اللامنتمي

[عشتار]

كنت أريد من أعماقي أن أكون إنسانا ً اجتماعيا ً إلى أبعد الحدود ..
إنسانا ً يُحسن رد التحية ، ويتقن الرياء والمجاملة
يعرف مناسبات الزيارة وكيف يتكلمون مع إنسان يرونه لأول مرة
أدركت ذلك
ولكني لا أستطيع ...
فأنا وطواط يعيش في قوقعة مظلمة مليئة بالشوك والدمع
يتفرج من ثقب صغير فيها على المهزلة التي يسمونها الحياة ..
كنت أحلم وأوهم نفسي بأنه من الممكن أن أصبح بطلا ً وأقوم بأعمال خارقة في المستقبل الطويل
لكن أشياء تافهة كصراخ بائع متجول أو عويل سيارة مسرعة
كانت تنزعني من عالمي الوهمي وترغمني على الاختفاء والهرب
فأعود إلى مهنتي الأصلية :
مهنة التفرج
خرجت من المقهى ، ولكني لم أستطع أن أكافح شعوري بالذل والمهانة وعاودني حقدي القديم ..ذلك الحقد المريض
فأخذت أخبط في الشوارع بحقد
كنت أتسكع وحيدا ً ..
ولا تعجبوا من ذلك ..
فأنا إنسان غريب عن العالم ، غريب عن كل ما فيه
أتفرج من بعيد على الحياة و أسلط على الناس أضواء مختلفة تضخّم حماقاتهم دون أن أشارك الآخرين في شيء ...​

محمد حيدر

إنسان عبر الحياة بين 1939_1990
التقت روحه بجسده في مدينة السلمية _ حماة
درس الفلسفة في جامعة دمشق
من مجموعته القصصية ( عالم مسحور )

* اللامنتمي لؤلؤة من بحر كولن ولسن
لمعت تحت الشمس وهو في العشرين من عمره​