نبيل 73
بيلساني شهم
- إنضم
- Aug 20, 2009
- المشاركات
- 212
- مستوى التفاعل
- 6
- المطرح
- اللاذقية بضيعة اسما الهنادي
وهو من خانات اللاذقية التي لم يتعرض لها أحد بالتحقيق أو الدراسة وبعض منشآته لا تزال شاخصة ويعرف بخان أبي داوود أيضاً وموقعه في البازار الذي كان يعرف في مرحلة أقدم بحي المسطاح وتحديده قرب ساحة السمك ولا زالت غرفه المعقودة شاهدة على كبر هذا الخان الذي كان معداً لاستقبال المسافرين وكانت تودع فيه غلال وبضائع التجار وتجري في ساحته الواسعة صفقات البيع والشراء بينما تحبس اصطبله الدواب وقد عبثت يد الزمن في هذا الخان فاقتطعت منه دكاكين بيع السمك الحالية المطلة على الشارع وهو يستخدم الآن منشرة للأخشاب ومما يذكر أنه في سنة
/1903/ أنشئت فيه مطحنة تدار بالفحم.
خان الحنطة:
قديم العهد ذكر في وثيقة تعود إلى سنة (1231-1815)م يتألف من طابقين ويحتوي على غرف متعددة وأروقة ومقهى وأمكنة معدة لمبيت المسافرين ومخازن لحفظ القمح واصطبل وموقعه قبالة الجامع الجديد وحالته متشعثة، وسمِّي بخان الحنطة لأنه كان يحتوي أماكن لحفظ القمح، وكان يملك هذا الخان عمر آغا ابن المرحوم حسين بيك الشهير بابن الدوكير بالاشتراك مع مصطفى بيك قبلان مطرجي، يتألَّف الخان من طابقين وأرض عبارة عن ساحة سماوية وأواوين داخلها غرف، كما يحتوي على بايكة كبيرة وبئر ماء وأروقة ودرجين حجريين يصعد من خلالهما إلى الطابق العلوي الذي يحتوي على ستِّ غرف، والخان اليوم يستعمل كمحلات تجارية وأسواق.
وقيل هو والخان الجديد واحد أو امتداد لبعضهما.
الخان الكبير:
وكان يقع في ميناء اللاذقية القديم ويعرف بخان وقف جامع أرسلان باشا وينقل وصفه فيما يلي من وثيقة تعود إلى سنة /1161هـ 1748م/.
الخان الكبير المعروف ببستان مير يعقوب المشتمل على مسقف بالخشب وتجاهه حوش معمر بالأحجار والكلس وفيه بئر ماء وناعورة بدولاب وبركة، ويحتوي على أشجار الزيتون وغيرها من الأشجار.
ويخبرنا الرحالة الفرنسي بوجولا الذي زار اللاذقية بأن الخان الكبير قد لحقت به بعض الأضرار نتيجة زلزال عام /1822/ وبيّن الأستاذ جبرائيل سعادة أن مبنى المتحف الحالي ضربه زلزال عام /1822/ ورمم بعد ذلك وهو استنتاج غير صائب.
خان الصباغة أو الصباغين:
جاء ذكره في وثائق قديمة واسمه منسوب إلى أعمال الصباغة لاشتماله على دكاكين تصبغ فيها الثياب وخيوط الحياكة وكانت هذه الحرفة منتشرة قديماً ومن ثم عرف الحي المصاقب لهذا الخان بحي الصباغين "خان العتم" وكان مشهوراً بالظلام الدامس الذي كان يلفه.
"سوق الصباغين" كان على مقربة شديدة من قصر قديم يحكي التاريخ حكايته على أنه لوالٍ من الأتراك العثمانيين وكان يدعى بالأمير "علاء الدين"، ولكن الأحجار القديمة التي تبدأ حين دخولك من باب صغير إلى حارة بمساحة ثلاث دونمات بقيت كأحجار اللاذقية القديمة تخفي أسرارها وراءها، إلى أن جاءت قنطرة الصباغين وفضحت كل الأسرار.
دار يدور بها السرور على مر السنين****بدوام منشئها الأمير علاء الدين
سعد السعود مقيم في داخـــلها***ادخـــــلوها بسلام آمنين
هذه الأبيات القصيرة والمعبرة وكذلك الغامضة حيرت المؤرخين والباحثين والنقاد، فيما إذا كانت تعبر عن كنـز من كنوز "علاء الدين" المدفونة الذي أقام فيها منذ سنة 995 هجري، أم هي عمارة من عمارات اللاذقية القديمة ليس إلا.
وقد أشير أسفل ذلك إلى سنة البناء بالأرقام: سنة 995هـ- 1587م.
11- (القنطرة العلائية) أو (الدار العلائية):
1 - يقول "المؤرخ جبرائيل سعادة" يضع فرضية تهتم بالمكان وملكيته وضعها في كتابه"المختصر في تاريخ اللاذقية" :
«إن هذه الدار بنيت كمقر أو دار للحكومة فقط". داراً للأمير علاء الدين، مع احتمال أن تكون خاناً.
2 - أما الباحث "ياسر صاري" فقد ذهب ليعتبر المكان عبارة عن "تكية للدراويش المولوية"، يقول :
(والذي يجعلنا ننظر إلى هذا الفرض بشيء من الجدية الأمور التالية:
أ- أن التاريخ الشعري أعلى الواجهة يبدأ بهذه العبارة: (دار يدور بها السرور على السنين) والمعروف أن من تقاليد المولوية الدوران في حلقات الذكر، فيكون هذا المطلع نوعاً من أنواع المحسَّنات البديعية المسمى (حسن الاستهلال). ومن المفيد التذكير هنا بأن التكية المولوية التي بنيت في اللاذقية زمن السلطان عبد العزيز قرب ضريح والده السلطان (إبراهيم بن أدهم) والتي عرفت بين الناس باسم (مسجد أم السلطان) افتتح تأريخها الشعري بعبارة: (دار تدور بها البدور!؟.).
ب - زخرفة البناء تذكرنا بالمساجد والمدارس السلجوقية في قونية البلد الذي ترعرعت فيه تقاليد المولوية وفنونهم.
ج- إعجاب العثمانيين بسلوك المولوية وتعلقهم بها يجعلنا نفترض وجود أمراء أمثال علاء الدين، يعملون لإيجاد مراكز وتكايا لهم في البلاد التي وقعت تحت سلطانهم).
أما من هو الأمير علاء الدين فيعلق الأستاذ ياسر صاري :
(لا نعرف شيئاً عن الأمير علاء الدين صاحب البناء!. واعتماداً على تاريخ هذا البناء فإنه أنشئ زمن السلطان "مراد الثالث" وقد شهدت بلاد الشام في زمن هذا السلطان اضطرابات كثيرة، ولا سيما منطقة الساحل وجبال لبنان. فلعل علاء الدين أمير أعطيت له صلاحيات خاصة للحد من تلك الاضطرابات رأى أن يجعل اللاذقية مقر قيادته!؟. ولكن إذا سلمنا أن البناء أنشئ ليكون تكية مولوية فقد يكون الأمير علاء الدين أحد أفراد الأسرة الحاكمة في استانبول أو ممن له صلة بالسراي السلطاني.. ولعله لم يسكن اللاذقية بل تبرع بإنشاء البناء تخليداً لذكراه).
3 - في حين اكتفى الباحث "جمال حيدر" بالتوسع في وصفه للمكان وأهميته، واكتفى بالوصف العمراني حيث قال: «لقد تهدمت أجزاء كثيرة من البناء، ولم يبقى سوى فقط واجهة الدار الغربية، حيث الباب الرئيسي الذي يعلوه قوس صغير وضمنه لوحة نقش عليها البيتان آنفي الذكر، وعلى جانبي الباب الرئيسي نوافذ تزينها نقوش هندسية ونباتية، وهذه الدار مؤلفة من طابقين مبنية من الحجر الرملي حيث تعلو "الزاروب" المؤدية إلى الدار "زاروب أبو عقل" المتفرعة من شارع "الغافقي"، قنطرة وفوقها عليّة واحدة وهي من القناطر القليلة الباقية حتى اليوم باللاذقية».
زاروا اللاذقية :
المختار بن الحسن بن عبدون الحكيم أبو الحسن الطبيب البغدادي المعروف بابن بطلان (ت/444هـ).
وابن بطلان كما يذكر القفطي (ت/646هـ) طبيب منطقي من أهل بغداد يرتزق بصناعة الطب، خرج من بغداد إلى الجزيرة والموصل وسورية ومصر.
وقد وجه ابن بطلان إلى أبي الحسن هلال الصابئ رسالة يصف فيها رحلته إلى الرحبة وحلب وأنطاكية واللاذقية التي قام بها سنة 440/هـ. ومما قاله: "وخرجت من أنطاكية إلى اللاذقية وهي مدينة يونانية لها مينا، وملعب وميدان للخيل مدور وبها بيت كان للأصنام وهو اليوم كنيسة وكان في أول الإسلام مسجداً وهي راكبة البحر وفيها قاض للمسلمين وجامع يصلون فيه وأذان في أوقات الصلوات الخمس. وعادة الروم إذا سمعوا الأذان أن يضربوا الناقوس. وقاضي المسلمين الذي بها من قبل الروم. ومن عجائب هذا البلد أن المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة وينادي على كل واحدة منهن ويتزايد الفسقة فيهن لليلتها تلك ويؤخذن إلى الفنادق التي هي الخانات لسكنى الغرباء بعد أن تأخذ كل واحدة منهن خاتماً هو خاتم المطران حجة بيدها من تعقب الوالي بها فإنه متى وجد خاطياً مع خاطية بغير ختم المطران ألزمه جناية. وفي البلد من الحبساء والزهاد في الصوامع والجبال كل فاضل يضيق الوقت عن ذكر أحوالهم والألفاظ الصادرة عن صفاء عقولهم وأذهانهم..".
ممن زاروا اللاذقية وأبدعوا في وصفها :
العماد الأصفهاني :
ولعل أفضل وصف لها ما كتبه العماد الكاتب الأصفهاني الذي رافق صلاح الدين الأيوبي عندما فتحها سنة (584)هـ ، وقد تقدم في مبتدأ الكتاب يقول:
((ورأيتها بلدة واسعة الأقنية جامعة الأبنية، متناسبة المباني متناسقة المغاني, قريبة المجاني رحيبة المواني, في كل دار بستان وفي كل قطر بنيان, أمكنتها مخرمة وأروقتها مرخمة وعقودها محكمة ومعالمها معلمة، ودعائمها منظمة ومساكنها مهندسة ومهندمة، وأماكنها ممكنة، ومحاسنها مبينة، ومراتبها معينة، وسقوفها عالية، وقطوفها دانية، وأسواقها فضيّة، وآفاقها مضية, ومطالعها مشرقة ومرابعها مونقة, وأرجاؤها فسيحة وأهواؤها صحيحة).
كتاب (الفتح القسي في الفتح القدسي).
شمس الدين الأنصاري المعروف بشيخ الربوة (ت/727هـ) عن اللاذقية:
"واللاذقية محاطة بالبحر من جهاتها الثلاث وهذه المدينة أشبه بالإسكندرية في بنائها وليس بها ماء جار يسقي أرضها وهي قليلة الشجر، قديمة البناء، وبأرضها معدن رخام أبيض أضفر موشى وبها دير الفاروس من أعجب البناء في الديور، وله يوم في السنة تجتمع النصارى إليه والمينا الذي باللاذقية من أعجب المواني في البحر وأوسعها لا يزال حاملاً للسفن الكبار وعليه سلسلة من حديد حاصرة لمراكبه مانعة مراكب العدو".
كتاب (نخبة الدهر في عجائب البر والبحر).
من الملوك الذين زاروا اللاذقية :
السلطان الأشرف قايتباي:
وفي عام /1477/م /882/ هـ، زار اللاذقية سلطان المماليك قايتباي في رحلة مشهورة وهذا أعظم سلاطين المماليك الشراكسة, ولم تكن رحلته عادية بل تفقدية للتحصينات الدفاعية لبلاد الشام، عندما بدأ ظهور خطر الأتراك العثمانيين في الأناضول، ذكرت رحلته في كتاب (القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف)، الذي وضعه مؤلفه محمد بن إبراهيم الطيبي ، وقد جاء عن وصفه لمدينة اللاذقية ما يلي:
(هي بناء عظيم محكم بها دكاكين كثيرة عامرة وخراب كان بها ثلاثة قلاع متلاصقات وهي واسعة الفناء عالية البناء فيها مخازن وبرجان على فوهتها، بهما سلسلة عظيمة وبها حمامات عامرة وخراب).
وكتب عن طاحونة اللاذقية : (ومما سمعنا عنه في اللاذقية طاحونة تديرها الريح، سواء أكان هبوبها من الشمال أو الشرق أو الغرب على نحو ماهو معروف عند الإفرنج، وإذا دارت يوماً كاملاً، ليلاً ونهاراً طحنت 12 أردباً بالكيل المصري وقد أقام هذه الطاحونة رجل من اللاذقية كان الإفرنج قد أسروه، فلما عاد أنشأ هذا الشيء العجيب في بلده).
عبد الغني النابلسي وزيارته للاذقية :
قام الرحالة والشاعر عبد الغني النابلسي المتوفى عام /1731/م بخمس رحلات هامة في بلاد الشام والأناضول ومصر والحجاز وزار الساحل السوري عام /1693/م وكانت اللاذقية تحت حكم قبلان باشا المطرهجي وتتبع طرابلس وقد ورد في مخطوطه عن اللاذقية ما يلي:
(بلدة من عمار حلب وهي الآن مستقلة،لها حاكم مستقل من أهلها وقاض يأتيها والقاضي من الأتراك وكانت اللاذقية آنذاك تتبع طرابلس حيناً وحمص أو حلب حيناً آخر.).
ومما لفت انتباهه جدران أبنتيها التي تبنى بعرض حجر واحد خلافاً لحواضر الشام التي تبنى بيوتها بجدار مزدوجة، فقال:
"وأغرب ما رأينا فيها- يقصد اللاذقية- أنهم يبنون الجدار في عرض حجر واحد فيستقيم البنيان بذلك".
كما أعجب بذوق اللاذقيين في صنع المأكولات والتفنن فيها، فقال متحدثاً عن مأدبة حضرها:
"... مُدت المائدة العظيمة وبسطت السفرة الواسعة الجبين مشتملة على أنواع المأكولات والمربيات النفيسة، عرضها نحو الخمسة أذرع وطولها نحو العشرين ذراعاً أو أكثر ولم نجد في عمرنا مائدة مثلها ولا قدرها بحيث أنا وجماعتنا لم نقدر على ضبط ما فيها من ألوان".
الأدهمي الطرابلسي وتفاصيل رحلته في اللاذقية:
ومن الرحالة العرب المتأخرين الذين قصدوا اللاذقية الشيخ الأدهمي الطرابلسي المتوفى عام /1746/م على رأس جماعة من علماء الأزهر، انطلقوا من دمياط في مصر إلى طرابلس الشام وعبروا الساحل إلى اللاذقية عام /1737/م، وذكرها في في رحلته المسماة (تحفة الأدب في الرحلة من دمياط إلى الشام وحلب) التي قام بها في سنة 1150/هـ- 1737/م.
ومعلوماتنا عن هذه الرحلة مستقاة مما كتبه الشيخ عبد القادر المغربي، في مجلة مجمع اللغة العربي حيث قال:
(والمؤلف مع رفقته لم يسافروا إلى حلب من طريق حماة، وإنما أخذوا ساحل البحر عن شمالهم إلى اللاذقية ومنها سلكوا الوعر إلى إدلب فحلب. وصلوا جبلة فلم يروا من أهلها حفاوة فلجأوا إلى جامع إبراهيم بن أدهم المشهور ثم دخلوا اللاذقية ضيوفاً على أحمد الزياديِّ بتشديد الياء كما يظهر من قوله فيه:
خل الغناء بزينب وسعاد **وأقصد مرابع أحمد الزياد
ووصف ما كان من حفاوة هذا الكريم المضياف بهم كما وصف غلمانه وحسنهم وجمالهم من ذلك قوله في الواحد منهم:
فكأن مالكه المفضل أحمداً **غذاه لين الأنس للعواد
ثم وصف حماماً دخله في اللاذقية بأشنع الأوصاف وقال: إنه سأل عن اسمه فقيل له إنه حمام العواني أو العشور كذا... ومما وصف به الحمام أن صابونه منتن الروايح واستطرد من بشاعة هذا الحمام إلى ذكر ما قاله الشعراء في الحمامات مدحاً وقدحاً وافتتح ذلك بقوله هو في حمام اللاذقية:
وحمام حوى ما ليس يحصى *من الأوساخ والدنس القديم
ينادي من أتى يبغي قراه*لك البشرى قدمت على الجحيم
وممن زاره في اللاذقية الشيخ عبد الفتاح وقد وصفه بالتقوى والصلاح.. وصلوا في جامع الوزير سليمان باشا ودعاهم للضيافة أحمد بن بديع وقال إن من المدعوين إليها حضرة الشيخ عبد الرحمن أفندي مفتي اللاذقية ولعل عبد الرحمن أفندي هذا هو جد كاتب هذه السطور فقد ترجم له المرادي في تاريخه (سلك الدرر) ج2، ص 303- وقال إن عبد الرحمن أفندي المغربي استقام مفتياً في طرابلس واللاذقية مقدار خمس وأربعين سنة وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين ومائة وألف أي بعد زمن من هذه الرحلة بأربعين سنة ثم قال عنه ما نصه: فجرينا معه في الكلام والمذاكرة وبسطنا له بساط المفاكهة والمحاضرة وهو لا يطوي عن مرامنا كشحا. ولا يضرب عن الذي طلبناه صفحاً. بل كلما فتحنا له مسألة فقهية سلك طريق- المطارحة بالكلية. فعلمنا بقرائن الحال، إنه رجل في غاية الكمال فعندها اعتقدنا محبته وحققنا مع حضرة الوالد صحبته.
ثم غادروا اللاذقية إلى حلب فمروا بقرية البهلولية وهي ملك أحمد الزيادي الذي كانوا ضيوفه في اللاذقية. ومروا بعقبة السكون (أو السفكون) ووادي القرشية ووصف وعورة هاتين العقبتين وصعوبة السير فيهما قال: "وفي أثناء ذلك الضيق لاح لنا بيت على قارعة الطريق فتقدمنا لطلب البيان فإذا نحن بشيخ وثلاثة نسوان فسألنا عن الناس الأجواد فقيل لنا إنهم من أهلهم الأكراد. وإحدى الثلاثة رعبوبة ذات جمال وغادة قد تسربلت برداء الدلال فتقدم إليهن رفيقنا ابن بدران وقال هل من ماء إلى ابن السبيل الوارد العطشان وصار يطيل النظر إليها. ويلقي من أسرار لواحظه عليها. فاندفعت تسقي الوراد وطفقت تطفي ببرودة كلامها حرارة الأكباد ومرت علينا ونحن في ذلك المكان قافلة كبيرة من الركبان فسألنا إلى أين أيها الإخوان. فقالوا لنا من إدلب إلى زيارة حضرة السلطان فقلنا لهم مصحوبين بالسلامة ولا زالت العناية بكم ترعى ولا تنسونا معاشر الإخوان من صالح الدعاء...".