نمو الخلايا الدهنية كما وكيفا ونشر البحث بمجلة «نيتشر ميدسين» اي الطب الطبيعي.
قلة النوم والإصابة بالسمنة
تقول الابحاث الطبية ان مدة النوم تعتبر منظما مهما للمحافظة على وزن الجسم وعمليات التمثيل الغذائي حيث توجد علاقة اكيدة بين فترات النوم القصيرة وحدوث زيادة في وزن الجسم.
حيث تؤدي فترة النوم القصيرة الى تقليل انتاج هرمون اللبتين وزيادة هرمون الجيريلين في الجسم فيؤدي هذا الاختلاف في افراز الهرمونين «اللبتين والجيريلين» إلى زيادة القابلية للأكل ما يفسر السبب الملاحظ في زيادة وزن الجسم بسبب فترات النوم القصيرة. وقد دلت الدراسات على ان هناك الكثير من الهرمونات التي تتوسط عملية التداخل بين فترات النوم القصيرة والتمثيل الغذائي وزيادة كتلة وزن الجسم.
وعلى رأس هذه الهرمونات يوجد اثنان من الهرمونات المتضادات في العمل وهما «اللبتين» وهرمون «الجيريلين» حيث يعمل اللبتين على تثبيط الشهية للطعام بينما يعمل الجيريلين على زيادة الشهية للطعام.
وفي كلية الطب جامعة وسكنسون الاميركية اجريت الكثير من الدراسات على عادات النوم المختلفة وتأثيرها على الافراد فدلت النتائج على وجود علاقة وثيقة بين فترات النوم القصيرة وبين الزيادة في الوزن فمن ينامون اقل من سبع ساعات حسب دراسات طبية يعانون من زيادة في الوزن.
تذوق الطعام يرتبط بالسمنة
اكدت بعض الابحاث والدراسات ان تذوق الطعام ورائحته له علاقة بالسمنة وذلك لأنه يوجد على اللسان آلاف من الخلايا الحساسة بها مستقبلات وظيفتها التذوق والحكم على المادة التي توضع عليها بان تبين طبيعة هذه المادة ونسبة تركيزها فمثلا تفرق بين الحادق والمر والحلو ونسبة التركيز في كل مادة.
واشارت الدكتورة اكرام عبدالسلام استاذة طب الاطفال والوراثة بكلية طب القصر العيني إلى ان وظيفة هذه المستقبلات في خلايا اللسان تتحكم فيها الجينات الوراثية وتورث من الاجداد والآباء إلى اطفالهم وقد قام العلماء باختبار حساسية هذه المستقبلات على اللسان باستعمال مادة مرة المذاق اسمها PTC فيتل سايوكار بامين.
يذكر ان حساسية هذه المستقبلات تزداد في الاناث عنها في الذكور وكذلك تقل هذه الحساسية مع التقدم في العمر.
مشاهدة التلفزيون والكمبيوتر تؤدي إلى السمنة
برامج المنوعات والمسلسلات والأفلام التلفزيونية والجلوس امام شاشات الكمبيوتر من اكثر الوسائل التي تؤدي إلى زيادة الوزن وقد أكد بحث حديث ان الناس يأكلون اكثر عندما يجلسون امام شاشات التلفزيون والكمبيوتر وكلما كانت البرامج مسلية كلما اكلوا اكثر.
وذكر الدكتور الان هيرش مدير دراسات الجهاز العصبي بمؤسسة علاج وابحاث الشم والتذوق في شيكاغو ان المخ المنشغل لا يلاحظ ما يفعله الفم.
وفحص هيرسن تأثير الشم والتذوق والسلوك المتعلق بالاكل اثناء مشاهدة التلفزيون من خلال قياس استهلاك رقائق البطاطس.
وتناول 45 متطوعا الكمية التي ارادوها من رقائق البطاطس خلال فترات استراحة استغرقت 5 دقائق على مدى 3 اسابيع اثناء مشاهدة احاديث لمقدمي البرامج الحوارية الليلية ديفيد لبتيرمان وجاي لينو وتم اعطاؤهم رقائق البطاطس ايضا ليأكلوها في الوقت الذي كان فيه التلفزيون مغلقا. ووجد هيرش ان هؤلاء الاشخاص اكلوا رقائق بطاطس اكثر بنسبة 44 في المئة اثناء مشاهدة لبتيرمان و42 في المئة اكثر اثناء مشاهدة لينو عما اكلوا عندما كان جهاز التلفزيون مغلقا.
وربطت دراسة المانية بين السمنة والمستوى التعليمي حيث اكدت ان معدلات الاصابة بالسمنة تزيد لدى اصحاب التعليم المتوسط.
ويحدث ذلك نتيجة تناول غذاء يحتوي على سعرات حرارية عالية أكبر من معدل قدرة الجسم على حرق هذه السعرات لتوليد الطاقة اللازمة لقيام الجسم بأنشطته فيتم تخزين الطاقة الزائدة على هيئة دهون ما ينتج عنه زيادة في عدد وحجم الخلايا الدهنية.
وهذا المخزون في الأنسجة الدهنية الذي يشمل كل أنسجة الجسم يزيد بزيادة العمر ويميل للنقصان مرة ثانية بعد العقد السادس من العمر.
ولقد تعارف الأطباء على تحديد وتعريف السمنة بزيادة في الوزن بمقدار 20 في المئة أو أكثر عن الحد الطبيعي الذي عليه أكثر الناس.
وإذا كانت الزيادة أقل من 10 في المئة فتعتبر في الحد الطبيعي أما اذا كانت الزيادة ما بين 10-20 فتسمى زيادة في الوزن.
ويستخدم الأطباء مؤشر كتلة الجسم «Bodymass index» ويتم ذلك عن طريق حساب وزن الشخص بالكيلو غرامات وقسمته على طوله بالمتر المربع.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم ما بين 20-25كغم/م2 يعتبر في حدود الوزن المناسب.
أما إذا كان بين 25-29.9كغم/م2 فيعتبر بدينا نسبيا.
أما إذا كان بين 30-39.9 فيعتبر شديد البدانة.
أما إذا كان 39.9-40 فيعتبر بدانة مرضية.
وحين يبلغ مؤشر كتلة الجسم 27كغم/م2 فإنه يعتبر أكثر عرضة للاصابة بالأمراض المصاحبة للسمنة.
وكذلك يستخدم مقياس ثخانة الجلد «Skin Fold Thickmess» ويمكن الحصول على الوزن المثالي للفرد من جداول معينة مبين بها الطول والعمر للذكور والإناث.
وهناك أيضاً معادلة بسيطة دون اللجوء لهذه الجداول وفيها يطرح العدد 100 من طول القامة والناتج يعبر عن الوزن المناسب.
السعرات الحرارية والسمنة
لكي نفهم معنى كلمة «السمنة» ولكي نتعرف على أسبابها ومن أجل أن نستوعب أي نصيحة تعطى لنا للوقاية منها أو التغلب عليها فلا بد أن نفهم جيداً كلمة «سعر حراري» لانه من دون فهمنا لهذه الكلمة فستظل معلوماتنا مشوشة وناقصة.
والأمر ليس صعباً على الاطلاق.
ولنسترسل معاً في فهم «السعر الحراري» ونقول ان الطائرة أو السيارة لكي تطير أو تسير تحتاج إلى الوقود «Fuel». وهنا البنزين وتحوله إلى طاقة أو شيء مفيد تستطيع أن تتحرك به وذلك عن طريق حرقه لينتج حرارة شديدة وقوة اشتعال وطاقة هي التي تقوم بالتشغيل.
الأمر نفسه بالنسبة للإنسان تماماً لكن الفرق في نوع الوقود فنحن لكي نتحرك ونعمل ونجري وننشط نحرق السكر والخبز والأرز وباقي أنواع الأطعمة بدلاً من «البنزين».
وكما ان هناك أنواعاً مختلفة من وقود السيارات مثل السولار أو البنزين أو البنزين السوبر تختلف باختلاف جودتها وقدرتها على انتاج كمية من الطاقة عند حرقها، كذلك الأطعمة تعطي طاقة كبيرة مثل العسل والسكر والخبز والأرز وأخرى تعطي طاقة قليلة مثل الخضراوات واللحوم.
ولكي نستطيع أن نحدد الفرق بالضبط بين كل نوع وآخر من أنواع الوقود سواء أنواع البنزين أو أنواع الطعام فيجب أن يكون عندنا وحدة نقيس بها كمية الطاقة التي ينتجها الوقود فنحن نقيس الطول بالمتر ونقيس الوزن بالكيلو.
ونقيس طاقة الحريق «بالسعر» وعندما نقول ان رغيف الخبز يعطي كذا سعر فإننا نعني لو حرقنا هذا الرغيف لكانت كمية الحرارة والطاقة الناتجة عن الحريق «أو التمثيل الغذائي» تساوي هذا الرقم وبالتالي نستطيع المقارنة بين الأغذية المختلفة من حيث كمية انتاجها للطاقة.
ولكي يظل الوزن ثابتا فيجب أن تكون كمية الطاقة الناتجة عن حرق ما نتناوله من أطعمة مساويا لكمية الطاقة التي تستهلكها أجسامنا في نشاطها وأداء مهامها.
إلا ان السعرات التي نتناولها يجب أن تساوي السعرات التي نحرقها لأنه اذا اكلت كمية كبيرة من الطعام ولم نتحرك لن يكون امام الجسم سوى وسيلة واحدة هي ان يخزن هذه السعرات لحين الحاجة واذا ما زادت كمية المخزون واكتظت به مخازن الجسم فإنه يضطر إلى تخزينها على صورة مكثفة جدا هي الدهن الذي يترسب في اماكن متفرقة من الجسم وتنشأ السمنة. لذا يجب المحافظة على ان تكون السعرات الحرارية الداخلة للجسم تساوي تماما السعرات الخارجة منه هذا بالطبع اذا كان الإنسان سعيدا
نه المناسب.أسباب السمنة
طبيعة العصر الذي نعيشه ساعدت على انتشار السمنة فلم يعد المشي وسيلة الانتقال للانسان وكذلك الصعود فحلت السيارة والمصاعد محل المشي والصعود وساعدت الاجهزة الحديثة من تقليل الجهد المبذول اي ان احد اطراف المعادلة التي ذكرناها بأن السعرات الحرارية الداخلة للجسم تساوي السعرات الخارجة اي ان زيادة السعرات الداخلة في هذه الحالة اكبر من السعرات الخارجة من الجسم.
كذلك النظام الغذائي ونوعية الغذاء تؤثر في وزن الانسان فالغذاء الغني بالدهون والسكريات يخل بالمعادلة السابقة لأنه يعطي مزيدا من الطاقة التي تفوق التي يستهلكها الجسم فيقوم الجسم بتخزينها على هيئة دهون.
وتلعب الوراثة دورا مهما في بداية حدوث السمنة وتوزيع الدهون في الجسم مثل حدوث تغيرات في الغدد الصماء التي تكون مصحوبة بحدوث السمنة كذلك استخدام بعض العقاقير.
كذلك تلعب العوامل النفسية والاجتماعية وعادات الطعام والاحوال الاقتصادية دورا كبيرا في الاصابة بالسمنة.
الجينات الوراثية
وصل باحثون بريطانيون إلى اول دليل واضح على ان «جين fto» ربما يكون مسؤولا عن زيادة الوزن والسمنة وقال الباحثون في تقرير نشر بدورية «ساينس» العلمية ان وجود نسختين من جين fto يزيد احتمال الاصابة بالسمنة بنسبة 70 في المئة.
لكن الباحثين اكدوا ان الجينات وحدها لا يمكن تحميلها مسؤولية زيادة كبيرة في البدانة لكن تساهم العوامل البيئية مثل نوعية الغذاء وكميته ومزاولة النشاط البدني في تحديد وزن الجسم.
واوضح اندريو هارتلي الاستاذ بكلية الطب في جامعة اكسفورد ان الدراسة تفسر لنا لماذا عندما يأكل شخصان نفس الكمية والنوعية من الطعام ويقومان بنفس المجهود البدني لكن احدهما يواجه مصاعب في تخفيض وزنه.
وقد تمكن علماء استراليون من التعرف على جين جديد مسؤول على تهيئة الانسان للطعام ويقول الخبراء ان هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى تطوير عقاقير جديدة تعتمد على الجينات لمعالجة السمنة والسكري. ويعتبر هذا الجين ثالث مادة لها علاقة بالسيطرة على البدانة بعد مادتي اللبتين وبروتين «ان بي واي» وهذا الجين يقع على الكروموسوم رقم 19 واطلق عليه اسم «بيكون».
واكتشف علماء ايطاليون بروتينا في الدماغ يمكن ان يجعل الجسم اكثر قدرة على حرق السعرات الحرارية.
وكما اوضحنا فإن السمنة تنتج عن عدم توازن بين عمليتي تناول الغذاء وحرقه داخل الجسم ففي الوضع الطبيعي يتحكم بهذا التوازن عملية فسيولوجية معقدة تساهم فيها المؤشرات الخارجية مع المؤشرات الداخلية للجهاز العصبي.
والمسؤول عن هذا التوازن هو «الهيبو ثلامس» الموجود في اسفل الجزء الخلفي من المخ حيث يستقبل اشارات من خلايا الجسم تعكس حاجتها للطاقة فإما ان يعطي اشارة لزيادة معدل تناول الغذاء ومن ثم حرقه او ان يعطى اشارة بالعكس.
تبدأ المشكلة عندما توجد طفرة في احد الجينات المسؤولة عن تضييع الهرمونات التي تشكل هذه الاشارات المهمة مثل الجين المسؤول عن تضييع هرمون اللبتين والذي تفرزه الخلايا الدهنية ويستقبله الهيبوثلامس باشارة عصبية لتقليل الشهية وبالتالي يقلل من تناول الطعام.
و من الممكن ان تكون الطفرة في الجين المسؤول عن تضييع مستقبلات هذه الهرمونات في المخ مبطلا تأثيرها وبالتالي قطع الاشارات من الهيبو ثلامس مؤديا إلى زيادة مفرطة في الوزن.
لقد تم تحديد 13 جينا لها دور اساسي في هذه الآلية واي طفرة فيها من الممكن ان تكون عاملاها في زيادة الوزن.
الحالة النفسية والاجهاد العصبي
يعتقد الكثيرون ان السمنة تنتج عن الشهية المفتوحة والاكل الزائد عن الحد فقط ولا ينتبهون لتأثير العوامل النفسية والمشاعر والعواطف في الاصابة بالسمنة.
فقد تكون السمنة عرضة لعدم التوازن النفسي والعاطفي للشخص السمين حيث لا تكون الشهية عاملا مهما حيث ان الشخص السمين قد يأكل وهو غير جائع وايضا وهو ممتلئ المعدة لكي يشبع احتياجا عاطفيا مثل الملل والاحساس بالوحدة وايضا عدم الاشباع الجنسي او العاطفي او الشعور بالاكتئاب.
وكشفت دراسة طبية عن العلاقة بين الاجهاد العصبي والبدانة حيث قال باحثون من معهد جارفن للابحاث الطبية بمدينة سيتي الاسترالية ان الاجهاد قد يستحث البدانة بتنشيط خلايا الجسم الدهنية.
وعثر الباحثون على الجزء الكيميائي الذي يطلقه الجسم لدى تعرضه للاجهاد يعرف بـ «نيور بيتان 4 - npy مسببا نمو الخلايا الدهنية كما وكيفا ونشر البحث بمجلة «نيتشر ميدسين» اي الطب الطبيعي.
قلة النوم والإصابة بالسمنة
تقول الابحاث الطبية ان مدة النوم تعتبر منظما مهما للمحافظة على وزن الجسم وعمليات التمثيل الغذائي حيث توجد علاقة اكيدة بين فترات النوم القصيرة وحدوث زيادة في وزن الجسم.
حيث تؤدي فترة النوم القصيرة الى تقليل انتاج هرمون اللبتين وزيادة هرمون الجيريلين في الجسم فيؤدي هذا الاختلاف في افراز الهرمونين «اللبتين والجيريلين» إلى زيادة القابلية للأكل ما يفسر السبب الملاحظ في زيادة وزن الجسم بسبب فترات النوم القصيرة. وقد دلت الدراسات على ان هناك الكثير من الهرمونات التي تتوسط عملية التداخل بين فترات النوم القصيرة والتمثيل الغذائي وزيادة كتلة وزن الجسم.
وعلى رأس هذه الهرمونات يوجد اثنان من الهرمونات المتضادات في العمل وهما «اللبتين» وهرمون «الجيريلين» حيث يعمل اللبتين على تثبيط الشهية للطعام بينما يعمل الجيريلين على زيادة الشهية للطعام.
وفي كلية الطب جامعة وسكنسون الاميركية اجريت الكثير من الدراسات على عادات النوم المختلفة وتأثيرها على الافراد فدلت النتائج على وجود علاقة وثيقة بين فترات النوم القصيرة وبين الزيادة في الوزن فمن ينامون اقل من سبع ساعات حسب دراسات طبية يعانون من زيادة في الوزن.
تذوق الطعام يرتبط بالسمنة
اكدت بعض الابحاث والدراسات ان تذوق الطعام ورائحته له علاقة بالسمنة وذلك لأنه يوجد على اللسان آلاف من الخلايا الحساسة بها مستقبلات وظيفتها التذوق والحكم على المادة التي توضع عليها بان تبين طبيعة هذه المادة ونسبة تركيزها فمثلا تفرق بين الحادق والمر والحلو ونسبة التركيز في كل مادة.
واشارت الدكتورة اكرام عبدالسلام استاذة طب الاطفال والوراثة بكلية طب القصر العيني إلى ان وظيفة هذه المستقبلات في خلايا اللسان تتحكم فيها الجينات الوراثية وتورث من الاجداد والآباء إلى اطفالهم وقد قام العلماء باختبار حساسية هذه المستقبلات على اللسان باستعمال مادة مرة المذاق اسمها PTC فيتل سايوكار بامين.
يذكر ان حساسية هذه المستقبلات تزداد في الاناث عنها في الذكور وكذلك تقل هذه الحساسية مع التقدم في العمر.
مشاهدة التلفزيون والكمبيوتر تؤدي إلى السمنة
برامج المنوعات والمسلسلات والأفلام التلفزيونية والجلوس امام شاشات الكمبيوتر من اكثر الوسائل التي تؤدي إلى زيادة الوزن وقد أكد بحث حديث ان الناس يأكلون اكثر عندما يجلسون امام شاشات التلفزيون والكمبيوتر وكلما كانت البرامج مسلية كلما اكلوا اكثر.
وذكر الدكتور الان هيرش مدير دراسات الجهاز العصبي بمؤسسة علاج وابحاث الشم والتذوق في شيكاغو ان المخ المنشغل لا يلاحظ ما يفعله الفم.
وفحص هيرسن تأثير الشم والتذوق والسلوك المتعلق بالاكل اثناء مشاهدة التلفزيون من خلال قياس استهلاك رقائق البطاطس.
وتناول 45 متطوعا الكمية التي ارادوها من رقائق البطاطس خلال فترات استراحة استغرقت 5 دقائق على مدى 3 اسابيع اثناء مشاهدة احاديث لمقدمي البرامج الحوارية الليلية ديفيد لبتيرمان وجاي لينو وتم اعطاؤهم رقائق البطاطس ايضا ليأكلوها في الوقت الذي كان فيه التلفزيون مغلقا. ووجد هيرش ان هؤلاء الاشخاص اكلوا رقائق بطاطس اكثر بنسبة 44 في المئة اثناء مشاهدة لبتيرمان و42 في المئة اكثر اثناء مشاهدة لينو عما اكلوا عندما كان جهاز التلفزيون مغلقا.
وربطت دراسة المانية بين السمنة والمستوى التعليمي حيث اكدت ان معدلات الاصابة بالسمنة تزيد لدى اصحاب التعليم المتوسط.
.gif "وردة وردة*")