الليبراليون في مصر واثقون من قدرتهم على تحدي حكم الاسلاميين

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
دأب المخرج

السينمائي خالد يوسف على انتقاد النظام الحاكم في أفلامه قبل​
الإطاحة بالدولة البوليسية التي يرأسها حسني مبارك والآن يعتقد أن​
الفنون قادرة على تحدي حكم الإسلاميين الذين يحكمون مصر بعد ثورة​
25 يناير كانون الثاني 2011.​
قال خالد يوسف الذي انضم للحملة المعارضة للدستور الذي وضعت​
مسودته جمعية يهيمن عليها الإسلاميون أوشك أن يصبح أساسا للتشريعات​
في مصر "الفن سيساهم بدور كبير زي (مثل) ما ساهم في إسقاط نظام​
مبارك."​
وكشف الدستور الذي سارع الرئيس محمد مرسي لطرحه للاستفتاء​
الانقسامات العميقة بين معسكر الإسلاميين في مصر ومعسكر منافس يضم​
يساريين وليبراليين ومسيحيين وإسلاميين أكثر اعتدالا يتبنون رؤية​
مختلفة بشأن شكل الدولة الجديدة.​
وقالت وسائل إعلام رسمية إن مشروع الدستور حصل على موافقة 57​
في المئة من الأصوات في المرحلة الأولى ومن المتوقع الآن الموافقة​
عليه في مرحلة ثانية تجرى السبت القادم. ويقول معسكر المعارضة إن​
فشل مشروع الدستور في الحصول على تأييد كاسح يبين مدى إثارته​
للانقسام.​
قال يوسف (48 عاما) وهو عضو يساري في حركة التيار الشعبي​
المعارضة "مفيش (لا يوجد) دستور يفرض على نص (نصف) الشعب قسرا​
وغصبا."​
ويقول الإسلاميون إنه لا بد من الموافقة على الدستور لاستكمال​
الانتقال إلى الديمقراطية وإن القوانين والشرائع المصرية يجب أن​
تستند إلى مبادئ الإسلام لتعبر عن رغبات أمة يشكل المسلمون​
غالبيتها.​
وبالنسبة لمسلمين ذوي عقلية ليبرالية مثل يوسف الذي كافح​
معسكره لتنظيم صفوفه ضد صفوف الإسلاميين الأكثر تنظيما فإن تلك​
الرؤية تعني تهميش المسيحيين الذين يشكلون حوالي عشر المصريين​
البالغ عددهم 83 مليون نسمة والمرأة وآخرين يرون مصر دولة تمتاز​
بالتنوع والريادة الثقافية في العالم العربي.​
وقال يوسف -الذي حرص على أن يبرز في أفلامه انزلاق البلاد الى​
هاوية الفقر في عهد مبارك وأثار ضيق الإسلاميين بأعمال تناولت​
محظورات مثل الجنس- إن هذا "الدستور مآله إلى مزابل التاريخ."​
وتقول جماعات حقوقية إن الدستور لا يشتمل على حماية صريحة​
كافية لحقوق المرأة ويشيرون إلى عبارات غامضة مثل الإشارة للأخلاق​
والوطنية. ويخشى الليبراليون أن يكون معنى ذلك ان الإسلاميين​
المحافظين سيسعون لفرض قيود اجتماعية قد تضر بالمرأة والأقليات​
والفنون.​
ولمشروع الدستور صبغة إسلامية واضحة. وبالرغم من أن "مبادي"​
الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع كما كانت في الدستور​
القديم ولكن بندا يضيف تفاصيل أخرى إلى ما يعنيه ذلك. وتنص مادة​
أخرى على وجوب أخذ رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر فى "الشئون​
المتعلقة بالشريعة الإسلامية."​
قالت الشاعرة والكاتبة فاطمة ناعوت (48 عاما) والتي كثيرا ما​
تتحدث عن قضايا المرأة وتدافع عن الفنون في مواجهة الرقابة "تحت ظل​
الإخوان والجماعات المتطرفة سيكون مستقبل كل المصريين مظلما دون​
شك."​
وتشير ناعوت وهي مسلمة ليبرالية إلى بعض الدعاة المتشددين​
الذين أصبحوا الآن وجوها شهيرة على شاشات التلفزيون بأنهم "دخلاء"​
على المصريين وتضيف "لكنني على ثقة أن مصر ستعود لنا قريبا."​
ولم تعد هزيمة الدستور من خلال الاستفتاء الآن في متناول​
المعارضة على ما يبدو. وستكون معركتهم القادمة في الانتخابات​
البرلمانية التي من المرجح أن تجري في أوائل 2013. وسيطر​
الإسلاميون على البرلمان الأخير الذي تم حله في يونيو حزيران​
الماضي.​
وتحمل الإسلاميون وطأة السياسات القمعية لدولة مبارك​
البوليسية. وجرت استمالة بعض الجماعات وجرى إنهاك جماعات أخرى​
وكانت الشرطة المزودة بهروات تسحق عادة الاحتجاجات المناهضة لمبارك​
التي تنظمها تلك الجماعات.​
وتستطيع جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في عام 1928 أن​
تعتمد على التأييد الاجتماعي وعلى الشبكات الخيرية التي أسستها على​
مدى ثمانية عقود حتى بالرغم من سجن أعضائها. ولم تصل المعارضة بعد​
الى حد منافسة الجماعة في هذا الشأن حتى لو كانت جماعات مثل التيار​
الشعبي وحزب الدستور الذي يتزعمه محمد البرادعي توسع انتشارها.​
قالت ناعوت "فصيل الإخوان وكذلك الجماعات الدينية المتطرفة​
للأسف لا يحكمهم إلا حس الانتقام جراء 80 عاما من التشوف والتشوق​
للسلطة."​
وأصبحت ناعوت مثل يوسف ضيفا على برامج حوارية مثيرة للجدل في​
مواجهة إسلاميين. وتحولت تلك البرامج إلى ساحات معارك ليلية على​
مستقبل مصر.​
وقالت "المرأة في نظر أولئك الذين يربضون على كرسي السلطة هي​
محض شيء لا قرار له ولا إرادة" وهي تشير إلى تاريخ مصر القديم الذي​
احتلت فيه نساء مكانة عظيمة وتذكر أن امرأة مصرية كانت من أوائل من​
قاد طائرة من النساء في العصر الحديث.​
وأضافت "مصر ستسير في الطريق الصحيح لو استمر الشعب على قوته​
ووحدته في وجه الفاشي الإخواني" مستخدمة لغة عنيفة أصبحت أكثر​
شيوعا مع اصطفاف خطوط المواجهة السياسية.​
ويستخدم الطرفان مصطلحات عنيفة. وأشار قيادي في جماعة الإخوان​
المسلمين في دعوته إلى مظاهرة احتجاج في الأسكندرية يوم الجمعة ردا​
على اشتباكات بين إسلاميين وخصومهم الأسبوع الماضي الى ما وصفه​
"بالوجه القبيح للعلمانية وعدائها للإسلام."​
ويقول الإسلاميون أيضا إنهم لا يريدون خنق آراء الآخرين لكنهم​
يزعمون أنهم يعبرون عن رأي الأغلبية في دولة ترتدي فيها معظم​
النساء الحجاب رغم أن هذا الزي لا يشير إلى أي ميول سياسية.​
ويقولون إن الانقسامات هي الأمر المألوف في السياسة.​
قال عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين لرويترز​
بعد المرحلة الأولى من التصويت في الاستفتاء على مشروع الدستور إن​
العالم كله منقسم ولا يعني ذلك أنه سيدخل في حروب عالمية. وأضاف أن​
الانقسام في أي انتخابات لا يعني بدء حرب عالمية أو فوضى.​
لكن خصوم الإخوان المسلمين يقولون إنه لا ينبغي للدستور أن​
يؤدي إلى انقسام للأمة لأنه من المفترض أن يعكس مبادئ الحكم لا​
السياسات الحزبية.​
ويضيفون أن التأييد لمرسي وجماعته ربما يتراجع. ويشير استفتاء​
على التعديلات الدستورية وانتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية في​
العامين المنصرمين إلى تراجع في التأييد للإسلاميين.​
وكان حسن نافعة وهو ناشط ليبرالي وأستاذ للعلوم السياسية من​
بين الناخبين الذين أعلنوا تأييدهم لمرسي في الجولة الثانية​
لانتخابات الرئاسة في يونيو حزيران عندما كان البديل أحمد شفيق وهو​
عسكري سابق وآخر رئيس للوزراء في عهد مبارك. وفاز مرسي بنسبة 52​
بالمئة من الأصوات.​
لكن نافعة قال إن مرسي عاد إلى جماعته وتجاهل المصريين الآخرين​
حتى أعضاء المعارضة الذين أيدوه في الانتخابات. وقال إن الرئيس​
يرفض ببساطة المعارضة باعتبارهم "ليبراليون ليس لديهم أي ثقل حقيقي​
بين السكان."
 
أعلى