الليبيون يقعون في غرام الآيس كريم

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
منذ الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي، بدأت قصة حب الشعب الليبي مع الآيس كريم.
غالبا ما يقال إن المرء يحتاج إلى الذهاب إلى ايطاليا لكي يتذوق الطعم الحقيقي للجيلاتي، لكن ليبيا، المستعمرة السابقة لايطاليا، قد تكون في طريقها لتصبح مركزا أخر للآيس كريم.
لم يكن هناك تاثير واضح من قبل للإيطاليين على ليبيا كما هو الآن في هذا الاطار، فقبل الثورة كانت هناك محال تجارية قليلة جدا هي التي تبيع الآيس كريم في العاصمة طرابلس، لكن منذ الثورة أصبحت المنافذ التجارية لبيع الآيس كريم تفتح في كل شارع مزدحم تقريبا، وتحمل هذه المنافذ أسماء مثل بنيسيمو، وليمونا، وجيلاتي ايطاليا.
ويقول حسين بنور، صاحب محل بنيسيمو: "أصبح هناك سوق للجيلاتي هنا، ويفتخر الليبيون بمثل هذه الأمور لأننا لم يكن لدينا مثلها في السابق."
ويقول بنور إنه أحب فكرة الآيس كريم وحرفة صناعته عندما كان يعيش في إيطاليا لمدة عامين، كما أن أخيه الأصغر هو العامل المحترف في هذا المتجر.
وأضاف بنور: "يحب أخي صناعة النكهات المختلفة، ونحن متخصصون في عمل نكهة الشيكولاته، مثل العلامات التجارية لسنكر، وباسي، ونوتيلا."
وقد افتتح متجر آخر لبيع الآيس كريم في مدينة غيرجاريش السكنية والتجارية في وسط المدينة ويحمل اسم جيلاتي ايطاليا.
وتزين حوائط هذا المتجر صور للمعالم الأثرية الشهيرة في ايطاليا، وهناك ثلاث منضدات حمراء، وحولها مقاعد تحمل ألوان مختلفة تتناسب معها.
وقد اصطف عدد من الكبار والصغار أمام هذا المتجر الذي يعد الفرع الثاني لصاحبته رويدا الريس، والذين وقفوا أمام المتجر في الدقائق الأولى من افتتاحه للحصول على الآيس كريم.
وقال أحد الزبائن الذي وقف متحمسا ينظر إلى التشكيلة المتعددة المعروضة من الآيس كريم: "هذا المتجر يناسب الطقس الحالي، حيث لا تزال الشمس تسطع هنا."
ويقف زوج رويدا الريس وراء عمل الجيلاتي، وهو من يضيف النكهات المختلفة إليه من العسل والعجائن.
وقالت الريس: "بعد الثورة، أراد العديد من الأشخاص أن تنفتح ليبيا، ليبيا الجديدة، مع وجود محال تجارية جديدة، ومقاهي جديدة."
وقالت الريس إنه مع وجود العديد من الليبيين المحبين للسفر إلى ايطاليا، فقد أحضر هؤلاء معهم افكارا للعديد من المشاريع التجارية مثل مطاعم البيتزا، والمقاهي ومحلات الآيس كريم.
أغان شعبية
وتعد أيضا سيارات النقل الصغيرة لبيع الآيس كريم هي أحد المظاهر الجديدة في طرابلس، مع وجود البعض منها بشكل ثابت حول المدينة منذ الصيف.
فهناك سيارتان منهما لامعتان ويكسوهما اللون الأحمر، وتغطيهما ملصقات لشخصيات بيكسار الشهيرة، ويقدم كل منهما الآيس كريم مع بعض العصائر.
وتبدو سيارة صاحب المشروع محمد غلام المحلية وكأنها شيء مصنوع في ليبيا، كما تكسوها العديد من الملصقات والصور الملونة.
وقد التقط غلام الفكرة لهذا العمل التجاري من خلال زيارة قام بها لتونس، وفور عودته قام بتحويل السيارة الصغيرة التي كانت تاكسي في أحد الأيام إلى منفذ لبيع الآيس كريم.
وقال غلام: "قمت باحضار هذه السيارة، ونزعت منها المقاعد، واشتريت ماكينة الجيلاتي، وثلاجة، ومولد للكهرباء."
وقام غلام أيضا بالتعاقد مع بائع تونسي، والذي يقوم بتشغيل مذياع تنبعث منه أغنية "فقط كما أنت" للموسيقار الأمريكي برونو مارس، وهي موسيقى غير تقليليدية بالطبع.
وبعد أن فشل غلام في العثور على جهاز يحمل الأغاني الليبية وبعض الملحقات الأخرى المرتبطة به، مثل مخروط بلاستيكي يمكن أن يضعه فوق سيارته، لجأ غلام إلى بعض أصدقائه طلبا للمساعدة.
وقال غلام: "طلبت من أصدقائي المسافرين إلى إيطاليا وإلى مالطا أن يبحثوا لي عن جهاز جيد، فالإيطاليون لن يمنحوني تأشيرة دخول."
وإذا فشلت هذه المحاولات، كما يقول، فسوف يبحث عن أغاني محلية على الانترنت وينقلها لإحدى أجهزة تشغيل اسطوانات السي دي التي يمكن توصيلها بسماعات كبيرة حتى يتمكن من هذه الأغاني المحلية.
ويقول غلام: "كان من المستحيل في الماضي أن أحصل على رخصة للبيع في الشوارع، حيث كانوا سيصادرون سيارتي الصغيرة، لكن الأمر أصبح أسهل الآن."
ويضيف: "أعمل الآن على سيارة أخرى جديدة والتي آمل أن أن تكون أكثر تجهيزا من هذه، وقد استغرق الأمر مني في البداية ثلاثة اشهر لأنني لم أكن أمتلك الخبرة، أما الآن فلن تستغرق السيارة الجديدة كثيرا، وسوف أنتهي منها في شهر."
ويتفق أصحاب العمل في بيع الآيس كريم في ليبيا على أن السر وراء نجاحهم والإقبال على المأكولات الايطالية الأخرى هو حب الناس في ليبيا للطعام بشكل عام.
 
أعلى